منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    الباحث القدير مروان مراد في ذمة الله

    . . . انطفأتْ شمعةٌ كبيرةٌ من شمعاتِ هذه الحياةِ الدنيا الأولى ، ولعلها أضاءت في سماءِ الحياةِ العليا الآخرة .
    . . . توفي يوم أمس الأحد 28 / 2 / 2021 رجلٌ فاضلٌ كبير كان لي سنداً كبيراً ودعامةً عتيدة ، وكنتُ ألجأُ إليه كلما حلَّ بي أمرٌ جلل ، أو أصابتني مصيبةٌ كبرى ؛ فأجدُ لديهِ الحلَّ المناسبَ والكلماتِ الشافية .
    . . . غابَ عن عالمنا أستاذٌ باحثٌ قديرٌ متميزٌ هو الأستاذ مروان مراد .
    . . . عاصرتهُ خمسَ عشرةَ سنة ، فاكتسبتُ منه علماً ومعرفةً ، وحاولتُ كثيراً أن أحذوَ حذوَهُ في لطافتهِ وأناقتهِ وإنسانيته .
    . . . أستاذي القدير : الكلماتُ والعباراتُ تعجزُ عن أن تجعلني أفيكَ حقكَ مما كنتَ تهبني إياهُ من تشجيعٍ ودفعٍ معنويٍ يفوقُ كل وصف .
    . . . كنتَ مثالاً باذخاً جداً للإنسانيةِ الكبيرةِ والحبِ الوافر الغزير ، أحببتَ كل الناس ، ما عهِدتُكَ باعدتَ أو جافيتَ أحدا .
    . . . ولا أنسى ما أنساهُ يومَ رأيتكَ أولَ مرةٍ في الجمعية الجغرافية عام 2005 في محاضرتي الأولى ، فأخذت بيدي ونهضتَ بي وشجعتني للمضي قدما ، وأخذتني إلى مكتبةِ الأسد وحجزت لي موعداً لتقديمِ محاضرةٍ في مدرج المكتبة ؛ فكان لي من ذلك دعماً معنويا كبيرا جدا .
    . . . ولو أردتُ أن أعدِّدَ أفضالَكَ وإنجازاتَك وميزاتِك لما كفتني صفحاتٌ وصفحات ؛ ولو ألتقي مع محبيكَ لنكتبَ عن أفضالك لكانت لنا مجلدات .
    . . . أستاذ مروان أنا مَدينٌ لك بالكثير .
    . . . أبكيكَ بكاءً مريراً جدا لم أبكِ مثلَهُ من قبل ، لقد جعلني رحيلُكَ أحسُّ بالوحدةِ والوحشة .
    . . . حين يقولون ( إنسانٌ فاضل ) ، فأنت فاضلٌ حقاً .
    . . . أين أنتَ أيها الكبير لتُصححَ لي وترشدَني وتعلِّقَ على هذا الكلام .
    . . . ليرحمْكَ الله أيها العزيزُ الكريم ، وليدخلْكَ الجنانَ الفسيحة .
    . . . عزائي الشديد إلى أقربائهِ وأصدقائِهِ ومحبِّيه .

  2. #2
    انا لله وانا اليه راجعون ...
    انتقل الى رحمة الله تعالى المؤرخ والاديب الأستاذ مروان جميل مراد .و هذه لمحة سريعة عن حياته ..
    الباحث "مروان مراد" من مواليد 1934، متزوج وله ثلاثة أولاد "مرح، معن، مجد"، وهو عضو اتحاد الكتاب العرب وجمعية أصدقاء دمشق والهلال الأحمر وعضو الجمعية الجغرافية والمنتدى الاجتماعي
    مدونة وطن التقت الباحث بتاريخ 23/12/2012، فبدأ حديثه بالقول: «نشأت في بيئة أدبية في حي سوق ساروجة الدمشقي، جدي لأبي كان شاعراً، ووالدي كان لديه مكتبة ضخمة جداً، وكانت هوايتي منذ الصغر التسلل إليها ومطالعة ما احتوته من كتب خاصة سير المؤلفين ونشرت أول خاطرة لي وأنا طالب في المدرسة الابتدائية في مجلات "العندليب" و"الطفل"، وكان لتشجيع المعلمين دور هام في بث الحماس لدي وفي المرحلة الإعدادية بدأت بنشر أول مجلة للطلاب بعنوان "صوت ثانوية أمية" اشترك معي فيها المرحوم "عادل أبو شنب, عبد الهادي البكار, غازي الخالدي"، وبعدها انتقلت لدار المعلمين الابتدائية وكان مدير الدار المؤرخ والأديب "شاكر مصطفى" الذي شجعني على إلقاء المحاضرات والمشاركة في الأمسيات، وكان من المربين الذين درسونا "جميل صليبا، انطون مقدسي، زكي الأرسوزي"، وتلقينا منهم الوعي القومي والوطني، ثم انتقلت للتعليم في عدة مدارس بريف دمشق، ثم دمشق حيث اصبحت مديراً لإعدادية الميدان الثانية، وفي العام 1959 أعارتني وزارة التربية لدولة قطر وبقيت فيها عاماً واحداً واصدرت أول مجلة بعنوان "الدوحة"، ثم في عام 1960 سافرت للكويت وفيها درّست مادتي التاريخ واللغة العربية، وعدت العام 1964لدمشق لممارسة العمل التعليمي بثانوية "جودت الهاشمي"، وفي العام 1973عدت للعمل في الكويت حتى1994 حيث مارست العمل الإذاعي والصحفي».

