الفتاة الوقورة إذا كانت في مقتبل عمرها فهذا يعني أنها أكبر عقلاً من سنها.
وعلى ذمة أهل التجارب الحية فإن الاختلافات الفيزلوجية بين المرأة والرجل ليست هي ضد المرأة فلولا تلك الاختلافات لما كانت المرأة ممنوحة امتياز الفضل في توليد كل الرجال منها. إلا ان التطلعات المفتشة عن أساليب تؤدي لاحترام المرأة لذاتها أولاً فهذا سرعان ما ينعكس على انتزاع الاحترام لها أوتوماتيكياً من قبل الرجل.
والرجل المفتش على الأغلب عن المرأة لتكون وسيلة متعته بإحدى طرق الحلال أو الحرام ما زال ضعيف في إعطاء رأي أخير يعترف أن المرأة هي المخلوق الند له من حيث المساواة الإنسانية وبمعنى من المعاني فإن تفوق الرجل على المرأة في بعض التخصصات وبالذات التي تتطلب قوة أو مهارة عمل جسدية أكثر ليس فيه امتيازاً من حيث المفاصلة عليها فلكل من المرأة والرجل عالميهما الخاص بكل منهما.
وبحسب بعض الخلاصات العلمية فإن إشغال الرجل باهتماماته المتطرفة فإنه من حيث لا يدري يتعب دماغه وهناك إحصائية صدرت مؤخراً قال فيها الباحثون: (أنهم وجدوا أن تخزين المعلومات في الدماغ يختلف في الرجل عنه في المرأة مما يجعل مخ الرجل أكثر تخصصاً من مخ المرأة وهو ما يفسر سر تفوق الرجل على المرأة في عالم التخصص في كل فروع العلم والحياة والابتكار بل وأن كل الفنون والأعمال التي من المفروض أن تتفوق فيها المرأة وحدها زاحمها الرجل وانتزع منها السبق والفوز مثل مجال الطبخ، فأفضل الطباخين في العالم من الرجال، وكذلك في مجال الأزياء الحريمي (أي النسائي) ومع أن مثل هذه الآراء التي تترجم شيئاً من الوقائع ولكن لا يمكن التعويل عليها على كونها من ثوابت التجربة العملية التي لا تقبل تفنيداً عبر تقديم براهين لمجالات أخرى ممكن أن تكون في صالح المرأة أكثر مما للرجل فقد ثبت مثلاً أن رقة النساء قد جعلهن أطول عمراً من الرجال وعدم امتلاك الرقة بنسبة مقبولة عند عنصر الرجل هي نقطة ضعف عنده.
هذا وإن وقار المرأة ك(صفة أنثوية مطلوبة) مقابل وقار الرجل تثير اهتماماً اجتماعياً أكثر والفتاة الملتزمة بتصويب مسيرها في الحياة ك(شموخ الوقار) بين مجتمعها النسائي أو الرجالي أو المشترك فيما بينهما. وللتعليم والانتهال منه يعتبر سبباً رئيسياً لنجاح المرأة في المجتمع وهو أفضل شروط لتعطي مثالاً طموحاً يشكل في أحد جوانبه صفة الانطلاق نحو الوقار فالتعليم يعلمها أن للحرية مسؤولية ينفي أن لا تسيء سلوكها على امتيازها وتنقل لنا تجارب السيرة أن المرأة الأفضل هي تلك المرأة الواعية بأن وقارها ينبغي أن يكون طبيعياً وليس اصطناعياً أو افتعالياً.
وللوقار عند الفتاة شكل في المظهر فارتداء الحجاب عندها هو أول لبنة في طريق الوقار الذي يتهيب منه أي رجل عاقل وهذه نقطة تقود إلى أن المنطلق الذي ينبغي على المرأة الافتخار به هو إيمانها بالدين والالتزام بمنهاجه الإسلامي فبدون امتلاك هذه الخلفية الأخلاقية الراقية فإن الوقار يكون ناقصاً إن الوقار يبعد تفكير المرأة عن ارتكاب أي حماقة تسيء لسمعتها أو تبعدها عن طريق الله الذي يؤدي لمن انتهجه إلى كسب الجنة والخلود فيها