الخندق حُفر..
والأعداء اتحدوا..
والمنافقون ظهروا..
والمؤمنون عاشوا أوج أيام حصارهم وخوفهم، وبدأت الريح تساوي في الرعب بينهم وبين عدوهم..
وكلا الفريقين يتصبَّران..

وكأني بالريح تخالف بين الأحزاب..
ورياح الصبر والإيمان تهل بشائرها على أهل الإيمان!!

وغدا تنكفئ قدور المجرمين، وتقتلع خيامهم، وينادي كبيرهم:إني راحل فارحلوا...

هنيئا لحذيفة حفظ السر..
وهنيئا لجابر سخاؤه بسَخْلتهِ الوحيدة..

وهنيئا للعفيفات اللاتي حفظن غيبة أزواجهن المحصورين في الخندق..

وهنيئا للفتى عليّ قتلَه للصنديد عمرو بن ود..

وهنيئا لسعد بن معاذ الذي رفض المهادنة على ثمار المدينة في أنفة لا تتناسب مع الحصار..

هنيئا لحسان بن ثابت الذي آوى المسلمات في حصنه..
هنيئا لنعيم الذي راوغ المشركين واليهود بإسلامه الجديد..

وهنيئا لسلمان المهندس المبتكر لفكرة الخندق...
وهنيئا لجيش الحافرين والحارسين والمتخندقين جميعا...

وقريبا سنعيد القصة في نسختها الجديدة من سلمانها لمعاذها...أو من القائد لأصغر جندي فيها...ونضحك كثيرا على الصخرات المستعصية، وسخافات المنافقين التافهة، وعلى إجرام الكافرين الذين سيضرب الله قلوب بعضهم ببعض...
ولكنكم كنتم تستعجلون.

خالد_حمدي