قَافُ قَهْر ..


,,,,,




بِرُوحِيَ تلْكَ الْأَرضُ , إِذْ هَزَّنِيْ الشَّوقُ=وَ مَاءٌ فُرَاتُ الخَيْرِ مَوْجَاتُهُ دَفْقُ
وَ أَرْقبُ نَجْمَاتٍ يُسَاهِرنَ دَمعَتِي=وَ بَدْرًا تَسَامَى فِي الأَعَالِيْ لَهُ فَلْقُ
وَ كُلُّ غَدُوْرٍ - دُونَها - لَيْسَ عِنْدَنَا=لَهُ غَيْرُ أَسْيَافِ النِّضَالِ بِهَا الخَزْقُ
سِوَى المَوْتُ أَلْقَانِي بِمُسْتَنْقَعِ الشَّقَا=وَ طَوَّقَنِي , هَيْهَاتَ مِنْ نِيْرِهِ عِتْقُ
هُنَاكَ وَ فِي قَبْرٍ تَنَامِيْنَ بَيْنَما=فُؤَادِيَ مَطْعُونٌ , وَ نَبْضِيْ لَهُ دَهْقُ
فَيَا أُمُّ , لَمْ تُبْقِ المَنَايَا وِصَالَنَا=وَ قَدْ غَادَرَ الْأَحْبَابُ وَ الْآلُ لَمْ يَبْقُوا
يُعَاتِبُنِي صَحْبِيْ وَ لَا زَالَ فِي دَمِي=حَنِيْنٌ يُغَذِّيْ نَارَهُ المبْسِمُ الطَّلْقُ
وَ أُصْلَى بِنَارِ العَذْلِ إِنْ جِئْتُ رَاثِيًا=وَ لَمْ يَرحَموا قَلبِي , إِذا نَالَهُ المَحْقُ
فَزِيْدُوا عَلَيَّ الَّلومَ فَالدَّمْعُ جَمْرُهُ=تَسَاقَطَ مِنْ عَيْنِيْ فَغَصَّ بِهِ الحَلْقُ
فَمَا عَادَ يَحْلُو لِي التَّرَنُّمُ - عاشقًا -=وَ بَاتَ مَصيرَ الحُبِّ فِي دَاخِلِي الخَنْقُ
سَيَسْخَرُ مَوْهُوْمٌ وَ يَغْتَاظُ كَارِهٌ=وَ يَشْغَلُهُ لَوْمٌ , وَ يُضْرِمُهُ حُمْقُ
وَ أُبْلِغُهُمْ أَنِّيْ وَ إِنْ كُنْتُ أَوَّلًا=بِفَقْدِكِ يَا أُمَّاهُ قَدْ لَاكَنِيْ شِدْقُ
فَإِنَّهُمُ بَعْدِي , وَ وَ الَّلهِ سُنَّةٌ=بِأَنَّ هَزِيْمَ الرَّعْدِ يَسْبِقُهُ البَرْقُ
وَ لَكِنَّ لِيْ قَلْبًا تَأَذَّى شغَافُهُ=بِحَسْرَةِ مَفْجُوعٍ يُرَدِّدُهَا الخَفْقُ
وَ صَرْخَةُ طِفْلٍ هَدَّهُ اليُتْمُ بَاكِرًا=إِذا بِالمَدَى أَطْلَقْتُها انْتَحَرَ الْأُفْقُ
وَ زَفْرَةُ مَوْجُوعٍ مِن البَيْنِ سُعِّرَتْ=فَرَقَّ لَهَا صَخْرٌ , وَ نَاحَ لَهَا وِرْقُ
وَ زِيْدَ عَلَى حُزْنِي مِن الْأَهْلِ إِخْوَةٌ=إِذا رَقَّ لِيْ خَصْمِي - فَفَي المَوْتِ - مَا رَقُّوا
وَ قَدْ كُنْتُ فِي البَلْوَى لَهُمْ خَيْرَ صَاحِبٍ=وَ فِي الجَدْبِ أَمْوَاهًا يُسَاقِطُهَا الوَدْقُ
وَ أُنْحَرُ مَظْلُوْمًا وَ مَا مِنْ جَرِيْرَةٍ=سِوَى أَنَّنِيْ - يَا أُمُّ - فِي أَضْلُعِي حَرْقُ
وَ يَنْهَشُنِيْ قَوْمِيْ لِشِعْرٍ نَظَمْتُهُ=بِفَقْدِكِ مُلْتَاعًا , وَ يَنْقدُنِي الخَلْقُ
وَ أَمَّا الَّذِيْ سَمَّى بُكَائِيْ تَبَاكِيًا=لَهُ الحَقُّ , لَمْ يَعْلَمْ بِجُرْحِيْ , لَهُ الحَقُّ
وَ مَا كُنْتُ ذَاكَ السَّاهِرَ الَّليْلِ فِتْنَةً=وَ لَكِنْ ظَلَامَ القَهْرِ مَا عَادَ يَنْشَقُّ
وَ لَا لَسْتُ - وَ الَّلهِ - الَّذي نَاحَ رَاغِبًا=وَ لَكِنْ - بِرَغْمِ الصَّبْرِ - دَمْعِيْ لَهُ دَلْقُ
فَإِنْ عَاوَدَتْ ذِكْرَاكِ يَا أُمُّ مُهْجَتِي=وَ لَمْ تَهْطُلِ الْآمَاقُ , لَانْتَفَضَ العِرْقُ
كَأَنِّيَ فِي يُتْمِيْ طَرِيْدٌ تَنُوشُنِي=نِبَالٌ مِن الْأَحْزَانِ رَمْيَاتُهَا رَشْقُ
وَ ضَرْبَاتُ أَرْزَاءٍ تُصَدِّعُ هَامَتِي=وَ يُغْرِيْ بِهَا التَّحْطِيْمُ وَ العَسْفُ وَ السَّحْقُ
فَتُنْكَأُ أَقْرَاحٌ , وَ تُغْتالُ خَفْقَةٌ=وَ فِي عُمْقِ آلَامِيْ لِمِبْضَعِهَا عُمْقُ
أَنَا يَا صحَابَ الشُّؤْمِ لَولَا تَرَفُّعِي=لَكَانَتْ لِيَ الحُسْنَى وَ كَانَ لَكُمْ شَنْقُ
وَ تَشْهَدُ أَيَّامِي عَلَى طُهْرِ مَنْبَعِي=وَ مَوْطِئُ أَقْدَامِي مَنَابِتُهُ العِثْقُ
وَ نَظْرَةُ أَحْدَاقِيْ لَهَا النُّورُ صَاحِبٌ=وَ فِي عُتْمَةِ الْأَوْهَامِ - حَقًّا - لَهَا بَثْقُ
وَ لَيْسَ عَلَى وَجْهِ البَسِيْطَةِ شَاعِرٌ=يُنَازِعُنِيْ عَرْشِيْ , وَ لَيْسَ بِهِ خَرْقُ
وَ أُعْرِضُ عَنْ بَوْحٍ إِذا هَاجَ حَرْفُهُ=لَأَفْصَحَ عَنْ غَمِّيْ , وَ أَرْدَانِيَ الزَّهْقُ
يَقُولُونَ : ( فِي غَرْبٍ , قَوَافِيَّ أُلْجِمَتْ=حُرُوفُ مَعَانِيْهَا ) , وَ شِعْرِيْ لَهُمْ شَرْقُ
فَقُلْتُ لَهُمْ : ( دَمْعِيْ كَتُوْمٌ لِسِرِّهِ=وَ فِي خَافِقِيْ بُؤْسٌ وَ فِي جِيْدِيَ الطَّوْقُ
وَ لَكِنَّنِي لَمْ أَبْنِ فِي الرَّمْلِ قَلْعَتِي=وَ لِلْمَجْدِ قَبْلَ الخَلْقِ كَانَ لِيَ السَّبْقُ
فَأَيْنَ قَوَافِي الشِّعْرِ ؟ هَاتُوا رَوِيَّكُمْ=وَ دُقُّوا طُبُولَ الحَرْبِ - هَيَّا لَهَا - دُقُّوا )
وَ أَرْدَفْتُ : ( إِنِّيْ , وَ القَرِيْضُ عَلَى فَمِي=تَوَائِمُ فِي الْإِحْسَاسِ مَنْبَعُهَا الذَّوْقُ )
فَكَمْ تَنْبُتُ الْأزهارُ مِنْ صُلْبِ شَوْكَةٍ=وَ كَمْ يُصْلِحُ الكِتْمَانُ مَا أَفْسَدَ النُّطْقُ
فَهَلْ يَسْتَوِيْ فِي العِزِّ تِبْرٌ وَ تُرْبَةٌ ؟=وَ بَيْنَ الثُّرَيَّا وَ الثَّرَى لَمْ يَعُدْ فَرْقُ ؟
وَ هَلْ بَاتَ مِنْ ظُلْمٍ - عَتِيْقٌ - كَأَنَّهُ=يُصَفَّدُ مَحْبُوسًا , وَ يَنْهَشُهُ الرِّقُ ؟
لَقَدْ كَانَ لِيْ فِي مَا مَضَى الشِّعْرُ رَاوِيًا=لَهُ مِثْلُ سَوْقِ الرَّكْبِ فِي قَلَمِيْ سَوْقُ
وَ إِنَّ لِيَ الْإِقْدَامَ وَ النَّاسُ تَرْعَوِي=وَ إِنَّ لَهُمْ زَحْفًا , وَ لِيْ - فَوْقَهُمْ - فَوْقُ
فَلَا لَسْتُ مَنْ أَقْوَتْ بَسَاتِيْنُ حَرْفِهِ=وَ لَا امْتَدَّ نَحْوَ الغَيْرِ لِيْ - خِلْسَةً - عُنْقُ
وَ لَسْتُ كَمَنْ بَاتَتْ أَمَانِيُّ شِعْرِهِ=يُعَذِّبُها - فِي بَابِ سُلْطَانِنَا - طَرْقُ
بِمَنْطِقِ إِلْحَافٍ يُحَابِيْ تَمَلُّقًا=فَيَسْمَنُ كَذَّابًا , وَ يُضْعِفُنِي الصِّدْقُ
أَنَا ذَلِكَ النِّحْرِيْرُ لِلْمَجِدِ غَايَتِي=وَ غَيْرِيْ عَلَى الْأَقْدَامِ , كَانَ لَهُ لَعْقُ
وَ مَا كُنْتُ مَدَّاحًا لِوَجْهٍ شَتَمْتُهُ=لِأَجْنِيَ مِنْ مَدْحِيْ , وَ أَحْرَى بِهِ البَصْقُ
فَأَفْصَحُ مِنْ شَكْوَايَ صَمْتِي بِمِحْنَتِي=وَ أَبْلَغُ - يَا أُمِّيْ - وَ مِنْ أَحْرُفِي التَّوْقُ
فَلَولَا مَبَادِيْ الطُّهْرِ مُذْ كُنْتُ عَابِثًا=لَهَاْجَتْ حُرُوفُ الغيِّ وَ اجْتَاحَنِي الفِسْقُ
وَ لَولَا مُصَابُ النَّفْسِ بِالفَقْدِ غِيْلَةً=لَكُنْتُ سَأَهْجُوْهُمْ , وَ لَنْ يَنْفَعَ الرَّتْقُ
سَأَمْلَأُ آفَاقًا بِتَغْرِيْدِ عَنْدَلِي=وَ أَكْتُمُ أَصْوَاتًا , إِذَا شَانَهَا النَّعْقُ
وَ أَدْحَرُ هَمَّازًا وَ تَشْوِيْهِ ثَارَتِي=فَذَا غَضَبِي آتٍ , وَ سَوْرَتُهُ صَعْقُ