منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    احتقار الفرس للعرب والتعالي عليهم

    احتقار الفرس للعرب والتعالي عليهم والاستهانة بهم:

    هذه سمة واضحة لدى الفرس قديما وحديثا، ويُذكر أن (نادر شاه) حين هدد باحتلال بغداد سنة 1732 بعث إليها بخطاب جاء فيه (نحن سائرون حالا على رأس جيشنا المظفر لنتنسم هواء سهول بغداد العليل، ولنستريح في ظل أسوارها).

    أما (كريم خان الزند) فإن عنجهيته دفعته الى مخاطبة إمام عُمان (احمد بن سعيد) و (الشيخ مهنا بن ناصر) حاكم إمارة (بندريف) وكأنهما حاكمان خاضعان له طالبا منهما دفع الأتاوة وإلا فإنه سيسحق كيانيهما بالقوة المسلحة.

    وتكرست عنجهية الفرس واستهانتهم بالعرب في مناهج التربية والتعليم في الفترة الحديثة والمعاصرة وقد امتلأت كتب التربية والجغرافية والتاريخ بمئات الأمثلة التي تحط من قدر العرب مما يؤدي الى تنشئة الأجيال الفارسية على كره العرب ومعاداتهم. ففي المرحلة الابتدائية، تضمن كتاب الاجتماعيات للصف الخامس الكثير من الإساءات الى العرب. وجاء فيه أن الحركات التي ظهرت في إيران في العصر الإسلامي كانت تهدف جميعها الى (تحرير الإيرانيين من العرب) وأن (أبا مسلم الخراساني) صمم على أن ((يضع نهاية للخليفة العباسي ويريح الإيرانيين بصورة قطعية من سيطرة العرب)).

    وفي المرحلة المتوسطة ورد في كتاب التاريخ للسنة الأولى (( في مدة قصيرة استطاع العرب الجياع أن يقضوا على القوى العظيمة الإيرانية والرومية))، وإمعانا في إثارة الفرس ضد العرب ذكر مؤلفو الكتاب (أن العرب الضائعين استطاعوا أن يتغلبوا على الجيش الإيراني العظيم والمنظم وذلك في معارك القادسية وجلولاء ونهاوند).

    وهذا النص له خطورته في تسميم فكرة الناشئة، وخلق ازدواجية لديهم قائمة على تمجيد دولة فارسية قديمة وعصر مجوسي، في وقت يعرف فيه الناشئة، أنهم مسلمون وأن المعارك المذكورة هي أمجاد إسلامية تحررت فيها شعوب إيران من الظلم والاستغلال وعبادة النار.

    والثنائية المرتبكة في الشخصية الإيرانية بين فارسيتهم وإسلامهم نجدها ماثلة في بعض أشعارهم:

    قومي استولوا على الدهر فتىً.... ومشوا فوق رؤوس الحُقُبِ
    عمموا بالشمس هاماتهمو ...... وبنوا أبياتهم بالشهبِ
    وأبي كسرى على إيوانه ...... أين في الناس أبٌ مثل أبي؟
    قد قبست المجد عن خير أبٍ ... وقبست الدين عن خير نبي
    فضممت المجد من أطرافه ..... سؤدد الفرسِ ودين العربِ!

    هذه الأبيات من قصيدة لمهيار الديلمي.. ولو سألنا أنفسنا وسألنا الإيرانيين: أيهما يقدموا من تلك الثنائية على الأخرى؟ لوجدنا أنهم يقدمون فارسيتهم على إسلامهم بكل وضوح.

    هذه وغيرها من الشواهد تكشف عمق الكره الذي يحمله الفرس للعرب وتؤكد أن ما شهده العراق من حرب عدوانية شنها عليه (خميني) تحت أغطية الدين وتصديره ما هي إلا تجسيد لنزعة العداء المتأصلة لدى الفرس تجاه العرب.

    لا يختلف اثنان من المسلمين على أن الخليفة عمر ابن الخطاب رضوان الله عليه، والملقب بالفاروق لعدله، كان من أهم العشرة المبشرين بالجنة، ومع ذلك تخلو إيران من اسم (عمر) أو (خالد: سيف الله المسلول) وذلك لارتباطهما بإنهاء الإمبراطورية الفارسية، وليس ذلك فحسب، بل أن قاتل عمر ابن الخطاب (أبو لؤلؤة الفيروزي) له مقام ومزار في وسط طهران وشارع باسمه وساحة باسمه.

    أما مغالاتهم في إحياء ذكرى مقتل الحسين بن علي رضوان الله عليهما، ما هي إلا إحياء لأجواء الفتنة سنويا ليبقوا على مواصلة مع من يخاطبون.

    رابعا: أسباب العداء الفارسي للعرب:

    وعند البحث عن أسباب العداء الفارسي للعراق والعرب، نجد أن ثمة عوامل عديدة، تفاعلت فيما بينها لتسم شخصية الفارسي بهذا النمط من العداء الدائم والتطلع للعدوان والتوسع على حساب العرب، ومن أبرز عوامل العداء الفارسي الشعور بالنقص إزاء المستوى الحضاري العظيم للأمة العربية فالفرس عندما استقروا في الهضبة الإيرانية، وجدوا العراق موطن الحضارة الإنسانية والإبداع الإنساني، بينما لم يتمكنوا هم عبر تاريخهم من تقديم إسهام حضاري مماثل وكان كل الذي فعلوه أنهم نقلوا إنتاج حضارة وادي الرافدين الى فارس، لذلك فقد أخذوا موقعهم كمتلقين للحضارة لا صانعين لها، فالديانة (الزرادشتية) لم تكن فارسية وإنما أخذوها من (الميديين)، ولم يجدوا ما يكتبون به كلامهم إلا الكتابة المسمارية العراقية والآرامية العربية... وكان الإسلام الذي جاء به العرب عاملا إضافيا لجعلهم يكرهون العرب، فما فتئوا يحلمون بإعادة أمجاد (ساسان).

    والى جانب هذا العامل، يلعب الوضع الجغرافي دورا في دفع الفرس لمعاداة العرب ومحاولة التوسع على حساب بلادهم، فإيران تتألف من بيئات جغرافية متنوعة للغاية، ففي الوسط هضبة صحراوية كبرى تمثل 50% من مساحة كل البلاد (مساحة إيران 1.7مليون كم2 تعادل مساحة ليبيا تقريبا) وتحيط بها مجموعة من الجبال متفاوتة الارتفاع والمناخ على هيئة عدد من السلاسل، فجبال (البرز) في الشمال (جنوب قزوين) و (زاجروس) من أقصى الشمال الغربي الى نواحي الجنوب الشرقي، والمرتفعات الشرقية من الشرق (سجستان).

    هذا الوضع الجغرافي (القاحل: قليل الخصوبة) أملى على كل حكام إيران أن يتوجهوا الى الأراضي الأكثر خصوبة وضم الأراضي التي حولهم بما فيها شعوبها وإخضاعهم (بلوشستان، أذربيجان، عربستان، كردستان). وهذا النهج بدأ منذ عهد (الإخمينيين 558ـ 321 ق م) فقد تم ضم المملكة (الميدية) سنة 550 ق م. واتجهت غربا لاحتلال العراق سنة 539 ق م . واستمر هذا النهج.

    ومن يتذكر سنوات ما قبل سقوط الشاه، إذ أحس أن هذا الوضع السيء (غذائيا) لن يعود مناسبا لزيادة عدد السكان الذين تجاوزوا السبعين مليونا ( كان عدد سكان إيران عام 1850 عشرة ملايين فقط).

    خلاصة:

    قد يستخلص بعض المستعجلين خلاصة تبرر لهم أن يتعاونوا مع من يكن العداء لإيران، حتى يكسروا شوكتها، وهم إن فعلوا ذلك يكونون كما يقول المثل (انتقل من مكان الدلف ليضع نفسه تحت المزراب).

    وهناك من يخلص الى أن طبيعة الصراع طائفي وهؤلاء لا يقلون خطأ عن أصحاب الخط الأول، فمنطقتنا العربية تعايش فيها أبناء الطوائف والأديان على مر العصور. ودافع أبناء كل الطوائف والأديان والأعراق التي تعيش في تلك البقعة دفاعا مستميتاُ.

    وحتى لا يفهم من كل ذلك أن هناك نوايا مبيتة تضمر الكراهية لإيران، على إيران أن تثبت عكس ما أوردنا، وعلى أبناء العرب أن يتساموا عاليا باحثين عن عوامل القوة فيما بينهم حتى لا يطمع الذي في نفسه مرض سواء كانت إيران أو الصهاينة أو حتى أمريكا..

  2. #2

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •