منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. #1
    اختصاص تراجم وسير ذاتية من مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,562

    الحب والوطن فى شعر فاروق جويدة

    إهــداء :
    ____
    إلى النجوم التى أشرقت فى حياتى.. أبنائى :
    محمد
    حامد
    يـــارا
    أهـدى هــذا الكتــاب
    (إبراهيم خليل إبراهيم)
    ______

    تقديم :
    ____
    الشعر هو لغة القلوب ، و مرآة النفوس ، يعبر عن الخلجات الغامضة ، ويكشف عن الإحساسات الدفينة ، يخاطب الوجدان والعاطفة ، ويستلهم الوحي والخيال ، وينفذ إلي أعمق ما فى الإنسان و الطبيعة ، يقوم علي اللفظ الرشيق و التصوير الدقيق و التشبيه العميق والنغم الرقيق .
    وقد أكد هذا الدكتور إبراهيم مدكور ، وقد سمي الشاعر شاعرا لأنه يشعر بما لا يشعر به غيره .
    وقال صاحب كتاب العمدة : إن بنية الشعر من أربعة : لفظ ومعني ، ووزن وقافية ، و للشعر في الحقيقة جانبان لا وجود له بدونهما وهما : الخيال والموسيقى .
    والقدرة علي قرض الشعر هي قدرة علي عيش الحياة فلن يكتب الشعر إلا كل حريص علي أن يعيش حياته وسط الناس والأحداث فيتفاعل مع الناس والأحداث ، و يجد فرحه لأفراحهم ، و يجد أيضا آلامه لأحزانهم ، و يعبر عن ذلك بالكلمة الشعرية التي تخاطب الروح .
    والشاعر الكبير فاروق جويدة عشق الكلمة منذ نعومة أظافره ولذا واصل التعليم والتحق بكلية الآداب واختار قسم الصحافة وتخرج عام 1968 وبدأ حياته العملية محررا بالقسم الاقتصادي بالأهرام، ثم سكرتيراً لتحرير الأهرام ، وهو حاليا رئيس القسم الثقافي بالأهرام .
    ويعد الشاعر الكبير فاروق جويدة من الأصوات الشعرية الصادقة والمميزة في حركة الشعر العربي المعاصر، نظم الكثير من ألوان الشعر ابتداء بالقصيدة العمودية وانتهاء بالمسرح الشعري .. وقدم للمكتبة العربية العديد من الدواوين والمسرحيات الشعرية .. وترجمت بعض أشعاره ومسرحياته إلى عدة لغات عالمية منها .. الإنجليزية والفرنسية والصينية واليوغوسلافية، وأعماله الإبداعية تناولتها مجموعة من الرسائل الجامعية في الجامعات المصرية والعربية .
    وقد تابعت كتاباته ودواوينه ورصدت أن شعره يفيض حباً ووطنية ورؤى تستشرف المستقبل وتعتز بالماضي المجيد ، ولكم تغذينا بالحب والوطنية من منهل شعره الجميل
    و مجمل القول أن الشاعر الكبير فاروق جويدة هو شاهد عصره وهو ابن هذه الأرض المصرية الطيبة ، والأرض الطيبة نباتها طيب ، و لذا جاءت دراستى هذه وقد رصدت فيها فيوضات الحب والوطنية والهموم القومـية التي جــادت بها قريحته الشـعرية ، وأتمنى أن تكون إضافة جيدة إلي المكتبة العربية .
    إبراهيم خليل إبراهيم
    _________

    الوطن في شعر فــــاروق جــــويدة :
    _________
    اختلفت أغراض الشعر وتعددت مدارسه ومذاهبه إلا أن الشعراء باختلاف مشاربهم وأفكارهم وطروحاتهم وتطلعاتهم أجمعوا على شيء واحد هو الوطن وحب الوطن ، فكان الحنين إلى الأوطان وذكر الديار قاسماً مشتركاً بين الشعراء والأدباء ، والشعر العربي حافل بقصائد عديدة حفلت أبياتها الشعرية بحب الوطن والحنين إلى الديار والأرض فيندر أن نجد قصيدة عربية إلاّ وبها حنين إلى الوطن حتى احتل الوطن الجزء الأكبر من قصائد الشعراء مقارنة بقصائد الحب والغزل .
    قال الجاحظ في رسالة الحنين إلى الأوطان: كانت العرب إذا غزت أو سافرت حملت معها من تربة بلدها رملاً وعفراً تستنشقه.
    والوطن في اللغة العربية كما جاء في لسان العرب .. هو المنزل الذي يمثل موطن الإنسان ومحله، ووطن المكان وأوطن أى : أقام متخذا إياه محلا وسكنا يقيم فيه ، فالوطن هو المكان الذي ارتبط به الإنسان، فهو مسقط الرأس، ومستقر الحياة، وسكنه روحاً وجسداً، وهام به حباً وحنيناً، فحب الوطن والالتصاق به وحب البقاء فيه من الأمور الفطرية لدى الإنسان.
    ومصر .. ميمها مجد ، وصادها صفاء ، وراؤها رخاء واستقرار ، وهي كنانة الله في أرضه ، من أرادها بسوء خاب و خسر .
    والمتأمل لشعر شاعرنا الكبير فاروق جويدة يجد حب مصر يسري بين شرايينه و ينبض به قلبه وقلمه .. فها هو يقول :
    حملناكِ يا مصر
    بين الحنايا
    و بين الضلوع
    و فوق الجبين
    عشقناك صدراً
    رعانا بدفءٍ
    وان طال فينا
    زمان الحنين
    وفي نفس القصيدة يؤكد علي أن مصر سيبقي عبيرها بيت الغريب و سيف حق لمن لا سيف له حيث يقول :
    سيبقى نشيدكْ
    يضئ الطريق
    علي الحائرين
    سيبقى عبيرك
    بيت الغريب
    وسيف الضعيف
    و حلم الحزين
    سيبقى شبابك
    رغم الليالي
    ضياء يشع
    علي العالمين
    وفي قصيدة أخرى نجد أن شاعرنا الكبير فاروق جويدة يذكر أن مصر لو لم تكن موطنه لغرس ترابها بين وجدانه ، و نسج بين قبابها إيمانه حيث يقول :
    لو لم تكن مصر العريقة
    موطنى
    لغرست بين ترابها
    وجدانى
    وسلكت درب الحب
    مثل طيورها
    وغدوتُ زهراً
    فى ربا بستان
    وجعلتُ من عطر الزمان
    قلائداً
    ونسجت بين قبابها إيمانى
    وفى دعوة جميلة نجد شاعرنا الكبير فاروق جويدة فى قصيدة بعنوان ( عودوا إلى مصر) يقول :
    عودوا إلى مصر
    صدر الأم يعرفنا
    مهما هجرناه
    ومصر الشقيقة الكبرى لكل العرب ، وهى كعبة الأوطان .. ولذا يرسل شاعرنا المبدع تحذيراً شعرياً لكل من يدعى الزعامة .. حيث يقول :
    يا سادة الأحقاد
    مصر بشعبها
    بترابها
    بصلابة الإيمان
    مصر العظيمة
    سوف تبقى دائماً
    فوق الخداع ..
    وفوق كل جبان
    مصر العظيمة
    سوف تبقى دائماً
    حلم الغريب
    وواحة الحيران
    مصر العظيمة
    سوف تبقى دائماً
    بين الورى فخراً
    لكل زمان
    يا من تريدون الزعامة ويحكم
    مصر العظيمة
    كعبة الأوطان
    ويقدم شاعرنا توصية لكل الرفاق من أحباب مصر العزيزة فيقول :
    مصر الحبيبة
    يا رفاقى كعبةُُ
    لا تتركوها
    مرتع الأوثان
    فالعمر ليس بضاعة مسلوبة
    والعمر ليس بدرهم
    وغوانى
    وفى قصيدة أخرى يؤكد على أن الأوفياء هم درع مصر وأن شعبها هو باعث النهضة على مر الزمان .. فيقول :
    سنرعى أمانيكِ
    مَنْ ذا سيفدى
    أمانيك يوما
    سوى الأوفياءْ
    سنروى ربيعك
    رغم الصقيع
    عبير الحنايا
    وعطر الدماءْ
    وشعبك يا مصر
    درع الزمان
    فلا تسألى غيره
    فى البناء
    ومصر هبة النيل والمصريين ، وعن نهر النيل الخالد .. شريان الحياة يقول شاعرنا الكبير فاروق جويدة :
    يا نيل ماؤك
    للوجود هداية
    عاشت على درب السنين منارا
    ويقول أيضا :
    يا نيل فيك من الحياة
    خلودها
    كل الورى يفنى
    وأنت الباقى
    وفى قصيدة بعنوان ( وتبقى أنت يا نيل ) يقول:
    مازلتَ فى العين ضوءا
    لا يفارقنا
    فالكل يمضى ..
    وتبقى أنت يا نيل
    والقضية الفلسطينية شكلت هماً من الهموم القومية التى أثارت قريحة شاعرنا الكبير فاروق جويدة فهاهو يقول :
    غنيتُ للقدسِ الحبيبة أعذبَ الألحان
    وانساب فوق ربوعها شعرى
    يطوف على المآذن ..
    والكنائس .. والجنانْ
    القدس ترسم وجه ( طهَ )
    والملائكُ حوله
    والكون يتلو سورة (الرحمن )
    القدس فى الأفق البعيد
    تطلُ أحياناً وفى أحشائها
    طيفُ المسيح .. وحوله الرهبان
    القدس تبدو فى ثياب الحزن
    قنديلاً بلا ضوء ٍ
    بلا نبض ... بلا ألوانْ ..
    تبكى كثيراً
    كلما حانتْ صلاةُ الفجرِ
    وانطفأت عيون الصبح
    وانطلق المؤذن بالآذانْ
    وهنا نلمح أن شاعرنا عندما كتب عن القدس جعلها كوناً حيوياً .. جمع تعاقب الأزمنة ومن هنا كان استنهاضه للأمم والشعوب لحماية القدس من عبث العابثين .
    وفى قصيدة بعنوان ( لن أسلم رايتى ) نلمح تحدي و صمود كل فلسطيني من أبناء فلسطين الحبيبة .. حيث يقول شاعرنا فاروق جويدة :
    قل ما أردت عن البطولة والفدا
    وأكتب جميل الشعر والأبيات
    لا شىء أغلى من دماء مقاتل
    بالدم يكتب أروع الصفحات
    والآن نرسم بالدماء طريقنا
    هل بعد عطر الدم من كلمات ؟
    الآن أسمعُ صوت كل شهيدة
    قد زينت بدمائها راياتى
    الآن أرقبُ وجه كل صغيرة
    رفعت جبين القدس فى الساحات
    ويقول أيضا شاعرنا الكبير :
    أنا صامد فى الأرض بين ترابها
    وسط النخيل .. وفى شذا الزهرات
    عند الخليل وخلف غزة كلما
    لاحت وفى يدها الصباح الآتى
    وفى ختام القصيدة يؤكد التحدى والصمود فيقول :
    أنا الصمود .. أنا الشموخ .. أنا الردى
    أنا لن أسلم رايتى .. لغزاة
    وفى الذكرى الخمسين لاغتصاب فلسطين الحبيبة قال شاعرنا الكبير فاروق جويدة فى قصيدة جاء عنوانها فى صورة تساؤل ( ماذا تبقىّ من بلاد الأنبياء ) ؟ ونقطف منها :
    ماذا تبقىّ من بلاد الأنبياء ..
    لا شىء غير النجمة السوداء
    ترتع فى السماء
    لا شىء غير مواكب القتلى
    وأنات النساء
    ثم يقول :
    ماذا تبقىّ من بلاد الأنبياء ؟
    خمسون عاماً
    والحناجر تملأ الدنيا ضجيجا
    ثم تبتلع الهواء ...
    خمسون عاما
    والفوارس تحت أقدام الخيول
    تئنُّ فى كمد .. وتصرخ فى استياء
    وعندما قام أرييل شارون زعيم المعارضة الإسرائيلى بزيارته المستفزة والغير مسئولة إلى المسجد الأقصى فى الثامن والعشرين من شهر سبتمبر عام 2000 ثار الشعب الفلسطينى وانطلقت شرارة الانتفاضة .. وفى الثلاثين من شهر سبتمبر خرج الصبى محمد البالغ من العمر 12 عاما مع والده جمال الدرة لشراء بعض الاحتياجات فإذا بجنود الاحتلال الإسرائيلى يطلقون النار عليهما فأسرع جمال الدرة بابنه نحو برميل فارغ بجانب جدار ليحميهما من وابل الطلقات النارية الإسرائيلية ولكن أصيب جمال الدرة فصرخ الصبي الصغير فزعا وطالب بالمساعدة فتحركت سيارة الإسعاف لإنقاذه ولكن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص علي سائق السيارة فاستشهد ثم أصيب الصبي الصغير محمد جمال الدرة بطلقات في بطنه فاستشهد بين أحضان أبيه و تصادف خلال هذا الموقف المؤلم وجود ( طلال أبو رحمة ) أحد أبناء فلسطين ومصور التليفزيون الفرنسي فألتقط هذا المشهد لحظات الاستشهاد وقام التليفزيون الفرنسي بإذاعة اللقطات عدة مرات وأهدى نسخة للتليفزيون الفلسطيني و كذلك عدة تليفزيونات عربية كما نشرت الدوريات العربية والدولية ووكالات الأنباء هذا المشهد المؤلم مما آثار غضب الضمير الإنساني و قريحة الشعراء و الكتاب وهاهو شاعرنا فاروق جويدة يقول في قصيدة بعنوان ( رسالة إلى شارون ) :
    كيف اجترأت على أرض مطهرة
    أسرى بها خير خلق الله والأمم
    هذا التراب الذى لوثتَ جبهته
    مازال يصرخ بين الناس فى ألم
    ثم يقول :
    محمد يا شهيد القدس يا أملاً
    مازال يحبو كوجه الصبح فى الظلم
    يا درة العمر يا أغلى مباهجه
    أدميتنا بالأسى والحزن والسقم
    فى وجهك الآن تصحو كل مئذنة
    ضاقت بها الأرض بين اليأس والحلم
    فى قبرك الآن بركان يحاصرنا
    ويشتكى عجزنا المسكون بالنقم
    يا صيحة من ضمير الحق أسكتها
    صوت الضلال وكهان بلا ذمم
    فى عينك الآن مصباح وأغنية
    لكل طفل برىء الوجه مبتسم
    فكل نقطة دم أنبتت حجرا
    قد يكسر القيد أو يهوى على صنم
    فاهدأ صغيرى فإن القدس عائدة
    مهما تمادى جنون الموت والعدم
    إن خاننى الشعر فى حزنى فلى أمل
    أن يهدر الشعر كالبركان من قلمى
    والقدس العتيقة وزهرة المدائن هى فى القلب ولن ننساها أبدا .. وهنا يقول شاعرنا المبدع فاروق جويدة فى قصيدة بعنوان (لأنك عشت فى دمنا) :
    ولن ننساكِ يا قدس
    ستجمعنا صلاة الفجر فى صدرك
    وقرآن تبسم فى سنا ثغرك
    وقد ننسى أمانينا
    وقد ننسى .. مُحبينا
    وقد ننسى طلوع الشمس فى غدنا
    وقد ننسى غروب الحلم من يدنا
    ولن ننسى مآذننا ...
    ستجمعنا .. دماء قد سكبناها
    وأحلام حلمناها .. .
    وأمجاد كتبناها
    وأيام أضعناها
    ويجمعنا ... ويجمعنا ... ويجمعنا
    ولن ننساكِ ... لن ننساكِ يا قدس
    ونرى حملنا مع حلم شاعرنا الكبير فاروق جويدة عندما يقول:
    مازلت أحلم
    أن أرى فى القدس يوما
    صوت قداس يعانق ليلة الإسراء
    ويطل وجه الله بين ربوعنا
    وتعود أرض الأنبياء
    وبيروت لبنان لم تغب عن شاعرنا المبدع فاروق جويدة ففى قصيدة بعنوان ( يا زمان الحزن فى بيروت ) والتى ضمها ديوانه ( شىء سيبقى بيننا ) يقـول :
    برغم الصمت والأنقاض يا بيروت
    مازلنا نناجيكِ
    برغم الخوف والسجان والقضبان
    مازلنا نناديكِ
    برغم القهر والطغيان يا بيروت
    مازالت أغانيكِ
    وكل قصائد الأحزان يا بيروت
    لا تكفى لتبكيكِ
    ويقول أيضا :
    وسيف الله يا بيروت رغم الصمت
    سوف يظل يحميكِ
    ويا بيروت
    يا نهراً من الأشواق
    عاش العمر يروينا
    ويا جُرحاً سيبقى العمر ... كل العمر
    يؤلمنا ... ويشقينا
    وفى نفس القصيدة يقول شاعرنا :
    غدوتِ الآن يا بيروت بركانا
    كبئر النار يحرقنا
    ويسرى فى مآقينا
    حرام أن نراكِ اليوم وسط النار
    هل شلت أيادينا ؟
    والأبيات السالفة الذكر أثارت بداخلنا الأحزان والهموم عما حدث لشعب لبنان الشقيق من جراء العدوان الغاشم الذى قامت به إسرائيل على لبنان فى الثامن عشر من شهر يوليو عام 2006 ... والعجب أن الولايات المتحدة الأمريكية باركت هذا العدوان الغاشم .. والمدهش أن مجلس الأمن لم يحرك ساكنا ... فهل يا ترى أصبح مجلس الأمن هو مجلس اللا أمن ؟
    وعندما قامت ابنة لبنان والعروبة سناء محيدلى فى التاسع من شهر ابريل عام 1985 بتفجير نفسها فى عملية فدائية ضد القوات الإسرائيلية ، وقبل تنفيذ مهمتها كتبت وصية إلى أهلها نقطف منها :
    أرجوكم ... أقبل أياديكم فرداً فرداً لا تبكوني... لا تحزنوا علي ، بل افرحوا ... اضحكوا للدنيا طالما فيها أبطال... طالما فيها آمال بالتحرير...أنني بتلك الصواعق التي طيرت لحومهم وقذارتهم ... بطلة أنا الآن ... مزروعة في تراب الجنوب ... أسقيها من دمي وحبي لها ... آه لو تعرفون إلى أي حد وصلت سعادتي ... ليتكم تعرفون لكنتم شجعتم كل الذين يسيرون على خط البطولة التحرير ، إن الصهاينة الإرهابيين مهما كانوا أقوياء إرهابيين قذرين ، هم ليسوا مثلنا... إنهم جبناء يطعنون من الخلف ويغدرون... يلتفون شمالاً ويمينا هربا من الموت..التحرير يريد أبطالاً يضحون بأنفسهم غير مبالين بما حولهم ، ينفذون ، هكذا تكون البطولة .
    عندما قامت بهذه العملية البطولية كتب شاعرنا فاروق جويدة قصيدة بعنوان ( بعض العشق .. يكون الموت ) ونقطف منها :
    كانت تعلم ..
    إن الموت ضريبة عشق الوطن
    إن الحبَّ سيصبح يوما
    أجمل وشم للأكفان
    أن الموت سيصبح عرسا
    يُنسينا كل الأحزان
    ويقول أيضا فى نفس القصيدة :
    لكن سيناء اختارت كيف تموت ؟
    لتبكيها كل الأشجار
    اختارت أين تموت ؟
    لتصبح عطراً للأزهار
    اختارت أن تبقى رسما
    فوق الطرقات ... على الأنهار
    ثم يقول :
    وسناء اختارت
    كيف تموت بداءِ العشق
    لتحملنا خلفَ الأسوار
    فماذا نكتب بعد اليوم .. .
    حين يصير الدم مداداً
    فلتسقط كل الأشعار
    ونجد ورود الكثير من أدوات الاستفهام فى شعر شاعرنا فاروق جويدة مثل :
    كم : التى يسأل بها عن العدد .
    والهمزة : التى يسأل بها عن واحد من شيئين أو أكثر كما يسأل بها عن مضمون الجملة .
    وما _ ماذا : التى يسأل بها عن غير العاقل.
    ومن : التى يسأل بها عن العاقل .
    وأين : التى يسأل بها عن المكان .
    وهل : التى يسأل بها عن مضمون الجملة المثبتة .
    وكيف : التى يسأل بها عن الحال .
    كما نجد أيضاً عناوين الكثير من القصائد تحمل استفهاما مثل : متى يفيق النائمون ؟ ماذا أخذت من السفر؟ ماذا أصابك يا وطن ؟ ماذا تبقى من بلاد الأنبياء ؟ متى تأتين ؟ لمن أعطى قلبى ؟ أترى يفيد الحلم ؟ وهذا يشير إلى كثرة تزاحم الأسئلة داخل أعماق شاعرنا الكبير .. ففى قصيدة بعنوان ( متى يفيق النائمون ) ؟ يقول :
    شهداؤنا فوق المنابر يخطبون
    قاموا إلى لبنان صلوا فى كنائسهم
    وزاروا المسجد الأقصى
    وطافوا فى رحاب القدس
    واقتحموا السجون ..
    فى كل شبر
    من ثرى الوطن المكبل ينبتون
    من كل ركن فى ربوع الأمة الثكلى
    أراهم يخرجون ..
    شهداؤنا وسط المجازر .. يهتفون
    الله اكبر منك يا زمن الجنون
    وفى نفس القصيدة يقول :
    بيروت تسألهم أليس لعِرضها
    حق عليكم .. أين الرافضون
    وأين غاب البائعون
    وأين راح ... الهاربون...
    الصامتون ... الغافلون ... الكاذبون ؟؟؟
    صمتوا جميعا ...
    والرصاص الآن يخترق العيون
    وفى قصيدة بعنوان ( مرثية حلم ) نجد تكثيف شجون شاعرنا وهو يتحدث عن القدس وبيروت وبغداد وطهران .. حيث يقول :
    بيروت فى اليمِّ ماتتْ
    قدسنا انتحرتْ
    ونحن فى العار نسقى وحلنا طينا
    بغداد تبكى
    وطهران يحاصرها
    نهر من الدم
    بات الآن يسقينا
    وعلى لسان طفلة مسلمة كتب شاعرنا المبدع فاروق جويدة رسالة إلى الرئيس الأمريكي بوش نقطف منها :
    يا سيدى بوش العظيم ...
    بالله كيف يعانق الصبح الجميل
    خيوط ليل مُظلمه
    تبنون فى أوطانكم مجدا وفى أوطاننا
    تعلوا السجون المحكمه
    والحق فى أوطانكم حق الشعوب وعندنا
    حق الكلاب المتخمه . ..
    والقتل فى زمن النخاسة أوسمه . ..
    لِمَ تقتلون الصبح فى أعماقنا
    وتشيعون على المشانق مأتمهْ ..؟؟
    العدل فى أوطانكم يعلو وفى أوطاننا
    قهر الآيادى الآثمهْ ...
    تبكون أن سقطت على باريس
    أو روما ظلال قاتمهْ
    والآن تجرى فى ربوع بلادنا
    انهار دمٍّ مسلمه ..
    ونقطف أيضا :
    يا سيدى بوش العظيم ..
    كل العصافير الجريحة فى بلادى
    تلعن الزمن القبيح
    ماتت على الأغصان
    كم كانت تغنى كل صبح هل تُرى
    يبكيك عصفور جريح
    ودمى يسيل على ثيابى هل تُرى
    يبكيك إنسان ذبيح ؟
    ثم يجيئ التذكير بقرار الرئيس الأمريكى بوش والذى بمقتضاه ذهبت الجيوش إلى الكويت لضرب القوات العراقية التى غزت دولة الكويت ... وهذا القرار ليس حباً فى الكويت بل من أجل النفط الذى كان سلاحاً فعالاً واستراتيجياً فى معارك أكتوبر عام1973:
    يا سيدى بوش العظيم ...
    حاربتَ يا مولاىَ يوماً فى الكويت
    وجنيت منها ما جنيت ...
    هل شعب بوسنة لا يساوى
    فى ضميرك .. بئر زيت ؟
    وفى ختام القصيدة تأكيد على أن نور الله سيبقى معانقاً لكل بيت مسلم :
    يا سيدى بوش العظيم ...
    إن شئتَ يوماً أو أبيتْ
    سيظل نور الله فى وطنى
    يعانق كل بيت
    ولأن الشاعر ضمير الأمة فقد رصد الشاعر فاروق جويدة فى قصيدة تئن حزناً وشجناً وألماً دعاوى دعاة الحرية وتخليص العراق من حاكمها الوطنى صدام حسين وأكد شاعرنا إن الهدف من غزو العراق يكمن فى السيطرة على النفط ... فقال على لسان طفل عراقى فى قصيدة بعنوان (من قال إن النفط أغلى من دمي ) ؟ نذكر منها :
    طفل صغير‏..
    ذاب عشقاً في العراق
    كراسة بيضاء يحضنها
    وبعض الفل‏..‏ بعض الشعر والأوراق
    حصالة فيها قروش
    من بقايا العيد‏..‏ دمع جامد
    يخفيه في الأحداق
    عن صورة الأب الذي
    قد غاب يوما‏ً..‏ لم يعد
    وانساب مثل الضوء في الأعماق
    يتعانق الطفل الصغير مع التراب
    يطول بينهما العناق
    خيط من الدم الغزير
    يسيل من فمه
    يذوب الصوت في دمه المراق
    تخبو الملامح‏..‏ كل شيء في الوجود
    يصيح في ألم ‏:‏ فراق
    والطفل يهمس في أسى‏:
    أشتاق يا بغداد تمرك في فمي
    من قال إن النفط أغلى من دمي؟‏!
    وبرغم كل هذا فالغد يحمل الآمال مع الفجر القادم ونلمح هذا فى قول شاعرنا :
    بغداد لا تتألمي
    مهما تعالت صيحة البهتان
    في الزمن العمي
    فهناك في الأفق البعيد صهيل فجر قادم
    في الأفق يبدو سرب أحلام
    يعانق أنجمي
    مهما تواري الحلم عن عينيك
    قومي‏...‏ واحلمي
    ولتنثري في ماء دجلة أعظمي
    فالصبح سوف يطل يوماً
    في مواكب مأتمي
    ( الله أكبر ) من جنون الموت
    والزمن البغيض الظالم
    بغداد لا تستسلمي
    بغداد لا تستسلمي
    من قال إن النفط أغلي من دمي؟!‏
    وكتب شاعرنا الكبير فاروق جويدة قصيدة بعنوان ( ما عاد يكفينا الغضب ) وأهداها إلى صبايا بغداد فى سجن أبو غريب ... ونشرت هذه القصيدة فى جريدة الأهرام المصرية ونذكر منها :
    ما عاد يكفى ان تثور شعوبنا
    غضبا ... فلن يجدى مع العجز الغضب
    لن ترجع الأيام تاريخاً ذهب
    ومن المهانة أن نقاتل بالخطب
    هذى خنادقنا ... وتلك خيولنا
    عودوا إليها فالأمان لمن غلب
    ما عاد يكفينا الغضب
    ما عاد يكفينا الغضب
    ونلمح مناجاة شاعرنا إلى خير البرية صلى الله عليه وسلم حيث يقول :
    هذى دمانا رسول الله
    تغرقنا
    هل من زمان
    بنور العدل يحمينا ؟
    وعندما توفى الشاعر الكبير نزار قبانى يوم الخميس الموافق الثلاثين من شهر أبريل عام 1998 فى لندن ونقل جثمانه فى طائرة خاصة إلى سوريا تنفيذاً لأوامر الرئيس السورى حافظ الأسد - رحمه الله - كتب شاعرنا الكبير فاروق جويدة قصيدة بعنوان (وسافر فارس العشق ) ونذكر منها :
    تبكى القلوب التى أهديتها زمنا
    من الجمال بحور الشعر والأدب
    تبكى الحروف التى سطرتهانغماً
    كانت ترفُّ على عينيك كالهدب
    نسيم لبنان هل تدرى بما حملت
    دموع "بلقيس" من حزن ومن عتب
    ياسمينة الحى صاحت عندما لمحت
    مواكب الناس من باكٍ ومنتحب
    مالت على الأرض فى حزن وقد تركت
    ثيابها البيض للأنداء والسحب
    كانت تصلى على جثمان عاشقها
    كأنها طفلة ماتت بحضن أب
    قد عدت للشام ... يا للشام كم حملت
    مواكب النور من صيدا الى حلب
    يا درة الشام .. يا أغلى قلائدها
    أبيات شعرك تيجانُ من الذهب
    إن سَاءلوا الناس يوماً عن مراتبهم
    فدولة الشعر فوق التاج والرُتب
    وبلقيس المذكورة هى زوجة الشاعر الكبير نزار قبانى وهى من العراق وتوفيت عام 1981 تحت أنقاض منزل منهار فى بيروت وظل الشاعر يجمع أشياء زوجته أربع ليال وتعرف عليها من خاتم الزواج الذى يحمل اسمه
    وعندما رحل أحد فرسان الاغتراب الشاعر العراقى الكبير عبد الوهاب البياتى فى الثالث من شهر أغسطس عام 1999 حيث وافته المنية فى دمشق ودفن فى مسجد محيى الدين بن عربى تنفيذاً لوصيته .. كتب الشاعر الكبير فاروق جويدة قصيدة بعنوان ( الخيول لا تعرف النباح ) وأهداها إلى الشاعر الكبير عبد الوهاب البياتى ونقطف منها :
    هنا كان بالأمس صوت الخيول
    على كل باغٍ له جلجلهْ
    فكم أسقط الحق عرش الطغاه
    وكم واجه الزيف كم زلزله
    فكيف انتهى المجد للباكيات
    ومن أخرس الحق .. من ضللَّه ؟؟
    ومن قال إنَّ البُكا كالصهيل
    وعَدْو الفوارس كالهرولهْ ؟؟
    سلام على كل نسر جسور
    يرى فى سماء العُلا منزلهْ.
    _________
    كتاب : الحب والوطن فى شعر فاروق جويدة
    للكاتب الاديب : ابراهيم خليل ابراهيم
    نشر الكترونى عام 2006 وورقى عام 2008

  2. #2
    اختصاص تراجم وسير ذاتية من مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,562
    الحب فى شعر فـــاروق جــويدة :
    _________

    المتأمل للأدب الإنسانى عبر الحضارات يجد أن فكرته الرئيسية تمثلت فى التعبير عن الحب بمعناه العام ، فتارة نجد الحب بمعناه الإنسانى العام ، وتارة نجده يتحول إلى فعل إيجابى ، وتارة أخرى نجد الحب بين الإنسان والإنسان ، وبين الإنسان والمجتمع ، وبين الإنسان والوطن ، وتارة نجد من وهب حبه للمرأة أو السلطة أو الحرية أو للعقيدة .
    والكاتب الفرنسى ( ستندال ) رأى أن الحب ينقسم إلى أربعة أنواع هى :
    أولا - الحب العاطفى :
    وهو الحب الحقيقى الذى تلتقى فيه عواطف الطرفين المحبين وتتفاعل لتصل إلى حد التضحية من جانب كل طرف فى سبيل الطرف الآخر .
    ثانيا- الحب الجسدى :
    وهو لون رخيص وتعس من الحب ويمثل الجسد محوراً له .
    ثالثا -حب الرغبة والاستحسان :
    وهو حب خالٍ من كل عاطفة صادقة وبالتالى فهو خالٍ أيضا من كل ما هو غير متوقع سلفاً ولكنه كثيراً ما ينطوى على العذوبة والرقة بصورة تتفوق على الحب الحقيقى لأنه يحتاج دائماً الى أعمال الحيلة والذكاء وسرعة البديهة.
    رابعا - الحب القائم على الزهو والغرور :
    هذا الحب يرجع إلى رغبة التملك والاقتناء وإشباع الغرور والتظاهر ، وكثيراً ما يخلو هذا النوع من أتفه عناصر اللذة الجسدية نفسها .
    وهذه الأنواع الأربعة من الحب تتداخل وبالتالى فهى تُخرج لنا ثمانية أنواع أو أكثر ، ولكن هذا التنوع لا يغير شيئاً من الأحكام الأساسية الخاصة بكل نوع من الأنواع الأربعة.
    والحب هو بلسم الحياة ، هو كلمة واحدة من حروف قليلة ولكن لا شئ يشغل العالم كله ويستغرق تفكيره ونشاطه كهذه الكلمة .. ففى هذه الكلمة الصغيرة عالم ضخم من المعانى والمشاعر الإنسانية وغير الإنسانية .. فهناك حب الأم وحب الأب وحب الأطفال وحب الذات ، وهناك الحب الأخوى وحب الإنسان لبيته ووطنه ، والحب يشمل هذه المعانى جميعا .
    إن الحب عاطفة إيجابية ، إنه توسيع لآفاق الحياة وثروة لا غنى عنها ، إنه يدفعنا إلى الأمام لنحقق كل شئ كبير ، وهو يقضى على الحقد والكراهية وكل نزعة إلى التخريب والهدم .
    ولكى نحب لابد أن نكره .. أى : إننا لكى نحب الجمال فلابد أن نكره القبح أولا ، ولكى نحب العدل لابد أن نكره الظلم ، ولكى نحب الإخلاص لابد أن نكره النفاق والرياء .
    وإذا كان الكُره أبغض ما فى قواميس اللغة من ألفاظ فإن الحب أسمى ما فى الوجود من معان .
    وذات يوم سمع ( سليمان ) عليه السلام عصفوراً يقول لعصفورة : لو قبلتِ لنقلت لك عرش سليمان بمنقارى ؟
    وهنا ابتسم ( سليمان ) عليه السلام وقال : كم يزين العشق للعاشقين كلاماً .
    وقد مر ( الأصمعى ) بجدار كتب عليه أحد الفتيان :
    أيا معشر العشــــــــاق بالله خبروا
    إذا حل عشق بالفتى كيف يصنعُ ؟
    فأجابه الأصمعى :
    يـدارى هــواه ثم يكتم ســـــــــره
    ويصبر فـى كل الأمــــــور ويخشعُ
    فكتب الفتى :
    وكيف يدارى والهوى قاتل الفتى
    وفى كل يوم قلبـــه يتقطـــــعُ ؟
    فأجابه الأصمعى :
    فان لم يجد الفتى صبراً لكتمان سره
    فليــس له عندى سوى الموت أنفعُ
    وفى اليوم التالى مر ( الأصمعى ) بالمكان فوجد الفتى ميتاً وقد كتب هذا البيت :
    سـمعنا واطعـــــــنا ثم متنا فبلغوا
    ســـلامى إلى من كــــان للوصـــل يمنعُ
    والحب عند الشاعر الكبير فاروق جويدة هو حب الوطن والقومية العربية والقيم الإنسانية ، والحب عنده أيضا يدفع إلى الأمام ويسمو بالنفس البشرية فشعره يفيض رقة وعذوبة وعاطفة جياشة ، ونجد ذلك فى عناوين دواوينه ( حبيبتى لا ترحلى ) الذى صدر عام 1975 و( ويبقى الحب ) الذى صدر عام 1977 ( وللأشواق عودة ) الذى صدر عام 1978 و ( فى عينيكِ عنوانى ) الصادر عام 1979 و( دائما أنتِ بقلبى ) الصادر عام 1981 و (لأنى أحبك ) الصادر عام 1982 و ( شىء سيبقى بيننا ) الصادر عام 1983.
    وفى قصيدة بعنوان ( أحلام حائرة ) يقول شاعرنا فاروق جويدة :
    إنى تعلمتُ الهوى
    وعشقته منذ الصغرْ
    وجعلته حلم العُمرْ
    وكتبت للأزهار
    للدنيا
    إلى كل البشرْ
    الحب واحة عمرنا
    ننسى به الآلام
    فى ليل السفر
    ونسير فوق جراحنا
    بين الحُفر
    ويؤكد الشاعر الكبير فاروق جويدة على أن الحب هو إشباع الرغبات الأساسية للإنسان فلا فلسفة على الجياع، والحب هو أن نحلم فى وضح النهار ، هو الأمان ، هو أن يشعر الإنسان بأخيه الإنسان .. ففى قصيدة بعنوان ( وحدى على الطريق ) يقول :
    الحب يا دنياي
    أن نجد الرغيف .. مع الصغار
    أن نغرس الأحلام
    في أيدي النهار
    وفي قصيدة بعنوان ( مدينتي بلاعنوان ) يقول :
    الحب أن نجد الأمان مع المنى
    ألا يضيع العمر في القضبان
    ألا تمزقنا الحياة بخوفها
    أن يشعر الإنسان .. بالإنسان
    أن نجعل الأيام طيفاً هادئاً
    أن نغرس الأحلام كالبستان
    ألا يعاني الجوع أبنائي غدا
    ألا يضيق المرء بالحرمان
    و الحب أيضا هو أن تجد الطيور الدفء في حضن السماء ، وأن تجد النجوم أيضا الأمن في قلب السماء ، وفي قصيدة بعنوان ( ويموت فينا الإنسان ) يقول شاعرنا المبدع فاروق جويدة :
    الحب أن تجد الطيور الدفء
    في حضن السماء
    الحب أن تجد النجوم الأمن
    في قلب السماء
    الحب أن نحيا و نعشق ما نشاء
    وفي قصيدة بعنوان ( وأنتِ الحقيقة لو تعلمين ) يؤكد شاعرنا على أن الحب هو عمر النقاء للضمير الإنسانى ، هو الفجر القادم بالضياء .. فيقول :
    أَحبكِ عمراً
    نقي الضمير
    إذا ضللّ الزيف
    وجه الحياة
    أَحبكِ فجراً
    عنيد الضياء
    إذا ما تهاوتْ
    قلاع النجاهْ
    ويقول أيضاً :
    وتبقينَ أنتِ المنار البعيدْ
    وتبقين رغم زحام الهموم
    طهارة أمسى
    وبيتى الوحيد
    أعودُ إليكِ
    إذا ضاقَ صبرى
    وأسقانى الدهرُ ما لا أُريدْ
    والقلب هو حياة الإنسان ، وهو النابض بالحب ، و لكم ناجى شاعرنا قلب الحبيبة .. فهاهو يقول :
    يا قلبها ..
    يا من عرفت الحب يوما عندها
    يا من حملت الشوق نبضا
    في حنايا صدرها
    إني سكنتك ذات يوم
    كنت بيتي .. كان قلبي بيتها
    ومن ذاق قلبه طعم الحب لا ينسى رحيقه ، وحول هذا يقول شاعرنا المبدع فاروق جويدة :
    مازال في قلبي
    رحيق لقائنا
    من ذاق طعم الحب ..
    لا ينساه
    وفى الفراق لوعة وحرقة فلا شئ بعد الحبيبة يملأ قلب المحب فأقسى ما في الحب الفراق و أجمل ما فيه اللقاء و التسامح .. وفى ذلك يقول شاعرنا :
    وتسافرينْ ..
    لا شىء بعدك
    يملأُ القلب الحزينْ
    لا حب بعدك .. لا اشتياقا
    لا حنين ..
    فلقد غدوتُ اليوم
    عبداً للسنين
    تنساب أيامى
    وتنزف كالدماء
    وتضيع شيئاً .. بعد شىء
    كالضياءْ ..
    وهناك فى قلبى
    بقايا من وفاء
    وتسافرين
    وأنتِ كل الناس عندى
    والرجاء
    وفى قصيدة بعنوان ( وحدى على الطريق ) يقول شاعرنا الكبير فاروق جويدة :
    ولِمَ الوداع
    وأنتِ عمرى كله
    وحصاد أيامى
    وهمس مشاعرى
    وغذاء فكرى
    وابتهال .. محبتى
    وعزاء أيامى
    وصفو سرائرى
    وفى قصيدة بعنوان ( عندما ننتظر القطار ) نلمح أن شاعرنا أتى علي الحدث الذي أكد لنا الرحيل بل أستدعى في القصيدة الأمكنة الشاهدة علي الحب فقد أورد .. اليوم والربيع والليل والنهار والقطار وتذكرة القطار وأمل ولوعة وروعة إانتظار الحبيب يقول شاعرنا :
    قد قلتِ
    سوف أعودُ يوماً عندما
    يأتى القطار
    وأتى الربيع وبعده
    كم جاء للدنيا .. ربيع
    والليل يمضى .. والنهار
    فى كل يوم أبعث الآمال فى قلبى
    فانتظرُ القطار ..
    الناس عادت ..
    والربيع أتى
    وذاق القلب يأس الانتظارْ
    أترى نسيتِ حبيبتى ؟
    أم أن تذكرة القطار تمزقت
    وطويت فيها .. قصتى ؟؟
    يا ليتنى قبل الرحيل
    تركتُ عندك ساعتى
    فلقد ذهبتِ حبيبتى
    ونسيتِ .. ميعاد القطار
    والمحب يرى حبيبته فى كل شئ .. فهى لا تغيب عنه ، وحول هذا يقول شاعرنا الكبير فاروق جويدة فى قصيدة بعنوان ( بقايا .. بقايا ) :
    لماذا أراكِ على كل شئ
    كأنكِ فى الأرض كل البشر
    كأنكِ درب بغير انتهاء
    وأنى خُلقتُ لهذا السفر ؟
    وحب الحبيبة هو البسمة التى تزيل دمعة الحبيب ، وهو السلامة فى درب الحياة ، ونجد شاعرنا يقول :
    إذا ما بكيتُ أراكِ ابتسامة
    وإن ضاق دربى أراكِ السلامة
    والحبيبة هى الواحة التى تهدأ عليها أحزان الحبيب ، وهى النسمة الرقيقة واللحن الشهى ، وفى قصيدة بعنوان ( فى عينيكِ عنوانى ( والتي غنتها وشدت بها (سمية قيصر ) نلمح الرومانسية الرقيقة التي تعد دربا من دروب العتق و تسييداً للعاطفة وتأكيداً للذات .. يقول شاعرنا :
    أحبكِ واحة هدأتْ
    عليها كل أحزانى
    أحبكِ نسمة تروى
    لصمت الناس ألحانى
    ولو خُيرتُ فى وطن
    لقلتُ هواكِ أوطانى
    ولو أنساكِ يا عمرى
    حنايا القلب تنسانى
    إذا ما ضعتُ فى درب
    ففى عينيكِ عنوانى
    وشاعرنا فاروق جويدة يكتب من الواقع برغم تحليقه في السماء ففي قصيدة أخرى نجده يقول :
    عشقت بعينيكِ نهراً صغيراً
    سرى فى عروقى تلاشيت فيه
    رأيتك صبحا .. وبيتا .. وحلما
    رأيتك كل الذى أشتهيه
    تجاوزت عن سيئات الليالى
    وسامحت فيه الزمان السفيه
    وفى قصيدة أخرى يقول :
    وفى عينيكِ
    ألقيتُ الأمانى
    وقلتُ الآن
    أصفح عن زمانى
    وفى قصيدة بعنوان ( مات الحنين ) يقول :
    وجعلت حبك نجمة
    تهدى ظلام الحائرين
    ونسجتُ من أيامى الحيْرى
    رداء البائسين
    ونسيتُ أن العمرَ قد يمضى
    ولا نجد السنين .
    وبداية العمر مع مولد الحب ، فالحب هو البداية والضياء ، وفي قصيدة بعنوان ( أنا وعيناك ) يقول الشاعر الكبير فاروق جويدة :
    لا تسأليني عن حياتي
    قبل أن ألقاكِ
    إني بدأت العمر منذ لقاكِ
    قد كان عمري في الحياة ضلالة
    ورأيت كل النور
    بعض ضياك
    لو كان عمري في الحياة خميلة
    ما كنت أمنح ظلها لسواكِ
    لو ظل شعري في الوجود بعطره
    فالشعر يا دنياي بعض شذاكِ
    إني تعبت من المسير ولا أري
    في القلب شيئا غير أن يهواكِ
    وفي قصيدة أخري يقول شاعرنا :
    ربما ألقاكِ في ذكري عتاب
    ربما ألقاكِ في عمري سراب
    ربما أبحث عنكِ .. بين أحضان كتاب
    ربما أسمع عنكِ .. من حكايات صحاب
    ومهما مرت الأيام سيبقى الحب هو الواحة الهادئة ، وإشراقة القلوب المحبة ، ولذا نجد شاعرنا الكبير فاروق جويدة يقول في قصيدة بعنوان ( بين العمر والأماني ) :
    سيبقى الحب واحتنا
    إذا ضاقت ليالينا
    و في نفس القصيدة يقول :
    وإن هواكِ في قلبي
    يضيئ العمر إشراقاً
    سيبقى حبنا أبداً
    برغم البعد عملاقا
    ونجد إيمان شاعرنا بالأمل فلطالما سيأتي الغد فسوف تشرق الشمس ، ويأتي الغد وتبقي التذكارات الجميلة ، ففي قصيدة بعنوان ( غداً نحب ) يقول :
    لا تنظري للشمس في أحزانها
    فغداً سيضحك ضوءها
    بين النخيل
    و لتذكريني كل يوم عندما
    يشتاق قلبك للأصيل
    و ستشرق الأزهار
    رغم دموعها
    و تعود ترقص مثلما كانت
    على الغصن الجميل
    و لتذكريني كل عام كلما
    همس الربيع بشوقه
    نحو الزهر
    أو كلما جاء المساء معذبا
    كي يسكب الأحزان
    في ضوء القمر
    عودي إلى الذكرى و كانت روضة
    نثر الزمان علي لياليها الزهر
    إن كانت الشمس الحزينة
    قد توارى دفئُها
    فغداً يعود الدفءُ يملأ بيتنا
    و الزهر سوف يعود يرقص حولنا
    و نرصد دعوة شاعرنا لغرس الزهور في الدروب ، و إشعال الشموع لإزالة الظلام حيث يقول :
    هيا لنغرس في الدروب زهورنا
    هيا لنوقد في الظلام شموعنا
    ونلمح في شعر شاعرنا الكبير فاروق جويدة ورود بعض أدوات النداء ، ونحن نعلم أن المنادى هو إسم ظاهر يذكر بعد أداة من أدوات النداء لطلب إقبال مسماه أو التفاته .
    وأدوات النداء هي : يا ، أيا ، هيا ، أى ، الهمزة .
    وأي والهمزة : لنداء القريب .
    وأيا و هيا : للبعيد .
    ويا : لكل منادى .
    وفي قصيدة بعنوان( المدينة تحترق ) نجد شاعرنا يقول :
    الدار يا أماهُ ..
    طفل يحترق
    ونجده أيضاً يقول :
    النار يا أماهُ
    أحرقت الغدير
    النار يا أمي تحوم
    علي مشارف بيتنا
    ويقول أيضا :
    أماه إني اختنق
    أماه ..
    أماه ..
    ونجده أيضا يقول :
    آه يا أماه ما أقسى زماني
    صارت الأثواب من وحلٍ .. و طين
    ونجده أيضاً يقول :
    أماه ..
    ليتك تسمعين
    لا شئ يا أمي هنا
    يدري حكايا .. الحائرين
    كم عشت بعدك
    شاحب الأعماق
    مرتجف الجبين
    و في قصيدة أخري يقول شاعرنا المبدع فاروق جويدة :
    الحب يا أمي هنا
    كأس .. وغانية .. وقصر ..
    الحب يا أمي هنا
    حفل .. وراقصة .. ومهر
    وفي قصيدة بعنوان ( بالرغم منا قد تضيع ) يقول :
    أبتاه .. أيامي هنا تمضي
    مع الحزن العميق
    وأعيش وحدي ..
    قد فقدت القلب
    والنبض .. الرقيق
    درب المدينة يا أبي
    درب عتيق
    تتربع الأحزان
    في أرجائه
    ويموت فيه الحب
    والأمل الغريق
    وفي قصيدة أخري يقول شاعرنا :
    أبتاه ..
    مازال في قلبي عتابْ
    لِمَ لمْ تعلمني الحياة مع الذئاب ؟
    وفي مناجاة للبحر يقول :
    يا بحرُ جئتكَ
    حائر الوجدان
    أشكو جفاء الدهر للإنسان
    يا بحر خاصمني الزمان وأنني
    ما عدتُ أعرف في الحياة مكاني
    وفى قصيدة أخرى نجد غوثاه لأنبياء الله عليهم السلام .. حيث يقول :
    يا أنبياء الله
    يا من ملأتم بالضياء قلوبنا
    يا من نثرتم بالمحبة دربنا
    بالقلب أحزان
    وشكوى تختنق
    وربيع أيام
    يموت .. ويحترق
    ويقول شاعرنا أيضا :
    يا أنبياء الله
    لا تتركوا الأرض
    الحزينة للضياع
    وتجد أيضا مناجاته لرب العزة سبحانه وتعالى.. حيث يقول :
    يا رب ..
    ما عاد طيف الحب .. يحملنا
    إلى همس المشاعر
    فالحب أصبح سلعة
    كالخبز .. كالفستان
    أو مثل السجائر
    وفى قصيدة أخرى نجد دعوة شاعرنا الكبير فاروق جويدة للشعر فهو ملاذ البوح والقصد المفيد .. حيث يقول :
    وهيا لنكتب
    شعرا جديداً
    فما عاد فى العمر
    شئ يفيد
    وفى قصيدة بعنوان ( أنا والليل والشعر ) نجد محاورة رائعة بين شاعرنا وبين الليل والشعر .. فعندما سأله الليل :
    أين الرفاق
    وأين رحيق المنى والسنين
    وأين النجوم
    تناجيك عشقاً
    وتسكب فى راحتيك الحنين
    وأين .. النسيم
    وقد هامَ شوقا
    بعطر من الهمس
    لا يستكين
    وأين هواك
    بدرب الحيارى
    يتيهُ اختيالا
    على العاشقين ؟
    أجابه شاعرنا بقوله :
    أتسألنى عن زمان
    يمزق حبا أبىَ أن يلين ؟
    وعندما سأله الشعر :
    هل صرتَ كهلا ؟
    أجابه شاعرنا :
    توارى عبير الشباب
    وهنا قال الشعر بصوت حزين :
    أَريدُك حبا
    وشوقا يطير بنا للسحاب
    أَريدُك طيرا
    على كل روض
    أَريدُك زهراً
    على كل باب
    أريدك لحنا
    شجى المعانى
    ولو عشت تجرى
    وراء السراب
    أريدك اليوم
    دَعْ ما تولى
    ودعك من النبش
    بين التراب
    ففى الروض زهرُُ
    وعطرُُ .. وطيرُُ
    وفى الأفق تعلو
    الأغانى الْعِذَابْ
    وهنا نظر شاعرنا إلى الشعر وسأله :
    ماذا تريد ؟
    فأجابه الشعر :
    نعيد ليالى الشباب
    فسأله شاعرنا :
    هل تفيد الأمانى
    إذا ما ارتمت
    فوق صدر السراب ؟
    وساعة صفو
    سترحل عَنَّا
    وترجع يوماً
    لدار العذاب
    وفى كل يوم
    سنبنى قصوراً
    غداً سوف نتركُها للترابْ .

    الصورة الشعرية و خصوصيتها في شعر فاروق جويدة :
    _________
    تعتبر الصورة الشعرية من أهم مقومات فن العربية الأول إلي جانب اللغة والإيقاع فهي التي تميز بين الشعر الحقيقي و بين النظم المصمت .. فاللغة والإيقاع ليسا كافيين لإنتاج شعر جيد ، وإنما يجب تضفيرهما بالصور الشعرية الطازجة لكي يرتقي الإفراز الإبداعي إلي لغة الشعر الحقيقية ، وسوف ينصب اهتمامنا في هذا المبحث حول الصورة الشعرية وخصوصيتها في شعر شاعرنا الكبير فاروق جويدة تاركين اللغة والإيقاع لمناطق بحثية أخرى .
    مما لا شك فيه أن الخيال هو التربة الخصبة لكل إبداع شعري مدهش ، وإذا أوغلنا في شعر الشاعر الكبير فاروق جويدة نجد أن صوره الشعرية تمزج بين البساطة والتكثيف ، وبين الإطلاق والتحديد في توافق رائع جعل من شعره الملاذ الجميل لجمهور عريض من عشاق الشعر .
    و لنقرأ معا بعضاً من الصور الشعرية الرائعة من خلال قصيدته ( لا تنتظر أحداً .. فلن يأتي أحد..) حيث يقول معبراً عن الواقع المؤلم لحال أمتنا :
    لا تنتظر أحدا / فلن يأتي أحد ..
    لم يبق شئ غير صوت الريح
    و السيف الكسيح / ووجه حلم يرتعد ..
    الفارس المخدوع ألقى تاجه
    وسط الرياح وعاد يجري خائفاً
    الفارس المخدوع في ليل الشتاء
    يدور مذعوراً يفتش عن سند
    في ليلة شتوية الأشباح
    عاد الفارس المخدوع منكسراً
    يجر جواده / جثث الليالي حوله
    غير الندامة ما حصد
    ترك الخيول تفر من فرسانها
    كانت خيولك ذات يوم
    كالنجوم بلا عدد
    إلى أن يقول :
    الفارس المخدوع ألقى رأسه
    فوق الجدار
    وكل شئ في جوانحه همد
    لا شئ للفرسان يبقى
    حين تنكسر الخيول
    سوى البريق المرتعد
    وعلى امتداد الأفق تنتحب المآذن
    و الكنائس .. و القباب
    و صوت مسجون سجد
    هذا الزمان تعفنت فيه الرؤوس
    و كل شئ ضمائرها فسد
    وفي نهاية القصيدة يقول الشاعر فاروق جويدة:
    الفارس المكسور
    ينتظر النهاية في جلد
    عينان زائغتان / وجه شاحب
    وبريق حلم في مآقيه جمد
    لا تنتظر أحدا / فلن يأتي أحد
    فالآن حاصرك الجليد / إلى الأبد
    وإذا تأملنا قول شاعرنا :
    لم يبق شئ غير صوت الريح
    و السيف الكسيح / ووجه حلم يرتعد
    نجده قد عبر عن واقع أمتنا المؤلم في صورة شعرية رائعة عبر فيها عن الفراغ المؤلم ، وعن السيف الخشبي الذي لا جدوى منه ، وعن الحلم الذي يرتعد من قسوة هذا الواقع المؤلم الذي تعيش فيه هذه الأمة .
    وقد جاءت هذه الصورة الشعرية معبرة تماماً فلم يعد هناك ما تنتظره .. ولن يأتي أحد .. كما قال شاعرنا في بداية قصيدته وفي نهايتها .
    و الصورة الشعرية إما مطلقة وإما محدودة وهي إذا جاءت مطلقة فإنها تعطي الفرصة للمتلقى لكي يتفاعل معها ويُعمل فكره في التجربة الإنسانية التي يطرحها الشاعر و خير مثال علي هذه الصورة المطلقة ما طرحناه من قبل في صدر هذا المبحث حيث يقول شاعرنا ( لم يبق شئ غير صوت الريح ) وأيضا حين يقول ( ماذا سيبقى للجواد إذا تهاوى ) ؟
    إلي هنا تعتبر هذه الصورة الشعرية مطلقة ، ولو أن شاعرنا ترك هذه الصورة كما هي ولم يضف عليها شيئا لكانت من أروع الصور الشعرية في هذه القصيدة لأنه طرح استفهاماً للمتلقى وكان يجب علي شاعرنا أن ينتظر الإجابة .. كل حسب ثقافته ومخزونه الفكري والمعرفي والتاريخي ولكن شاعرنا حدد هذه الصورة و قلل من طازجتها حين قال :
    غير أن يرتاح في كفن .. ولحد
    فهنا تم الحكم علي الجواد بالموت وبالتالي حرم المتلقي من متعة التفكير في مصير هذا الجواد .. وللوصول إلي حل من وجهة نظر شاعرنا أو بمعني آخر فقد وضع شاعرنا النهاية للمشهد الدرامي ولم يترك النهاية مفتوحة للجميع ، ومن هنا نعرف الفرق بين الصورة المطلقة التي يترك فيها المبدع المشهد النهائي للمتلقي و بين الصورة المحددة التي يحدد فيها نهاية المشهد .
    وصورة أخرى من نفس القصيدة نجد شاعرنا قد قال :
    لا شئ للفرسان يبقى
    حين تنكسر الخيول
    ولو أن شاعرنا اكتفى بهذا المقطع لظلت الصورة مطلقة و لكنه حددها حين أكملها بقوله :
    سوى البريق المرتعد
    وننتقل من الصورة المطلقة و الصورة المحددة إلي الصورة القصيرة، والصورة المركبة ولنقرأ ونتأمل ما يقوله شاعرنا الكبير فاروق جويدة في نفس القصيدة :
    الفارس المكسور ينتظر النهاية في جلد
    وهي تمثل صورة شعرية قصيرة ، ولكن عندما قال شاعرنا :
    عينان زائغتان / وجه شاحب
    وبريق حلم في مآقيه جمد
    هنا انتقل من الصورة القصيرة إلي الصورة المركبة حيث العينان الزائغتان ، والوجه الشاحب ، وبريق الحلم الذي تجمد في المآقى ، وهذه الصورة الشعرية المركبة إنما تعطي مساحة تصويرية أوسع .. تجعل المتلقي يتعامل مع التجربة الإبداعية الشعرية علي طريقة فن السينما حيث المشاهد المتتالية التي تُعمّق المعنى وتوضح الفكرة في عين وعقل المشاهد .
    ويختتم الشاعر القصيدة كما بدأها بقوله :
    لا تنتظر أحداً / فلن يأتي احد
    فالآن حاصرك الجليد / إلي الأبد
    وهذه نظرة مُعتمة للقضية لأن هذه الصورة قد قضت علي بقايا الأمل المتبقي لهذه الأمة مع أن شاعرنا بطبيعته من المتفائلين والمؤمنين بانتصار الحق و بانحصار الظلم مهما طال ونلمحه يؤكد هذا المعني في قوله :
    لا تحزني أم المدائن لا تخافي
    سوف يولد من رماد اليوم غد
    فغدا ستنبت بين أطلال الحطام
    ظلال بستان .. وورد
    و غدا سيخرج من لظى هذا الركام
    صهيل فرسان .. ومجد
    فهذا المقطع الشعري تفيض صوره الشعرية أملاً وإيماناً بالنصر والتحرير ، وسوف يزول هذا الحزن مهما طال ، وسوف يخرج من رماد هذا اليوم غد مشرق ، وسوف ينطلق من ركام هذا اليأس الصهيل والمد .
    وفي قصيدة أخرى في حب الوطن بعنوان (حتي الحجارة ..أعلنت عصيانها ) و التي استوحاها شاعرنا الكبير فاروق جويدة أثناء عملية الهدم لكوبري أبو العلا حيث توقفت أدوات الهدم فجأة أمام حجر ضخم في قلب النيل .. قال :
    حجر عتيق فوق صدر النيل / يصرخ في العراء
    وقف الحزين علي ضفاف النهر
    يبكي في أسى و يدور في فزع
    و يشكو حزنه للماء
    يبكي علي زمن تولى
    كانت الأحجار تيجانا وأوسمة
    تزين قامة الشرفاء
    يترنح المسكين بين الخوف والإعياء
    ويعود يسأل :
    أين العصافير التي ارتحلت
    وكانت كلما هاجت بها الذكرى تحن إلي الغناء ؟
    أين النخيل يعانق السحب البعيدة
    كلما عبرت علي وجه الفضاء
    أين الشراع علي جناح الضوء
    و السفر الطويل ووحشة الغرباء ؟؟
    أين المواويل الجميلة
    فوق وجه النيل تشهد عرسه
    والكون يرسم للضفاف ثيابها الخضراء ؟
    حجر عتيق فوق صدر النيل يبكي في العراء
    حجر .. ولكن من جمود الصخر ينبت كبرياء
    حجر .. ولكن في سواد الصخر قنديل أضاء
    حجر يعلمنا مع الأيام درسا في الوفاء
    فهنا أتى الشاعر فاروق جويدة بالعديد من الصور الشعرية الاستفهامية المتتالية وصاغها علي لسان الحجر المشار إليه ، وهذه الصور الشعرية المتتالية التي بدأت بأداة الاستفهام ( أين ) تبحث عن أشياء مفقودة فتارة يسأل عن العصافير التي رحلت ، وتارة يسأل عن النخيل الذي كان يعانق السحب البعيدة ، وتارة يسأل عن الشراع المسافرة علي جناح الضوء ، وتارة أخرى يسال عن الدموع التي تطل من مآقيها ، وأخيراً نجده يسأل عن المواويل الجميلة التي كان يشهدها وجه النيل الرائع في زمنه الجميل .. هذه الصور الشعرية الاستفهامية المتتالية تعتبر من خصائص الصورة الشعرية لدي شاعرنا الكبير فاروق جويدة وهي تنتمي للصور الشعرية المركبة والمطلقة في آنٍ واحد .
    وتعالوا نتأمل هذا البناء الشعري الرائع في قصيدة بعنوان ( وكانت بيننا ليله ) حيث يقول :
    وكانت بيننا ليله
    نثرنا الحب فوق ربوعها
    العذراء فانتفضت
    وصار الكون بستانا
    سبحت العمر بين مياهها الزرقاء
    ثم رجعت ظمآنا
    وكان الموج في صمت يبعثرنا
    علي الآفاق شطآنا
    ووجه الليل
    فوق الغيمة البيضاء يحملنا
    وكانت فرحة الأيام
    في عينيك تنثرني
    علي الطرقات ألحانا
    وفوق ضفافك الخضراء
    نام الدهر نشواناً
    وكانت بيننا ليله
    وكان الليل كالقناص يرصدنا
    ويسخر من حكايانا
    تعانقنا
    وصوت الريح في فزع يزلزلنا
    ويلقي في رماد الضوء
    يا عمري بقايانا
    وسافرنا .. وظلت بيننا ذكرى
    نراها نجمة بيضاء
    تخبو حين نذكرها
    وتهرب حين تلقانا
    وتحكي كل ما كانا
    وكانت .. بيننا ليله
    إذا نظرنا إلي البناء الشعري في هذه القصيدة التي اجتزعنا منها المقطع السابق نجده يتميز بالبساطة والخصوصية والرومانسية ، وهذه الصفات إنما هي من أهم مميزات شعر الحب الإنساني لدى شاعرنا فاروق جويدة ربما هذا يفسر لنا أيضا سر جماهيريته، إذ أن تجاربه الشعرية تنأى عن التعقيد وتتوسط المسافة بين الغموض والمباشرة مما يجذب إليه شرائح كثيرة من القراء فلنتأمل قوله في بداية القصيدة :
    نثرنا الحب فوق ربوعها
    العذراء فانتفضت
    وصار الكون بستانا
    هذه الصورة الشعرية تنتمي إلي الصور الشعرية المركبة التي امتدت لمسافة إيقاعية طويلة مما عمّق الصورة لدى المتلقي .. فما أروع هذه الجذور التي نثرها شاعرنا فانتفضت وصار الكون منها بستانا
    ثم يختتم شاعرنا هذه القصيدة بأروع ما يكون الختام حيث قال :
    وسافرنا .. وظلت بيننا ذكرى
    نراها نجمة بيضاء
    تخبو حين نذكرها
    وتهرب حين تلقانا
    تطوف العمر في خجل
    وتحكي كل ما كانا
    وكانت .. بيننا ليله
    هذه الصورة الشعرية المركبة تجمع صوراً متلاحقة تمثل عدة مشاهد سينمائية توضح المعنى وترتقي به إلي سماوات الإبداع .
    ومن أروع ما طرحه شاعرنا الكبير فاروق جويدة في هذه القصيدة التكرار الذي أضاف للمعنى وأثرى موسيقى هذه القصيدة فقد كرر جملة ( وكانت بيننا ليله ) علي مسافات مناسبة في القصيدة والتي تحمل نفس العنوان( وكانت بيننا ليله ) وهذا التكرار لم يخل بالبناء الشعري للقصيدة بل أعطاها أبعاداً تأثيرية وموسيقية جيدة .
    وإذا انتقلنا إلي قصيدة أخرى بعنوان ( ألف وجه للقمر ) نجد شاعرنا الكبير فاروق جويدة يقول :
    في كل عام ..
    تشرقين علي ضفاف العمر
    تنبت في ظلام الكون شمس
    يحتويني ألف وجه للقمر
    في كل عام ..
    تشرقين فراشة بيضاء
    فوق براعم الأيام
    تلهو فوق أجنحة الزهر
    في كل عام ..
    أمضي إليك علي جناح الريح
    يسكرني عبيرك
    ثم يتركني وحيداً في متاهات السفر
    في كل عام ..
    كنت أنتظر المواسم
    قد تجئ .. وقد تسافر بعدما
    تلقي فؤادي للحنين ..
    وللظنون .. وللضَّجرْ
    في كل عام
    كان يحملني الحنين إليك
    أغفو في عيونك ساعة
    وتطل أشباح الوداع
    نقوم في فزع ..
    وفي صمت التوحد ننشطر
    وهكذا تنساب الرومانسية في كل شرايين وأوردة شاعرنا فاروق جويدة فالمدرسة الرومانسية هي أهم المدارس الفنية التي يعتنقها شاعرنا وربما يكمن هنا أيضا أحد أسباب جماهيريته العريضة فالرومانسية هي الفطرة التي فُطِر عليها الإنسان وبالتالي فإن الإنسان مهما اختلفت معاييره الثقافية تكمن بداخله روح الرومانسية التي تجد صداها فتنطلق كلما ارتوت بمياه الشعر الرومانسى المدهش ، وهذا ما يفعله شعر فاروق جويدة في نفوس الجماهير العريضة من القراء فيشعرون وكأنه يكتب عنهم ولهم في نفس الوقت .
    وما أروع الصور الشعرية وأعمقها في القصيدة السابقة حيث تمتد هذه الصور لمسافات طويلة فمثلا : الصورة الأولي تبدأ من ( في كل عام ) وهو السطر الأول من القصيدة حتي السطر الرابع الذي يقول (يحتويني ألف وجه للقمر )
    والصورة الشعرية الثانية تبدأ من السطر الخامس ( في كل عام ) وتنتهي بنهاية السطر التاسع الذي يقول ( ويغزل شوقنا المجنون أوراق الشجر )
    والصورة الشعرية الثالثة تبدأ من السطر السابع عشر ( في كل عام ) وتنتهي بنهاية السطر الحادي والعشرين ( ثم يتركني وحيداً في متاهات السفر)
    والصورة الشعرية الأخيرة تبدأ من السطر قبل الأخير في صفحة 132 ( في كل عام ) وتنتهي في السطر الرابع في صفحة 133 وفي صمت التوحد ننشطر .. ) في ( مختارات من شعر فاروق جويدة ـ قصائد للحب ) والصادر عن مكتبة الأسرة عام 2003
    وهذا ما يميز شعر شاعرنا الكبير ( فاروق جويدة ) حيث الصورة الشعرية المركبة والممتدة والبسيطة والرومانسية ، ولأنه أحد أبناء هذا الشعب الطيب فقد عبر بصدق عن هموم الإنسان والوطن .
    أهم مراجع الدراسة :
    _________
    - ديوان ( حبيبتى لا ترحلى ) فاروق جويدة - رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق القومية 3266/1975م .
    - ديوان ( ويبقى الحب ) فاروق جويدة - رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق القومية المصرية 2112/1977 .
    - ديوان ( وللأشواق عودة ) فاروق جويدة - رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق القومية المصرية 24504/1977.
    - ديوان ( فى عينيك عنوانى ) فاروق جويدة - رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق القومية المصرية 54234/1979م.
    - ديوان ( لأنى احبك ) فاروق جويدة - رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق القومية المصرية 2240/1979م.
    - ديوان ( دائما أنت بقلبى ) فاروق جويدة - رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق القومية المصرية 3179/1981م .
    - ديوان ( شئ سيبقى بيننا ) فاروق جويدة - رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق القومية المصرية 1823/1983م .
    - مختارات من شعر فاروق جويدة - قصائد حب- مكتبة الأسرة 2003 – رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق القومية المصرية 13268/2003
    - مختارات من شعر فاروق جويدة - قصائد للوطن- مكتبة الأسرة 2003 - رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق القومية المصرية 13281/2003
    - أعداد مختلفة من جريدتى الأهرام والأخبار المصريتين.
    - رؤي نقدية لتجارب شعرية - رفعت عبد الوهاب المرصفي - رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق القومية المصرية 17262/2006
    - جريدة ( العرب ) لندن - 20/4/2008
    الكاتب فى سطور :
    _________
    إبراهيم خليل إبراهيم
    •بكالوريوس إدارة الأعمال
    •عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
    •مدير تحرير سلسلة ( فرسان السندباد ) الصادرة عن منتديات الشاعر ( خالد مشالى ) .
    •المستشار الاعلامي للإصدارات الأدبية التي تصدرها اللجنة الثقافية بجمعية حلم الحياة .
    •مستشار التحرير للإصدارات الأدبية التي يصدرها الصالون الثقافي بمرصفا
    •كاتب بصحيفة ( دنيا الوطن ) الفلسطينية .
    •محرر بمجلة ( اتصالات المستقبل )
    •مراسل وكالة wata للأنباء
    •مراسل صحيفة الأخبار المغربية
    •مراسل صحيفة الوطن المغربية
    •عمل محررا صحفيا فى جريدة عيون مصر والنبأ والحياة والفداء والشراقوه والفلاح المصرى والإنسان ومجلة صوت الشرقية
    •ترأس تحرير مجلات : الفيروز والمنار والاثنين والعروبة الإذاعية والتى كانت تذاع ببرنامج ( ما يكتبه الشباب) بإذاعة الشباب والرياضة .
    •تم اعتماده متحدثا ومعدا للبرامج بالإذاعة منذ عام 1987م .
    •تنشر كتاباته في العديد من الدوريات المصرية والعربية ومنها جريدة : الأخبار والجمهورية والمساء والأهرام المسائي والعمال والحياة والرأي والفلاح المصرى والنبأ والشراقوه والفداء وعيون مصر والإنسان والحياة ... ومجلات : العربي الكويتية والمنهل والجيل والدفاع والحج والمجلة العربية والتوباد وهو وهي ومنبر الإسلام و منار الإسلام والوعي الإسلامي وفجر الإسلام والنهار .
    •أذيعت كتاباته الإسلامية التى نشرت بجريدة المساء (المساء الديني ) في برنامج ( كتابات إسلامية ) بإذاعة القران الكريم المصرية
    •يعد من أشهر مراسلي برنامج ( شريط كاسيت ) الذى كان يذاع بإذاعة صوت العرب تحت إشراف الإذاعية القديرة (نادية حلمي )
    •عضو الجمعية المصرية للمترجمين واللغويين .
    •عضو الجمعية المصرية لرعاية المواهب .
    •عضو نادى الأدب بقصر ثقافة بهتيم .
    •عضو فعال ونشط في الندوات الأدبية والثقافية
    •قامت ( دار العلم للجميع ) بتسجيل كتاب ( ملامح مصرية ) على أشرطة الكاسيت للمكفوفين .
    •فاز أكثر من مرة بالمركز الأول والمركز الثانى والمركز الثالث فى برنامج ( مسابقة الشهر ) الثقافية والذى كان يذاع عبر أثير إذاعة الشباب والرياضة ..
    •يعد من أصغر الكتاب (سنا) الذين نشروا كتاباتهم في مجلة العربي الكويتية عندما نشر موضوعه فى العدد رقم 423 الصادر فى الأول من شهر فبراير عام 1994 فى باب ( فكر ) بعنوان ( رمضان فى ذاكرة التاريخ )
    •فى السابع عشر من شهر مارس عام 2002 منحه الأستاذ الدكتور ( مفيد شهاب الدين ) وزير التعليم العالي و الدولة للبحث العلمي شهادة تقدير تقديراً لكتابه ( العندليب لا يغيب )
    •فى العاشر من شهر أغسطس عام 2006 استضافه وكرمه الصالون الثقافى بمرصفا برئاسة الشاعر ( رفعت المرصفى )
    •فاز بجائزة ( الخبر الأميز ) فى مسابقة (سيدة الكويت) والتى أعلنت نتائجها فى شهر سبتمبر 2007.
    •فاز بالمركز الثالث فى المقال على المستوى العالمى فى مسابقة مرافئ الوجدان الثقافية والتى أعلنت نتائجها فى شهر أغسطس 2007 .
    •حصل على وسام ( الكاتب المميز ) والوسام الذهبى من منتديات أبناء ليبيا فى عام 2007
    •كرمته الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب فى الأول من شهر يناير عام 2008 مع نخبة من الباحثين والمبدعين والمترجمين من أبناء الأمة العربية .
    •كرمته جمعية دار النسر الأدبية لرعاية المواهب مع نخبة من الذين أثروا الحياة الفكرية والأدبية والاجتماعية يوم الأربعاء السابع والعشرين من شهر فبراير عام 2008
    •كرمته الجمعية المصرية للمترجمين واللغويين مع نخبة من المبدعين المصريين فى الثامن من شهر مارس عام 2008
    •ترجمت بعض كتاباته إلى اللغتين الإنجليزية بواسطة الشاعر والمترجم المصرى (حسن حجازى )
    مؤلفاته:
    ______
    _ ملامح مصريه.. رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق القومية المصرية 5993/2001 ونشر الكترونى عام 2006
    _ العندليب لا يغيب .. رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق القومية المصرية 2002/ 4723.ونشر الكترونى عام 2006
    _ من سجلات الشرف .. رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق القومية المصرية 2002/ 11211ونشرالكترونى عام 2006
    _ أصوات من السماء .. رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق القومية المصرية 10948/2006 ونشر الكترونى عام 2006
    _ رؤى إبداعية فى شعر رفعت المرصفى .. رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق القومية المصرية 14186/2006م ونشر الكترونى عام 2006
    _ أول أعوام الدفء – كتاب أدبى مشترك – صادر عن المنتدى الأدبى للشاعر (خالد مشالى) رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق المصرية 9290/2008م ونشر الكترونى عام 2006
    _الحب والوطن فى شعر فاروق جويدة _ نشر الكترونى فى عام 2006 ونشر ورقى عام 2008
    _ قال التاريخ _ نشر الكترونى عام 2006
    _ موسوعة حلوة بلادى _ نشر الكترونى عام 2006
    _ وطنى حبيبى _ نشر الكترونى عام 2006
    و للتواصل مع الكاتب :
    elkateb_2007@yahoo.com
    vip_e.k@hotmail.com
    _________
    كتاب : الحب والوطن فى شعر فاروق جويدة
    للكاتب الاديب : ابراهيم خليل ابراهيم
    نشر الكترونى عام 2006 وورقى عام 2008

    _________
    كتاب : الحب والوطن فى شعر فاروق جويدة
    للكاتب الاديب الباحث : ابراهيم خليل ابراهيم
    نشر الكترونى عام 2006 وورقى عام 2008

  3. #3
    الشاعر قاروق جويدة غني عن التعريف
    نشكرك جزيل الشكر لتسلسط الضوء على نصوصه الرائعه
    تحيتي وتقديري
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4
    اختصاص تراجم وسير ذاتية من مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,562
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ...

  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    2,207
    السلام عليكم

    الكاتب المتميز ابراهيم خليل

    حياك الله اخي

    وبارك الله فيك على هذه الدراسة الجميلة

    وكما هو معلوم فارق جويدة غني عن التعريف ومواقفه كما هي بارزة شامخة


    وتبقى السمة الاجمل فيه هو الوفاء للوطن

    شكراً لك استاذي على هذا المجهود الواضح

    تقديري لك

    تشكرات

  6. #6
    اختصاص تراجم وسير ذاتية من مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,562
    الاخ على
    اشكرك على مرورك الطيب
    والشاعر فاروق جويدة انا شخصيا اسعد مع شعره

  7. #7
    " الشاعر قاروق جويدة غني عن التعريف
    نشكرك جزيل الشكر لتسلسط الضوء على نصوصه الرائعه
    تحيتي وتقديري " ريمة الخاني
    و" كما هو معلوم فارق جويدة غني عن التعريف ومواقفه كما هي بارزة شامخة
    وتبقى السمة الاجمل فيه هو الوفاء للوطن " علي جاسم
    الأخ الفاضل إبراهيم خليل إبراهيم
    شكراً لك على هذه الشواهد من الأوراق الخضراء في بساتين فاروق جويده الرمز ، ويظل الرمز دوماً نوراً تتجه نحوه الأنظار ، وأنا من بين هذه الأنظار إذ أكتب عدد من الدراسات النقدية للشباب والرموز في ضوء تواصل الأجيال الأدبية وكان من بين الرموز شاعرنا فاروق جويده كتبت دراسه عنه بعنوان "موسيقى جويده بين القصد والقصيدة" ، ولسوف أشرف بنشرها على المنتدى الكريم

    تقبل تحياتي وتقديري للتوثيق والبحث ،

    أخوكم محمد الشحات محمد

  8. #8
    اختصاص تراجم وسير ذاتية من مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,562
    أخ / محمد
    الشاعر الكبير فاروق جويدة هو احد اعلام الشعر فى عصرنا هذا وعشاق كتاباته لاحصر لهم
    وعندما فكرت فى الكتابه عن شعره وعالمه فهذا لاننى اعتز به
    ويوجد مبحث فى المجال الفنى لم ينشر بعد عبر الشبكة الالكترونية والتى شهدت نشر ماكتبته فى عام 2006 ومن هنا كان لى قصب السبق
    وقد نشرت الدراسة كاملة كما هو منشور هنا تقديرا لهذا المنتدى الكريم
    أما ماكتبته أنت بعنوان "موسيقى جويده بين القصد والقصيدة" فأنا أجزم وأؤكد انك كتبته بعد أن قرأت أنت دراستى هذه على الأنترنت عندما قررت طبع الكتاب فى جمعية دار النسر الخاصة بك ثم تراجعت أنا وقررت عدم الطبع نظرا لعدم طبعها بالصورة التى تتناسب مع قدر هذا الشاعر الكبير فاروق جويدة و .. و .. خالص التحية
    الصادق الصدوق / ابراهيم خليل ابراهيم

  9. #9
    إذن مبروك ونرجو أن تطلعنا على هذه الطبعة ونشرف بذلك ، ومبروك مرة ثانية

  10. #10
    اختصاص تراجم وسير ذاتية من مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,562
    بارك الله فيك وبك

المواضيع المتشابهه

  1. مجموعة كتب لـ فاروق جويدة
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-30-2013, 11:44 PM
  2. ارحل ـ فاروق جويدة فاروق جويدة
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى من روائع الشعر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-10-2011, 12:54 PM
  3. عودة الأنبياء/فاروق جويدة
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى من روائع الشعر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-20-2010, 04:18 PM
  4. الى اخر الشهداء/فاروق جويدة
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-11-2009, 08:28 AM
  5. في وداع بوش/ فاروق جويدة
    بواسطة عبدالغفور الخطيب في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-26-2009, 03:15 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •