منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1

    القصة الشاعرة تصور دور المواطن في المستقبل

    القصة الشاعرة تصور دور المواطن في المستقبل
    إذ يعبر عباس العقاد عن " اللغة الشاعرة " بصفتها اللغة التي يقوم عليها فن الشعر، يمكننا – و نتيجة طبيعية للتطور – اعتبار أن اللغة هي تلك القصص الحياتية، و المزج بين الجنسين – رغم خصوصية كل جنس – يحدث تفاعلاً ينتج عنه جنس آخر له خصوصيته الجديدة ,
    فإذا تصورنا - ذهنياً- أن جنسين يتفاعلان معاً , فإنه سوف ينتج جنس جديد و الدافع في مثل هذا التصور يمثله التقدم بحذر لإحداث هذا التفاعل و التشبث بإحراز هذا التقدم , أما الشعور فيتمثل في صعوبة التراجع , و الانفعال يمثله الفرح عند إحراز التقدم أو الحزن عند الفشل , و السلوك يتمثل في تنسيق الدافعين ( التقدم بحذر , و التشبث بالتقدم ) مما يؤدي إلي تعدل طبيعة التجربة الإنسانية ( و يتمثل هذا التعدل في قبول جنس أدبي جديد ) و النزعة بهذا التصور التفاعلي يمثلها الاعتزاز بالهوية و رفض القمع و هيمنة الثقافة الغربية و مواجهة السرقات الأدبية , و حتى المشاركة في مثل هذا التصور الذهني تكون نزعاته المتباينة متمثلة في التطور أو التجديد , و قد تكون مناصرة المبدعين و مواكبة الجلل من الأحداث المتلاحقة في مفردات المجتمع المعقدة و التي لا يمكن التعامل معها إلا بتفاعل جنسين , و أثر الجنسين – مهما كانا – لابد أن يكون أفضل من جنس واحد ,
    و السلوكيات قد تتمثل في وضع منهج علمي أو كتابة نماذج أولية لما تم تصوره , و محاولة إثبات أن من يقوم علي التجديد لابد أن يكون متشبعاً بالموروث يساعده في ذلك تفاعله مع الأصدقاء والخبرات الحياتية و ذوي الحس المرهف مع الاطلاع علي ثقافات الأمم المختلفة حوله و احترام خصوصية كل أمة و التواصل بين هذه الثقافات بنفس القدر الذي ينبغي فيه التواصل مع أفراد الأمة الواحدة ( من خلال قصة شاعرة مثلاً ) , فلا يمكن أبداً أن يصح الفصل بين أفراد الأمة الواحدة – لاستخدامها لغة رسمية ما أو لغة نصوص خاصة تخالف اللغة الحياتية – مما يؤدي إلي عدم فهم من المتلقي لما يعنيه المبدع , و يفقد التواصل جوهره , و إن لم ينجح هذا التواصل بين الأفراد , فهل ينجح بين الأمم ؟!
    و تنجح التكتلات الدولية كلما كانت فيما بينها لغة مشتركة ( و لتكن لغة المصالح ) مع احترام خصوصية كل دولة , فإذا كان هذا ما يحدث في التكتلات الدولية أفلا يستطيع الأفراد التكتل حول جنس أدبي جديد – أيا كان نوعه – إثباتاً للوحدة و الإفراز الطبيعي بالتقدم و مواجهة للقمع الخارجي في الصور المختلفة .

    و من خلال الاطلاع علي الثقافات يمكن للعربي مثلاً أن يستشهد بثقافة غربية بشرط إلا تهدد الثقافة العربية و موروثاتها , بل بما هو يضيف إلي ثقافته الأصلية و خصوصيته , فإذا استشهدنا بمقولة ا.ا رتشاردز في تعريفة للإحساس أنه " شعور ما بالدافع أثناء مرحلة معينة من مراحل تطوره " و للانفعالات بأنها " تراكيب أساسها الاحساسات العضوية للفرد و تعتمد علي الظروف الباطنية العامة للفرد أكثر مما تعتمد علي طبيعة المنبه الخارجي " , و مقولته حول الحساسة العامة " إن الاضطرابات مثل غصة الحلق , توق الأمعاء , و انكماش الجلد , و صعوبة النفس , تؤدي إلي نتائج لا تأخذ عادة صوراً بارزة و إنما تمتزج بمجموعة الاحساسات الباطنية بأسرها , فتؤلف الحساسة العامة أو الشعور الجسدي و تلونه و تعدل من طبيعته " , فإنه يمكن صياغة تعريف للحساسة العامة في " القصص الشاعرة " – و هي جنس أدبي عربي – بأنها " عبارة عن التأليف الناتج من امتزاج نتائج مؤثرات معاني نص ( تلك التي نجمت من تفاعل جنسيى القصة و الشعر متخذة شكل الأكثر خصوصية رغم عموميتها ) مع مجموعة الأحاسيس الباطنية لدي الأفراد " و ترجع أهمية الحس المرهف إلي القدرة علي إحلال الصورة محل الحدث الصريح , و لا تأتي الجمل اعتباطاً .. إذ يشترط أن يكون لكل مكون من مكونات القصة الشاعرة نظيره في الحياة و أن يكون موحياً بتصوراته الذهنية إلي هدف ما , أو عدة أهداف .., و بتعانق المكونات كلها تمتزج الأهداف – عبر دلالات – لتصبح هدفاً عاماً .., فالحدث في القصة الشاعرة يصف الفعل الصريح الذي يقوم به المواطن في واقع الحياة , و اختيار الحدث الصريح – بمرجوعه الذهني – يأتي لتوضيح الدلالات التي نصل بها إلي نزعات سبب الحدث ..,
    فالمواطن العادي يقوم بحدث ما ( علي هيئة سلوك صريح ) .. هذا الحدث له دلالته , و بسرده ضمن أحداث القصة الشاعرة يمكن الوصول إلي نزعات المتسبب في الحدث ( رغم تباينها ) , و ليكن مثلاً هو التاجر الكبير كونه المتحكم في حركة السوق , و بمعرفة نزعاته ( باعتبارها العقدة الرئيسية) و تحليل الحدث ( سلوك عامة التجار و المواطنين الذي يؤدي إلي رفع الأسعار) يمكن إيجاد الحلول الحتمية ..,
    و يأتي التناول الفني الشاعر باستخدام الدوران الشعري ( عدم الوقف بالتسكين بين التفاعيل ) كدليل صريح - مع باقي الأدوات الفنية الصريحة - لعدم الانفصال , و نري الدوران نظيراً لنزعة التواصل عند الأديب و الفنان في الحياة مثلاً .., أما الانفصال فتمثله نزعة التاجر في الهيمنة ( كنموذج ذهني ) يقابلها سلوك المواطن ( كفعل صريح ) و لا سيما إذا كان المواطن ليس من ذوي الحس المرهف و الذي لا يتمتع به الكثيرون .., و تكمن الخطورة إذا كان هذا المواطن من أصحاب المواقع القيادية , فيلجأ لحلول افتراضية و استدلالية بلا جدوى , و بما يؤدي إلي ما يسمي الروتين و الذي يواجهة سرد فني بدلالات منتظمة و بساطة طرق التفكير ( و ليس بساطة التفكير) .
    إذن .. التناول الفني للدلالات عن طريق الحدث يجعل النص موحياً – ذهنياً – بالحلول ( كفعل صريح , كذا تناول الأديب و الفنان لنزعات النموذج الذهني للهيمنة في التاجر – عن طريق سلوك المواطن – يوحي ذهنياً للناقد و الحاكم و القاضي و رب الآسرة بالحلول أو الأحكام كسلوك صريح , و بعد قراءة النص تكون الاستجابة الذهنية من القارئ , فيحيل النص من خلال حساستة العامة إلي واقع الحياة , فيعرف دوره المنوط له تبعاً للسياق العام .

    و نستخلص ... إن القصة الشاعرة هي تعبير عن خصوصية قارئها و مكانته في الوضع العالم للحياة, فعندما يعيش القارئ داخل القصة الشاعرة و التي هي من نتاج التفاعل الذهني بين جنسيي القصيدة و القصة و استفادتهما من باقي الفنون المستفيدة بطبيعتها من عناصر الحياة كلها , يكون بذلك قد جمع عناصر الحياة و تمثلها ,
    باختصار... إن من يقرأ القصة الشاعرة يحيلها إلى الواقع فيعرف من خلالها دوره الذي يجب أن يقوم به حسب تصوره الذهني لمكانه في مكونات هذا العمل الأدبي , فيصدر الاستجابة ( كفعل صريح ) في الواقع و أيا كان شكل تلك الاستجابة فإنها ستكون إحدى مقومات الإصلاح و التطور .

  2. #2
    بصراح اغريتني لدارسة نصوص مماثله وربما شجعتني لاخوض التجريه وبقوة
    وفقك الله ورعاك واثرى قلمك
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    بصراح اغريتني لدارسة نصوص مماثله وربما شجعتني لاخوض التجريه وبقوة
    وفقك الله ورعاك واثرى قلمك

    ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


    وبصراحة أكثر ... لقد أسعدتني كثيرأ سيدتي وأنتظر قراءة هذه النصوص ولا سيما أننا نستعد لإصدار كتاباً يضم كل إبداعات الأخوة المبدعين الذين عجبتهم المبادرة من دول عربية كثيرة ، والطريف أن بعضهم من دول غربية كتبت بالعربية نصوصاً تعبيراً عن حبهم لهذا الجنس الجديد ، ومنهم من كتب باللغة التابعة لبلاده مع اختلاف الأوزان والرسالة المرجوة ، وإن أكدت كتاباتهم الاشتراك في أوزان البحر المتدارك ( الشعبي لدينا ) وكذلك كان الاشتراك في الصلة بعلوم المخ والأعصاب والاجتماع ، ومعالجة الأحداث الحياتية السريعة في ضوء تراسل الأجناس الأدبية وتواصل الفنون ، ولاسيما بعد صدور كتابين لي حول هذا الموضوع في 2007

    شكراً سيدتي الأديبة الراقية

  4. #4
    اختصاص تراجم وسير ذاتية من مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,562
    الاخ العزيز الاستاذ محمد الشحات
    تحية طيبة
    لقد تابعت ماجاء هنا من قراءة ثاقبة ورؤى جميلة اسعدتنى
    وبصفة عامة ان لم تكن الكلمة بصفة خاصة والادب بفنونه بصفة عامة اداة من ادوات التغيير والتاثير الى قيم الحق والجمال والبناء فلاجدوى مما تخطه ترصده العقول وتخطه الاقلام
    لك اطيب تحياتى وتقديرى

  5. #5
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم خليل ابراهيم مشاهدة المشاركة
    الاخ العزيز الاستاذ محمد الشحات
    تحية طيبة
    لقد تابعت ماجاء هنا من قراءة ثاقبة ورؤى جميلة اسعدتنى
    وبصفة عامة ان لم تكن الكلمة بصفة خاصة والادب بفنونه بصفة عامة اداة من ادوات التغيير والتاثير الى قيم الحق والجمال والبناء فلاجدوى مما تخطه ترصده العقول وتخطه الاقلام
    لك اطيب تحياتى وتقديرى
    ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
    قراءة من باحث لابد وأن تكون شهادة أعتز بها ، وصفحة من نور
    الأستاذ المبجل والأخ الأعز " ابراهيم خليل ابراهيم "
    بقدر سعادتي بهذا المرور الطيب ، وتميز قلمك .. ،
    ومنطلقاً من الحب أشكرك وأرجو ألا تحرمنا من جماليات سطورك ،
    وعبق البناء الراقي والساكن في ملزمة الحق

    دُمْتَ أخاً وصديقاً

    مع تحياتي

    محمد الشحات محمد

المواضيع المتشابهه

  1. بين القصة الشاعرة والقصة الشعرية
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى دراسات عروضية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-26-2013, 01:51 PM
  2. القصة الشاعرة و مسيرة الإبداع
    بواسطة محمد الشحات محمد في المنتدى القصة الشاعرة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 02-02-2012, 08:21 PM
  3. تساؤلات حول القصة الشاعرة
    بواسطة محمد الشحات محمد في المنتدى القصة الشاعرة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-18-2010, 09:51 PM
  4. القصة الشاعرة / جميلة هادي الرجوي
    بواسطة محمد الشحات محمد في المنتدى القصة الشاعرة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 04-12-2010, 04:28 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •