لها الصباح الياسميني
الناشرُ عطره دون أن يُخبر أحد
ولها المساء الدمشقي
كقاسيون من الأزل إلى الأبد
كأنها الحمام ترقب
ما يبوح به غصن.
والماء والغيم وبردى من حولها.
تطير كعصفورة
في دوحة الأحد
كأن الغد القاحل سيزهر
إذا أمطره هاطلٌ صمد.
لها الأبيض الذي أنهكه الجلَد.
لها الذي أخشى عليه
...والصاحي الذي أفاق
من نومه الدهري
كأن الحنان ينهكني..
وقلبي الكبير يصغّرني
لها المساء الليلكي
وغيمٌ رخيم النايْ
والرقة فيها تنبض على هواها
ليندى هوايْ.
لها ماتقرأ وليس لي ماأكتب..
لها ذاك الوجه السوسني
ولي تلك الجهة..
ولي في هذا الشتاء الخارجي
صيف داخلي
ابقي هكذا
يا ذات الذات الدمشقية
مثل زمزم قريتنا نقية
فخيْر الحِسان
ان تكون تقية
وخير اللسان
أن يكمل البقية..
يا ذات الشكل الهارب إلى مضمونه
يا قارورة عطر في حضرة الياسمين
طيري مثل القبرة
أو غيمة ممطرة
ينبغي الآن صمتٌ ناضج مثل الحقول
يتقدم إلى حضرتك
ليُقبِّل يدين من حنين
فنادي الصمت المتكلم المضيء
يمد لك يمناه
وإليك متل دبيب النحل يجيء
مزهراً بك محياه .