" البنية الدلالية في المجموعة القصصية" لوقلت كلمتي"
لنزهة بنسليمان"

خالد عبد اللطيف/ المغرب.

تتضمن المجموعة القصصبة"لوقلت كلمتي" سبع قصص(داء الطمع ـ جارتنا الحسناء ـممنوع دخول النساء ـ الطبيب النزيه ـ لحظة تأمل ـ ابنتي)
1 ـ تشير القصة الأولى إلى الضاوية المرأة التي تزوجت المحجوب بعد قصة حب ورفض عائلتها تزويجها لإقطاعي لأن "الغجرية لاتتزوج إلا من عشيرتها التي تختار لها زوجها بمجرد أن تولد"
ثمرة زواجها ثلاث بنات،اشتغل أول الأمرفي ورش للبناء كعامل مياوم" ولم يفلح في الحصول على شغل بمنجم الفوسفات كمعظم رجال العشش"ص 7.
أكتشف أن هذه المهنة متعبة ولاطائل يرجى منها،ففكر في شراء اللبن من المزارعين،وترويجه بالمدينة في نفس الوقت اشتغلت الزوجة كخادمة بالبيوت،ونظرا للتعب الذي لازمه توقف عن هذا العمل،إلا ان ازدياد ابن سماه اسماعيل وجده ملزما للعودة الى العمل كلبان لكن لسوء حظه أن إحدى زبوناته تعرضت لتسمم بسبب حليبه وهي عجوز في العقد التاسع من عمرها( فاطنة) وكانت عليلة،لكن نحسه جعلها تموت،ودخل السجن وبعد خروجه من السجن بثلاثة اشهرمات،واضطرت زوجته الضاوية الة توقيف ابنتها البكر رحمة من الدراسة وهي في الف الثالث اعدادي،واتصلت بأحد معارفها المسمى" عبد السلام" الذي يشتغل ممرضا بالمستشفى ووعدها بتشغيلها كعاملة نظافة اومساعدة في المطبخ،واضطرت ال بيع اسورة الذهب الوحيدة التي تملكها،واعطت المبلغ للمرض زاعما أنه سيدفعه لزميل اعلى منه في الدرجة وخبير في عالم الوساطة والمحسوبية، لكن مع الأيام تنكر لها وسلمت أمرها لله.
اضطرت الأم لتشغيا ابنتها كخادم عند الغالية رفيقة رحمة في المدرسة التي كانت تكره هذه الأخيرة لمن ظروف الحياة جعلت رحمة تخضع للأمر الواقع،بعد ايام فوجئت رحمة راتبها اليومي الذي لم يتعدى قليل من الدقيق والسكرقد تناقص،فصرحت لأمها بذلك دون ان تنبس ببن شفة.
وتشاء الظروف أن يعجب برحمة احد أعيان المدينة ويتزوج بها واسمه عبد الرحمان وستنجب منه ابنتين بشرى وحسناء،لكن زوجها سيموت في حادث اصطدام سيارته بشاحنة.
وخلال اسبوع زارها عبد العزيزأخ زوجها وساومها في الارث، بعدما حاول نهب كل شيء لكن رحمة رفضت فعمل أخ الزوج من الانتقام منها من خلال تحريض خطيبة أخيه السابقة والتي لم يفسخ عقدها معا وطلب منها اللجوء الى الحمل ونسب الجنين للأخ الهالك.
بعدها توجه عند السمسار" حماد" الذي استطاع بدهائه مستغلا بعض الفراغات القانونية والإجرائية الغير المتممة من طرف الهالك ليستولي على كل شيء ووردة المفتعلة وضعت ابنا،مما سيجعلةه وريثا وهومالم ينتبه اليه عبد العزيز،وخسر القضية الاخرى مع حماد السمسار.
2 ـ القصة الثانية تحت عنوان "جارتنا الحسناء" وهي قصة ابراهيم وأهله المكونة من ابنيه محمد وأحمد وابنتيه هنية وزينة الذين بقوا في القرية بالرغم من هجرة سكانها الى المدينة بسبب الجفاف،وظل ابراهيم يشتغل عند أحد أقاربه والمدعوابراهيم وهوأاغنى رجل في القرية.
عمل ابراهيم وابنه بمزرعة المهدي وزوجته كخادمة ببت السيد وتشاء الظروف أن يسرق من حظيرة المهدي أربعة ثيران وثلات بقرات،وظل السارق مجهولا،والسؤال مطروحا كيف تمت السرقة والقمر بدرا وباب الحظيرة مفتوحا وهي رواية ابراهيم.
في حين تسري إشاعات بين الناس مرددة خبرا مرعبا مشكوك في صحته ان هناك عصابات تقتحم الحضائر ومخازن الغلال وتأخذ مبتغاها منها بفضل وسائلها الخاصة.
وينسى هذا الحدث وان كانت أصابع الإتهام تتوجه لا بن صاحب الضيعة المسمى عبد الجبارالذي قد يمون ترك الباب مفتوحا" فشاع بين الناس نسؤولية الشاب في ترك الباب مفتوحا،اذ تغلب عليه النعاس عند عودته منها في اغلاق المدخل الرئيس"ص29.
مع اسدال الستار على هذا الحدث المأساوي قام سي ابراهيم بتزويجابنه وهي مناسبة اقترح فيها المهدي على ابراهيم بأ ن يجعلوا من الفرح فرحين وذلك بتزويج ابنيه عبد الجباروكذا عبد الفتاح وبعد نقاشه مع زوجته الطاهرة ثم اختيارابتي اخيه الحاج علي (مليكة وربيعة) وتم ارسال العراضة (امرأة كبيرة في السن جريئة ومرحة وفي الغالب تختارالقابلة لهذه المهمة...وكلفت بمهمة العراضة دادة محجوبة القابلة" وتقتضي العادة تبليغ جميع العائلات بالعرس ويوم الفرح تم توزيع قطع من القماش اومنديلا للعائلة المدعوة.
ولم يمض عام على هذا الزواج حتى بدات الصراع بين عبد الجباروامه الذي اكد لها أنه يرفض هذه الزيجة التي لم يكن له فيها رأي للإختيار،وغضب زوجه مليكة وذهابها لبيت اهلها، لكن ربيعة اكدت لأختها مليكة ان صراعها مه زوجها وراءه امرأة وهي هنية بنت ابراهيم وتم دس السم لها في الطعام عن طريق الخادة وماتت ،وبعد ذلك عادت العم ابراهيم الى مسقط راسسها بالجنوب مهاجرة الضيعة.
3 ـ القصة الثالثة " ممنوع دخول النساء"
قصة الموظفة مع زوجها المتخرج من معهد المهندسين بالعاصمة،وحياتهما الجميلة اعتبرتها الراوية" من أحلى وأروع ما خلقه البارئ جلت قدرته من أماكن بهذا الكون"ص66
مسار عائلة لها طفلين ولا ينقصها غيرالزوج الذي ينغص الحياة على زوجته بسبب تلك الحالة المرضية التي تصيب الزوج،فيهرع الى الطبيب ويستعمل أدوية دون أن يكشف للزوجة عن نوع مرضه وبيته،ويحيط الموضوع بنوع من التكتم والسرية ولم تستطع الزوجة التوصل الى معرفة مرض النوع وظل التكهن الوحيد لديها هواصابته بمرض خطير ولايريد ان يكشف عنه،ولم يخرجها من حيرتها غير الصدفة التي جمعتها في النادي الرياضي باحدى زميلاتها القديمات" سكينة" وتوطدت العلاقة بين العائلتين وتعرف فريد على زوج سكينة واصبحوا يخرجون للمنتزهات جماعة.
وتشاء الظروف ان يترقى زوج فريد فيترقى ويصبح مدير اللشركة ،وسيزوران احد المدن الاسبانية وهناك ستعلرضون للسرقة من طرف عصابة منظمة.
وبعد يومين عادوا لمسقط رأسهم والخيبة تملأقلوبهم بعدما كثرت تأويلات الاصدقاء حول ععملية النهب التي تعرضوا لها كونهم حملوا نقودا تم تحويلها بطرق غير قانونية.
خلال احد الجولات مع سكينة وجدت الراوية نفسها أمام بناية مكتوب عليها عبارة ' ممنوع دخول النساء" ورجعت بها الذاكرة الى المكان الذي كان يعالج فيه زوجها.
وحينما حكت الساردة القصة لصديقتعا ثريا صرحت لها هذه الاخيرة ان المكان الذي يعالج فيه زوجها يسمى ابا لهول وهو"ناد من الدرجة الأولى ،بحيث تباع فيه الكأس الواخدة من أي مشروب بسعرأغلى مائة مرة من مثيلاتها بالمقاهي العادية بالبلد" ص78.
وتم الترويج لخطة فمبجرد مجيء الأزمة الوهمية لفريد اتصلت الراوية بثريا بعدما لاحظت انه يحمل في جيبه علبة السجائروقنينة العطروصفف شعره بعناية.
بعد خروج الزوج تنكر الثلاثة يوسف واخته ثريا والراوية ودخلوا الملنادي متنكرين وكم كانت دهشة الزوجة قوية " لما تأكدت ان الرجل الذي ربط وسطه بمنديل كبيروهومنسجم في الرقص بالحلبة مع راقصة شبه عارية هوزوجي والكل بما فيهم زميله الذي جاء عنده للبيت يصفق له بحرارة ويهتف:
نعم يافيفو يعيش فيفو منشط معشر ابي الهول" ص82.
.اضطراب الزوج اتهامه ثريا أنها هي السبب في خراب البيوت،لكن الزوجة أصرت على الجلوس قرب زوجها الذي نعث هذا المكان بغير المحترم.
قالت له: " الرجل المحترم لا يجلس الا في الأماكن المحترمة التي تليق بمقامه..وبناء على هذا سأمكث مع زوجي المحترم في مكاننا المحترم هذا الذي لا يتردد علبه الا المحترمون والمحترمات"
ص85.
تتميز القصة الرابعة" داخل المجموعة القصصية" لو قلت كلمتي" التي تحمل عنوان" الطبيب النزيه" قصة الطاهر الدكتور البيطري الحاصل على الدكتوراه من مدينة "نيس" الفرنسية" وطلاقه
من زوجته الفرنسية التي رزق منها بطفلة.
تميز الطاهر بنزاهته كبيطري مما جعله يتعرض لتهديدات متعددة من طرف الجزارين بتصفيته جسديا
أمام القيادة بعد رفضه للكثير من الذبائح بدعوى أنها مريضة وغير صحية ولا يمكن بيعها للمواطنين مما عرضهم لخسائر مادية فادحة.
تعنث البيطري جعل الجزارين يتقدمون بشكاية لقائد المنطقة الذي دعا الطاهر للتفاهم مع أمين الجزارين،الا ان الطبيب بسذاجته المعهودة اتهم أمين الجزارين بأنه أرسل اليه أحد سماسرته لمساومته على أخذ الرشوة،واتهم الجزارين بأنهم مجرمين" ولو كانوا في بلد متقدم لسيقوا جميعا الى السجن" ص93
وأفصح أنهم يشترون الدواب الرخيصة لأنها اما طاعنة في السن أو او مريضة.
كان الدكتور البيطري متطرفا في أفكاره،وازداد تعنثه في عدم توصله الى حل لا مع القائد ولا مع الجزارين ورفض وضع خاتمه على الذبائح مما جعل الجزارين ييتهيجون لدرجة أن بعضهم طعنه بسكين ولولا تدخل رجال الامن لاصبح في خبر كان.
مرت ثلاث أسابيع على الحدث ولم يثر انتباه الناس الا غياب الطبيب لمدة اربعة أيام وتم الا تصال بأبيه من طرف الحارس عمرفدخلا المنزل فكانت المفاجأة الطبيب ميت وهو جالس على الكنبة
واضعا الكتاب على صدره والسيجارة منطفئة بين أصبعه الوسطى والسبابة.
وظل موته مجهولا ولم يفتح تحقيق في الموضوع.
" فهل هو أخذ بالثأر أم وفاة طبيعية أم إدمان مفرك في تعاطي المخدرات كما روج ذلك جزارو السوق" ص96.
القصة الخامسة" لوقلت كلمتي" قصة حليمة المرأة المتسلطة التي تزوج بها الحبيب من أجل
الثراء،وابنته"شمس الضحى" الا بنة المدللة التي تزوجت من ابن عمها(ابن أخ الحبيب) والذين اشترطوا عليه الا قامة معهم في منزلهم.
وكانت شمس الضحى تكن عداء واضحا لا بني الخادمة مرجانة الحسن والحسين،وتزداد الأمور سوءا حين قرر الحبيب الا نفاق على حسن ابن مرجانة لمتابعة دراسته في معهد بما فيها الفترة التي سيقضيها خارج الوطن،وهو ما أثار حفيظة الزوجة حليمة وابنتها شمس الضحى التي رأت في تفوق الشابين على زوجها الذي لم يتجاوز مرحلة الا عدادي.
واتفقت الام وابتها على افتعال مشكل بالمنزل واتهام مرجانة بسرقة بعض التجهيزات المنزلية وتقديمها لبعض العائلات الفقيرة..لكن رب الا سرة الحبيب سيتأكد من براءة مرجانة.
الا ان الزوجة وابنتها اصرتا على طرد مرجانة لتذهب للمدينة للعيش مع ابنت اختها لبابة.
تمر شهور ويموت الحبيب رب الا سرة ..وتتوصل مرجانة بخبر مفادها ن شمس الضحى ليست ابنة الحبيب بل هي الورثة الشرعية لكل ممتلكات المرحوم حيث سبق لها ان تزوجت بالحبيب سرا وأنجبت منه الحسن والحسين ولسوء حظها لم تستطع المطالبة بالا رث لان كل الذين شهدوا زواجها ماتوا.
" وضاعت مرجانة وأولادها رغم صيحاتها في ساحة المحاكم مطالبة بحقوقها كأم وزوجة"
ص114.
القصة" السادسة " تحت عنوان" لحظة تأمل" تشير الى وقوق الراوية قرب شاطئ البحر بعد نزاع بينها وبين زوجها..تتأمل البحر وتناجيه..بعدها احست ان المشكل لايرقى الى مستوى التعقيد وعادت الى زوجها.
القصة" السابعة" " ابنتي" تحكي حكاية عائلة ادريس الزهراني وزوجته زينوبة والذي رزق منها
بخمس بنات،وفي الأخير رزق بابن وحيد سماه "عبد الكريم"
تشاء الظروف ان تحل مصيبة بادريس باعتباره مدير مدرسة،حيث تم اتهامه بتسريب اسئلة الا ختبارات النهائية بين التلاميذ وتم طرده من العمل.
تضامن زوجته معه في أزمته وبيعها لحليها،ويعه لمخزن صغير كان يملكه بضاحية المدينة،حيث أقام مشروعا صغيرا يتعلق بصنع الخبز وبيع الحلويات،وفي ظرف وجيز استطاع أن يصبح من أكبر التجار وساعدته في مهنته ابنته بهية الا بنة البكرالحاصلة على دبلوم من كلية التجارة.
وتمكن ادريس من توطيد علا قته مع مجموعة من التجارخصوصا الحاج عابد تاجر الدقيق الذي زوج ابنه عبد الرزاق(تاجر) ببهية وبالفعل تم الزواج، الا أن افلاس عائلة الحاج عابد جعلت الزوج ينتقم من زوجته بهية ويسومها الذل والعذاب،وبعد الطلاق اشترط عليها أخذ الابنة الصغيرة اميمة ثمرة زواجهما،وانتقل للعيش ببلجيكا.
وتشاء الظروف في احدى الشواطئ ان تتعرف أم بهية على (أم زوج ابنتها) وعرفت من خلا ل الحديث معها أن الطفلة الشقراء هي بنت بنتها والمسماة" أميمة" وقامت بسرقتها وارجاعها الى ابنتها بهية،وقام الزوج برفع عدة شكاوى بالمحاكم وتمكنت بهية في الا خير من كسب القضية.
وعادت الطفلة أميمة لأمها تنعم بدفئها وحنانها الذي حرمت منه منذ سنوات طويلة.

• الهوامش:
• لو قلت كلمتي" مجموعة قصصية" نزهة بنسليمان" ط1 1995.