في مثل هذه اللحظات من عام 1978 أنجبتني والدتي رحمها الله بمنزل متواضع في حي من الأحياء الفقيرة التي تسمى شعبية في حلب، لم أنتظر وصول (الداية) بل خرجت إلى الحياة قبل أن تصل.
ويوم طلبت من والدي رحمه الله أن يساعدني في كتابة موضوع كلفني به المعلم كان من المفترض أن أتحدث من خلاله عن نفسي وصعب عليّ ذلك، قال والدي: أكتب يا ابني: أنا محمد إقبال بلّو ولدت في أواخر عهد البحبوحة الذي كانت تنعم به أسرتنا... الخ.
اليوم صار عمري 42 عاما خالية من الإنجازات بالمقارنة مع عظم أحداثها، فكل ما أنجزته زواج مستمر وثلاثة أطفال وأربع مؤلفات وعدد كبير من الكارهين الذين خرجت عن ملتهم وثلة من المحبّين.
العام الأخير كان صعبا لكنه لم يكن الأسوأ، زرت فيه الأطباء أكثر من مائة زيارة وبمعدل زيارتين إلى ثلاث زيارات أسبوعيا، أصبت خلاله بفتق نواة لبية في العمود الفقري الرقبي (ديسك) وبضعة أمراض أخرى متفرقة، وأجريت جراحة للسبب المذكور ذاته، لم تختف الآلام رغم نجاح العملية، كما أنني أصبت ببحة مستمرة في الصوت بسبب شلل في الحبل الصوتي الأيسر نتج عن الجراحة، ومنذ أكثر من شهرين ليس لدي القدرة على الاتصالات الهاتفية الصوتية، لصعوبة رفع صوتي وتقطع الأنفاس أثناء الكلام وبحته التي تشوهه، بحسب الأطباء فإن الصوت الأصلي لن يعود، لكن من الممكن إجراء جراحة تحسّن الصوت (لن أجريها)، هذا العام فقدت من جملة المفقودات السابقة القدرة على التواصل الصوتي الجيد رغم وجوده وإمكانية فهم الكلمات بسهولة في حال توفر الهدوء وعدم الضجيج، كما أعتقد بأنني فقدت القدرة على إلقاء الشعر إلى الأبد، أما عن كورونا الذي أصبت به في شهر فبراير دون أن أعلم أنه هو فهو أخف المسائل التي جرت.
على فكرة أنا وهو ولدنا معا في توقيت واحد وكلانا ابن الله