رُوَيْداً
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
رُوَيْداً عَلَى قَلْبِي الَّذِي فَزَّ مِنْ جَوْفِي=أَلا فَابْتَعِدْ فَالْوَقْتُ قَدْ حَانَ لِلنَّدْفِ
فَإِنِّي كَمَا الأَطْيَافُ أَغْدُو بِخَفْقِهِ=وَلا لَنْ يَفِيِدَ الْهَزُّ فِي خِفَّةِ الْطَّيْفِ
أَنَا الْدَّانَةُ الْبَيْضَاءُ فِي عُمْقِ بَحْرِهِ=وَلَنْ يَلْمِسَ الأَصْدَافَ مَنْ عَاثَ فِي حَرْفِي
تُأَرْجِحُنِي أَمْوَاجُ بَحْرِي كَمَا الْدُّمَى=وَلَكْنَّ مَوْجِي حَانِيُ اللَّمْسِ فِي جَرْفِي
أَنَا لا أُجَارِي قـُبْلةَ الْمَوْتِ فِي دَمِي=وَلا أَرْتَضِي ذُلَّ الْهَوَى فِي مُنَى الْلَّهْفِ
فَإِنِّي بَنَيْتُ الْصَّرْحَ مِنْ وَرْدِ جَنَّتِي=وَشَيَّدْتُ أَسْوَارِي فَرَاشاً عَلَى كَتفِي
أَلِفْتُ الهَوَا رَيَّا الْنَّسِيِمِ بِلَفْحِهِ=أُلاقِيِهِ وَالْنَّحْلاتُ عُرْسٌ عَلَى كَفِّي
فَكَيْفَ اسْتَوَى الْدَّبُورُ فِي رَوْضَةِ الْهَنَا=وَأَلْوَانُهُ الْسَّوْدَاءُ قَدْ دَاهَمَتْ صَنْفِي
أَلا فَابْتَعِدْ وَافْسَحْ مَجَالاً لِرَوْنَقِي=فَقَدْ حَانَ لِلأَزْهَارِ أَرْضٌ بِلا عُنْفِ
فَحِسِّي كَمَا الأَرْيَاشُ وَالرِّيِشُ مَلْمَسِي=وَلَكِنَّ عَقْلِي حَدُّهُ الْسَّيْفُ فِي عُرْفِي
أَنَا الْبَحْرُ فِي مَدِّي وَفِي الْجَزْرِ مَوْعِدِي=فَلا الْرِّيِحُ تُنْهِيِنِي وَلا رَعْشَةُ الْسَّيْفِ
فَكَمْ مِنْ سَفِينٍ عَابِرٍ جَالَ مُبْحِراً=فَلا هَزَّ أَمْوَاجِي وَلا تَاهَ مِنْ رَدْفِي
فَدَعْنِي وَلا تُبْحِرْ مَعِي فَالْهَوَا هَوَا=وَقَدْ هَيَّجَ الْعَافُورَ مِنْ زَحْمَةِ الْجَدْفِ
كَفَانِي فَلا يَوْماً عَشِقْتُ زَوَابِعِي=وَمَا كُنْتُ فِي حُضْنِ الْهَوَى مَوْجَةَ الْعَصْفِ
وَما كَانَ بَحْرِي لِلْسَّفِيِنِ مُرَافِقاً=فَلِي زَوْرَقُ الأَحْبَابِ رَكْبٌ بِلا خوفِ
أَنَا صِمْتُ مُلتَاعاً وَإِنْ ذُقْتُ رَشْفَةً=فَقَدْ ذُقْتُ سَهْوًا رَشْفَةَ الْمُرِّ مِنْ سَدْفِي
وَلَنْ أَفْطِرَ الْيَوْمَ احْتِيَاجاً لِلَوْعَتِي=فَقَدْ تُقْتُ لِلأَنْفَاسِ كَيْ أَشْتَهِي غَرْفِي
فَيَا نَسْمَةَ الإِحْسَاسِ طُوفِي بِمَوْطِنِي=سَأَبْنِي مِنَ الأَمْوَاجِ صَرْحاً مِنَ الْعَطْفِ
مِنَ الْبَحْرِ أشْوَاقِي وَمِنْ رَوْضَتِي الْنَّوَى=وَمِنْ حُضْنِ قَلْبِي رِقَّةُ الْحُبِّ فِي لُطْفِي
شُعُورِي بِأَعْمَاقِي كُنُوزٌ مِنَ الْمُنَى=وَدُنْيَايَ كَالأَحْلامِ سِحْرٌ مِنَ الْقَطْفِ
فَإِنِّي سَرَجْتُ الْخَيْلَ فِي شَاطِئ الْرَّوَى=سَأَعْدُو عَلَى الأَمْوَاجِ كَالْفَارِسِ الْمَنْفِي
وَمِنْ عَالَمِ الأَسْحَارِ لَذَّةُ مُهْجَتِي=فَمِنْ بَطْنِ حُوتٍ سَوْفَ أَلْقَى رِضَا الْلَّحْفِ
وَلَنْ تَعْتَرِيِنِي رَهْبَةُ الْحُبِّ فِي دَمِي=إِلَى أَنْ أُلاقِي مُنْيَةَ الْنَّفْسِ فِي كَرْفِي
فَإِنِي عَشِقْتُ الْحُبَّ رُوحاً كَمَا الْهَوَا=وَقَدَّسْتُ مِنْ أَلْحَانِهِ الْصِّدْقَ فِي الْعَزْفِ
رُوَيْدًا تَمَهَّلْ يَا حَبِيِبِي بِجَنَّتِي=فَأَنْتَ ارْتَحَلْتَ الْيَوْمَ مِنْ رَوْضَةِ الْوَرْفِ
وَلِي مَوْعِدٌ يَرْتَاحُ فِي دَوْحَةِ الْهَوَى=تَجَلَّى كَمِحْرَابِ الْنَّدَى طَاهِرَ الْوَقْفِ
وَفَأْلِي بِفَيْحَاءِ الْرِّيَاضِ سَيَنْجَلِي=فَإِنِّي أَرَانِي لاهِياً فِي رُبَى الْحَوْفِ
مِنَ الْحِسِّ فِي قَلْبِي تَدَاوَتْ نَوَاظِرِي=فَرَأْرَأْتُ عَيْنِي وَاحْتَفَى الْعَقْلُ فِي الْوَصْفِ
هُوَ الْحُلمُ طَيْفٌ كَالْمَلاكِ رَفِيِفُهُ=هُوَ الْشَّمْسُ وَالأَقْمَارُ وَالْنُّورُ فِي جَوْفِي
وَفِي حُلَّةِ الإبْهَارِ يَأْتِي بِلَيْلَتِي=سُوَيْعَاتُهُ الأَزْمانُ لَوْ هَلَّ فِي طَرْفِي
فَإِنِّي أَعَيِشُ الْحُبَّ حَتَّى بِغُرْبَتِي=وَلِي غُرْفَةٌ فِي الْقَلْبِ شَفَّافَةُ الْسَّقْفِ