*سماحة الشيخ المفكر الإسلامي محمد ولي الرحماني في ذمة الله*
*نبذة عن حياته وخدماته*

عبد الأحد الرحماني الأزهري

إن الباحث عن تاريخ المسلمين يعرف أن التاريخ حافل بذ كر العلماء الكرام ، والأعلام العظام ، والقادة الكبار والدعاة المخلصين ، وكذلك حافل بذ كر الذين برعوا في شتى المجالات العلمية، وأصناف المعارف ، ومن بين هؤلاء العلماء الكبار والشخصيات المؤثرة في الأمة الإسلامية كان أميرالشريعة سماحة الشيخ محمد ولي الرحماني رحمه الله تعالى الذي كان أودعه الله تعالى حظا وفيرا من فهم القرآن والسنة ، وملكة راسخة في العلوم الشرعية ، وله جهد كبير في إحياء السنة وإبطال البدع والخرفات ، وله سهم عظيم في إصلاح المسلمين ، وخدمة قيمة في بناء المؤسسات العلمية والثقافية الإسلامية وهو شيخ الطريقة في التصوف والسلوك ، وذو هم عظيم لحفظ الدين ، وحقوق المسلمين في الهند.

مولده

ولد الشيخ بمدينة مونغير في 5/6/1943 (ألف وتسع مأة وثلاثة وأربعين عاما )

دراسته:

بدأ دراسته في المدرسة الابتدائية الرحمانية بمونغير على يدي الشيخ حبيب الرحمن والشيخ فضل الرحمن بمونغير رحمهما الله، ثم التحق بالجامعة الرحمانية وأتم فيها المرحلتين الإعدادية والثانوية ، ثم اتجه إلى دار العلوم التابعة لندوة العلماء بلكناؤ فالتحق بها ودرس فيها العلوم الشرعية واللغة العربية ، وحصل على شهادة العالمية المراد بها الليسانس، ثم التحق بالجامعة الإسلامية دار العلوم بديوبند فاستفاد فيها من كثير من كبار العلماء والشيوخ في المعقولات والمنقولات واللغة العربية ، وحصل على شهادة الفضيلة ،ثم بعد ذلك تخصص في التفسير، ثم التحق بالجامعة التلكاماجية بباغلفور في الهند ودرس فيها العلوم العصرية وتخصص في التاريخ وحصل على شهادة الماجستير في التاريخ .

صفاته:

إن الشيخ شهير بالعلم والزهد والورع ، ومعروف بالذكاء والفراسة وقوة الحافظة وعلو الهمة ، وله ملكة راسخة في العلوم الشرعية ، وله قدرة فائقة على المقارنة بين القوانين الدولية والشرعية ، وحنكة جيدة في الأمور السياسية ، وشهير بإعلاء كلمة الحق عند الأمراء المتشددين والسلاطين الجائرين ، و لايخاف لومة لائم، وإنه معروف بالعمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأحكام الإسلام ، وموصوف بالاعتدال في كل شيئ ، حيث إن رسالته مقروءة، وكلماته مسموعة ، ومؤلفاته وكتبه متداولة ومقبولة ولاشك أن الشيخ مقبول عند العامة والخاصة في الهند و خارجها ،وفي الحقيقة يندر وجود مثل هذه الشخصية البارزة .

مناصبه :

تولى الشيخ المناصب المتعددة سأذكر بعضا منها بإيجاز شديد وهي كما يلي !

شيخ الجامعة الرحمانية بمونجير في الهند

الأمين العام لهيئة قانون الأحوال الشخصية للمسلمين في عموم الهند

أميرالشريعة لولايات بهاروأديشة وجارخند

شيخ الطريقة في التصوف والسلوك بالزاوية الرحمانية

رئيس للكثير من المؤسسات العلمية والدينية والثقافية والتربوية والسياسية

عضو أساسي لكثير من الجامعات الهندية والدولية

خدماته العلمية:

قام بالتدريس في الجامعة الرحمانية من 1966م إلى 1977م ، وكان مديرا لشئون التعليم أربع سنين ، ثم ولي رئاسة الجامعة الرحمانية بعد أن توفي أمير الشريعة سماحة الشيخ " منت الله الرحماني" رحمه الله .فقدم الجامعة الرحمانية إلى الرقي والازدهار في العلم والتربية ، وطور مناهجها الدراسية ،وأضاف كثيرا من الأقسام ،ووسع حدودها العلمية ، وأزاد الطلاب والأساتذة والعمال والمباني .

وكذلك شيد المؤسسة الرحمانية عام 1996 للمصالح العامة للهنود ولنشر العلوم العصرية فهذه المؤسسة تحتوي على مركز للتدريب على الحاسوب وقسم الكشف الطبي على العيون والعمليات الجراحية لها وكلية تدريب المعلمين أي بي أيد كاليج.

وكذلك أسس المعهد للبرامج الرحمانية للمهارات والمعهد الرحماني الثلاثين لإعداد أولاد المسلمين لمسابقة الالتحاق بالمعاهد الهندية للتكنولوجيات ،ولها فروع كثيرة في مدن الهند المتعددة ببتنة وجهان آباد و حيدرآباد وأورنج آباد ومومبائ وبنغلورٍ وما إلى ذلك

خدماته الإصلاحية السلوكية :

ولي الشيخ الزاوية الرحمانية عام 1991م، ثم قام بإصلاح الناس وتزكيتهم وتربيتهم بطريق الخطابة والكتابة والتأليف حسب " السلسلة القادرية والنقشبندية والجشتية " فتاب حوالي مليون نسمة من الأعمال السيئة على يد الشيخ، وهكذا كثير من غير المسلمين تشرفوا بالإيمان والإسلام على يد الشيخ.



خدماته في المجتمع :

انتخب الشيخ أمينا عاما لهيئة الأحوال الشخصية للمسلمين في عموم الهند، فقام بتطوير هذه الهيئة وتوسيعها وتنشيطها ، وشكل دورا بارزا في حفظ الدين والدفاع عنه في الهند ، و مثل جهودا مكثفة في خدمات المسلمين.

وانتخب أميرا للشريعة للإمارة الشرعية بولايات بهار وأديشة وجارخند ، فقام فضيلته منذ تولية زمام الإمارة الشرعية بتوسيع نطاقها، وتعميم عوائدها ، وإح






داث تسهيلات لائقة لاستفادة المسلمين منها ،وتفعيل الحركات الدينية والمؤسسات العلمية بقوة محيرة للعقول والأذهان .



خدماته السياسية:

إن الله سبحانه وتعالى أودع الشيخ موهبة بارزة لإيجاد الحلول الناسبة للمشاكل الأسرية والاجتماعية و السياسية ،وقدرة فائقة على المقارنة بين القوانين الدولية والشرعية ؛فلذا انتخب عضوا للمجلس التشريعي لولاية بهار، واستمر الشيخ في هذ المنصب إلى فترة اثنين وعشرين عاما اعتبارا من 1977حتى 1996م، وكذلك انتخب نائب العمدة في المجلس التشريعي الرسمي للمرافق الحيوية مرتين خلال هذه الفترة المذكورة فقام بحماية حقوق سكانها عامة وبحقوق المسلمين خاصة

مؤلفاته:

للشيخ مؤلفات كثيرة جدا سأذكر بعضها فيما يلي !

التصوف والسيد شاه ولي الله

البيعة في العهد النبوي

منزلك هذا

قضية العلوم العصرية (الصناعية ) في المدارس الدينية

العدالة الاجتماعية بين المحكمة والشعب

هيئة المدارس الحكومية وتعليم الأقليات

القتل الجماعي للبنات

على عتبة سيد الأنام صلى الله عليه وسلم

جوائزه:

ولسماحة الشيخ خدمات كثيرة في كل مجال من المجالات العلمية والثقافية والدينية والإصلاحية والسياسية فلذا منحته المنظمات الأهلية والرسمية والمحلية والدولية كثيرا من الجوائز اعترافا بخدماته وتحسينا لجهوده وتكريما لشخصيته سأذكر منها فيما يلي !

جائزة الإمام الرازي

جائزة السر سيد

جائزة التعليم

جائزة الجيوتي الهندي

وكذلك منحته جامعة كولمبيا شهادة الد كتوراة تكريما له

أولاده الذكور والإناث:

للشبخ ثلاثة أولاد الابنان والبنت وكلهم ماهرون وبارعون في العلوم الدينية والعصرية ، ولهم دور بارز في خدمة العلم والمجتمع فأكبرهم أحمد ولي فيصل الرحماني الذي أودعه الله حدة الذهن ونباهة الفكر وغزارة العلم وسلامة الفهم وهو أيضا يخدم الناس في مجالات العلم والسياسة .

وابنه الثاني حامد ولي فهد الرحماني ، وله ملكة راسخة في العلوم العصرية وهو قائم بخدمة الناس علما وسياسة وقيادة.

حركات الشيخ:

الحركات هي التي توقظ الإنسان لحفاظ الدين والوطن وتحث على طلب حقوقهم من الحكومة وغيرها.

فلذا قام الشيخ بحركات متعددة ومتنوعة علمية وإصلاحية وسياسية فيطيب لي أن أذكر بعضها بإيجاز شديد فيما يلي!

الحركة بحفاظ المدارس الدينية والمعاهد الإسلامية والجامعات الأهلية

والحركة لإصلاح المجتمع

والحركة للحفاظ على الحقوق القانونية

وفاته:
.وکان الشيخ مصابا بالحمغŒ منذ 22من مارس 2021 واستمرت حتى انتقل إلى جوار رحمة الله في 3 من أبريل 2021

ثم صلي عليه صلات الجنازة ودفن في الزاوية الرحمانية بجوار مرقد ابيه وجده عند المسجد الرحماني
نسأل الله تعالى أن يقبل خدماته ويغفر خطاياه ويدخله في الجنة مع الأبرار
عبدالأحد الرحماني الأزهري
المعلم في الجامعة الرحمانية بمونجير بولاية بهار الهند