السلام عليكم



--------------------------------------------------------------------------------

المقامة اللغوية
أ / عبد الجليل الروحاني

قال أبو الفتح اليماني : قال ضرغام : ذهبت إلى مدرستي العزيزة , فولجت الفصل ,وألقيت السلام على الطلاب الأعزاء الكرام , ثم طرحت سؤالا عليهم : عددوا عشرة أسماء للأسد في لغتنا العربية , روضة الإبداع البهية , لنرتشف من جداولها السَّنية , رُفعت الأصابع , ثم طلبتُ الإجابة من أحد الطلاب النجباء اللوامع.
فأجاب قائلاً : يا معلمي الفاضل الأسماء هي : عرندس , أسامة , رئبال , هصور , قسورة , فرناس , حيدرة , ضرغام , ضيغم , همام .
فقلت له وقد اكتسى على محياي البِشر والحبور , وانتشيت فرحا ,
قلت له : شكراً على هذه الإجابة , هُديت الإصابة - أحسنت وبارك الله فيك -
أشكرك أيها الثعالبي الصغير , جهبذ اللغة النحرير .
ثم طلبت من أحد الطلاب إدخال كلمة ( أسد ) في جملة من إنشائه , يكتبها على السبورة , حتى تصبح ذائعة مشهورة .
كتب الجملة التالية ( المقاومة اللبنانية شجاعة كالأسود ),
رغم كل حسود , ومجدها سيسود .
فشكرته على جملته , وروعة سجعته .
وقلت له أحسنت يا حريري اليمن . صاحب المقامات أعجوبة الزمن .
ثم قلت للطلاب الكرماء :
أيها الطلاب النبلاء ؛ إن لغتنا الغرّاء , سامقة كالجوزاء , فحافظوا عليها كالجوهرة المكنونة , فهي حافلة بروائعها المدفونة , , ودافعوا عن لغتكم العربية , فالعدو يسعى لمحوها , فهي هويتكم السرمدية فاللغة العربية نبراس العلوم , وشفاء الفؤاد الكلوم .
ثم دق جرس المدرسة معلناً الانصراف .
ثم فارقتهم والبشر قد رسم في طلعتي لوحة الجذل , وتجلى لي من طلابي شعاع الأمل .
فأنشدت شعراً :





أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
وسعت كتاب الله لفظاً وغايـة ً
و ما ضقتُ عن آيٍ به و عظات ِ
أيهجرني قومي عفـا الله عنهـمُ
إلى لغـةٍ لـم تتصـل بـرواةِ