منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    دراسات في الأساطير (الزهرة)




    دراسات في الأساطير و الديانات

    آلهة الجنس أو ( الزهرة )



    لعل أجمل كواكب المجموعة الشمسية السيارة التسع في رؤية الإنسان القديم ، كان هو ذاك الكوكب اللامع الذي عادة ما يظهر مع مشرق الشمس ومغربها ، مما حدا بالإنسان القديم الاهتمام بأمره ومراقبته ، حتى أطلق عليه ( كوكب الحسن ) ، وكما تغنت الأشعار والأساطير بالقمر وبهائه ..فقد تغنت بالزهرة أيضا وبقيت كذلك حتى نزع عنه العلم الحديث تلك الهالة ..

    ولقد كان لسكان العراق القديم معرفة بالفلك و النجوم ، لم ينافسهم بها أحد فقد عرفوا خمسة كواكب و اهتموا بها ( عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل ) ثم أضافوا اليها الشمس والقمر .. ليصبح عددها سبعة ، ويدخل هذا الرقم في تأسيس أيام الأسبوع الذي بقي الى يومنا هذا ..

    ومما جاء في اللوح الخامس من أسطورة الخلق البابلية : أن النجوم هي صورة الآلهة .. وهي رموزها .. وبالرغم من اهتمام البابليين بالنجوم بشكل عام فقد بقيت تلك السبعة هي الأهم .. وكان للزهرة الجانب الأكبر من الاهتمام

    الزهرة من الأرض الى السماء :

    عندما كان الإنسان بمعارفه مبتدءا ، جسد حبه وولاءه للأرض على أساس عطائها المستمر له و إمداده بالغذاء و الحياة .. فكان يعفر وجهه بترابها ، ويسجد لها ، ( وقد برزت أساطير باليونان تتشارك في ذلك التوجه ـ شمشون)

    فكانت الخصوبة مقترنة بالأرض ، فلذلك اعتبر سكان العراق القديم أن الأرض أنثى .. ثم جال العقل القديم في البحث عمن يخصب هذه الأنثى ، فتوجه الى السماء .. و كثيرا ما يظهر رسومات عراقية قديمة تبين إنسانا جاثيا على الأرض ورافعا يديه للسماء .. وفوقه نجمة ذات أشعة ثمانية و أحيانا ستة عشر شعاعا ..

    وفي مدينة الوركاء السومرية ، نشأت عبادة كوكب الزهرة ونمت ، حيث أطلق عليها (اينانا ) الذي يعني سيدة السماء .. حيث أن ( إن) باللغة السومرية تعني السيدة ، و ( آن ) تعني السماء .. وعندما دخل الساميون الى العراق وأسسوا الدولة ( الأكدية ) .. حوروا ( اينانا) الى ( عشتار ) .

    و أن عبادة الربة ( الأم ) من أقدم العبادات في التاريخ .. حيث كان ينظر الإنسان القديم الى مسألة التوليد والتكاثر على أنها سر خطير عظيم وراءه قوة خفية ، تصوروها هم على طريقتهم .. وقد خطت يد الإنسان أول ملحمة في التاريخ تشير الى مسألة الولادة في الملحمة السومرية ( هبوط اينانا الى العالم السفلي ) .. والذي أعاد البابليون صياغتها في ( هبوط عشتار الى العالم السفلي) ..

    وفي ذلك التاريخ البعيد لم يكن العالم قد تعرف على موضوع العالم الآخر (ما بعد الموت ) .. ولا وجود لفكرة العقاب والثواب في مخيلتهم في فترة ما بعد الموت .. بل يتساوى الصالح والطالح في ( الكور أو الأرالو ) بعد الموت حيث الحياة الموحشة المليئة بالوحوش و القذارة والحيات والأفاعي .. يأكل فيها الميت الطين والرغام .. ولا فكاك لأي ميت من هذا المصير ..

    وتقول الملحمة أن ( اينانا أو عشتار أو الزهرة ) قد تطوعت ونزلت الى العالم السفلي ، مضحية .. ولذلك جفت الأرض بغيابها ذاك .. فلذلك كان لا بد لها من العودة من عالم الأموات لإعادة الحياة الى الأرض .. فدلت زبانية الأرض على عشيقها ( تموز ) وهو الشهر المعروف لحد الآن .. ليأخذوها بديلا عنها لكي يفرجوا عنها .. وتقوم بذلك بسرد تفصيلي مكشوف لما يجري بينهما ..

    وكان مدخل العالم السفلي في ( بابل ) وبالتحديد في فتحة بئر يقع في مدينة الوركاء نفسها حسب ما جاء في ملحمة رافدية أخرى هي ( جلجامش ) ..




    ــــــــــــــــــــ
    مصادر : انتصار الحضارة : جيمس هنري .. ترجمة د أحمد فخري ، مكتبة النهضة المصرية ص 233
    محمود سليم الحوت .. في طريق الميثولوجيا عند العرب .. دار النهار 1979
    ص 87
    د فاضل عبد الواحد علي ( عشتار و مأساة تموز ) بغداد 1973

  2. #2
    دراسة ومرتجعة رصينة مكانها المناسب في قسم الأبحاث التاريخية.
    تمتعنا بموادك المهمة أستا عبد الغفور.
    يسرنا مروركم الكريم:
    http://omferas.com/vb/showthread.php...569#post246569

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •