السلام عليكم

--------------------------------------------------------------------------------

فلسفةالوهم
بقلم خليل حلاوجي

لم استطع ان اكتب حرفا" واحدا" في حياتي الا بعد ان تخلصت مما اشتبك في عقليتي من وهم مع ما هو حقيقي , فالوهم لايعني الحقيقة. وهذه الحقيقة الأولى. ولكن هذه الحقيقة وهم. فمعظم البشر يعيشون في معظم حياتهم هباء" فريسة الأوهام.
فما أن يسمعوا بموروث العنتريات واللافتات ومشوشات الشعارات حتى ينتفضوا من مقعدهم يخيل الى أحدهم انه يعيش وقائع تسد عن عينيه منافذ النظر المصيب والعقلاني , وكم كنت أنا مصدق ان شرعة السلطان الذي بدأ يورث شعوب مملكته لولده بالسيف على انها شىء من شرعة القرآن فأتبعناه
وهو كان يستغل ان النفس تلعب بها الأوهام في بعض الاحيان فيخيل اليهاالباطل بصورة الحق وحين توهم عمر ان وفاة الرسول الرحيم عليه الصلاة والسلام انه كان في رحلة الى الله تشبه رحلة موسى عليه السلام وانه سيعود وانه سيقتل من هو مصر على مقولة ان الرسول قد مات !
حتى جاءته من فم ابو بكر رضي الله عنهما آيات بينات مدهشات تعيد الوهم الى الحقيقة فيخر لها مصدقا" بان الرسول لن يكتب له الخلد ولاداعي ان ينقلب الصحابة على أعقابهم فالآصل ان عبادة الصحابة تكون لله تعالى ... أما وهم انهم يعبدون محمد الذي مات في تلك اللحظات ..فعليهم ان يعيدوا ترتيبات المسلمات اذ الحق انهم ومحمد معهم يعبدون الله تعالى !
ويرى فيلسوف الحداثة الفرنسي(ميشيل فوكو) أن علم طبقات الأرض كشف أن القارات محمولة على صفائح عملاقة وكذلك المعارف الانسانية محمولة على طبقات فوق طبقات من الأوهام.
أن الناس تحركهم الأوهام بوقود وهمي غير حقيقي. انظر الى ذلك الرجل الذي ظن بقتله الخليفة علي رضي الله عنه انه يتقرب به الى الله وانظر الى الكثير ممن يحمل السلاح اليوم وظنهم انهم مدافعون عن .. الحق حتى ليكاد الكثير من سكان الارض يصدقون لعبتهم ومشروعهم في اسلمة الارهاب على انه حقيقة وان بوش جاء يحرر شعوبا" من أسرها واستعبادها من طغاتهاوبوش نفسه وكذلك الامم المتحدة تصف الاجراء على انه احتلال , ويغفل الكثير بنفس السياق ويصدق دعوة الاسرائيليون وهم ظنوا أنفسهم أنهم شعب الله المختار وان الارض المقدسة لدينا هي من بقايا ارثهم الديني حتى اغتصبوها بقوة تصديق المغفلين من اليهود الذين لم يقرأوأ التوراة بعيني بصيرتهم ليروا ان اياته تحرم عليهم التجمع في تلك الارض ولكن الصهاينة منهم انشأوا مملكة الوهم باساطير اسست من خلال تزييف النص التوراتي فصار الباطل ...حق كما تنبه لذلك روجيه غارودي وشرحه في كتابه ( الاساطير المؤسسة للسياسات الاسرائيلية )
ونحن المسلمون ربما قرأ البعض منا الاية ( كنتم خير امة اخرجت للناس ..)فتصور مبدأ الزام الآخر وفق فهمه لتلك الخيرية على انها حق مطلق!
أرأيتم أذن كيف إن أعظم مشكلة تواجه العقل هي تورطه في الظنون والأوهام والهوى والله ينبهنا فيقول
( ..واجتنبوا كثيرا من الظن..)، ويخاطب رسوله ( ..ولاتتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا
يوم الحساب ..).
ولكن مامصدر ذلك الوهم ولماذا يقع العقل الانساني في قبضته ويتغذى العقل به؟
ثم كيف يتحرر الانسان من ظلمات الأوهام وأمواجها المغرقة كي يصل الى شاطيء اليقين والحق. وهذا القرآن وصف نفسه(وإنه لحق اليقين)

اول تلك السبل يعلمنا أياها الله تعالى بان لاننخدع بكثرة الاتباع الذين قد يزيفون الوقائع فنتصور معهم الباطل على انه الحق يقول الله تعالى ( قل لايستوي الخبيث والطيب ولو اعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يااولي الالباب لعلكم تفلحون ) الانعام 100
ثم ان الرحيم محمد قد صور الحق في صور انبياء يأتون يوم القيامة ومعهم مصدق واحد او اثنين وربما جاء النبي وما معه من احد فهل يعني ذلك انهم ليسوا على الحق ؟!!

ثاني تلك السبل اوردها الله تعالى وهو ينبهنا الى سلوك اهل الباطل , انه جل في علاه يعطينا الميزان الحسي والمعنوي للتفريق بين الفريقين يقول الله تعالى (ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول».

ثالث تلك السبل وهي الاهم ان نتمم في معرفة حال المدعين من خلال جدوى دعوتهم , الم تسمع تقريرات الرحيم محمد وهو يصف لنا افواج المهاجرين معه وقد صنفهم كل حسب غاياته فقال من كانت هجرته لمال يطلبه او أمرأة ينكحها فهو الى مااراد واما من كانت هجرته الى الله ورسوله فانها ستكتب له كذلك
ان دعوة الاسلام تعرف على انها الحق الاتم لا الباطل في زيف واباطيل مدعيه وقد الهمنا الله تعالى طريقة نتفرد بهاِ
انها طريقة الخيرية الاسلامية !!!
انه يقول لنا ليس بامنياتكم يامسلمون ولا بادعاءتكم انتم او من يشارككم الحياة على الارض انه يضع لنا معيار تفاضلي هام جدا" فيقول
( ليس بامانيكم ولا أماني أهل الكتاب ... من يعمل سوءا" يجز به ..)
علينا اذن بعد هذا ان لانتوهم مع مسلم او مسيحي او يهودي اذا ماجاءنا الثلاثة بالضار لنا وهو يقسم انه لنا من الناصحين فنكذبه ببشاعة مايقترفه وهو يضر نفسه ويضرنا .... انها طرق قرأنية تعيننا اليوم على فضح هؤلاء الادعياء
هل توافقونني يعد ذلك وتعينونني على البحث واستقصاء كل من يزيف لنا الحق فيقول ان له الفضل في اصلاح الشرق الاوسط الحزين ؟؟؟