نظرة المجتمع الفلسطيني للشباب

--------------------------------------------------------------------------------

أحلام الشباب الفلسطيني علي الرغم من بساطتها إلا أنها سرعان ماتتحطم علي غياب الإمكانيات، حيث يصطدم الشاب بالواقع الأليم الذي يعيش فيه، فيصحو من غفلة أحلامه الوردية بألوانها الزاهية علي ركام وحطام الأوهام المتبددة مما يجعله مصاباً بحالة اليأس والإحباط وينأي إلي البحث عن مساعي الهجرة بحثا عن مستقبل قد يكون أفضل بقليل مما هو موجود في وطنه ليتمكن من إثبات ذاته وتحقيق أماله.
كما الشباب لا يحتاجون إلي لغة الإعلام أو لغة الكبار كي تخاطبهم ولكنهم يحتاجون إلي وسائل إعلاميه تخاطبهم وتهتم بهم من اجل دعمهم وتثقيفهم، لكن الجريمة أنها أثرت سلباً عليهم بسبب الحالة السياسية السائدة، كما أنها أثرت علي كافة القطاعات وخاصة قطاع الشباب لأنه القطاع الحيوي والفعال كما أن هناك انتهاكات واضحة منطبقة علي الشباب بالإضافة إلي تعطل ألاف الخريجين بسوق العمل بالإضافة إلي ما جرى في 14 حزيران الماضي أدي إلي تردي الروح المعنوية لدي الشباب والطلبة أيضا وهناك نقطة خطيرة يمر بها الشباب نتيجة الحصار والتجزئة التعددية الشبابية وانعكاساتها أيضا علي الجامعات وانعكست تلك الثقافة علي الحركة الطلابية والعلمية في الجامعات الفلسطينية
ألم تعاني المرأة الشبابية أيضا من هذا الانقسام ومن القمع الأسري ؟
أن أوضاع الشباب أو المواطن بصفه عامه مازالت تتعرض لجملة من الانتهاكات علي الرغم من انتهاء الاقتتال الداخلي نتيجة لظروف سياسية غاية في التعقيد منها خارجية بفعل الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة وانقسام السيطرة الفعلية علي الأراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع بالإضافة إلي سيادة هذه النماذج من الشباب في المجتمع الفلسطيني وهي الجريمة الاجتماعية التي ساهم المجتمع بأسره في ارتكابها وعلينا أن ندرك أن النهوض بمجتمعات خاصة علي المستويين السياسي والاجتماعي تتطلب أولا أن تولي عناية بهولاء الشباب وهي عناية تتطلب التغير في الأنماط الثقافية السائدة وإحلال قيم ايجابية ذات معايير واضحة مرجعيتها الأولي والأخيرة مصلحة المجتمع عامه
ولكن افتقاد الإيمان الحقيقي بجدوى مانفعل وبجدوى اعتراضاتنا ومكاسبنا الفردية يسد عن أعيننا الأمل وينزع من قلوبنا قيمة التحدي والإصرار وهذا ليس من مصلحتنا كفلسطينيين .
إن المشهد حزين فالشباب الفلسطيني الذي يمثل قرابة النصف مازال يخضع لأنظمة تعليمية واجتماعية غير صالحه للعصر الذي يعيشون فيه ولا تلبي ادني مطالب حياتهم اليومية فلا تزال المناهج التعليمية والمقررات الدراسية تنتمي لما قبل عصر المعلومات والمعرفة
إن عدم تلبية الاحتياجات الأساسية في كافة المجالات سيكون له تأثيرات جانبية اجتماعية علي الشباب قد تظهر في زيادة الإحباط والعنف واللجؤ إلي عالم المخدرات والتطرف وعدم الاستقرار والفوضى التي ستؤثر علي الشباب ومستقبلهم ومستقبل المجتمع الفلسطيني بالإضافة إلي الفساد والفلتان وغياب التوافق الوطني هذا كله سيؤكد أن الشباب ليسوا المرضي وإنما هم انعكاس لحالة مرض المجتمع الفلسطيني فيجب التشديد علي ضرورة أن يكون هناك حوار صادق وجدي وشامل بين جميع الأطراف الفلسطينية خاصة حركتي حماس وفتح، يعالج مختلف جوانب الأزمة بسبب مخاطر الوضع السياسي والاجتماعي الذي تسببت به أحداث غزة حزيران فلقد قسم هذا الأمر الأطر السياسية الطلابية والشبابية وعطل من أفاق العمل المشترك وقد أن الأوان أن يستيقظ الشباب لمستقبلهم وحاضرهم والتفكير بطريقة منهجية بعيدة عن التجاذبات السياسية للتفكير بتعزيز حقوق الإنسان وتعزيز الفكرة الجيدة واستعادة المبادرة من جديد فنحن نريد ثقافة تربط بعضها البعض قائمة علي الحياة ومشاركة المجتمع الفلسطيني


سامر الغول