القصة الحقيقية لنشوء علاجات الطب البديل
المصدر فداء حلاوة
29 / 12 / 2007
يمكن للعديد من الناس، ومع توسع انتشار فكرة أساليب المعالجة البديلة البعيدة عن الاستخدامات الدوائية أن يروا أن هذه الطرق هي الأنسب لمعالجة كافة العلل الفيزيولوجية التي تصيب الإنسان.وبغض النظر ما إذا كانت هذه الطرق هي فعلاً الأساليب الأنفع في معالجة الأمراض، إلا أننا لا نستطيع أن ننكر أن أساليب الطب البديل كأساليب المعالجة بالإبر الصينية، والتنويم المغناطيسي، على سبيل المثال قد انتشرت وبشكل واسع وأصبح لها شعبية بين البشر.ولكن ما قد يغيب عن بال العديد من الناس أن هذه الطرق في المداواة لم تنتشر فجأة بين البشر ولكنها كانت معتمدة قبل ثلاثة قرون مضت أي منذ القرن الثامن عشر.

فما هي القصة الحقيقية وراء نشوء أساليب المعالجة بالإبر الصينية والتنويم المغناطيسي والمساج؟.

المعالجة بالتنويم المغناطيسي



يعتبر الدكتور الفيتنامي فرانس أنطون مزمر مؤسس فكرة التنويم المغناطيسي حيث سافر إلى باريس آخذاً معه أفكاره التي بدأت في الانتشار عام 1778.

وقد أنشأ عيادة في باريس، متخصصة بمعالجة كافة العلل البدنية التي يمكن أن تصيب الإنسان.

وتعتمد تقنيته العلاجية هذه على تغييب المريض عن وعيه.

وهذه التقنية في المعالجة كانت غريبة على الشعب الفرنسي في ذلك الوقت.

ويعتقد الدكتور مزمر أن جسم الإنسان يطوف حوله سائل غير مرئي ويمكن التحكم به عن طريق المغناطيس.

وإحدى التقنيات التي يستخدمها في المعالجة أنه يعطي مرضاه، وهم إجمالاً من نساء الطبقة الأرستقراطية، وعاء معدنياً مملوءاً بالمياه العادية ويضع بداخله قطع معدنية مصنوعة من الحديد.

ويرى الدكتور مزمر أن هذا الوعاء يعمل كقناة ليمر من خلاله السائل غير المرئي وبذلك يستطيع التحكم به.

ولكن الطبقة الأرستقراطية لم ترضَ بطريقة العلاج هذه، وسعوا إلى طرد الدكتور مزمر، وذلك ليس لعدم اقتناعهم بفكرة العلاج، بل لأنه يكشف على مرضاهم الذين كان أغلبهم من النساء.

وأخذت في تلك الفترة فكرة المعالجة بالتنويم المغناطيسي في الانتشار في العالم ومن أشهر الأطباء الذين اعتمدوها هو الطبيب البريطاني جيمس أزديل الذي اشتهر بالعملية الجراحية التي أجراها في الهند لإزالة ورم من جسم مريض من دون أن يستخدم أي مخدر معتمداً فقط على تقنية التنويم المغناطيسي.

كما انقسمت فكرة التنويم المغناطيسي إلى شقين أوائل 1800 واستخدمها البعض كطريقة للمعالجة، أما الاستخدام الآخر لها فكان للتسلية وإجراء ألعاب الخفة.

ومع بدء البشر بالتوجه إلى أساليب الطب البديل وأساليب المعالجة البعيدة عن الاستخدامات الدوائية انتشر هذا الأسلوب وأصبح شائعاً.



المساج



ما يزال لغاية الآن الشعب في الغرب شاكراً لـ"ساكي دين محمد"الذي أتى من الهند إلى أيرلندا في المملكة المتحدة في العام 1786 حيث إنه جلب معه بهارات الكاري، وطريقة المعالجة عن طريق المساج.

وقد أنشأ هو وزوجته البريطانية جين، مطعماً لطهي أطباق الكاري التي بدأت تأخذ شهرة في العاصمة لندن.

ومع ازدياد اهتمام الشعب بالثقافات الشرقية افتتح ساكي محمد مكاناً للمعالجة عن طريق التدليك والمعالجة بالماء.

ولشدة الشهرة التي حصل عليها المكان، لقدرته على معالجة الأمراض، تردد عليه جورج الرابع إلى جانب العديد من عائلات الطبقات الأرستقراطية.

ومن ثم أخذت طريقة العلاج هذه منحى آخر وهو المحافظة على اللياقة البدنية، أكثر من كونها للمعالجة.

وفي نهاية القرن العشرين انتشرت فكرة أن المساج قادر على معالجة آلام العضلات.

أما الآن فقد أكدت الدراسات أن طريقة المعالجة عن طريق المساج قادرة على التخفيف من حالات الإجهاد النفسي الـ"stress" والقلق والتوتر إلى جانب قدرتها على التخفيف من الآلام.



المعالجة عن طريق الوخز بالإبر الصينية



نشأت طريقة العلاج عن طريق الوخز بالإبر الصينية في الصين، إلا أنها لم تنتشر في العالم إلا مع بداية القرن التاسع عشر.

وبما أن الطب في ذلك الزمن لم يكن قد اكتشف الأدوية المسكنة بعد، فقد اتجه العديد من الناس إلى هذه الطريقة في المداواة.

وتقوم فكرة الإبر الصينية على غرس إبر دقيقة للغاية في أماكن محددة من الجسم يكون الهدف منها التخلص من الألم نهائياً.

ولكن بقي أسلوب هذا العلاج غامضاً حتى عام 1960 حين أصبح الغرب مهتماً بثقافة الشرق الأقصى.

جريدة بلدنا