منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    شياطين في لبوس الأنبياء

    شياطين في لبوس الأنبياء
    د. أحمد محمد كنعان
    في خضم الحرب الشرسة التي تثار اليوم ضد الإسلام وأهله، لاحظنا ظاهرة غريبة من صناعة القنوات الفضائية وتوجيه دوائر الاستخبارات العالمية ..
    ففي كل يوم تطالعها هذه القنوات بعدو جديد من أعداء الإسلام تجعل منه نجماً من نجوم العلم والفكر، وتخلع عليه كل صفات التبجيل والتعظيم، زوراً وبهتاناً !
    ولا يكتفون بهذه الجريمة في حق الإسلام وحق العلم والفكر؛ بل يطلقون على هؤلاء الدجالين أسماء الأنبياء الكبار لاصطياد المسلمين الغافلين عن هذه اللعبة القذرة !
    ونظراً لكثرة هؤلاء الدجالين نكتفي اليوم بذكر بعضهم ممن خلع عليهم صانعوهم أسماء الأنبياء ..
    • الصحفي المصري "إبراهيم عيسى" الذي لم يكتف صانعوه بإطلاق اسم نبي واحد عليه، بل أطلقوا عليه اسم اثنين من "الأنبياء ذوي العزم" عليهم السلام ! وقد خصصوا لهذا الحاقد على الإسلام قناة فضائية كاملة مهمتها الوحيدة استضافة أعداء الإسلام لإبرازهم وتلميعهم ونشر غسيلهم الوسخ !
    • النصراني المتأسلم المغربي "محمد المسيح" الذي أطلقوا عليه كالسابق اسم اثنين من كبار الأنبياء، وهو تلميذ المستشرق الألماني "كريستوف لوكسنبورغ" وقد أوكل صانعو هذا النصراني المتأسلم محمد المسيح مهمة التشكيك بالقرآن الكريم من خلال نشر مخطوطات مزورة أعدوها خصيصاً لهذه الغاية !
    • النيجيري "محمد يوسف" مؤسس حركة "بوكو حرام" التي عقدت حلفاً مع "داعش" وأصبحتا معاً رمزاً للإرهاب الإسلامي بما ترتكبان من جرائم وحشية بقيادة هذا الشيطان الذي يظهر بلبوس اسم اثنين من الأنبياء العظام عليهما السلام !
    • الباحث التونسي "يوسف الصديق" الذي أظهر بعض التواضع عمن سبقوه فاكتفى باسم نبي واحد، لكنه أضاف إلى اسمه وصف الخليفة الراشد "أبو بكر الصديق" رضي الله عنه، وبهذه الصورة الملفقة انطلق يوسف الصديق ينشر الشبهات بالجملة حول الإسلام والقرآن، مستنداً في هذه الجريمة إلى علم زائف يطلقون عليه اسم "أنثروبولوجيا الدين" الذي سوف نخصص له مقالة لاحقة خلال الأيام القليلة القادمة إن شاء الله تعالى .
    إن هذا الفريق الشيطاني الذي يحاول الظهور بلبوس الأنبياء يسانده فريق آخر هو أشبه بالكورس الذي يردد وراء المغني، وهذا الكورس يضم زمرة من أدعياء العلم والفكر المصنوعين كذلك على عين دوائر الاستخبارات العالمية نذكر منهم :
    • الكاتب المصري "يوسف زيدان" مدير مكتب المخطوطات في مكتبة الاسكندرية، الذي أنكر العديد مما هو معلوم من الدين بالضرورة، من ذلك مثلاً إنكاره لمعراج النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وزعمه أن المسجد الأقصى موجود في الطائف وليس في فلسطين، سارقاً هذه الأكذوبة الفاقعة عن الصهيوني "مردخاي كيدار" بهدف التشكيك بإسلامية "القدس" وإسقاط قدسية المسجد الأقصى، وتسفيه المطالبة بتحريره (!؟)
    • المهندس السوري "علي منصور الكيالي" الذي يتكلم في الإسلام دون أن يمتلك أي علم شرعي، وقد نشر الكثير من الخزعبلات من خلال تفسيره العابث بكتاب الله الكريم، بل أنكر الكثير مما هو معلوم من الدين بالضرورة!
    إن هذه الخطة التي عمد إليها أعداء الإسلام هي نفس الخطة التي نفذوها في القرن الماضي، ضد الشيوعية، فصنعوا شخصيات عميلة من أبناء الدول الشيوعية نفسها وخلعوا عليها أوصاف العلم والفكر والعظمة وأطلقوها للتشكيك في الشيوعية لتخريبها من الداخل، فكذلك راحوا اليوم يصنعون شخصيات من أبناء الإسلام لضربه من الداخل؛ وهذا ما كشفته مؤسسة راند الأمريكية (RAND Corporation) في تقرير مطول أصدرته في عام 2007، بعنوان "بناء شبكات مسلمة معتدلة" !
    وقد أوصى التقرير بطرح أفكار جديدة للتعامل مع المسلمين لتغيير معتقداتهم وتخريب الدين من داخله ببناء شبكة من شخصيات مسلمة معروفة بمواقفها السلبية من الدين ؟!
    وأوصى التقرير كذلك بالسخرية من الإسلام وعلمائه وتراثه، والترويج بأنه دين بدائي مليء بالخرافات والتناقضات، ميال إلى رفض الآخر ونشر الكراهية في العالم، مع تشويه سمعة المؤسسات الإسلامية المعتدلة واتهامها بالإرهاب .. ونحوها من الاتهامات التي تستهدف تنفير الناس عن الإسلام، وصرف المسلمين عن دينهم (؟!)
    وقد حفل التقرير بأسماء مفكرين وصحفيين وأدباء معروفين بتوجهاتهم المحاربة للدين، منهم الشاعر السوري "أدونيس" والمصري "نصر حامد أبو زيد" والناشط السياسي التونسي "محمد الشرفي" والمهندس السوري "محمد شحرور" وأمثال هؤلاء الذين أوصى التقرير بدعهم بكل الوسائل، مع دعم التيار الليبرالي في البلدان العربية، وأوصى في المقابل بالتضييق على الجماعات الإسلامية تمهيداً للخلاص منها !
    وقد حرص التقرير على الدعوة إلى تشكيل تيار إسلامي ليبرالي معتدل، وحدد مواصفات هذا الاعتدال وشروطه فيما يلي :
    - رفض تطبيق الشريعة الإسلامية .
    - القبول بالحداثة والعلمانية والديمقراطية .
    - توفير الحرية التامة للمرأة بما فيها حريتها الجنسية .
    - حق غير المسلم في تولي المناصب العليا في الدولة ز
    - ...
    فمن تنطبق عليه هذه المواصفات والشروط فهو "المعتدل" ومن لا تنطبق عليه فهو "متطرف" ينبغي نبذه وتطهير المجتمع منه !
    والغريب أن الواقع يكشف عن فضيحة مؤلمة .. إذ وجدنا بعض الأنظمة والهيئات الشرعية العربية لم تكتفي بتنفيذ التقرير بحذافيره، بل تجاوزت سقف ما طالب به التقرير، فرأينا أنظمة عديدة تهرول نحو التطبيع مع العدو الأول للأمة ! ورأينا هيئات شرعية تصدر فتاوى تحرم الانتساب إلى أية جماعة إسلامية وتكفر أعضاءها، مهما عرف من اعتدالها والتزامها بالشريعة، !!
    @ وبعد ..
    فإن هذه الحرب الشرسة التي تشن اليوم على الإسلام ليس حرباً جديدة، وإن كانت أدواتها جديدة ..
    والسر في هذه الحملة الشرسة لتشويه صورة الدين وإسقاطه في نفوس بنيه سبق أن كشف النقاب عنها المؤرخ البريطاني أرنولد توينبي (1889 – 1975م) الذي خلص بعد دراسته لتاريخ الحضارات البشرية "أن الدين هو أصل الحضارة، وبسقوطه تنهار الحضارة، وتصبح الأمة تابعة للآخرين" !
    وهكذا يبدو الهدف الشرير من الحرب الدائرة اليوم ضد الإسلام وأهله، وهذا ما أكدته الباحثة الأمريكية "مارغريت ماركس" التي كتبت تقول بكل صفاقة ووضوح: "إن الأقسام المتخصصة في الجامعات، والمراكز العلمية المنتشرة في أوربا وأمريكا المتخصصة في دراسة الإسلام، إنما تقوم بذلك من أجل تحقيق غاية واحدة هي : التمكن من العدو لتدميره ؟ وتلك المعاهد ومراكز البحوث مشغولة اليوم بتكوين أتباع للغرب في قطر إسلامي تلو الآخر، بهدف إحباط أية محاولة لبعث إسلامي حقيقي" فتأمل أيها المسلم ما يراد بدينك وأمتك !!

    *****

  2. #2
    جزاك الله خيرا
    هم لا يغفلوا على هدفهم المشترك، تدمير الإسلام والقضاء عليه، رغم تناقضاتهم الدينية والمذهبية وصراعات السياسية و...، ونحن الذين حذرنا الله من الغفلة:
    (ودوا لو تغفلون عن أسلحتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة)!
    ليس غلا عن أسلحتنا فقط، بل وقبلنا طاعئعين أن يكون منا من هو عون للشيطان وأعداء الإسلام ضد دينه وأمته ...!
    نسأل الله تعالى صلاح حالنا، ولا يصلح حال آخر الأمة إلا بما صلح به أولها!

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •