جرائم شركة الماء الأسود الإرهابية وذيولها من مثقفي بلاك ووتر بحق العراقيين

صباح بغدادي
--------------------------------------------------------------------------------



جرائم شركة الماء الأسود الإرهابية وذيولها من مثقفي بلاك ووتر بحق العراقيين ...


الحدث المدوي الذي تناقلته وسائل الإعلام المختلفة في الأيام القليلة الماضية حول قيام مرتزقة شركة بلاك ووتر الإرهابية بقتل وجرح العشرات من المدنيين أثناء مرافقتهم لموكب تابع لوزارة الخارجية الأمريكية يوم الأحد 16 أيلول 2007 بعد الساعة الثانية عشر ظهرآ بتوقيت العاصمة بغداد , عندما فتح المرتزقة النار بشكل هستيري وعشوائي على المارة المدنيين قرب ساحة النسور غرب العاصمة العراقية بغداد . طبعآ هذه ليست المرة الأولى التي تتورط شركة بلاك ووتر الإرهابية بمثل هذه الجرائم القذرة بحق المدنيين العزل , ومعظم ضحاياهم في الغالب من المارة والمتسوقين و البسطاء والعمال الكسبة , حيث وصل ضحاياهم إلى ما يقارب العشرون ألف مدني عراقي منذ الغزو الأمريكي , وهذه الجرائم المتكررة سوف لن تكون الأخيرة في سلسلة تجارة وسياحة القتل الرخيص تلك التجارة المزدهرة اليوم في العراق . أذ أن الشركة ومرتزقتها العاملين في العراق منذ الغزو ولحد الآن لا يخضعون إلى القوانين العراقية القضائية أو حتى مجرد المسألة القانونية البسيطة لأنهم يعتبرون مع جيوش الاحتلال فوق القانون ( العراقي ــ أذا جاز التعبير لنا بوجود من الأصل نظام قضائي عراقي مستقل وقوي مع وجود عصابة حاكمة بدعم المحتل وتوجيهه ) , وبعد الذي أصدره الحاكم بأمره أية الله العظمى بول بريمر في قراره الشهير ذي الرقم 17 لسنة 2003 والذي أعتبر هؤلاء المرتزقة من منتسبي شركات الأمن الخاصة تأتي مرتبتهم بين البشر بعد الله سبحانه وتعالى , و يعتبر هؤلاء المرتزقة وغيرهم من المنتسبين لشركات الأمن الخاصة العاملة على الساحة العراقية أحد الأذرع العسكرية السرية الطويلة حول العالم (( للمسيحية الصهيونية المتطرفة , تلك الكنسية الشاذة التي يؤمن بها بوش الصغير وعصابته من المحافظين الجدد بالعقيدة الدينية المتطرفة التي تتغنى على ترنيمة إبادة شعب بابل عن بكرة أبيه وإعادة بناء هيكل سليمان المزعوم لغرض التهيؤ لنزول مسيحهم الدجال )) . أما ما رافق الحدث الإجرامي من تصريحات إعلامية شاذة من قبل حكومة عصابة الطائفيين الجدد التي يتزعمها الحاج نوري المالكي بضرورة محاسبة المتسببين بالحادث , وتصريح المدعو على الدباغ المتحدث باسم العصابة الحاكمة بقوله في المؤتمر الصحفي (( أنّ القرار يقضي فقط بمنع بلاك ووتر من النشاط إلى حين انتهاء التحقيق وأضاف : نحن لا ننوي وقفهم أو سحب ترخيصهم نهائيا، ولكننا نريد منهم أن يحترموا القانون واللوائح هنا في العراق , نحن نتفهّم ونحيي الشركات الأمنية على تقديمها مستوى من الحماية ليس متوفرا وذلك للدبلوماسيين والمسؤولين والشركات الأجنبية العاملة في العراق )) فهذه الهرطقة الإعلامية لا تساوي قيمتها لدى المحتل سوى عفظة عنزة , وقد أتى الرد سريعآ من قبل المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرنيو بتصريح صحفي مفاده (( أن الشركة باقية في العراق ولن ترحل أو توقف عملها بسبب حماية السفارة الأمريكية وعدد من أعضاء الحكومة )) , وهنا نتوقف قليلآ حول كلمتها الأخيرة والتي تتجلى حقيقتها من خلال ما نشاهده من على شاشة التلفزة والقنوات الإخبارية العالمية عند زيارة رئيس حكومة عصابة إئتلاف الشر الموحد للمناطق الخاضعة للسيطرة الأمريكية ومن حوله مرتزقة شركات الأمن الخاصة , أو حتى سابقه الملا الأشيقر . ولكن يبقى السؤال من هم هؤلاء المرتزقة المتواجدين في العراق ؟؟؟ وما حقيقية دورهم هناك ؟؟؟ ولماذا يخاطرون بحياتهم في منطقة حرب حقيقية فعلآ ؟؟؟ هل من أجل بناء العراق وحماية ثرواته من النهب كما يروج حفنة من المليشيات الثقافية المسلحة الذين تم شراء أقلامهم المسمومة وضمائرهم بحفنة من الدولارات الملطخة بدماء الأبرياء !!! أم من أجل سرقة ممتلكاته وأثاره وموارده , والاتجار بالمخدرات وتهريبها , والاتجار ببيع أطفال العراق إلى منظمات الجريمة المنظمة والمافيا الدولية , وبيع الأعضاء البشرية (( أصبح العراقيون وسط سوق رائجة لتلبية الطلبات الملحة لقطع الغيار البشرية المختلفة لدول الجوار والعالم المعدة أعضائهم للتصدير )) ... فقد ظهرت شركة بلاك ووتر الأمنية الإرهابية على سطح الأحداث الملتهبة في نشرات الأخبار بعد حادث مقتل أربعة منهم في مدينة رائحة التفاح المقدسة ( مدينة الفلوجة ) في 13 أذار 2004 أثناء قيامهم بعملية استطلاع للمدينة والتي نشرت صور حادثة مقتلهم كافة وسائل الإعلام العالمية وبعدها لم تتوقف تهديدات المسؤولين الأمريكيين وعلى رأسهم بوش الصغير عندما صرح (( أن هذا الحادث لن يمر دون الانتقام ممن قاموا بهذا الفعل ويجب ملاحقتهم أينما كانوا )) , ومن نافلة القول يتذكر الجميع البيان الذي أصدره مجموعة من مثقفي وأدباء شركة بلاك ووتر والحملة الشرسة التي قاموا بها في بعض المواقع وحالة الهستريا الجنونية التي انتابتهم ومطالبتهم بإدانة مقتل هؤلاء المرتزقة الأربعة في مدينة الفلوجة واعتبارهم شهداء وليسوا مجرمين قتلة , حتى وصل البعض منهم إلى التحريض العلني على سحق مدينة الفلوجة ومحوها من الوجود ؟؟؟ (( نحتفظ بالبيان وبقائمة الأسماء لكي لا يأتي أحد ويتاجر بالوطنية العراقية الزائفة في يوم النصر العظيم أن شاء الله , كعادتهم )) هؤلاء لم نراهم يكتبون حتى ولو كلمة إدانة واحدة عندما ظهرت فضيحة أبو غريب , بل أعتبرها البعض عمل عادي جدآ ولا يستحق كل هذه الضجة المثارة حوله في وسائل الإعلام ...
وعلى الرغم من أن جميع المرتزقة العاملين الآن في المجال الأمني مطلوبين بجرائم ضد الإنسانية وإنتهاك لحقوق الإنسان لقيامهم المباشر و الوثيق بعمليات التعذيب والتصفية الجسدية للمعارضين لحكومات بلدانهم , وأغلبهم من العسكريين المحترفين الذين لا يعرفون سوى لغة الدم والدمار والتصفيات الجسدية وهنا نورد بعض ما كتبه الصحفي وليم أولتمان عن حقيقة هؤلاء المرتزقة في حينها ((( ينتمي الأربعة الأمريكيون الذين قتلوا في مدينة الفلوجة وعلقوا على أحد جسورها إلى أقذر فصيلة من فصائل البشر تعيش في عالمنا , فلم يكن هؤلاء ب " مقاولين " جاءوا لأعمار العراق , كما يراد للعالم أن يصدق , بل أنهم مرتزقة بوش وقتلته المأجورين , ويوجد اليوم ما يقارب أكثر من 15000 ألف عنصر من هؤلاء المتوحشين في العراق من سقط المتاع , وغالبية هؤلاء الفاشلين في حياتهم العائلية والمهنية , ومن خدم ذات يوم في سلك الجيش وراق له طعم القتل فاستساغه . الفرنسيون شكلوا وحدة من هؤلاء المرضى النفسيين إسمها الفيلق الأجنبي الفرنسي . ومن جنوب أفريقيا على سبيل المثال يتم تأجير عناصر مجرمة بكل بمعنى الكلمة من بقايا النظام العنصري عن طريق شركات خاصة وإرسالهم إلى العراق لإعادة الأمن والإستقرار هناك ! وخلال وجودي في كيب تاون قبل فترة قصيرة شاهدت بنفسي إعلانات في الصحافة لهذه الشركات )) ...
وقد تحولت بغداد إلى عاصمة عالمية لشركات الأمن الخاص تنتشر فيها أعضاء الفرق الأجنبية المرتزقة من الميليشيا الصربية المسمى ( النسور البيضاء ) والتي كان لهم دور واضح في عمليات الإبادة الجماعية ضد مسلمين البوسنة والهرسك وعمليات الاغتصاب الجماعي للنساء , ورجال الشرطة من جنوب أفريقا من عهد الفصل العنصري ( كو فوت ) ضد النشطين السود من حركات التحرر وحتى عناصر من شرطة مكافحة الشغب في ساو بألو ... وتفيد المعلومات الصحفية , إن شركات الأمن التي تنشر حوالي الآلاف من مرتزقتها هي المساهم الثاني في قوات الإحتلال بعد القوات الأمريكية لكنها تتقدم على القوات البريطانية في العدد , ويقول أحد هؤلاء المرتزقة في حديث له للصحافة ( إن هذا منجم للذهب وللحصول على الأموال بطرق مختلفة ) , ويقول أحد المرتزقة الصرب وكان من القناصة المحترفين في الجيش الصربي عن الأجور التي يتلقاه ( يمكن أن يبلغ للرجال المحنكين ألف دولار يوميآ أو أكثر وأحب هذا العمل وبالأجر الذي أحصل عليه يمكنني الإنسحاب بعد ست سنوات لأفتح حانة خاصة لي ) ويضع هذا المرتزق شارة تقدمها قوات الإحتلال الأمريكية وتمنحه رتبة كولونيل وتسمح له بالدخول معظم القواعد العسكرية . لكن الغريب في الأمر حسب ما لاحظناه أثناء متابعتنا للأخبار والتصريحات الصحفية , أن معظم التقارير لا تتحدث حول نوع السلاح والعتاد الخاص الذي يتم استخدامه من قبل هؤلاء المرتزقة , فحسب المعلومات المتسربة القليلة يتم استخدام نوع من الرصاص الخاص المتفجر والذي حالما يصيب جسم الضحية تنفجر الأطلاقة بداخله مما يتسبب بموته في الحال حتى لو أصيب بمكان غير قاتل لاحتوائها على مواد سمية شديدة الخطورة على جسم الإنسان , ويتم أستخدام أيضآ الرصاص الفولاذي وهو عبارة عن كتلة معدنية كروية بقطر 17 ملم شديد الخطورة خاصة أذا تم أستخدامها من مسافات قريبة أثناء عمليات الاشتباك القريب , ومختلف هذه الأسلحة محرمة دوليآ ويتم كذلك أستخدام نوع من القذائف التي يتم تغليفها بطبقة من اليورانيوم المنضب المتميز بدرجة عالية من الإشعاع , وهؤلاء المرتزقة كذلك كان لهم الدور البارز في عملية إستجواب الأسرى العراقيون في سجن أبو غريب سيء السمعة والصيت وتحت سمع وبصر وموافقة جميع حكومات الإحتلال الأربعة المتعاقبة , والغريب في الأمر أن هناك صمت مطبق من قبل العمائم الإيرانية في العراق المحتل على مثل تلك الفظائع والجرائم والتي ترتكب من قبل هؤلاء المرتزقة بحق المدنيين العراقيون العزل حيث لم نسمع عن أي بيان إدانة من قبل هذه العمائم التي تعيش من خيرات العراق منذ عقود طويلة من الزمن , وهو بالتالي ما يفسر لنا عن موافقة ضمنية مما تفعله قوات الإحتلال ومرتزقتها بقتل النفس البشرية كيفما تشاء نتمنى أن تكون هناك وقفة جادة متمثلة بتقديم هؤلاء المرتزقة ومن يتستر عليهم إلى المحاكم الدولية المهتمة بجرائم الإبادة الجماعية لأننا نعتقد لهم دور واضح وعملي عن ما يجري اليوم على الساحة العراقية في كل هذا الخراب والدمار إضافة إلى ما تفعله المليشيات الإرهابية الأخرى الذراع السري الخاص بالعصابة الحاكمة اليوم في العراق ...




باحث في شؤون الإرهاب الدولي للحرس الثوري الإيراني
sabahalbaghdadi@maktoob.com