نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



جدي، أميلادي به الشـُّحـْرُوْرُ =مَيْتُ الفضاء ، وأفقـُه منحورُ؟
أم جانبتْ سفحَ النشيد ملاعبي=وطغتْ على ناي النفوس ِ قشورُ؟؟!!
وترهلتْ قبلَ الزهور حديقة=ما طافها ليلَ القطاف ِ سحورُ
فكري تلطـَّخ بالجنون ، وخافقي=رملُ الضياع بجانبيه يثورُ
وتزحلقت عين النهار بغيمة=نحو السبات ومهدها الديجور
ماذا ؟ وأوردة ُ الربيع تخشبت=طيرا يـُفـَصِّلُ عـُشـَّهُ المأجور
والصمت ينخر في كلامي رجفة =أصغت لها الأضلاع وهي تمور
وبه بقايا من عظام توسلي=خجلى الكفوف على الوجوه تدور
طعم النهار تحنطت أطياره=وطغى عليه من الفضاء نفور
في عرض عيني النجومُ تزلزلت=والعيد في كنف الدجى مأسور
فخلعت عن وجه البراءة فطرتي=لما سعت تحت الجلود نمور
ورفعتُ في وجه السعادة مرغما=صدرا عراه من الإخاء البورُ
قتلوا براءتنا قبيل رشادها =وكأن أحلامَ الصغار نذور
هذي طفولتنا الأسيرة لم تجد =قطرا يبرعم سهلـَه المنثور ُ
كانت بأرياف النهار قلوبنا=تجري وشمسُ الأمنيات نحورُ
ماذا أقول وفي دمائي غادة=والوجد من نزف العنا منخورُ؟؟
قولي ـ بملء النور ـ جدي إن لي=أملا ً ، وبلبلُ روضه مسرورُ
جدي ، عبارات التفاؤل أطفئت=أسفي عليها والدموع شطور
جفلت قوافي النهر ، والتحقت بها=من كل سابلة الشرود شهور
(ميسانُ) يا قبلا توثق بسمتي=برحيق شعر ، لا رمتك شرور
وعلى جبينك آية كتبت هدى=بمداد طهر والأيادي نور
إني لأدخل في عيونك عاكفا=ما جاس في مرعى الخيال ضمور
جدران أروقة الكلام تصدَّعت =والصبر في كنف الجوى منحور
وتعطلت بفمي كليمات الرضا=والصمت مختزلٌ به المحظور
منك السعادة أرتجيها حالما=أين الهنا والضحكُ والطبشور
قولي معلمة البراءة صار في =ثغر الصباح من الضياء سرور
أمشي على سريان قانون الصدى=وبرهن عاصفة المشيب أدور
في كل عاصمة أشنف غصة=وبمسمعي مدن الشتات تفور
غابات أقدام تلف حشاشتي=وخلالها شوك السنين يدور
من رقعة الآفاق أنسج خطوة=عرجت بها نحو التراب الحور
فالعمر أمسى في حقائب نورس =يوما بأبخرة المساء يغور