منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    محاضر ومسؤول دراسات عليا في جامعة القاضي عياض، المغرب
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,497

    عريش لمقصورة الإمام المكودي في مكتبة الأسكوريال باسبانيا

    ✍️ - عريش لمقصورة الإمام المكودي بمكتبة الإسكوريال.

    ليس فيما تتخذ لأجله الوسادات غاية تخرجها عن وسائل الراحة البدنية التي يحتاجها الإنسان في نومه، واتكائه، وجلوسه، أما اتخاذها وطاء لكتاب؛ يريح الكتاب، ويرفع الكتاب فهذا مما أره إلا في مكتبة الإسكوريال.

    وإحدى الصورتين بعض لوحة من مخطوط اختلسنا تصويرها أمس اختلاسا بمكتبة الإسكوريال، لأن التصوير ممنوع، ولم نسلم مع محاذرتنا أثناء أخذ الصورة من تأكيد المسؤول على تذكيرنا وتحذيرنا...
    وهو نسخة من كتاب (المقصورة النبوية على مدح خير البرية) للإمام أبي زيد عبد الرحمن بن علي المكودي شارح الألفية الخطير الشهير، وآخر من درس كتاب سيبويه بمدينة فاس، الذي توفي عام 807 هـ ..
    قاعة المطالعة بالمكتبة صغيرة، ومقاعدها معدودة، لكن عدد الرواد الباحثين لا يزيد عن عشرة، ويبدو أنه لا يقل كثيرا عن معدل عدتهم اليومي.
    وكان يجب أن نقدم قبلُ طلب الاطلاع على ما نريد، لكن القائم بخدمة الباحثين استقبلنا بالترحيب وجميل المعاملة، في زيه النصراني الأسود المصر على هيمنة الكنيسة، واستمرار سلطتها، لا سيما وأن الملك فيليب الثاني لم ينشئ قصر الإسكوريال كله إلا تنويها بذكرى القديس لورنسو معينه وناصره على الفرنسيين في موقعة سان كنتان الشهيرة، التي طليت جدران أزقة القصر برسوم مشاهدها الكبيرة، فالغالب أن مضيِّفنا من (الآباء الأوغسطينيين) المشرفين على المكتبة.
    ثم فسح لنا مكانا أنسب في رفق وهدوء، وآتاني فهارس المخطوطات المطبوعة في أربع مجلدات فاخرة باهرة، وكان معي أرقام ما أريد الاطلاع عليه من المخطوطات، فسجلها وانصرف.
    وبعد حين أتاني بها، ومعه وسادة رمادية اللون يلزم الباحث بوضع المخطوط عليها أثناء مطالعته؛ صيانة له عن أقل ما يمكن الاستهانة به من أضرار الاستعمال، وصيانة أخرى أحاطت بالمخطوط تمتينا وتسفيرا، وبكل ورقة تغشية لظهرها وبطنها بلبوس بلاستيكي رقيق مبين؛ يقيمها ويقويها ويحميها حماية الخبراء من التلاشي وتجديد الترميم.
    وضعت مقصورة الإمام المكودي على الوسادة أتصفحها مقدرا هذا التقديس المدهش لمقام المخطوط، وما يلقن الزائر هنا من دروس نظرية وتطبيقية مختصة في فقه العناية بالتراث....
    أتصفح تلك النسخة من مقصورة الإمام المكودي وأتساءل: أي يد خفية أنجتها وكثيرا من المخطوطات الإسلامية والعربية الأخرى من محرقة الكتب الأندلسية التي جرت بساحات غرناطة نهاية القرن الخامس عشر الميلادي (1499م) - بعد وفاة الإمام المكودي بقرن ونيف- بعد سقوط غرناطة بسنين قليلة، على يد مطران طليطلة يومئذ الكردينال خمنيس؛ في حفل من أعمال الإيمان ( Auto-da-fe)، حيث بلغ ما هلك من الكتب الأندلسية يومها مائة ألف كتاب؛ بعد استثناء تلاتمائة كتاب في الطب والعلوم.
    ثم نجت مقصورة الإمام المكودي وما معها تارة أخرى أواخر القرن السابع عشر الميلادي من حريق شب في قصر الإسكوريال؛ التهم معظم الباقي....
    لا جرم أن لكل مخطوط - من المخطوطات المحفوظة هاهنا - على الأقل قصة محنة طواها الحدثان، ويرمز إلى مشاهدها الغابرة انصراف المسؤول عن إيتاء المخطوطات إلى مكان مجهول ترقد فيه، وتوقظ بين الفينة والأخرى... قد يكون قبو المكتبة، أو مكانا آخر ضربت دونه أسوار وأسرار.
    وتساءلت أخرى: ترى لو قضى ربك أن يتأخر شأنها بأيدي (المحافظين، والمسؤولين) عن كثير من خزانات المخطوطات بالداخل؛ أكانوا مرمميها لتبفى مصونة صالحة لتناول الباحثين مهما كان ذلك شاقا عليهم؟؟ ... ، أم أن العبث الذي يبيد مخطوطات الداخل كان سيبيدها ؟؟؟؟ ......


    https://www.facebook.com/10426914779...607277615/?d=n
    أَسْرِي سَقَى شِعْرِي الْعُلا فَتَحَرَّرَا = وَرَقَى بِتَالِيهِ الْمُنَى فَتَجَاسَرَا

  2. #2
    ...، أما الكاردينال كسيميناس المشهور فلم يزل يغوي الملكة ايزابلا حتى أصدرت أمرها بإكراه المسلمين على إحدى الخطتين: الجلاء، أو النصرانية، وذلك بأنهم كانوا يذكرون المسلمين بأنهم من سلالة النصارى في الأصل، فأُقفلت المساجد، وأُحرقت الكتب التي هي ثمرات القرون وزبدة الحقب (في الهامش: ذُكر في بعض كتب الاسبانيول أنه أُحرق في غرناطة في يوم واحد مليون مجلد، وقيل بل مائة ألف مجلد، وقرأت في بعض كتبهم أنهم أحرقوا كل الكتب إلا التآليف المتعلقة بالطب والرياضيات)، وأُذيق المسلمون العذاب أشكالاً وألواناً، ففضّل عامتهم فراق دينهم على فراق أوطانهم ....
    ومضى على ذلك نصف قرن والبغض دفينٌ في القلوب والمسلمون المتنصّرون يُعمّدون أولادهم ظاهراً، فإذا انصرف القسّيس مسحوا عن الولد ماء المعموديّة، وإذا تزوّج أحد الموريسك (لقب المتنصّرة من المغاربة) أجرى القسّيس عقد الإكليل، ثم بعد ذهابه عقدوا النكاح بحسب السنّة الإسلامية.
    ...، حكّام الاسبانيول لم يرعوا عهودهم التي واثقوا عليها عند تسليم غرناطة وكانوا يزدادون بتمادي الأيام شراً، ولم تلبث الأوامر أن صدرت بإكراه المسلمين على ترك ألبستهم الخاصة بهم ولبس البرنيطة والسراويلات الاسبانيولية (تعليق من باهوز: يبدو أن أتاتورك أخذ دروسه منهم، حينما فرض على الأتراك لبس البرنيطة بدلاً عن الطربوش العثماني)، وحظر عليهم الغُسل ودخول الحمّام اقتداءً بغالبيهم في احتمال الأقذار (في الهامش: كان من عادة الشعوب اللاتينية التقزّز من الطهارة والاستحمام، وكانوا ينبزون المسلم بقولهم "الذي يدخل الحمّام" وكان الاسبانيول يهدمون الحمّأمات بالشره التي يهدمون بها الجوامع"، ثم منعوهم من التكلّم بالعربية، وصدر الأمر بأن لا يتكلموا بغير الاسبانيولي، وبأن يغيّروا أسماءهم ويسيروا سيرة اسبانيولية ويسمّوا أنفسهم اسبانيولاً....
    مقتطف من تعليقات الأمير شكيب أرسلان على حاضر العالم الإسلامي للأمريكي ستودارد...
    Bahoz mzry
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •