رحم الله والديّ ورحم"المتني" القائل :

يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ... ضحكت بس!! بل قهقهت .. حتى استلقت على أقفيتها .. إن صح الجمع .. !!

عقدان مرا من القرن الحادي والعشرين .. ولا زال العرب يراهنون على رئيس أمريكي .. دون آخر .. "علتان" معنا .. و"فلتان"ضدنا!!!

وفي خضم أو أوج الانتخابات الأمريكية .. وجدنا في الإعلام العربي :

المذيع : لماذا اليوم الولايات المتحدة تحتاج إلى رئيس قوي؟

الضيف : أمريكا تحتاج رئيس قوي يعيد توحيدها ولو تدخل الجيش الأمريكي .. لو أقلك شي صعب يتصدق هناك الآن هجرة من الولايات المتحدة التي يحكمها الديمقراطيون بسبب الفوضى والتخريب والسرقات .. أنا يتواصل معي أمريكيون .. هل تصدق أن المسألة وصلت في أمريكا الآن أنه إذا كنت من أنصار ترامب يجب أن تخفي ذلك.

وفي قناة عربية أخرى :

يقول أحد الضيوف : اليوم بات من المعروف أن خلفية الحزب الجمهوري وهابية .. وخلفية الحزب الديمقراطي إخوانية.

قلتُ : وأنا لا أعرف شيئا في "السياسة" .. أعرف أن الولايات المتحدة الأمريكية .. دولة مؤسسات ..

لقد وضع "الحزب الجمهوري" الـ"المشخصاتي " : ريغان – 1981 / 1989م- على سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية .. وهي في أوج صراعها مع "الاتحاد السوفيتي".. كما وضع "الديمقراطيون" شخصا من أصول أفريقية .. أعني "ابن حسن أوباما" – 2009 / 2017م – وضعوه على نفس السدة .. فالقضية ليست قضية الشخص الذي يجلس على سدة الحكم .. بل تلك المؤسسات .. وما وراء المؤسسات ... و"ما وراء المؤسسات"أمر عميق لا يعرفه إلا أنا وأمثالي ممن لا يعرفون شيئا في السياسة!!

نعم. هناك "صلاحيات" لفخامة رئيس الولايات المتحدة . . وهناك مساحة – مثل حلبة المصارعة – يتجاذب فيها الحزبان "الجمهوري"و"الديمقراطي" .. عبر"الكونجرس" و"مجلس الشيوخ"... وهناك"حلة أخرى"خارجية بها مساحة للتجاذبات .. لكن جوهر الأمر أكبر من "شخص الرئيس" .. وبما أن الحكم في أمريكا يدار عبر مؤسسات .. فإن جوهر القصة يكمن في الطريقة التي يعبر بها "الرئيس" عما يكفل مصالح الولايات المتحدة الأمريكية ..

هل ستكون على الطريقة" الترامبية" ولعلها غير مسبوقة : وهي "قل للأعور أعور في عينه"

أم على الرطيقة"التشرشلية" فقد كتب : (حتى لو أردتَ أن تقتل شخصا فليس من مانع أن تكون مهذبا معه) كان ذلك تعليقا على رسالة "تشرشل"لإعلان الحرب على اليابان،وقد ختمها بقوله نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي لي الشرف سيدي،مع مزيد من الاحترام أن أكون خادمكم المطيع) : ونستون تشرشل.

إذا كانت هذه هي"زبدة"الموضوع .. فكم كنا – العرب – سنوفر من الوقت ومن المال – المال الذي يصرف على المراسلين .. إلخ - لو تعاملنا مع الانتخابات الأمريكية دون مبالغة .. ودون "تحيزات" .. كأن هناك فرق بين "رئيس"و"رئيس" ..

شخصيا لم أصرف "هللة" واحدة .. ولم أصرف "دقيقة واحدة" .. في هذه الانتخابات .. والحقيقة أنني أتعامل معها .. كما قال شاعر .. في عصر ضعف الدولة العباسية .. والتلاعب بـ"الخلفاء" .. فقال الشاعر :

خلفية مات لم يحزن عليه أحد .. وآخر قام لم يفرح به أحد

تلويحة الوداع :

يُقال أن الرئيس الأمريكي رونالد ريغان قال :

الخصام مع العرب لا يضر،بينما الخصام مع إيران يضر ... والاتفاق مع إيران يفيد .. والاتفاق مع العرب .. قائم في كل الأحوال!!

يا أمة قَهْقَهَتِ الأُمَمَا ... مع الاعتذار لسدنة اللغة ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملاحظة : العنوان عطفا على كُليمة سابقة .. كتبتُها سنة 2008م. تحت عنوان :"أحفاد عوضين ستون عاما من جحر يلدغون!!" .. ثم أعدت نشرها تحت عنوان "أحفاد عوضين .. ثلاثة وستون عاما من جحر يلدغون".. وهذا نص الكُليمة بعد أن أصبح"العدد في الليمون"!.. مع الاعتذار .. لأنني كتبتها قبل أن أتبين أن"النت" حول الناس من"قراء" إلى"متصفحين"!!

أحفاد عوضين .. ستون عاما من جحر يلدغون!!

يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم : لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين … أو كما قال صلى الله عليه وسلم .. فكيف لُدغنا من جحر واحد.. لا مرتين فقط .. ستون عاما ونحن نلدغ من نفس الجحر!!

قد يقول سائل ما علاقة أخينا عوضين بالموضوع؟! تلك طرفة (نكتة)،أوردها الأستاذ عادل حمودة في كتابه (كيف يسخر المصريون من حكامهم). وهي طرفة ضمن مجموعة من نُكت التثبيط إن صح التعبير.نكت تبرز التفوق الأبدي لإسرائيل على مصر،والعرب جميعا من بعدها. وهي نكت يُقال أنها كانت تخرج من السفارة الأمريكية،في القاهرة!!

من تلك النكت،واحدة تقول أن جنديا مصريا،على الجبهة مع إسرائيل،كان يسمع من يناديه كل يوم،عند الشروق

عوضين .. عوضين

نعم

أسكت يا جاهل.
وجد أحد الضباط عوضين غاضبا،فسأله عن السبب فقال :


اليهود بيشتموني يا بيه

ويقولولك إيه؟

عوضين .. أسكت يا جاهل.

اللي يشتمك أشتمو

معرفش اسمه أيه

انده على أي اسم يهودي
فرح عوضين وظل مستيقظا،حتى أشرقت الشمس،فأخذ ينادي :


كوهين … كوهين

مين بينده؟

أنا عوضين

أسكت يا جاهل

هكذا في كل مرة نُسقى من نفس الكأس،وكأن مجهولا يصيح بنا … من ينادي؟
– نحن أحفاد عوضين … فتصفعنا الإجابة نفسها …. حجرا سيزيفيا يدور معنا أنا رفعنا الشكوى للشرعية الدولية،لتأخذ لنا حقوقنا المسلوبة … تلك الحقوق التي سلبتها منا نفس الدول التي استعمرتنا دهرا،ثم أصبحت هي الشرعية الدولية. هل قلت : الشرعية الدولية؟!


لم نُلدغ من جحر واحد مرتين فقط … ستون عاما – من 1948 م – ونحن نلدغ من نفس الجحر … ستون عاما ونحن ما بين قصف بالقنابل … و صفع بــ(الفيتو) … فيتو،يتلوه فيتو ..إلخ .. لا نمل نحن من البحث عن الإنصاف لدى الشرعية الدولية … ولا يملون هم من إشهار السيف نفسه،والذي نعلم يقينا،أنه في انتظارنا،سيف الفيتو الذي لا يرتوي من دمائنا … هل قلت مرة أخرى الشرعية الدولية!!!

غنائم الحرب
ليس العالم بكامل تفاصيله سوى غنيمة حرب للمنتصرين في الحرب العالمية الثانية!! الخمسة الكبار،الذين ينتمون إلى قبيلة مقتدرة،طاغية،لا يرد لزعمائها أمر،وإن خالفوا العالم أجمع،هي قبيلة بني (فيتو)!!
نداء بالصوت العالي ينادي بالديمقراطية، والحرية،وحقوق الإنسان،والأخوة الإنسانية… أي صفاقة،وأي احتقار لعقول الإخوة البشر … من ينادي بالديمقراطية – حكم الشعب،أو حكم الأغلبية – هي نفس الجهة التي تمنح دولة واحدة بطاقة (فيتو) تلغي قرار الأكثرية؟!!! ومن ينادي بالحرية؟ … هو نفسه من يشرع،أو يعطي للاحتلال نوعا من الشرعية،تحت ذريعة مسؤولية المحتل تجاه من يقع تحت الاحتلال!!! هلا سعوا لرفع الظلم عن المظلوم،بدلا من إعطاء غطاء من الشرعية للمحتل!!


هذه أكذوبة الحرية سقطت … وأكذوبة الديمقراطية … صُفعت … من قبل هيئة الأمم المتحدة نفسها!!
ليس هذا فقط … بل إننا نعلم جميعا أن الديمقراطية،الصادقة،والشفافة – بشهادة الغرب – حين تأتي بمن لا يرضى عنه الغرب، عندها يُسحق اختيار الشعب!!!{كما حدث في بوليفيا حين اختار الشعب إيفو موراليس – سنة 2006 – رفضت أمريكا ذلك!!}


وليس هذا فقط .. تصوروا أن إدارة للمرور،وضعت فوق مكان ما (مسموح الوقوف) – مكتوبة بالنيون – وحين يقف الإنسان في ذلك المكان،يأتي رجل المرور ويمنحه مخالفة!!
الأمم المتحدة،والشرائع،والعقل،والتاريخ،كلها تعطي لمن تقع أرضه تحت الاحتلال حق (المقاومة)،وحين يستعمل من احتلت أرضه حقه في (المقاومة) .. يوصم،أو يوصف بالإرهاب!!


تجار السلاح
ستون عاما ونحن نلدغ من الجحر نفسه … كلما ألمت بنا نازلة،أو مشكلة،أو صفعتنا إسرائيل،ركبنا جمالنا،ونصبنا خيامنا بمجلس الأمن … نشتكي .. ونبكي .. ونقسم أن إسرائيل هي التي اعتدت علينا … قتلت رجالنا .. نساءنا … أطفالنا .. شيوخنا … وكل مرة .. كل مرة،نعود بنفس البضاعة،قرار مهلهل .. أو ناقص .. أو مخادع … أو مصفوع بـ"فيتو" لا يرحم


نحن الملومون … العالم المتحضر – إن وجد – كله يستحق اللوم،والعتاب،والتعنيف .. نلوم العالم لأنه منح (أقلية) من الدول،حق مصادرة رأي الأكثرية… لمجرد أن تلك الدول – غير الصين – انتصرت في الحرب العالمية الثانية!! ليس هذا فقط،بل منح ذلك الحق لتجار السلاح،هل في مجلسة الأمن – بني فيتو- دولة لا تبيع السلاح؟!!! فهل يصح أن نمنح حجرا لمجنون؟

ذاكرتنا الضعيفة!!
ستون عاما ونحن نُلدغ من نفس الجحر … فهل ذلك نتيجة لضعف ذاكرتنا … أم أننا نتظاهر بضعف الذاكرة،لنخفي ضعفنا … فمن يستطيع أن يتحمل كل تلك اللدغات … كل تلك الصفعات … ضعف الذاكرة نعمة


هل ترغبون في قليل من جلد الذات؟!! أو ترغبون في قليل من تنشيط الذاكرة؟ إليكم هذه اللقطات الصغيرة :
اللقطة الأولى : استعادت،أو احتلت،قوات أرجنتينية،جزر (فوكلاند)… فذهبت القوات البريطانية،وخاضت حربا،وسيطرت على الجزر .. يعني لا مجلس الأمن،ولا الشرعية الدولية!!! بل يقال أن رئيسة الوزراء البريطانية ذلك الوقت مارجريت تاتشر،سئلت عن سبب عدم لجوئها لمجلس الأمن،فأفادت بأنها تتركه للعرب!!


اللقطة الثانية : كانت – ولا تزال – هناك دولة اسمها الجماهيرية الليبية .. عضو في الأمم المتحدة .. عضو في الجامعة العربية .. عضو في الاتحاد الأفريقي .. عضو في المؤتمر الإسلامي،وفي الصليب الأحمر،واليونسكو،وجمعية أيتام الحروب .. إلخ تلك الدولة فوجئت بالطائرات الأمريكية تقصفها،فتهدم وتقتل،وتجرح ..إلخ. في إطار الخبر السيئ،تسرب إلى مسامعنا خبر آخر جيد،بل ممتاز،لقد رفضت المرأة الحديدية (تاتشر)،أن تسمح للطائرات الأمريكية بالتزود بالوقود من بريطانيا،وهي في طريقها لتقصف ليبيا … فرحنا بهذا النبأ لدرجة أننا نسينا الكارثة التي حلت بليبيا،بل كدنا أن (نغطرف)،ونرقص،لولا الحياء … ثم ماذا؟

حين قرر مجلس الأمن أن يصدر قرارا يقول لأمريكا- أو يلفت نظرها- أن ما قامت به (عيب)!!! فإذا بنا نجد بريطانيا تعطل ذلك القرار بـ"فيتو"!!!

يجب أن أسحب علامات التعجب التي وضعتها.. ففيما التعجب؟!! أليست هذه هي بريطانيا نفسها التي استعمرتنا،ومزقتنا،وشاركت في (تسييكنا) و (تبييكنا) – نسبة إلى طيبي الذكر سايكس و بيكو- ووعدت اليهود بأرضنا .. ووفت بوعدها … ما الجديد إذا؟ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

اللقطة الثالثة:
عهدة هذه اللقطة على الأستاذ فؤاد مطر،والذي كتب يقول :
(إن القمة العربية بدءا من توجيه الإدارة الأمريكية مذكرتها الشهيرة إلى الجامعة العربية عشية انعقاد قمة بغداد التي سبقت الاجتياح العراقي للكويت بتسعة أسابيع،باتت قرارا لا يخص العرب وحدهم وإنما هو قرار دولي،أو أنه قرار دولي عربي،وأن القمة العربية لن تنعقد بعد ذلك من دون أخذ إرادة القرار الدولي في الاعتبار،وللتذكير فإن الإدارة الأمريكية وجهة المذكرة إلى الأمانة العامة للجامعة قبل أسبوع من انعقاد القمة،وفي وقت كان وزراء الخارجية يواصلون اجتماعاتهم لإعداد جدول أعمال القمة. وقد تضمنت المذكرة عبارات بدت كما لو أنها مزيج من النصيحة والإنذار والتحذير. وعند القراءة لما بين سطور العبارات يتأكد لنا ذلك. ومن هذه العبارات على سبيل المثال لا الحصر : ” .. ونأمل أن يتفادى الزعماء خلال القمة الحماسة اللفظية المفرطة ونحثهم بدل ذلك على الاهتمام بمنهج بناء يعزز آفاق تحرك حقيقي نحو مسيرة السلام،كما نأمل ألا تصدر القمة أي بيان قد يعتبر محاولة للوقوف ضد حق اليهود السوفيات في الهجرة أو ضد مصلحة إسرائيل الأساسية في قبولهم داخل إسرائيل ذاتها ..” وعندما نقارن بين ما تضمنته المذكرة وما حدث في المنطقة منذ لحظة توجيهها يتأكد لنا أن كل التطورات لا تخرج عن الإطار الذي رسمته المذكرة..){ جريدة الشرق الأوسط العدد 5795 في 5/5/1415هـ = 10/10/1994م}.


فخامة الرئيس عزيز الدويك
ستون سنة ونحن نلدغ من نفس الجحر …. حتى بشرنا “زرق العيون” بقدوم موسم الديمقراطية … أمطارها وسيولها … فرح قوم،وتكدر آخرون … أصاب وابل من الديمقراطية أرضنا المحتلة … لم يُخف “زرق العيون” دعمهم لمنظمة فتح … وخصصوا لذلك الأموال في العلن… ولكن ذلك لم يجد نفعا … فازت حماس فوزا ساحقا … مدت حماس يدها لأشقائها ليشاركوها في الحكم … لكن الجميع تعفف عن المشاركة في تحمل مسؤولية الحكم!! .. حوصرت حماس … ثم حوصرت .. ثم خنقت … وفجأة لاح في الأفق شبح معضلة قانونية – أظنها كذلك – وهي قرب انتهاء فترة رئاسة محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية. من يحق له تولي السلطة،بدلا من عباس، حسب الدستور الفلسطيني ؟ أليس رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني … أي الدكتور عزيز الدويك،والذي ينتمي إلى حماس. صحيح أنه معتقل لدى إسرائيل،ولكن ماذا تمثل الواقعة من الناحية القانونية؟ كيف يمكن التعامل – قانونيا- مع اعتقال رئيس السلطة الفلسطينية من قبل إسرائيل؟!! صحيح أن “زرق العيون” لا يعترفون بحماس – إلا كمنظمة إرهابية- ولكنهم يعترفون بالسلطة الفلسطينية أليس كذلك؟


ملاحظة صغيرة … يخبرنا أحد الرسميين المصريين،أن إسرائيل كانت تجهز للعدوان على غزة،منذ ثمانية أشهر،لدرجة أنها جهزت الوفود الإعلامية التي سوف تجوب العالم لتبرر عدوانها على غزة … فهل كانت فترة الأشهر الثمانية،هي فترة ممنوحة للتخلص من حماس – بعد أن عجزت فتح عن الانقلاب على حماس،بعد أن فطنت الأخيرة لذلك،فأفطرت بفتح قبل أن تتعشى فتح بها .. لأن من يصلي الفجر في الصفوف الأولى بالمساجد،يفطر مبكرا- وفي حالة العجز عن التخلص من حماس … فإن آخر العلاج الكي
أين اختفى “زرق العيون”؟!!!


انتهت الهدنة التي لم تلتزم بها إسرائيل .. باستمرارها في إغلاق المعابر … والعدوان المسلح … لم يكن الكي،كيا عاديا،مما تعودنا على قيام إسرائيل به .. لكنها الحرب،بكل ما تحمل – بل أكثر مما تحمل – الكلمة من معنى … القصف برا،وبحرا،وجوا … قصف من الجهات الثلاث .. وحصار من الجهة الرابعة .. مائة طن من المتفجرات،في اليوم الأول فقط … أكثر من مليون طن عند توقف العدوان … لم تقطع دولة عربية واحدة،بثها التلفزيوني،لتشجب – فقط تشجب،وتستنكر- العدوان على غزة .. ولكن كالعادة أسرجنا جمالنا،ونصبنا خيامنا في ساحة الأمم المتحدة .. وكالعادة أيضا لدغنا من نفس الجحر،الذي لدغنا منه على امتداد ستين عاما … اختفى “زرق العيون” .. فجأة اختفوا في جحورهم … قد تكون إسرائيل خططت لذلك بالقيام بالعدوان في فترة أعياد رأس السنة .. ولا يستحق البشر في غزة،أن يقطع “زرق العيون” إجازتهم من أجلهم … تم تعطيل قرار وقف العدوان – الذي سمي من باب التدليل بوقف إطلاق النار،وكأننا أمام حرب بين جيشين – … تم السعي لإصدار قرار جديد … وبعد صفعة طلب وزيرة الخارجية الأمريكية – ليست زرقاء العينين – الاجتماع بوفد وزراء الخارجية العرب،باستثناء اثنين،وزير الخارجية القطري،وعمرو موسى …. حاولت فرنسا أن تماطل في إصدار (قرار) – قرار تماما مثل الانسحاب من “أراض” محتلة – .. ثم صدر “قرار” … ستون .. أو ثمانمائة … أو ألف .. لا فرق … وكاد وفدنا – من فرح – أن يغطرف،أو يزغرد ..لولا أن ذلك لا يليق بالرجال … وكاد وفدنا أن يُكبر لولا خشيته من تهمة الإرهاب … كل ذلك بقرار لم يحدد وقتا – أو ساعة – لإيقاف العدوان .. أما بقية بنود القرار فليست أكثر من تحقيق أهداف إسرائيل. رفضت إسرائيل القرار،كأنه لا يلبي طموحاتها!!! .. وانشقت الأرض ليخرج علينا “أزرق العينين” ساركوزي .. بمبادرة مصرو فرنسية … لا تختلف كثيرا عن القرار الأممي .. وظل عاموس جلعاد المندوب الإسرائيلي (رايح جاي) بين مصر،والأراضي المحتلة .. القصف مستمر على مدار الساعة،جوا،وبرا،وبحرا … والمعبر مغلق … يذهب جلعاد إلى مصر،ولا يعود إليها بسرعة .. الخميس متعب من السفر … الجمعة إجازة المسلمين .. السبت إجازة اليهود – لا يدخل القصف في الإجارة – الأحد إجازة المسيحيين … الاثنين قد يذهب جلعاد إلى مصر .. إذا لم تكن السيدة “جلعاد” قد عكرت مزاجه!!! المزيد من الوقت … المزيد من الوقت لإسرائيل،لتواصل عدوانها.

بعد قرابة عشرين يوما من القصف،خرج “زرق العيون” من جحورهم … فطلبت بريطانيا،وألمانيا).. (السعي لوقف إطلاق النار) … نعم (السعي)!!)

كم عدد المقاعد؟
قطعا لم تعلن حماس الحرب على إسرائيل،ولكن بعض كتابنا حمّلوا حماس مسؤولية العدوان … أحببت فقط أن أسأل سؤالا صغيرا : كم مقعدا يمتلك الحزب الإسرائيلي الذي يرأس التحالف،أو الذي اتخذ القرار بشن العدوان؟ لا أعرف عدد المقاعد،ولكني أعرف أن أيا من الأحزاب الإسرائيلية لم يستطع أن يحصل على عدد من الأصوات يمكنه من تشكيل (الحكومة) .. حتى أنهم (عملوا جمعية) .. هذا الحزب يأتي بعدد من المقاعد … وذاك يأتي بعدد آخر من المقاعد .. وشكلوا حكومة. ولم يحتج أحد على اتخاذهم قرار شن العدوان … وحماس التي فازت فوزا ساحقا،لا يحق لها أن تدافع عن نفسها!! وهي التي يحق لها أن تعلن الحرب،طالما أنها منتخبة من قبل الشعب الفلسطيني – تحت الاحتلال- ..


نثبت هنا مفارقة ذكرها الأستاذ ياسر الزعاترة،وهي أن حركة حماس،التي حصلت على 76 مقعدا،يسمونها غير شرعية،وحكومة فياض،الذي ينتمي إلى كتلة الطريق الثالث – حصلت على مقعدين،واحد للدكتورة حنان عشراوي،والآخر لسلام فياض- حكومة شرعية
زعماء الغرب – بالغين المعجمة- لا يمثلون شعوبهم!!


ستون عاما ونحن نلدغ من نفس الجحر … ليست لدينا ديمقراطية … وحكامنا لا يمثلوننا … والكثير الكثير من التهم،التي نقف أمامها مطأطئي الرؤوس … لكن لا شيء يدوم في هذه الدنيا … (وتلك الأيام نداولها بين الناس) .. كانت فيروز زياني – مذيعة الجزيرة – تجري حوارا مع أحد “زرق العيون” والذي يرأس لجنة أوربية لوقف الحرب،أشرات المذيعة،إلى المظاهرات التي تجوب أوربا مطالبة بإيقاف الحرب … ثم سألت .. تقولن دائما أن الحكام العرب لا يمثلون شعوبهم،وماذا عنكم الآن،وحكامكم يتجاهلون المظاهرات؟!! قال أزرق العنين،ببساطة .. حكامنا لم يعدوا يمثلوننا!!
بالمناسبة هناك تغير لافت في الخطاب الغربي،منذ بدأ جورج بوش حربه على الإسلام .. عفوا(زلة لسان) على الإرهاب،أو بشكل أدق هناك مفردات لم نكن – لم أكن أنا أسمعها على الأقل – نسمعها من قبل. سمعت المطربة مادونا،تصف مايكل مور – المخرج المعروف- بأنه معارض للنظام!!! وحين عُين (سنو) ناطقا باسم البيت الأبيض،علق أحد السياسيين الأمريكيين،بأن (سنو) .. (بوق للنظام)!!! الذي كنت أعرفه،أن مصطلح (النظام) يحمل في طياته،نوعا من الفصل بين (الحاكم) و (المحكوم) .. فهل بدأت العدوى تنتقل إلى الغرب،خصوصا بعد أن رأينا عدم تأثير المظاهرات الأمريكية المعارضة للحرب،على مجريات الحرب على العراق؟


المعتدي كيف يمنح حق (الفيتو)؟
متى نخجل من أننا من ستين سنة ونحن نلدغ من جحر واحد … في كل عام مرة أو مرتين؟!!! حين اعتدت إسرائيل على لبنان سنة 2006م صرح الرئيس المنصرف جورج بوش،بأن إطلاق النار لا يمكن أن يتم ما لم يُقضى على سلاح حزب الله …. وتدور الأيام وتعتدي إسرائيل على قطاع غزة – على الطريقة الأمريكية،أو كما فعلت أمريكا بالعراق … تجويع .. ثم يبدأ التدمير – وأيضا خرج نفس الرئيس بوش،ليكرر نفس التصريح السابق .. لا يمكن إيقاف الحرب قبل القضاء على صواريخ حماس … هذا الإعلان من بوش أليس بمثابة (إعلان حرب) على لبنان،وعلى فلسطين ؟! بمعنى أن أمريكا أصبحت طرفا في الحرب – وقد شحنت السلاح في المرتين للمعتدي – فكيف يُمنح طرف في الحرب حق (الفيتو)؟


تهريب السلاح
قبل أن توقف إسرائيل عدوانها على أهل غزة،طارت مجرمة الحرب (ليفني) لتوقع اتفاقا إسرائيليا،أمريكيا لمنع وصول السلاح إلى حماس،بالتعاون مع بقية “زرق العيون” من بنود الاتفاقية : (ستعمل الولايات المتحدة مع شركاء في المنطقة،وفي حلف شمال الأطلسي لمعالجة مشكلة تزويد الأسلحة والمواد ذات العلاقة وتنقلات الأسلحة والشحنات البحرية إلى حماس والمنظمات الإرهابية الأخرى في غزة). وما إن أعلنت إسرائيل عن وقف إطلاق النار،أو وقف عدوانها على غزة،حتى خرج “زرق العيون” من جحورهم … وتنادوا،ببزاتهم الجميلة … فرنسا .. بريطانيا … إيطاليا … هل نسيت أحدا؟ هرعوا جميعا ليس للاعتذار لغزة … ليس للنظر في مدى الدمار الذي أصاب غزة .. ليس لمد يد العون،أو لإغاثة غزة .. بل لسبب واحد،ووحيد … منع تهريب السلاح … تهريب السلاح .. تهريب السلاح .. ثم هرع “زرق العيون” إلى إسرائيل لماذا؟ للتأكيد على منع تهريب السلاح … تهريب السلاح .. تهريب السلاح


الوحيد الذي ذهب إلى غزة هو “القمر” بان كي … وهو ليس من زرق العيون …. وأظنه من أصول عربية،فكل الذي فعله الرجل الذي يرأس الأمم المتحدة،أنه بكى على الأطلال وندب ولعله ندد أيضا وشجب .. كثر الله خيره … فهو مصاب مثلنا،قصفت إسرائيل مقرات المنظمة التي يرأسها .. يا له من مسكين،يلجأ لمن … لمجلس الأمن مثلا؟!!!! .. إلى الماء يسعى من يغص بلقمة … إلى أين .. إلى أين يسعى من يغص بماء؟
حماس والقنبلة الذرية!!


أتساءل أحيانا،ما الذي كانت حماس تستطيع أن تفعل،لو منحت حقها في الحكم؟!! ألم يكن بالإمكان أن يخنقوا حماس،خنقا خفيفا،ويناوروها حتى تنتهي فترة حكمها .. ثم إن شاءوا فليزورا الانتخابات!!! وربما امتنع (الجائعون) عن انتخاب حماس،تخت ضغط الجوع .. جائعون هنا .. غاضبون هناك … وبينهما عدد من الحانقين … وقليل تزوير .. طارت حماس

إذا السؤال الحقيقي : ماذا كان (الحكم بالعدل) أن يفعل؟!! أكان يستطيع أن يصنع (قنبلة ذرية ) مثلا؟
حماس … حزب الله السني!!


ستون عاما ونحن نلدغ من نفس الجحر … ونكرر عبارات التنديد نفسها .. ويتهم بعضنا بعضا … بالعمالة … والتواطئ … حزب الله انتصر – سنة 2006م – حزب الله انهزم شر هزيمة … حماس انتصرت .. حماس هُزمت … حماس لعبة في يد الملالي … إيران تحرك حماس من أجل مصلحتها الخاصة …
ويغضب بعض أخواننا ويصفون حزب الله بــ(حزب الشيطان) … ويصبح السيد حسن نصر الله … (نصر الشيطان)!! .. وأنه صاحب كلام .. ويصيح البعض لماذا لا يضرب إسرائيل …


أفهم تماما سبب غضب بعض إخواننا،وهو غيرتهم على أهل السنة،يتلفتون يمينا،ويسارا .. فلا يرون راية سنية تقاوم … بينما يرون المقاومة الشيعية عالية الصوت،والفعل.

الغضب من النفس – من أهل السنة – يتحول إلى هجمة شرسة على حزب الله،وينسون قول الحق سبحانه وتعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المائدة8.


اختلافنا مع الشيعة،في أشياء كثيرة،لا يجب أن يجعلنا نغمط القوم حقهم، ويجب ألا يمنعنا من أن نعترف لهم بحسن التخطيط،و أن عملهم منظم،بطريقة تثير الإعجاب … اكتشفت إيران،بعد أن تخلت أمريكا عن الشاه،الذي قدم لها من الخدمات ما لا يحصى،اكتشفوا حينها،أن الغرب عدو،والاعتماد الكامل عليه،عبث،فعملوا،وصنعوا من أنفسهم،لاعبا كبيرا لا يستهان به،بينما ظللنا نحن نضع بيضنا – إن كان لنا بيض أصلا – في سلة واحدة!!! بينما تتقاسم إيران العراق،مع أمريكا .. الشيطان الأكبر .. سابقا
اختلافنا مع الشيعة،وإيران بالتحديد،لا يجب أن يجعلنا ننكر ما حققه حزب الله في لبنان .. هل ينكر أحد أن الحزب حرر جنوب لبنان؟ وأخرج الصهاينة دون أن يوقع معاهدة معهم،ودون أن يعترف بإسرائيل … حصل أم لم يحصل؟


حزب الله ،وبعض الأراضي اللبنانية لا تزال محتلة،وإسرائيل تحتجز بعض الأسرى اللبنانيين،فاختطف جنديين،فجعلت إسرائيل من ذلك ذريعة لتدمير لبنان … اعتذر حسن نصر الله،بأنهم – في حزب الله – لو كانوا يعلمون أن رد إسرائيل سوف يكون بهذا العنف،لما قاموا بعملية الاختطاف … وتسرب أن إسرائيل – تماما كما حصل عند العدوان على غزة – كانت تخطط للعدوان على لبنان، في كل الأحوال، خُطف الجنديان،أم لم يُخطفا. ليس كلاما – وصف كثيرون حسن نصر الله بأنه يتلكم فقط – ما فعل حزب الله في حربه مع إسرائيل،فليس قليلا أن يقتل أكثر من مائة جندي صهيوني … وليس قليلا دحر تقدم الجيش الإسرائيلي – الذي يوصف بأنه أقوى خامس جيش في العالم- … وليس فليلا أن يوقع الحزب بالدبابات الإسرائيلية (مجزرة) … وليس قليلا إسقاط أسطورة دبابة (الميركافا) .. وليس قليلا قصف بارجة إسرائيلية … كل ذلك ليس كلاما،بل هو فعل رأيناه بأعيننا .. من تحرير الجنوب،وصولا إلى تدمير البارجة … من العجائب أن حزب الله وصف بالمغامر،حين اختطف الجنديين الإسرائيليين،وفي العدوان على غزة،يطالبه البعض – لعل بعضهم ممن وصف الحزب بالمغامر – بالهجوم على إسرائيل،ولو فعل لاعتبر (مغامرا) أيضا!! مع أننا جميعا نعلم أن حزب الله،ليس دولة حتى يعلن الحرب على إسرائيل … شرعية الحزب أخذها من دفاعه عن أرضه المحتلة،وإعلانه الحرب على إسرائيل،هو إعلان انتحار بالنسبة له.

يا أهل السنة بدلا من شتم حزب الله،وإيران … سلحوا (حماس) … قبل أن تصفوها بأنها لعبة في يد إيران … أغمضوا أعينكم،وتصورا لو أن حركة حماس،كانت مدعومة من قبل دول الخليج الثرية ( إيران في الطرف المقابل)،ومصر،التي تقابل (سوريا) في حالة حزب الله … أغمضوا أعينكم وتخيلوا النتيجة!
آلآن … يا فتح … يا (حتف)!!


من قبل كانت منظمة (فتح)،تشترط للمصالحة مع “حماس” أن تعود الأخيرة عن (الانقلاب)،وأن يعود كل شيء إلى ما كان عليه،قبل استحواذ حماس على غزة. الآن بعد العدوان الإسرائيلي أصبحت “فتح” تنادي بالمصالحة دون أي شرط!! .. آلآن يا فتح؟!!! … ليست فتح في الحقيقة،بل هي مجموعة استحوذت على المنظمة،وتعاونت مع اليهود،وتاجرت معهم،وباعتهم،حتى الإسمنت الذي يبنى به الجدار العنصري
نذكر – لعل الذكرى تنفع – بأن اختصار (حركة تحرير فلسطين )،هو (حتف)،وتم تغييره إلى (فتح) … ولكن ذلك حين كانت تناضل/تجاهد أما الآن فقد عادت بها تلك المجموعة إلى (حتف)!


باختصار لا يمكن إجراء مصالحة،بين حماس وفتح،ما لم تعترف فتح – مسلحة بالقانون الدولي- بأن فلسطين محتلة،وأن مقاومة المحتل،أمر أقرته الشرعية الدولية … ورغم أن المقاومة حق مشروع فإن فتح لا تتبناها،بل تتبنى المفاوضات … مع تقبيل الإسرائيليين،كأفضل وسيلة للحصول على الحقوق المسلوبة!!! وكل مصالحة عربية – حقيقية – يجب أن تبنى على الاعتراف بوجود طرق مختلفة للوصول إلى الحقوق،وليس من حق طرف أن يصادر حق الطرف الآخر في تبني طريقا بعينه.

نذكر مرة أخرى،بما نسميه (عنوان المرحلة)،أعني قول أمير قطر.. كلما اكتمل نصاب مؤتمر غزة،عاد لينقص .. حسبي الله ……….. وذلك يدل على ؟!!!!! ما يحصل تحت الطاولة

ما أسوأ .. وما أكثر بذاءة تلك العبارة التي قرأناها بالخط العريض جدا .. موجهة إلى إسرائيل،من قبل أمة العرب : عليكم التدمير،وعلينا البناء!!!!!!! يعني … عليكم الضرب .. وعلينا الإصلاح.
من (إذا بليتم فاستتروا) إلى المجاهرة بالمعاصي


كتب الأستاذ فهمي هويدي ذات مقالة،فنبه إلى تغير الزمن …. ذكّرنا كيف كانت – في الخمسينات،والستينات – زيارة أحد مدراء المخابرات الغربية، إلى أية دولة عربية،تتم في الخفاء،وحين يتسرب الخبر إلى وسائل الإعلام .. تصبح (فضيحة) … أما الآن فقد أصبح مدراء المخابرات،يقومون بزياراتهم في العلن،ويُمد لهم السجاد الأحمر
إنه الانتقال من (إذا بليتم فاستتروا) … وصولا إلى (المجاهرة بالمعاصي))


يا زرق العيون
يا زرق العيون … إنا كفرنا بكل أكاذيبكم … كفرنا بكل ألاعيبكم …كفرنا بالقيم التي تروجون لها نهارا،وتدوسونها،بالأقدام ليلا … كيف نسينا صورة ذلك المثقف “أزرق العينين” الأكاديمي … الذي عرضت وسائل الإعلام صورته مكبلا بالأصفاد،أو الأغلال … هل سرق؟ أم قتل؟!! لو فعل لما لفت ذلك الأنظار .. هل زنا؟!! .. تلك ليست جريمة (حرية شخصية)!! هل جدف؟!! هل نفى وجود الخالق؟!! تلك ليست جريمة بل (حرية رأي)!! .. إذا ماذا فعل الشقي؟!! أنكر (الهولوكوست)؟!! أو شكك في عدد من أحرقوا؟!! .. يا زرق العيون .. يا أكذب الناس … كيف أصبح نفي وجود الخالق (حرية رأي) .. والشك في المحرقة جريمة لا تغتفر؟!!! لقد صدقناكم كثيرا .. أكلنا كما تأكلون .. ولبسنا مثلكم … وتعالجنا بطبكم … قلتم هذا يسبب الكولسترول .. صدقناكم … قلتم ناموا ثمانية ساعات ففعلنا … لا تعددوا الزوجات (فذلك يضر بالصحة) فصدقناكم … افتحوا السينما .. فعلنا … اخلعوا الحجاب .. كما أمرتم … عروا النساء … لم يبق لباس – غير لباس – لم ترتديه نساؤنا .. من “الجيب” إلى “الميكرو جيب” .. إلى “البكيني” .. مبانينا منقولة من مبانيك … أدمنا موسيقاكم … عشقنا (رسومات) مجانينكم .. ماذا نفعل لنحصل على رضاكم … ماذا فعل اليهود – غير تطابق المصالح – لتحبوهم كل هذا الحب؟!!! لن نلدغ من جحر واحد … إحدى وستين سنة .. – في المشمش!!


في المشمش
من نفس المصدر الذي أخذنا منه نكتة عوضين … نقرأ نكتة مشابهة … دليل سياحي،في مغارة يلعلع فيها الصدى … أراد الدليل السياحي أن يعمل دعاية لمصر … فقال
مصر أقدم حضارة في التاريخ … رد الصدى : – أقدم حضارة في التاريخ. فقال الدليل
حضارة من خمسة آلاف سنة .. رد الصدى : – حضارة من خمسة آلاف سنة.


فقال الدليل

وحنحارب إسرائيل .. فرد الصدى
في المشمش


يا زرق العيون … الدغونا كما شئتم … ستون عاما أخرى …. ما لم يغير الله حالنا.. وهو سبحانه قادر على ذلك .. سبحان من جعل رئيسا (ديمقراطيا)و لديه وزير دفاع (جمهوريا))

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني