بوحُ قلم ..
,,,,

أَكُونُ لَهُمْ - فِي الوِدِّ - صَفْوًا وَ رَائِقَا=إِذَا كَانَ - مِنْهُمْ بِالهَوَى - الرَّدُّ نَاطِقا
أُقَدِّمُ - فِي البَلْوَى لَهُمْ - مُهْجَتِي فِدَا=وَ أَرتَدُّ عَنْ فُحْشِ المَعَانِي مُفَارِقا
وَ لَمْ يَشْهَدُوا مِثْلِي وَفِيًّا لِقَومِهِ=وَ لَمْ يَعْرِفُوا مِثْلِي عَزِيزًا وَ سَامِقا
سَيَلْقَونَ جَنَّاتِي إِذَا أَحْسَنُوا اللِّقَا=وَ إِنْ يَدْخُلُوا قَلْبِي يُلاقوا الحَدَائِقا
وَ أَنفَحُهُمْ بِالعِطْرِ رَدًّا لِنَفْحِهِمْ=وَ مَنْ يَزْرَعِ الأَزْهَارَ يَجْنِ الزَّنَابِقا
لِدَيجُورِهمْ أَبْقَى مُشِعًّا كَكَوكَبٍ=مِن النُّورِ - دُرِّيٍّ - وَ بِالضَّوءِ بَارِقا
تَئِنُّ إِلَى " بَيرُوتَ " آهَاتُ زَفرَتِي=وَ " بَغدَادَ " مُذْ أَنْ كُنْتُ " لِلْكَرْخِ " عَاشِقا
وَ يَسكُنُنِي " الأقْصَى " بِأَرْزَاءِ فِكْرَتِي=وَ نَبْضُ شَرَايِينِي بَكَى " القُدْسَ " خَافِقا
وَ مِئْذَنَةٌ تَشكُو مِن القَهْرِ جَاثِمًا=وَ نَخْلٌ ذَوَى مِنْ بَعْدِ أَنْ كَانَ بَاسِقا
فَمَا تَنفَعُ الأَقلامُ وَ الحَرفُ عَاجِزٌ ؟=وَ كَيفَ بِهَا نَلْقَى الأَعَادِي فَيَالِقا ؟
وَ مَازَالَ بَعْضُ الآلِ يَلْتَفُّ خَائِنًا=وَ يَنْهَشُنَا سِرًّا وَ يَرتَدُّ مَارِقا
تَرَاهُ مُعَزِّينَا - عَلَى المَيْتِ - نَائِحًا=وَ فِي كُلِّ مَأسَاةٍ - عَلَى الحَظِّ - نَاعِقا
يُفَتِّشُ عَنْ ضَعْفٍ لِيَنْهَالَ ضَارِبًا=وَ يَجْعَلُ مَمْشَانَا دُرُوبًا مَزَالِقا
مَغَارِبُنَا بَاتَتْ مِن البُؤسِ - حَسْرَةً -=تَصِيحُ قَوَافِيها فَتَرثِي المَشَارِقا
وَ رَجْعُ مَغَانِينا صَدَىً فِي حُلُوقِنَا=وَ دَمْعُ مَآقِينا غَدَا - اليَومَ - خَانِقا
وَ رَحْبُ فَضَاءِ النُّورِ فِي أُفْقِ أُمَّتِي=تَغَمَّدَهُ لَيلٌ فَأَرْدَاهُ ضَائِقا
يُخَاصِمُنِي قَومِي إِذَا قُلْتُ : ( إِنَّنِي=أَعَزُّ بَنِي الدُّنيَا وَ أَندَى مَعَارِقَا )
فَإِنْ كَذَّبُوا , مَا كُنْتُ - وَ اللهِ - كَاذِبًا=وَ إِنْ أَمْعَنُوا زُورًا , فَمَا زِلْتُ صَادِقا
وَ مَا كُنْتُ مِنْ خَوفٍ أُحَابِي تَمَلُّقًا=وَ لَا بِتُّ مِنْ جُوعٍ عَلَى البَابِ طَارِقا
أَغُوصُ إِلَى القِيعَانِ - أَمْتَازُ - بَاحِثًا=عَن الدُّرِّ - صَيَّادًا - وَ مَا كُنْتُ سَارِقا
وَ إِنْ يَرتَدِدْ صَحْبِي عَن المَوتِ - خِيفَةً -=أَثِبْ نَحْوَهُ - وَثْبًا - لِأَلْقَاهُ وَاثِقا
وَ إِذْ تَنكُصُ الأَقْدَامُ مِنْ خشْيَةِ اللِّقَا=سَأَهْرَعُ خَوَّاضًّا وَ لِلْعِزِّ سَابِقا
يُزَلزَلُ مِنْ رُعْبِ السَّلاطِينِ صَمتُهُمْ=وَ أَنْطِقُ لَا أَخْشَى بِصِدْقِي المَشَانِقا
وَ مَنْ يَجْتَرِئْ - يَومًا - عَلَى مَطْوِ مَوجَتِي=سَيَهْوِ إِلَى عُمْقِ المُحِيطَاتِ غَارِقا
فَأَينَ لَهُمْ دَرْبِي , وَ قُدْ زَادَهُمْ إِلَى=مَرَابِعِ أَشْعَارِي , قَرِيضِي مَفَارِقا ؟
وَ أَنَّى لَهُمْ سَحْقِي بِظِلْفٍ وَ حَافِرٍ=وَ نَابِيَ طَعَّانٌ , وَ مَا انْفَكَّ سَاحِقا
إِذَا غَرَّهُمْ مِنِّي وِدَادِي وَ هَدأَتِي=فَسَوفَ أُلاقِيهمْ غَضُوبًا وَ حَانِقا
وَ إِنْ يَحْسَبُونِي الرَّبْعَ سَهْلًا مُمَدَّدًا=فَمَا كُنْتِ إِلَّا الطّودَ - بِالأُفْْقِ - شَاهِقا
سَيَهْلكُ مَنْ أَغْرَى بِهِ الحَرفُ عِنْدَما=يُفَجِّرُهُ حَرفِي رَعِيدًا وَ صَاعِقا
وَ مَنْ يَسْعَ لِي بِالنَّارِ , يَلْقَ اللَّهِيبَ فِي=شُوَاظِيَ , إِذْ يَلْقَى سَعِيرًا وَ حَارِقا