كتب مصطفى بونيف
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
برنامج " شاهد على العصر " برنامج تلفزيوني يستضيف صناع الحدث وصناع القرار في الأوطان ...وعلى أيديهم بنيت بلدان وخربت أخرى ، وعلى الرغم من أن مقدمه صحفي أكن له كل التقدير والاحترام والمحبة...لكن لا باس أن نتخيل معا مسؤولا من إياهم قد شرب ماء الحقيقة وأصبح غير قادر على الكذب فلنتابع معا ما الذي يمكن أن يقوله في مثل هذا البرنامج...
-أحمد منصور : مرحبا بك معنا في البرنامج ، ما هو شعورك وأنت ضيف معنا تحكي لنا فيها مسيرتك الثورية والنضالية.
- الضيف : في الحقيقة أنا سعيد لولا أن الكتاب الذي كتبه لي سكرتيري الخاص والذي كان يجب أن أحفظه حتى أسرد عليكم منه سيرتي العطرة قد سرق مني مؤخرا من بعض المنافسين والخصوم السياسيين.
-أحمد منصور : لا بأس ..لنبدأ من البداية ، من الطفولة كيف كانت طفولتك ، هل كانت ثورية مثلما عهدنا في شخصيتك ؟.
- الضيف : "أحممم " طبعا كانت ثورية ، فلقد كنت في المدرسة زعيم عصابة على طريقة مدرسة المشاغبين ، وكان مكاني المفضل داخل الفصل هو المكان الأخير حيث يمكنني تخطيط وتنفيذ الهجومات بهدوء...
- أحمد منصور : عفوا الهجوم على مين ؟
- الضيف : على الأستاذ طبعا ، لقد كنت أرفض رفضا قاطعا ما كان يقوله المدرس من مبادئ وقيم تتناقض مع الواقع ، تخيل أنه كان يقول لنا بالأخلاق ستعيشون سعداء ..وكل كلام فارغ ...هل أكلت يوما سندوتش أخلاق ههههههههه
- أحمد منصور : إذن كيف يعيش المرء سعيدا حسب نظريتكم ؟
- الضيف : بالنفاق والكذب وتجميل القبيح ،و تقبيح الجميل ، وبالنصب والسرقة ، لو كانت الأخلاق تطعم خبزا لما كان هنالك فقراء في العالم.
- أحمد منصور : على اعتبار أنك كنت متمردا على المدرسة والمدرسين كيف واصلت تعليمك ؟
- الضيف : طبعا رفضت رفضا قاطعا الالتحاق بالمدرسة مرة أخرى ، غير أن وساطة والدي جعلتهم يمنحوني الابتدائية دون امتحانات .
- أحمد منصور : طيب وكيف كانت مرحلة الإعدادي والثانوي ؟
- الضيف : لا تختلف كثيرا عن الابتدائــي غير أنني كنت ألتحق بالثانوية لسببين ، السبب الأول حتى أقوم بتوزيع أشياء معينة على الطلبة.
- أحمد منصور مقاطعا : أكيد منشورات تحريضية.
- الضيف : منشورات ماذا يا رجل ، هل تريد أن تورطنا ؟ لا كنت أوزع أشياء أخرى ، كنت أوزع المخدارت.
- أحمد منصور : والسبب الثاني ما هو ؟
- الضيف : أحممم ( وقد أحمرت وجنتاه ) يعني هل من الضروري أن تحرجنا ؟
- أحمد منصور : ضاحكا ...ليس على المسؤول حرج تكلم ...
- الضيف : أنت تعرف فترة الثانوية فترة مراهقة ..والبنات في مثل هذا السن ، تكون فائـــــرة الأنوثة وافرة الغنج ...ثم أنت تعرف البقية.
- أحمد منصور : وما الذي حصل بعد ذلك ؟
- الضيف : عادي ، حبلت الفتاة ، ولأنها بنت رجل بسيط ، ووالدي مثلما تعرف رجل كبير له سمعته ، دفعنا لها تكاليف إجهاض الجنين وقدمنا رشوة لوالدها حتى يسكت ....
لهذا تجدني أكثر الناس دفاعا على قضية الزواج بغير ولي ، أحيانا الولي أحيانا يكون مصدر إزعاج.
-أحمد منصور : وكيف تحصلت على البكالوريا ، شهادة الثانوية العامية ؟
- الضيف : والدي تصرف وقدم رشوة للأساتذة الذين يحرسون في لجنة الامتحان وطبعا بعدما أقنع رئيس اللجنة بسيارة وشقة بخمس غرف ...نجحت ولله الحمد.
-أحمد منصور : وبعد ذلك التحقت بكليــــة الحقوق ، لماذا كلية الحقوق بالذات ؟.
-الضيف : في الحقيقة كنت أرغب في الدخول لكلية الصحافة ، يقولون أن البنات هناك أشكال وألوان بنات صحافة ههههههه ( أحممم) ، ولكن والدي كان رأسه وألف سيف أن ألتحق بالحقوق لأن شعار الوالد ، " أفضل اللصوص أكثرهم دراية بالقانون " لهذا السبب فلقد كان الوالد حجة في القانون وجهبذا من الجهابذة.
- أحمد منصور : يقال أن نجمك قد سطع في الجامعة ؟
-الضيف : طبعا لقد سطع أيام الجامعة ، يا أ خي تزوجت بأكثر من خمس بنات عرفي ، هذا غير العلاقات العابرة
-أحمد منصور : حدثنا عن فكرك السياسي ، كيف نضج في هذه المرحلة ؟.
-الضيف غاضبا : لا هذه إهانة إن فكري السياسي كان ناضجا حتى قبل أن أولد ، لو فتحت ال adn للوالد لوجدت مكتوب عليه سياسة سياسة ، أصلا نحن من صنع السياسة في العالم.
- أحمد منصور : آسف ، يقال أنك كنت تقود منظمة طلابية سرية.
- الضيف : أنت تعرف أيامها الوالد رحمة الله ، أصبح وضعه ووضع حزبه مهددا بفعل المتآمرين من أولئك الذين يرفعون شعارات محاربة الفساد والإصلاح ، ففكر في خطة جهنمية وهي أن يجلب إليه روافد من طبقة الشباب ، وهذه الروافد لن تكون بفعل المتآمرين ، ففكر في خطة جهنمية وهي أن يجلب إليه روافد من طبقة الشباب ، بالتنظيمات الطلابية التي تشغل هؤلاء باللهو ، واللعب والمنافسات الرياضية والمهرجانات الراقصة والرحلات المختلطة ،، ولقد ترأست أحد هذه التنظيمات ، واستطعت في ظرف جد وجيز أن أقوي قاعدة الحزب بالشباب المستهتر ...وما أكثر هؤلاء طبعا في الأروقة الخلفية للجامعات وتحت أشجار الزيتون والزيزفون .
- أحمد منصور : ثم سافرت إلى لندن ، وحصلت على شهادة المجستير والدكتوراه ، كيف كانت سنوات غربتك ؟.
- الضيف : يا أخي الحريم الأوروبي صعب جدا ، عكس الحريم عندنا ، فبدلا أن تقول لك " صباح الخير " ، هناك تقول لك في لطف "هاي".
-أحمد منصور : حدثني عن دراستك وكيف تحصلت على هذه الدرجات العلمية الرفيعة وماهو موضوع رسالتك ؟.
- الضيف : رسالتي كانت تحت الماء ...ضاحكا...
-أحمد منصور : كيف تحت الماء لم أفهم ؟.
-الضيف : دفعت عشرة آلاف جنيه إسترليني لشاب مغترب ومثقف من المثقفين وهو من تولى تحضير الرسالة ..وما كان علي سوى استلام الماجستير.
- أحمد منصور : وهو نفس الأمر فعلته مع الخدمة العسكرية ؟
- الضيف: بالفعل ، لقد أجرت شابا فقيرا من الطبقة الكادحة حتى ينوب عني في أداء الخدمة والتي قضاها تحت حر الشمس في صحرائنا الشاسعة.
- أحمد منصور : وكيف وصلت إلى هذا المركز المهم ؟
-الضيف : وفق نظرية " ابن البط عوام ، وابن الوز عوام أيضا " هل يعقل أن يكون والدي رحمة الله عليه صاحب مركز ، ولا أكون أنا كذلك.
- أحمد منصور : إذن أين هي الثورة التي قمت بها ؟
- الضيف : يا أستاذ كل هذا الذي حكيته لك وتسألني عن الثورة ، يا أخي أنا ثائر من أيام المدرسة.
- أحمد منصور : وكيف مارست مسؤولياتك ؟.
- الضيف : بكل كفاءة طبعا....أحضرت كل المسؤولين المحليين من الرفقاء في المدرسة وكلية الحقوق وأعلنا حربا بلا هوادة على الفساد من أولئك الذين ينادون بالفوضى ..فسجنا نصفهم ونفينا بعضهم وبعضهم الآخر ( أحمم) يقبع في سجون جعلناها كالفنادق...وبعضهم مات قضاءا وقدرا.
- أحمد منصور : وما هي النتائج العملية الملموسة لفترة حكمك ؟.
- الضيف : الديمقراطية بمعنى أن تقول ما تشاء ونفعل نحن ما نشاء ، ومبدأ أنت تريد ونحن نريد ولا يكون إلا ما نريد....تكلم بكل حرية .
- أحمد منصور : وما هي مشاريعكم المستقبلية ؟.
- الضيف : طبعا ابني ( ما شاء الله عليه) سينهي قريبا دراسته في لوس أنجلس بأمريكا سيمسك مكاني بعدما أنتقل إلى رحمة الله بعد عمر طويل .ومن أهم مشاريعي أيضا شراء كل مطارات العالم ، وموانئ العالم.وأن أستحوذ على أموال وشركات بيل غايتس.
أحمد منصور : كان هذا ضيفنا لهذه الحلقة من شاهد على العصر ، نلتقي في حلقة قادمة مع مسؤول جديد ...ولكم مني سلام ..( ثم يرفع حاجبيه )
عن مصطفى بونيف-بتصرف