...، أما الكاردينال كسيميناس المشهور فلم يزل يغوي الملكة ايزابلا حتى أصدرت أمرها بإكراه المسلمين على إحدى الخطتين: الجلاء، أو النصرانية، وذلك بأنهم كانوا يذكرون المسلمين بأنهم من سلالة النصارى في الأصل، فأُقفلت المساجد، وأُحرقت الكتب التي هي ثمرات القرون وزبدة الحقب (في الهامش: ذُكر في بعض كتب الاسبانيول أنه أُحرق في غرناطة في يوم واحد مليون مجلد، وقيل بل مائة ألف مجلد، وقرأت في بعض كتبهم أنهم أحرقوا كل الكتب إلا التآليف المتعلقة بالطب والرياضيات)، وأُذيق المسلمون العذاب أشكالاً وألواناً، ففضّل عامتهم فراق دينهم على فراق أوطانهم ....
ومضى على ذلك نصف قرن والبغض دفينٌ في القلوب والمسلمون المتنصّرون يُعمّدون أولادهم ظاهراً، فإذا انصرف القسّيس مسحوا عن الولد ماء المعموديّة، وإذا تزوّج أحد الموريسك (لقب المتنصّرة من المغاربة) أجرى القسّيس عقد الإكليل، ثم بعد ذهابه عقدوا النكاح بحسب السنّة الإسلامية.
...، حكّام الاسبانيول لم يرعوا عهودهم التي واثقوا عليها عند تسليم غرناطة وكانوا يزدادون بتمادي الأيام شراً، ولم تلبث الأوامر أن صدرت بإكراه المسلمين على ترك ألبستهم الخاصة بهم ولبس البرنيطة والسراويلات الاسبانيولية (تعليق من باهوز: يبدو أن أتاتورك أخذ دروسه منهم، حينما فرض على الأتراك لبس البرنيطة بدلاً عن الطربوش العثماني)، وحظر عليهم الغُسل ودخول الحمّام اقتداءً بغالبيهم في احتمال الأقذار (في الهامش: كان من عادة الشعوب اللاتينية التقزّز من الطهارة والاستحمام، وكانوا ينبزون المسلم بقولهم "الذي يدخل الحمّام" وكان الاسبانيول يهدمون الحمّأمات بالشره التي يهدمون بها الجوامع"، ثم منعوهم من التكلّم بالعربية، وصدر الأمر بأن لا يتكلموا بغير الاسبانيولي، وبأن يغيّروا أسماءهم ويسيروا سيرة اسبانيولية ويسمّوا أنفسهم اسبانيولاً....
مقتطف من تعليقات الأمير شكيب أرسلان على حاضر العالم الإسلامي للأمريكي ستودارد...

صفحه Bahoz mzry