#من_قصص_العارفين الشيخ "شكري اللحفي" رحمه الله تعالى ..قبساتٌ من حياة هذا الوليِّ الصالحِ رضي الله عنه - كان يخرجُ من الشام إلى الرّيف حيث كان يدرس مشياً على الأقدام، ويذهب من منتصف الليل كي لا يتأخر حرصاً على الوقت وتفانياً في العمل وجرى تكريمه من وزارة التربية لجهوده العظيمة في سلك التعليم في مختلف المحافظات.- من نشاطاته إجراء دورات في الخط العربي للمدرسين فقد كان خطاطاً ماهراً وحجةً في هذا الفن.- من نُبوغه وسعة علمه كان حجّّةًً في اللغة الفرنسية وقد صحّح خطأ في كتاب مؤلف بالفرنسية حيث قال أنه فيها أخطاء نحوية وأشار إليها وصححها - لعل ذلك في المركز الثقافي الفرنسي - فقالوا كلامك صحيح وسحبوا نسخ ذلك الكتاب جميعاً وتم تصحيح الأخطاء ثم أعيد النشر بحسب تصحيح الشيخ شكري.- قام أيضاً بتصحيح أخطأء في حزب النصر للإمام الشاذلي رضي الله عنه، فقد كانوا يقولون: "ومن نصب شبكة الخداع اجعله يا سيدي مساقاً إليها ومصاداً فيها وأسيراً لديها" فصححت لتصبح: "ومن نصب شبكة الخداع اجعله يا سيدي مسوقاً إليها ومصيداً فيها وأسيراً لديها".- استأذنتْ أختان معيدتان في الجامعة أن تزورا الشيخ وقد علمتا بمرضه رحمه الله وكانتا سافرتين فأذن لهما، فعندما زارتاه رحّب بهما وقد ظل مطرقاً طول الزيارة ثم أهدته إحداهما قميصاً صنعه بسنارتها والثانية لعلها أهدته كتاباً، فنظر الشيخ نظرة يفكر، ثم قبل مغادرتهما كان قد نظم لهما أبياتاً فرواه لهما شكراً على الهدايا من أجمل ما يكون، ثم زارتاه بعد فترة وهما بالملايا بكامل حجابهما وحشمتهما .. وهذا درس عظيم فكان الرفق واللين والأدب مع غير المتلزمين باباً للهداية والتوبة. - الكلام عن زُهده لا ينتهي فقد كان يسكن قبواً وعُرض عليه أجمل البيوت وجاءت الدنيا إليه صاغرةً فأعرض عنها.- من زُهده إخراجُه للجائزة الثمينة التي تلقاها عند تكريمه في يوم تكريم القرّاء وكانت عدداً من الليرات الذهبية.- كان يسقي الناس في مجالس الذكر بيده وهو من هو في العلم والقراءات، وعندما سؤل لماذا لا تترك هذا للشباب أو الصغار في المجلس، قال: (والدي الذي كلفني بها لم يقل لي كفى)واستشهد بالآية الكريمةنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيفَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِي أَبِي) سورة يوسف.ويُذكر أنه لم يتركها إلا بعد أن أكد عليه الشيخ الشاغوري رحمه الله أن يكفي هذا فتركها طاعةً لشيخه.- كتابه (تُحفة العصر في القراءات العشر) حجة في القراءات وقد بسط فيه هذا العلم لطلاب العلم.- كان يحرص على الخُمول وهذا المصطلح ليس كما يتبادرُ إلى الذهن فهو يعني السعي إلى التستُّر وعدم الظهور والشهرة، فلم يعرف إلا متأخرأً وهذه علامة الإخلاص. - روي عن كثير من الأكابر قولهم: (إن قبلني الشيخ شكري أن أكون خادماً ما ترددت) وعلى رأسهم العلامة الشهيد البوطي.- كان من شدة تبجيل العلامة الشهيد البوطي له كان يقول له: (إذا بتقلي يا سعيد قعود بالبيت بقعد)، وكان يردُّ عليه الشيخ شكري قائلا: (عينُ الحكمةِ، عاصفةٌ في فنجان) مباركاً موقفه ونهجه النبوي الأصيل.- قال الشيخ محمود البوطي حفظه الله أن جده العلامة الشهيد كان يقول عن الشيخ شكري أنه مرشدٌ كاملٌ وهذا في علم التزكية والسُّلوك شيء عظيم يعز وجوده في أي زمن، وقد قال الشيخ ملّا رحمه الله (دُلوني على مرشدٍ كاملٍ لأغسلَ قدمَيْه لكن أين هو) لصعوبة وجود مثل هذا المقام في كل وقت.رحمه الله تعالى ونفعنا ببركته وعلومه وجمعنا معه ومع الشهيد السعيد في مستقرِّ رحمته ...بهذا وصلوا .. اللهم ألحِقنا بهم