الذكاء العاطفي


كل منا يريد أن يكون ناجحا في حياته..
أن يكون قائدا مؤثرا..
أن يكون شخصا متميزا..
ثم لا أفضل .. ولا أحسن منه أحدا أبدا
كل هذا يأتيك عن طريق الذكاء العاطفي الذي هو مقرون بالذكاء العقلي..
فما الفرق بين الاثنين ، وما هو الذكاء العاطفي؟؟
الذكاء العاطفي الذكاء العقلي
مكتسب وراثي
تصل تنميته إلى 180% تصل تنميته من 20 إلى 50%
نجاح مرتفع نجاح منخفض
وبدون الانسجام والموائمة بين الاثنين بتعثر النجاح !
هل تعلم أنه من 59 إلى 60 % من المدراء في أمريكا يعتمدون على الذكاء العاطفي ؟
فنجد مثلا مديرا أو أي موظف آخر ناجحا جدا بذكائه العقلي وما يحمله معه من شهادات عديدة في عمله وفي تخصصه بينما هو فاشل فشل ذريع في التواصل البشري وفي العلاقات الإنسانية !
فهل تتصور أن يـــُقبل عليه أحد أو حتى يستسيغه ويتقبل منه أي رأي أومعلومة أو نصح ومشورة؟
لا أعتقد هذا أبدا !!
إذن ما هو الذكاء العاطفي ؟
هو بكل بساطة :
القدرة على التعامل مع الآخرين بإنسانية
وبعواطف !
وبشكل أوضح :

هو المرونة مع أفكار ومشاعر وسلوك الآخرين ...
واحتواء مشاعرهم السلبية واستيعابها وتفهمها ..
ومن ثم التحكم فيها وضبطها...
وتأمل كل كلمة لوّنــتـُها لك !!
وأضرب لك مثلا على ذلك بموقف النبي صلى الله عليه وسلم مع السيدة عائشة رضي الله عنها لما أسقطت الطبق أمام من كانوا معه عليه السلام فلم يزد على قوله : لقد غارت أمكم !!
فاحتوى غضبها وغيرتها وما اعتلج في نفسها من مشاعر.
مكونات الذكاء العاطفي :
أ ) الوعي بالذات
ويعني الانتباه لحالاته الداخلية وملاحظتها ومراقبة أفعاله ولغة جسده أثناء السلوك ,, وكذلك يعني الانتباه الموزع أي مراقبة نفسه عن بعد وتأمل انفعالاته ,, ثم عليه أن يعي ما يفعل (الوعي بعملية التفكير) يليه القدرة على تبديل المزاج والحالة الشعورية التي هو فيها ويود تبديلها.
ب ) تنظيم الذات
ويعني إدارة إيجابية للأفكار.. وإدارة للمشاعر.. وإدارة للسلوك
ج ) تحفيز الذات
ويكون بنوعين من الحوافز معنوية داخلية ومادية خارجية , فالأولى مثل حب التعلم والمتعة بالعمل والعلم نفسه
والثانية مثل المال والجاه والحاجات المختلفة.
وأفضل تلك الحوافزبلاشك هوالاستمتاع بالعلم وحبه وكذلك الاستمتاع بالعمل.
د ) التعاطف
ويكون بإتباع النقاط التالية:
· إدراك المشاعر
· قراءة الإشارات
· معرفة قوة الانفعال
· إدراك الحاجات والاهتمامات.
والتعاطف يكون مع نفسك ومع الآخرين
هـ ) التقمص الوجداني
ويكون قبل كل شئ بإدراك النفس لذاتها ووعيها لها.. ثم يبدأ في تجسيد العاطفة المقابِلة وذلك بالإدراك الحسي لمشاعر الآخرين وتقليدهم في تعاطفهم وردة فعلهم والتوافق معهم دون مبالغة فيبدأ عندئذ التأثير والفاعلية في الآخرين.
وينبغي هنا مراعاة أصحاب الاضطرابات السلوكية والذين لديهم فشل في تسجيل مشاعرهم والتعبير عنها .
و ) المهارات الاجتماعية
وهذه تتطلب ذكاء اجتماعي خاص يتمثل في :
ز ) مجاراة الآخرين
ح ) إدارة مشاعر الآخرين
ط ) التأثير بالآخرين
ي ) قيادة الآخرين
ويكون هذا بالتنظيم وبناء العلاقات الشخصية وتبادل الحوارات والحلول التفاوضية والتحليل الاجتماعي .
ك ) الكفاءة الاجتماعية
وهو الوصول إلى القدرة على تهدئة انفعالات الآخر بعد خبرة طويلة في ضبط انفعالاتي أولا وإتقان التفاعل الاجتماعي وفهم الإشارات التي تصلني من اللغة المنطوقة ولغة الجسد.
ل ) المرونة
وتنطلق من النقاط التالية :
1- أهمية الإحساس بالقدرة والسيطرة
2- التركيز على الإيجابيات
3- تحديد نقاط القوة لديك
4- تعديل وتغيير نقاط الضعف
5- اكتشاف المزيد من البائل.
6- تغيير الأسلوب والمحافظة على الهدف
7- التفاؤل
وهو موهبة معقولة مع قدرة على المواجهة المستمرة تحمي من اللامبالاة وفقدان الأمل ومن الإصابة بالاكتئاب وينبئ بالنجاح الأكاديمي والمادي وتصبح لدى المرء قدرة على مواجهة تحديات الحياة.
8- الانسياب
هذا المكون الأخير من مكونات الذكاء العاطفي يعزز انفعال الأداء والتعلم فيصل المرء إلى قمة التركيز والاسترخاء ويغيب الإحساس بدورة الزمان والمكان حيث يتمكن من الأداء الرائع والمبدع والمتميز في اقل طاقة ذهنية وذلك بالتدريب المستمر واختيار العمل المناسب عن حب ورغبة.
فوائد الذكاء العاطفي:
1. حث النفس على مواجهة الإحباط
2. التحكم في النزوات والانفلات والأهواء والشهوات الغير مرغوبة.
3. تأجيل الإحساس بإشباع النفس وإرضائها أو ترك الحبل لها على الغارب .
4. تنظيم الحالة النفسية المتمثلة في ضبط النفس وتنظيم المزاج والسلوك عن طريق الوعي بالذات .
5. منع الأسى والألم إزاء فشل قدرتك على التفكير والتعليم واتخاذ القرار.. وتقبل هذا برضا وتفهم.
6. القدرة على التعاطف والشعور بالأمل..
علاقة الذكاء العاطفي بالنجاح :
يتناسب النجاح تناسبا طرديا مع الذكاء العاطفي, فكلما تفهم المرء حاجاته وحاجات الآخرين وأدرك ذاته وما يتعلق بها من معتقدات ومشاعر وسلوكيات وكذا نقاط ضعفه وقوته واحتوى معتقدات الآخرين ومشاعرهم وسلوكياتهم .. فهذا هو الذكاء العاطفي الذي كلما زادت نسبته زادت فرصة النجاح في الحياة متمثلة في العلاقات الإنسانية وفي العمل وفي كل شأن من شؤون هذه الحياة ومتطلباتها التي لا تنتهي.
وهناك شروط تواكب هذا التناسب ينبغي أخذها بالاعتبار وهي :
أ‌- المرونة وتقبل التغيير
ب‌- حسن التعامل مع الجماعة
ت‌- الإصرار والمثابرة والثقة بالنفس
ث‌- ضبط النفس وتحمل المسؤولية
ج‌- توجيه العلاقات الإنسانية نحو الأفضل.
علاج الجروح العاطفية :
عزيزي القارئ سأختصر لك العلاج في نقاط محدده مهمة .. وعليك فهم التفاصيل أو البحث عنها في علوم تطوير الذات المنتشرة بكثرة في مكتباتنا العربية .
أهم هذه النقاط :
o الإدراك وتقبل الجرح.
o التعبير عنه مع اقرب الناس إليك على سبيل الفضفضة.
o المواساة والبحث عنها في مجالات عديدة.
o التعويض وذلك بتحاشي اللوم والعقاب والبحث عن خير عوض .. وما أكثر المعوضات لو أردنا البحث عنها بحق وبرغبة.
o المنظور وذلك بتلافي ماوقعنا فيه من أخطاء عن طريق النظر إلى أنفسنا عن بعد ومحاولة فهم السياق والأنماط والأساليب والمسؤوليات .
o التوجيه أي توجيه انفعالاتنا إلى جهة أخرى عن طريق الانخراط في عمل تطوعي مثلا.
o الصفح.
***************

وبعد.. أعزائي القراء
هذا ماجاد به قلمي اختصارا لا تفصيلا ليقدم لكم هذه المعلومات عن الذكاء العاطفي والذي وجدت أن الكثير هم في غفلة عنه وازورار حتى المتعلمين والأكاديميين وأصحاب العقول المتميزة والصعبة في مجالاتهم وتخصصاتهم رغم حاجتنا إليه فعلا!
لذا اطلب منكم الصفح عن التقصير الوارد فيه وغض البصر عن أي خطأ..
فما كان فيه من توفيق وسداد فذاك من الله سبحانه وتعالى فله الحمد والشكر كله .. وما كان فيه من تجاوز وزلات وسوء عرض وتقديم اوتحليل فذاك من نفسي والشيطان.
تقبلوا تحياتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.