عشنا وشاهدنا وكل يوم نشاهد المزيد من المهازل، وكأنه قدر لافكاك منه ،يأتى البلاء على بلدان العالم وينقضى إلا فى بلادنا، فهو مؤبد الآباد ،وصدق أبو العلاءالمعرى وكأنه يصف مانحن فيه " وبنو آدم بلا عقول ، وهذا أمر يلقنه صغير عن كبير .......والذبن يسكنون فى الصوامع ، والمتعبدون فى الجوامع ، يأخذون ما هم عليه 0كنقل الخبر عن المخبر ، لا يميزون الصدق من الكذب ...وإذا المجتهد نكب عن التقليد ، فما يظفر بغير التبليد ، وإذا المعقول جعل هاديا ، نقع برأيه صاديا ، ولكن أين من يصبر على أحكام العقل ??? هيهات !
الأصل فى الفكر ، وإذا جرى فى المجرى الطبيعى ، أن يكون حوارا بين نعم ولا ، بين نافع وغير نافع ، بين الصالح العام والضار الذى لابرء منه ، أن تكون حرية يتعاطاها الجميع وعلى قدم المساواة فيما يخص الشعب ، فلا حجر على رأى ، ولا تشبث برأى ،و لا إستبداد بفكر ولا إطاحة برأس ، ولا قمع للسان.
وما أشبه الليلة بالبارحة ، وكل الليالى لدينا سواء ، عميد القانونيين العرب وبلا منازع الدكتور / عبد الرزاق السنهورى ، الذى طالب من الضباط الأحرار ( أتصور أحيانا أنهم كانوا أحرارا فى أن يفعلوا بنا أى شىء بدون محاسبة أو مراجعة وكأننا عبيد إحسانتهم ) أن يعود الجيش لثكناته وأن تعود حرية الشعب فى إختيار ممثليه ، ويا ويله ويا سواد ليله الذى طال عليه حتى وفاته ، لابد من سحقه ومحقه وإذلاله وإهانته ليصبح عبرة لمن لايعتبر ، وفى الجامعة العريقة ( جامعة القاهرة ) يتم حشد بعض السوقة والدهماء كى ينالوا من الرجل على مرأى ومسمع من الأحرار ، وكان إنكسار ا ما بعده إنكسار ، إنزوى الرجل فى حياته ، لكنه كان مبدعا ورائدا ، ترك لنا تراثا قانونيا ، مازلنا ننهل منه حتى الآن. أس البلاء فى هذه البلدان العربية من المحيط إلى الخليج ، أن يجتمع الرأى والسيف فى يد واحدة 0
جلوا صارما ، وتلو ا باطلا وقالو ا: صدقنا ، فقلنا : نعم
وفى تاريخنا العريق بالقمع والإرهاب، يحكى أن المهدى أمير المؤمنين !!!دعا بشاربن برد ، إلى حضرته المصونة ، وأحضر معه النطع والسياف ،قال بشار لأمير المؤمنين : علام تقتلنى ????أجاب خليفة الله فى أرضه : على قولك :
رب سر كتمته فكأنى أخرس أو ثنى لسانى عقل
ولو أنى أظهرته للناس دينى لم يكن لى فى غير حبسى أكل
فقال بشار : قد كنت زنديقا ، وقد تبت عن الزندقة 0
أجابه المهدى : كيف وأنت القائل ??
والشيخ لايترك عاداته حتى يوارى فى ثرى رمسه
إذا ارعوى عاد إلى غيه كذى الضنى عاد إلى نكسه
لكن غافله السياف ، فإذا رأسه تهوى على النطع 0ومات الشاعر، شهيد رأيه ، لم ينفعه كتمان رأيه ولم يشفع له التوبة عنه 0قد تختلف العقوبات ، لكن الموت الما دى والمعنوى سواء !!!!!!!!
_________________

عبدالرؤوف النويهى
المحامى بالنقض