    وعن محاضراته وإصداراته يتابع: «كان محور المحاضرات مدينة دمشق بتراثها ومعالمها والشخصيات الدمشقية التي ساهمت في تاريخها،وأول مؤلف للأطفال كان بعنوان "حكاية عين الحياة" وقد فازت بالجائزة الأولى لقصة الطفل العربي في أبو ظبي 1999، كما فازت قصة حكاية "الوردة التي لا تذبل" بجائزة في الصين، لي ثلاثة كتب للأطفال بعنوان "حيوانات المروج والغابات، أعلام الكشف والاختراع، العلماء العرب المسلمون" وفي كل كتاب خمسون شخصية، وفي الحقيقة بدأت كتابتي للأطفال بعد عودتي من الكويت فقد استهواني أدب الأطفال بسبب مجيء أول حفيد لي، فكنت أقرأ عليه قصص الأطفال وبدأت اتلمس أن الطفل بحاجة لعناية خاصة في التوجه إليه، وأؤكد أن الكتابة للطفل أصعب من الكتابة للكبار وأنه لابد لمن يريد الكتابة للطفل أن يتحقق في كتاباته عدد من الشروط أولها: أن تكون المواضيع تربوية وواقعية بحيث تهذب نفسيته وتهيئه لمواجهة المجتمع والحياة، والشرط الثاني أن تكون الكتابة في مستوى فهم الطفل وعقليته لغوياً وتعبيرياً، أما الشرط الثالث فأن تكون الكتابة مشوقة وممتعة».

    وعن مؤلفاته الحالية للطفل يقول: «حالياً أحضر للكتابة عن مصطلحات يعيشها الطفل وأقوم بتفسيرها له وتفسير معناها، إضافة لمجموعة سلسلة "أنا مبتكر"، ولا بد من الإشارة إلى أنني أقوم بإعداد مسابقات علمية للأطفال لمجلة أسامة السورية، وهذه المسابقات تعرف الأطفال بالاختراعات والعلماء وغيرهم».

    أما فيما يتعلق بالشعر فقال: «بدأت نظم الشعر وأنا طالب في المرحلة الثانوية، وكان محور قصائدي الشعر الوطني، حيث قرأت لشعراء الوطن "الزركلي، وجبري، ومردم بك"، كما كتبت "مقطوعات صغيرة للأطفال"، وشاركت بالمرحلة الثانوية ودار المعلمين بالأمسيات الشعرية وتقديم القصائد الوطنية، وتحول شعري للغزل بمرحلة الشباب، وفزت عام 1964بجائزة الشعر الأولى بدولة الكويت بقصيدة كانت عن الوطن العربي، إضافة للعديد من الجوائز منها جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي».

    وتابع: «احببت الصحافة والإعلام منذ حداثتي وشاركت في الكتابة بعدد من الجرائد والمجلات الأدبية، وحالياً أنا أعمل كمدير للتحرير في أكثر من إصدار أدبي "الباحثون، اصدقاء دمشق، ومجلة سكوب العرب للمغتربين بالنمسا، كما أعمل مراسلاً لمجلة "المدينة العربية"، ومحرراً في مجلة "الخفجي والتراث العربي"، وأما في مجال البرامج التلفزيونية فأعمل حالياً بسلسلتين الأولى عن معالم دمشق الأثرية والتاريخية، والثانية عن الشخصيات الفكرية والتاريخية التي عاشت بها».

    وأنهى حديثه بالقول: «أجمل ما في عملي أنه يجمع بين قطبي الثقافة "التاريخ والأدب"، فالأدب يقوم لغة الإنسان، والتاريخ يستطيع أن يعايش الماضي وينقله للمستقبل، وهو درس وعبرة للأجيال، ومن هنا كان لمحاضراتي ومؤلفاتي صفة الذوق الأدبي والمغزى التاريخي، حيث تم تكريمي بأكثر من مكان».

    المحامي المستشار "أكرم القدسي" قال عنه: «هو صديق صادق، معطاء ومحب ووفي للأصدقاء، يتحلى بثقافة متنوعة وغنية تتجلى في بحوثه ومؤلفاته ومحاضراته، وكان له دور هام في العمل التطوعي بوصفه عضواً فعالاً في العديد من الجمعيات، إنه إنسان مبدع وخيّر ووفي، وأنا أكيد بأن من كانت له هذه الصفات إنما استمدها من كيانه وتربيته».

    يشار أنه قال في قصيدته "عروس المدائن" عن مدينة دمشق:

    لماذا تراك تحب دمشق / وتخلب فكرك دوماً رؤاها؟

    لماذا تظل بها مستهاماً / كأن ليس في الكون دنيا سواها؟

    تباركت يارب لم يبق حسن / ولا ثوب حسناء إلا كساها

    عروس المدائن بنت الخلود / ومعجزة الشرق لما تباها.

    رحم الله الرجل الطيب المثقف والمؤرخ الإعلامي الاصيل الأستاذ أبو معن مروان مراد.
    (تم نسخها من صفحة الأستاذ سامر الجابي )
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •