نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



العراق البلد الوحيد الذي غادرته باكية
كتابي «قنابل عنقودية»
احداثه حقيقية وهو شهادة حية


لم تكن زيارتها الاخيرة لسورية الاولى لها، فهي وفي عام 1978 جاءت الى سورية لدراسة اللغة العربية بمنحة سورية وهاهي تحل ثانية ضيفة عليها للتحدث عن كتابها «قنابل عنقودية» والذي يلخص السنة الاولى من اقامتها في العراق -بحكم عمل زوجها الدبلوماسي- انها الكاتبة الفرنسية الاصل السويسرية بحكم زواجها اليزابيث هوريم التي دعا المركز الثقافي الفرنسي للقاء معها مؤخراً حيث تحدثت عن كتبها المنشورة في سويسرا وفرنسا واشارت الى ان واقع النشر بالعموم في سويسرا متواضع جداً.

رواياتها
الرواية الاولى حملت عنوان/ الحلبة/ 1994 وتعترف هوريم ان هذه الرواية ما كانت لترى النور لو لم تنل جائزة وبعدها تتالت رواياتها «المحيط» و«الخيط الاسباني» و«اغنيات البوسكو» وبينت انها تنتمي لمدرسة جوليان كراغ الخيالية .

العراق
وبحكم عمل زوجها الدبلوماسي اضطرت لمرافقته الى بغداد حيث مكثت هناك منذ ايلول 2003 ولغاية ايار 2006 وهناك وبحكم الظروف الصعبة تفرغت للكتابة ولكن ليس للكتابة الخيالية هذه المرة انما لكتابة تصف فيها ما كان يحدث في بغداد من احداث مؤثرة مروعة وهنا تعترف قائلة: هناك في بغداد لم استطع ان اكتب روايات سوى عن بغداد، فتح كتاب رصد السنة الاولى من وجودها هناك وقد حمل عنوان/ قنابل عنقودية/ وعن هذا الكتاب تقول:« اردته ان يكون قصيراً يغطي احداث سنة اولى بفصولها الاربعة الى جانب اني أحب الكتب الصغيرة التي تقرأ بسهولة والكتاب عبارة عن فصول متفاوتة الطول وكل احداثها حقيقية وواقعية وقد استعملت فيه صيغة الغائب حرصاً على الا تقع في مجال الرثائيات كما يحدث في تناول هكذا موضوعات الى جانب ان هذا الاسلوب هو، الامثل لها كأجنبية فكل ما يهمها كما تؤكد هي ان يقرأ ما كتبته كشهادة حية منها على مايحدث في العراق موضحة في الوقت ذاته انها ليست مؤرخة ولاصحفية والكتاب بالدرجة الاولى هو عمل ادبي وهي ترغب بشدة ان يقرأ وفقاً لذلك اي بمعزل عن كل الظروف المحيطة به اي ان يقرأ كتاب امرأة معزولة في اجواء الحرب.
وتشير هوريم في حديثها الى انها كانت تتخذ مسافة من الاحداث ولكن هذا لايعني انها لم تتأثر بعذابات العراقيين وهنا تقول:« هو البلد الوحيد الذي غادرته باكية فقد تركت فيه اصدقاء حقيقيين من العراقيين».
وتوضح هنا انها ورغم سفرها الكثير بحكم عمل زوجها الدبلوماسي وزيارتها للعديد من الدول ومعرفتها بالعديد من الاشخاص الا انها تركت في العراق اصدقاء بكل معنى الكلمة فتقول:«تركنا جزءاً من قلوبنا هناك».

قنابل عنقودية
ولاتدعي هوريم أنها امرأة شجاعة لانها ذهبت الى العراق ومكثت هناك عدة سنوات حبيسة اقامتها ورأت ان الامر لايتطلب شجاعة بمقدار ما كان يتطلب عناداً وصبراً في ملازمة المنزل دون الخروج إلا لاسباب قاهرة.
وبالعودة للحديث عن كتابها اكدت ان كتابها ليس سيرة ذاتية لانها نشرت مذكراتها المكتوبة بشكل دقيق «يوميات» وبصيغة المتكلم فجاء الكتاب «قنابل عنقودية» اقرب الى الرواية وليغطي السنة الاولى من اقامتها في العراق لتأتي مذكراتها تتناول السنتين المتبقيتين.
وقد قرأت هوريم مقاطع متعددة من كتابها ومن احدهما نقتطف:«هذا الصباح استيقظا في بلاد حرة بما ان الاحتلال انتهى رسمياً امس، هناك الان خسائر كثيرة وارواح كثيرة ،لقد عاد الحاكم الامريكي الى دياره ولن يُرى بعد حذاؤه الضخم الذي ما انفككت تجده غير لائق ، ينتعله مع أطقمه الانيقة».


متابعة: امينة عباس