منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 23
  1. #1

    قبسات من"أضواء البيان .." للإمام الشنقيطي

    قبسات من"أضواء البيان .." للإمام الشنقيطي (1)


    الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
    أولا : رحم الله والدي ورحم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – صاحب أضواء البيان – أعلم يقينا أن"الشيخ" من أحب الناس لوالدي – رحم الله والديّ ورحم الشيخ – وما أشد سعادتي أن أكتب أو أقتبس قبستان من "أضواء البيان" ..
    ثانيا : يؤسفني أن أبدأ بالقول أنني لستُ من أهل العلم الشرعي .. وإنما قد .. قد أحسبُ – بصورة من الصور – مع أهل"الثقافة" .. ولا أرى مانعا من يقف أحد منسوبي "الثقافة" على شواطئ بحر الشيخ"الأمين" – رحم الله والديّ ورحمه – فهذا البحر الممتلئ من "لآلئ العلم"و"وأسماك المعرفة" ... نعم. أقف على"شاطئ الكتاب" ولا أملك القدرة على"الغوص"فيه.
    ثالثا : رحم الله والديّ ورحم الشيخ "الأمين" والذي رفض أن يبيع"علمه" بل رأى أن يكون العلم من عنده .. ومال النشر من غيره .. بل ذكر أنه لو كان مستغنيا عن"الراتب" لما أخذه .. وقد ذكرني هذا الزهد .. بقول النضر بن شميل عن"الخليل بن أحمد" :
    (أُكلت الدنيا بأدب الخليل وكتبه،وهو في خُصٍ لا يُشعر به){ ص 27 (الصاحبي) / أحمد بن فارس / تحقيق : السيد صقر}.
    فرحم الله والديّ ورحم الشيخ "الأمين" ورحم "الخليل بن أحمد".
    رابعا : يقول الشافعي :
    أحب الصالحين ولستُ منهم * لعلي أن أنال بهم شفاعة
    إذا قال الإمام الشافعي هذا – وهو من هو – فما أقول!!
    نعم. أحب الصالحين .. أسعد أن أكتب اسم الشيخ "الأمين" – رحم الله والديّ ورحمه – ثم أكتب أسم العبد الفقير .. وإن كان الأمر لا يتعدى وقوفي على الشاطئ "الشيخ الأمين" ألتقط ما استطعتُ من درر .. ودرر.
    بسم الله الرحمن الرحيم

    ليس غريبا أن أكتب بمهابة .. وأن أحاول الولوج بل الوقوف على شاطئ "أضواء البيان" .. لذلك سأبدأ .. بملاحظة على الطباعة .. فقد لاحظت انتشار الشرطة المائلة( /) على امتداد الجزء الأول :عددت منها أكثر من عشرين .. وعددا آخر جاءت العلامة داخل الآيات القرآنية الكريمة.
    مثل :
    (وقوله:"ويقول الإنسان أءذا ما مت / لسوف أخرج حيا"){ جـ 1 ص 65"أضواء البيان}.
    و (ومن البقر / اثنين){ جـ ص 326 "أضواء البيان }
    و (وقوله:"ولئن رددت إلى ربي لأجدن / خيرا منها منقلبا"){ جـ ص 353 "أضواء البيان }.
    وهذا كثيرا جدا.
    ثم ملاحظة – في الهامش – من المشرفين على طباعة الكتاب جزاهم الله خيرا :
    ("وعلى سمعهم وعلى أبصارهم" محتملة في الحرفين أن تكون عاطفة { في الهامش : كذا،ولعلها : معطوفة){ جـ 1 ص 58"أضواء البيان"}.
    لازلت أتذكر حوارا – دار قبل عقود – حول مفردة "زوجة" وهل هي من باب اللحن؟
    فكتب الشيخ"الأمين" رحم الله والدي ورحمه :
    (والأزواج : جمع زوج بلا هاء في اللغة الفصحى ،والزوجة {بالهاء } لغة لا لحن كما زعمه البعض){ جـ 1 ص 67 "أضواء البيان }.
    كما كتب،رحم الله والديّ ورحمه عن "قريش" :
    (الثالث : الإذن في القيام عليهم وقتالهم،والإيذان بخروج الأمر عنهم كما أخرجه الطيالسي والطبراني من حديث ثوبان رفعه : "استقيموا لقريش ما استقاموا لكم ،فإن لم يستقيموا فضعوا سيوفكم على عواتقكم فأبيدوا خضراءهم،فإن لم تفعلوا فكونوا زراعين أشقياء"ورجاله ثقات،إلا أن فيه انقطاعا،لأن راويه سالم بن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان. وله شاهد في الطبراني من حديث النعمان بن بشير بمعناه.){ جـ 1 ص 76"أضواء البيان"}.
    قوله صلى الله عليه وسلم " فكونوا زراعين أشقياء"يذكر بما يقوله أهل"علم الاجتماع" من أن "الزراع"أكثر التصاقا بالأرض .. وأكثر خنوعا.

    و"درة لغوية أخرى" :
    نحن نقول في العامية :"أبغا آكل" .. وكنتُ أحسبها عامية صرفة .. فإذا الشيخ"الأمين" – رحم الله والديّ ورحمه – يكتب :
    (قال تعالى:"ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء"وربما استعمل البغي في طلب غير الفساد،والعرب تقول : خرج الرجل في بغاء إبل له،أي : في طلبها،ومنه قول الشاعر :
    لا يمنعنك من بغا ء تعقاد الرتائم
    إن الأشائم كالأيا من والأيامن كالأشائم{ جـ 1 ص 126 – 127 "أضواء البيان"}.
    فهل توجد"وشيجة" بين"أبغا"العامية .. و"البغي"بمعنى الطلب؟
    ودرة لغوية أخرى :
    (من حديث عمرو بن شعيب (..) أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الثمر المعلق : فقال :"من أصاب منه من ذي حاجة غير متخذ خبنة فلا شيء عليه"قال فيه:حديث حسن.وما روي عن عمر–رضي الله عنه–أنه قال:"إذا مر أحدكم بحائط فليأكل منه،ولا يتخذ ثبنا".
    قال أبو عبيد : قال أبو عمرو : هو الوعاء الذي يحمل فيه الشيء،فإن حملته على ظهرك فهو الحال. يقال منه : قد تحولت كسائي،إذا جعلت فيه شيئا ثم حملته على ظهرك،فإن جعلته في حضنك فهو خبنة. ومنه حديث عمرو بن شعيب المرفوع"ولا يتخذ خبنة"يقال فيه: خبنت أخبن خبنا. قاله القرطبي){ جـ 1 ص 140 " أضواء البيان" }.
    نختم هذه الحلقة .. بهذا الحديث الذي أورده الشيخ"الأمين" رحم الله والديّ ورحمه :
    (كما في حديث:"من سبق العاطس بالحمد أمن من الشوص،واللوص،والعلوص"أخرجه ابن ماجه في سننه (1). (..) الشوص الذي هو وجع السن،واللوص الذي هو وجع الأذن،والعلوص الذي هو وجع البطن..){ جـ1 ص 146"أضواء البيان"}.
    وجاء في الهامش: ( 1- كذا في الأصل،والحديث ليس في ابن ماجه،بل ولا في الكتب التسعة.) { جـ1 ص 146"أضواء البيان"}.
    هذا الإشارة – بعدم وجود الحديث الذي ذكره الشيخ "الأمين" / رحم الله والديّ ورحمه / وهوالثقة الثبت الضابط ،في كتب الحديث التسعة - من القائمين على الكتاب – جزاهم الله خيرا – ذهبت بي بعيدا .. ونقلتني إلى قضية أخرى ... كان الشيخ"الأمين" – رحم الله والديّ ورحمه – طرفا فيها.
    للأسف لم أتمكن من توثيق الكلام .. لذلك أسرد القصة التي رُويت بحضوري سردا :
    مفاد القصة .. قبل ذلك رحم الله والديّ ورحم جميع الأشخاص المذكورين في القصة .. في مجلس"الشيخ" ذكر أحد الحضور كلاما نسبه لـ"أبي الحسن الأشعري"- في كتابه الإبانة في أصور الديانة – فنفى"الشيخ"ذلك وأصر الرجل – فقد قرأ الكتاب،في"ليبيا"وهو في طريقه إلى الحج - فأُحضر الكتاب .. ولم يعثروا على "النص"فيه ..وأصر الرجل .. فغضب"الشيخ"وطلب منه الانصراف .. ثم حدثت مشادة بين رجلين .. تعصب أحدهما للرجل الذي خرج .. إلخ.
    بعد عقود عثر ابن أحدهما .. على نسخة من الكتاب محققة تحقيقا أحدث من ذلك التحقيق الأول .. فوجد المحققة قد أشارت إلى أن التحقيق الأول حُذف من أكثر من فصل .. شيء بهذا المعنى.
    حاولت العثور على نسخة المحققة حديثا من الكتاب فلم أعثر عليها .. ورقيا ..
    ثم وجدت .. وإن في مصدر لا يوثق به .. أي الشبكة العنكبوتية .. و الكلام منشور دون اسم كاتبه .. قال صاحب المنشور :
    (فقد جاء في مقدمة كتاب"تبيين كذب المفتري" تعليق الإمام الكوثري قال :
    "والنسخة المطبوعة في الهند من الإبانة نسخة مصحفّة محرفة تلاعبت بها الأيدي الآثمة،فيجب إعادة طبعها من أصل موثوق : انتهى كلام الكوثري).
    ثم كتب صاحب المنشور :
    (فقد ألهم الله حافظ دمشق ومحدثها،الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى أن ينقل في كتابه تبيين كذب المفتري "الذي ألفه للدفاع عن الإمام الأشعري"فصلين من الإبانة الأصلية التي كانت في زمانه لتكون شاهدة على تزوير المجسمة وتلاعب الأيدي الآثمة بها.
    عند مقارنة كتاب الدكتورة فوقية "وهي نسخة محققة من أربع مخطوطات محفوظة في أماكن مختلفة من العالم"،مع الفصلين المنقولين عند ابن عساكر يتبين بوضوح قدر ذلك التحريف الذي جرى على هذا الكتاب،وهذه بعض الأمثلة على ذلك :
    جاء في الإبانة المطبوعة ص 16 ما نصه :
    "وأنكروا أن يكون له عينان مع قوله تجري بأعيننا"
    وعند ابن عساكر ص 157
    "وأنكروا أن يكون له عين")
    أكتفي بهذا المثال .. لأنه يكفي ولأن "صاحب المنشور" لم ينقل من النسخة التي حققتها الدكتورة فوقية،كما كان ينبغي .. أو كما يترتب على إشارته لتحقيقها الكتاب .. وإلا كان له أن يكتفي بالنقل عن"ابن عساكر".
    عود على بدأ .. القصة التي قيلت بحضوري .. أشارت إلى أن "محققة الكتاب" شنت حملة على التحقيق الذي قام به بعض الأفاضل وقد أشاروا إلى اطلاعهم على نسخة"مكتبة عارف حكمت" – ما لم تخن الذاكرة – وتحتوي على ما حُذف من النسخة المطبوعة.
    ونحن نجد صاحب "المنشور" ينقل عن"الكوثري" : الشيخ محمد بن زاهد الكوثري 1296هـ / 1879م – 1371هـ / 1952م. أن "الأيدي الآثمة تلاعبت بالكتاب"وهذا يعني أن الأمر سابق لتحقيق أفاضل الجامعة الإسلامية ..
    بل إن تحقيق الدكتورة فوقية .. والذي نًشر سنة 1397هـ سابق للتحقيق الصادر عن الجامعة الإسلامية،والذي صدر سنة 1409هـ .. عليه فلعل محققة أخرى هي التي تحدثت عن النقص الموجود في كتاب"الإبانة" والذي نتج عنه الحوار الذي دار في مجلس "الشيخ الأمين" – رحم الله والديّ ورحمه – فلعلي أعثر على ذلك.
    نقلت أعلاه شيئا مما جاء في "منشور الشبكة" واكتفيت بمثل واحد مما ساقه.. ثم عثرت على نسخة"إلكترونية" من "الإبانة" : تحقيق الدكتورة فوقية .. فوجدتها كتبت :
    (وقد طبع هذا الكتاب في الهند طبعة غير محققة. ولاحظ الشيخ محمد زاهد الكوثري بحق أن هذه النسخة المطبوعة "من الإبانة" مصحفة محرفة ،تلاعبت بها الأيدي الآثمة ،فتجب إعادة طبعا من أصل وثيق" . وهو ما حاولنا عمله عند نشرنا لكتاب الإبانة ...){ ص 74( الإبانة في أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري ) / تقديم وتحقيق وتعليق دكتورة فوقية حسين محمود/ توزيع دار الأنصار / الطبعة الأولى 1397هـ = 1977م}.
    لا أشك أننا أمام أكثر من قضية .. عند الحديث عن أيدي آثمة تغير في الكتب .. وتحذف فصلا هنا .. وسطرا هناك ..إلخ.
    نعم. نحن أمام أكثر من قضية :
    تراث .. لاشك في ضياع بعضه .. ولهذا تقوم عمليات تحقيق الكتب .. بتتبع النسخ المختلفة من الكتاب الواحد .. للوصول إلى أكمل نسخة ممكنة.
    ثم تأتي النية المبيتة .. أو "الأيادي الآثمة" حسب تعبير"الكوثري" ... و"التعصب"هو الذي يقف خلف تلك الأيدي"المتلاعبة" كي لا نستعمل تعبيرا آخر!
    فالحافظ ابن عساكر 499 – 571هـ يكتب،في مدح"الأشعري" :
    (والمصقود منه إظهار فضله بفضل أصحابه"أي فصل الاشعري"كما أشرت. ولولا خوفي من الإملال والاسهاب،وإيثاري الاختصار لهذا الكتاب لتتبعت ذكر جميع الأصحاب،وأطنبت في مدحهم غاية الإطناب،وكنت أكون بعد بذل الجهد فيه مقصرا (..) ولا تسأموا إن مدح الأعيان وقرض {هكذا : محمود} الأئمة،فعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة.
    فإن قيل إن الجم الغفير في سائر الأزمان وأكثر العامة في جميع البلدان لا يقتدون بالأشعري ولا يقلدونه،ولا يرون مذهبه،ولا يعتقدونه،وهم السواد الأعظم وسبيلهم السبيل الأقوم،قيل لا عبرة بكثرة العوام،ولا التفات إلى الجهال والأغنام،وإنما الاعتبار بأرباب العلم،والاقتداء بأصحاب البصيرة والفهم.(..) فمن ذم بعد وقوفه على كتابي هذا حزب الأشعري،فهو مفتر كذاب عليه ما على المفتري :"في الهامش : ابن عساكر ،تبيين كذب المفتري،ص 330،331"){ ص 38 – 39 ( هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس ) / د.ماجد الكيلاني / دار الفرقان و مركز إبصار / الأردن / الطبعة السادسة 1440هـ = 2019م}.
    ويصف الحافظ ابن عساكر حادثة وقعت في بغداد .. بهذه الصورة :
    (إن جماعة الحشوية والأوباش والرعاع المتوسمين بالحنبلة أظهروا ببغداد من البدع الفظيعة والمخازي الشنيعة ما لم يسمع به ملحد فضلا عن موحد .."في الهامش : ابن عساكر ،تبيين كذب المفتري،ص 310 ){ ص 48 ( هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس )}.
    صاحب كتاب"هكذا ظهر جيل صلاح الدين ..." يتحدث عن حال الأمة .. أو الظروف التي سبقت سقوط "القدس" .. وتحول "المدارس الفقهية" التي كان روادها إخوة .. وبعضهم تلاميذ بعض .. تحولت تلك "المدارس الفقهية" إلى"أحزاب" أقرب إلى "الأحزاب السياسة" – في زماننا – ويشير الدكتور"الكيلاني" إلى الصراع بين "الحنابلة"و"الأشاعرة" :
    (على أنه رغم جلالة الدور الذي لعبه الحنابلة والأشاعرة في ذلك الوقت،فقد كانوا يعانون من أخطاء في منهج العمل الإسلامي نفسه. ويمكن القول أن هذه الأخطاء تركزت في ان هذه الجماعات كان لانتماءاتها المذهبية أكثر من ولائها للفكرة التي حملتها الأمة ){ ص 36 ( هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس )}.
    ويضيف :
    (ومنذ منتصف القرن الخامس الهجري دخل أشياع هذه المذاهب في صراع مذهبي استنفد جهود الجميع في ميادين لا طائل تحتها،(..) وقسم الأمة إلى فرق متناحرة متنافرة،ودحر قضاياها الرئيسيىة إلى هوامش اهتمامات هذه المذاهب والفرق.(..) فالحنابلة – بسبب جهاد من سبق منهم منذ أيام أحمد بن حنبل وبسبب المحن التي عانوها – أصيبوا بداء العجب "بضم العين"وأصبحوا يرون أنهم أوصياء على العالم الإسلامي (..) كذلك الأشاعرة – بسبب دور الإمام أبي الحسن الأشعري في دحض عقائد المعتزلة – يعانون من عقدة الاستعلاء الثقافي){ ص 37( هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس )}.
    وينقل عن"ابن عساكر" قوله :
    (قال أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين وهو من أقران الدارقطني ومن أصحاب الحديث المتسننين : رجلان صالحان بليا بأصحاب سوء،جعفر بن محمد و أحمد بن حنبل){ ص 38 ( هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس )}.
    وأخيرا :
    (محمد بن موسى البلاسعوني "توفي 506هـ" (..) كان غاليا في مذهب أبي حنيفة وكان يقول : لو كانت لي الولاية لأخذت من أصحاب الشافعي الجزية،وكان مبغضا لأصحاب مالك أيضا){ ص 53 ( هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس )}.
    تشعبت بي السبل .. وشرد بي القلم .. ربما ألما من حال أمة تاهت .. حتى أنها لـ"قدسها"أضاعت .. و"القدس"الآن ضائعة أصلا!! .. فإلى الله المشتكى.
    إلى اللقاء في الحلقة التالية .

    محمود بن محمد للمختار الشنقيطي المدني

  2. #2
    قبسات من"أضواء البيان .." للإمام الشنقيطي (2)

    *
    نبدأ هذه الحلقة بهمسة .. همسة تخصني فقط .. هي بركة من بركات "أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن" .. ورحم الله والديّ ورحم الشيخ"الأمين"
    كنتُ – ولا زلتُ – أتعجب من قوله تعالى :
    ("قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ غ— وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) البقرة 258
    مع قوله تعالى :
    "" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىظ° كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ غ– فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا غ– لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىظ° شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا غ— وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" "البقرة 264
    فـ"الكافر" الذي قال – وإن في نوع من اللعب بالكلام – (أنا أحيي وأميت) .. عندما بهت ..ختمت الآية الكريمة بـ(والله لا يهدي القوم الظالمين) وفي الآية التي حثت على عدم إبطال الصدقات بالمن والأذى .. ختمت بـ(والله لا يهدي القوم الكافرين)
    مع قراءة هذه الكتاب المبارك .. برز لي قوله تعالى :
    ("يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ غ— وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ")البقرة 254
    رحم الله والديّ ورحم الشيخ الأمين.
    *
    كتب الشيخ"الأمين" رحم الله والديّ ورحمه :
    (أن ضباعة بنت الزبير قالت : يا رسول الله : إني امرأة ثقيلة ،وإني أريد الحج فكيف تأمرني أأهل؟ قال : أهلي واشترطي أن محلي حيث حبستني ،قال : فأدركت){ جـ1 ص 152"أضواء البيان"}.
    لفت نظري قول سيدتنا "ضباعة"- رضي الله عنها – "إني امرأة ثقيلة"
    يقول الشناقطة فلانة" ثْقِيلَ .. بمعنى "حامل"أليس هذا هو المعنى المقصود؟
    *
    وكتب الشيخ الأمين رحم الله والديّ ورحمه :
    ("فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ غ— " لم يبن في هذه الآية،ولا في غيرها من آيات الطلاق حكمة كون الطلاق بيد الرجل دون إذن المرأة،ولكنه بين في موضع آخر أن حكمة ذلك أن المرأة حقل تزرع فيه النطفة،كما يزرع البذر في الأرض،ومن رأى أن حقله غير صالح للزراعة فالحكمة تقتضي أن لا يرغم على الازدراع فيه،وأن يُترك وشأنه،ليختار حقلا صالحا لزراعته،وذلك في قوله تعالى:" نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ "كما تقدم إيضاحه.){ جـ 1 ص 243"أضواء البيان"}.
    وكان رحم الله والديّ ورحمه قد أشار إلى الأمر قبلُ ،وضمن ذلك إشارة "فيسيولوجية"في الفرق بين الذكر والأنثى :
    (كما أنه أشار إلى حكمة كون الطلاق بيد الرجل دون إذن المرأة بقوله :" نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ "لأن من عرف أن حقله غير مناسب للزراعة،لا ينبغي أن يرغم على الازدراع في حقل لا يناسب الزراعة. ويوضح هذا المعنى أن آلة الزرع بيد الرجل،فلو أكره على البقاء مع من لاحاجة له فيها حتى ترضى بذلك،فإنها إن أرادت أن تجامعه ) إلى قوله (ولا ينتشر إليها،فلم تقدر على تحصيل النسل منه الذي هو أعظم الغرض من النكاح،بخلاف الرجل،فإنه يولدها وهي كارهة له كما هو ضروري.){ جـ 1 ص 187"أضواء البيان"}.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ الأمين :
    حديث الشيخ – رحم الله والديّ ورحمه – عن"كراهية الرجل لزوجه أو كراهيتها له"أعادني إلى ما كتبه عند قوله تعالى :

    (" وَعَسَىظ° أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ غ– "لم يصف هذا الخير هنا بالكثرة،وقد وصفه بها في قوله:" فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىظ° أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا "){ جـ 1 ص 167"أضواء البيان"}.
    *
    كتب الشيخ رحم الله والديّ ورحمه :
    (تنبيه :
    اعلم أن التأويل يطلق ثلاث إطلاقات :
    الأول : (..) الثاني : (..) الثالث : هو معناه المتعارف في اصطلاح الأصوليين،وهو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه إلى محتمل مرجوح،بدليل يدل على ذلك،وحاصل تحرير مسألة التأويل عند أهل الأصول أنه لا يخلو من واحدة من ثلاث حالات بالتقسيم الصحيح :
    الأول : (..) الحالة الثانية : أن يكون صرف اللفظ عن ظاهره لأمر يظنه الصارف دليلا،وليس بدليل في نفس الأمر،وهذا هو المسمى عندهم بالتأويل الفاسد،/ والتأويل البعيد،ومثل له الشافعية،والمالكية،والحنابلة بحمل الإمام أبي حنيفة – رحمه الله – المرأة في قوله صلى الله عليه وسلم :"أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها ،فنكاحها باطل،باطل"على المكاتبة،والصغيرة،وحمله أيضا – رحمه الله – المسكين في قوله تعالى :" سِتِّينَ مِسْكِينًا غڑ "على المد،فأجاز إعطاء ستين مدا لمسكين واحد){ جـ 1 ص 314 – 315 "أضواء البيان"}.
    هذه القبسة اقتبستها لسببين :
    السبب الأول : شتت ذهني هذا"الأول"الذي جاء ضمن "الإطلاقات" و"الأول"الذي جاء ضمن"التقسيمات" وبما أن "التقسيمات الصحيحة" جاءت مرتبة هكذا :
    الأول .. ثم الحالة الثانية .. لعل عبارة"الحالة "سقطت من الأول ... ولو وجدت لخفف ذلك من تتابع الأول .. والأول. والله أعلم.
    السبب الثاني : أنني قرأتُ قديما من نفى عن الإمام أبي حنيفة – رحم الله والدي ورحم الشيخ الأمين ورحمه – أن يكون قد أجاز للمرأة أن تزوج نفسها دون ولي .. وأن كلامه فُهم على غير ما قصد!! وأنه لا يمكن أن يخالف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. بينما يؤكد الشيخ الأمين – رحم الله والديّ ورحمه – هنا أن الإمام أبا حنيفة ذهب ذلك المذهب .. وليس ذلك مخالفة لحديث النبي – صلى الله عليه وسلم – ولكنه تأول الحديث الشريف .. وإن كان تأوله تأولا خاطئ .. كما ذكر الشيخ رحم الله والديّ ورحمه ورحم أبا حنيفة ..
    ختاما .. مما يؤكد عدم كمال البشر .. ما يمر من تحت أيدي الطابعين من أخطاء .. وهي هنات يسيرة .. ومما وقفت عليه منها في هذا الكتاب المبارك :
    الحديث عن أمر سيدنا عمر – رضي الله عنه – ابا أيوب الأنصاري،وهبار بن الأسود حين فاتهما الحج،وأتيا يوم النحر :
    ( أن يحلا بعمرة ثم يرجعا حلالا،ثم يحجان عاما قابلا،ويهديان،فمن لم يجد فصيام أيام في الحج،وسبعة إذا رجع إلى أهله){ جـ 1 ص 150"أضواء البيان"}
    أي سقطت :"ثلاثة" : "فصيام ثلاثة أيام"
    مرة أخرى .. مع الطباعة .. ربما :
    (وقبل أن يصل الهدي إلى البيت،ثم لم يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أحدا أن يقضوا شيئا،ولا يعودوا له ..){ جـ1 ص 154"أضواء البيان"}
    هكذا : ( أحدا أن يقضوا) فهل يستقيم؟
    *
    عند الحديث عن (كان الطلاق في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر طلاق الثلاث واحدة){ جـ 1 ص 210 "أضواء البيان"}
    قال :
    (فلما رأى الناس - أي عمر – قد تتابعوا فيها،قال : أجيزوننا عليها){ جـ1 ص 211"أضواء البيان"}.
    هكذا : (أجيزوننا) ولكن جاء بعد ذلك :
    (فلما رأى الناس قد تتابعوا فيها قال : أجيزوهن عليها.){ جـ 1 ص 234"أضواء البيان"}.


    إلى اللقاء في الحلقة التالية .

    محمود بن محمد للمختار الشنقيطي المدني

  3. #3
    قبسات من"أضواء البيان .." للإمام الشنقيطي (3)


    *
    كتب الشيخ "الأمين" رحم الله والديّ ورحمه :
    (قوله تعالى:" قَالَ رَبِّ أَنَّىظ° يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ " لم يبين هنا القدر الذي بلغ من الكبر،ولكنه بين في سورة مريم أنه بلغ من الكبر/ عتيا،وذلك في قوله تعالى عنه:" وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا"والعتي : اليبس والقحول في المفاصل والعظام من شدة الكبر.
    وقال ابن جرير في تفسيره : وكل مُتناه إلى غايته في كبر أو فساد أو كفر فهو عات وعاس){جـ1 ص 327 – 328"أضواء البيان"}.
    أولا : الشرطة المائلة"/" في (الكبر/ عتيا). من الأصل.
    ثانيا : تبادر إلى ذهني قوله تعالى :" ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَظ°نِ عِتِيًّا (69) " مريم
    ثالثا : قُرأت "عِتيا" بكسر العين .. و"عُتيا"بضمها.
    *
    كتب الشيخ "الأمين" رحم الله والديّ ورحمه :
    ("وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا "وأقبح صورة أن تكون الوجوه سودا والعيون زرقا،ألا ترى الشاعر لما أراد أن يصور علل البخيل في أقبح صورة وأشوهها اقترح لها زرقة العيون،واسوداد الوجه في قوله :
    وللبخيل على أمواله علل زرق العيون عليها أوجه سود ){ جـ 1 ص 336"أضواء البيان"}.
    قرأتُ قديما لكاتب صحفي .. ذكر أن العرب تكره اللون"الأزرق" .. واستشهد بالآية الكريمة" وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102)" طه.. والشيخ هنا – رحم الله والديّ ورحمه – يبين أن الأمر لا يتعلق باللون الأزرق في ذاته .. بل تلك الصورة المتنافرة .. و المنفرة .. سواد الوجوه وزرقة العيون .. والذي جاء في مواضع كثيرة من كتاب الله تعالى " يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ غڑ" آل عمران – بيض الله تعالى وجوهنا ووجوه والدينا ومشائخنا ومن أحبنا ومن أحببناه وبيض وجوهكم في ذلك اليوم العظيم .
    *
    كتب الشيخ- رحم الله والديّ ورحمه – عندنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيقوله تعالى" أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ "
    (في هذه الآيات سر لطيف وعبرة وحكمة،ذلك أن أبانا آدم كان في الجنة يأكل منها رغدا حيث شاء في أتم نعمة وأكمل سرور،وأرغد عيش ،كما قال له ربه :" إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىظ° * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىظ° " ولو تناسلنا فيها لكنا في أرغد عيش وأتم نعمة،ولكن إبليس عليه لعائن الله احتال بمكره وخداعه على أبوينا حتى أخرجهما من الجنة،إلى دار الشقاء والتعب،وحينئذ حكم الله تعالى أن جنته لا يدخلها أحد إلا بعد الابتلاء الشديد وصعوبة التكاليف،فعلى العاقل منا – معاشر بني آدم – أن يتصور الواقع ويعلم أننا في الحقيقة سبي سباه إبليس بمكره وخداعه من وطنه الكريم إلى دار الشقاء والبلاء،فيجاهد عدوه إبليس ونفسه الأمارة بالسوء حتى يرجع إلى الوطن الأول الكريم،كما قال العلامة ابن القيم تغمده الله برحمته :
    ولكننا سبي العدو فهل ترى * نرد إلى أوطاننا ونسلم.){ جـ ص 341 – 342"أضواء البيان"}.
    تبادر إلى ذهني قوله تعالى" وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً غ– قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ غ– قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ " 30 البقرة
    وهذا كان قبل خلق أبينا آدم – عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام – فهل كان التصور أننا سنعيش ونتناسل في الجنة دون"اختبار" .. أم أن الاختبار كان سيكون عبر وسيلة أخرى؟
    مجرد آية تبادرت إلى ذهني .. وتساؤل .. ورحم الله والديّ ورحم الشيخ"الأمين"
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (واعلم أن الكلالة تطلق على القرابة من غير جهة الولد والوالد ،وعلى الميت الذي لم يخلف والدا ولا ولدا،وعلى الوارث الذي ليس بوالد ولا ولد ،وعلى المال الموروث عمن ليس بوالد ولا ولد،إلا أنه استعمال غير شائع.
    واختلف في اشتقاق الكلالة،واختار كثير من العلماء أن أصلها من تكاله إذا أحاط به،ومنه الإكليل لإحاطته بالرأس،والكُل لإحاطته بالعدد،لأن الورثة فيها محيطة بالميت من جوانبه،لا من أصله ولا فرعه.
    وقال بعض العلماء : أصلها من الكلالة بمعنى الإعياء،لأن الكلالة أضعف من قرابة الآباء والأبناء.
    وقال بعض العلماء : أصلها من الكل،بمعنى الظهر،وعليه فهي ما تركه الميت وراء ظهره.){ جـ ص 369 – 370"أضواء البيان"}.
    *
    كتب الشيخ،روحم الله والديّ ورحمه :
    (قال مقيده عفا الله عنه – نكاح زوجات الآباء كان معروفا عند العرب،وممن فعل ذلك أبوقيس بن الأسلت المذكور،فقد تزوج أم عبيد الله وكانت تحت الأسلت أبيه،وتزوج الأسود بن خلف ابنة أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار وكانت تحت أبيه خلف،وتزوج صفوان بن أمية فاختة ابنة الأسود بن عبد المطلب بن أسد،وكانت تحت أبيه أمية،كما نقله ابن جرير عن عكرمة قائلا : إنه سبب نزول الآية،و تزوج عمرو بن أمية زوجة أبيه بعده،فولدت له مسافرا وأبا معيط،وكان لها من أمية أبو العيص وغيره،فكانوا إخوة مسافر وأبي معيط وأعماميهما{هكذا : محمود}،وتزوج منظور بن زبان بن سيار / الفزاري زوجة أبيه مليكة بنت خارجة،كما نقله القرطبي وغيره،ومليكة هذه هي التي قال فيها منظور المذكور بعد أن فسخ نكاحها منه عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
    ألا لا أبالي اليوم ما فعل الدهر * إذا منعت مني مليكة والخمر
    فإن تك قد أمست بعيدا مزارها * فحي ابنة المري ما طلع الفجر.){ جـ 1 ص 372 – 373"أضواء البيان"}.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ الأمين ،هذا البيت:
    ألا لا أبالي اليوم ما صنع الدهر * إذا منعت مني مليكة والخمر
    هكذا أحفظه "ما صنع"بدلا من"ما فعل" والمعنى واحد.
    هذا البيت مشهور جدا .. ولم أكن أتصور أنه قيل في زمن سيدنا عمر – رضي الله عنه – "مليكة"و"الخمر" معا!! ..
    وسيدنا الفاروق – رضي الله عنه – هو الذي منع الشعراء من"الغزل" . حتى ضاقت بـ"حميد بن ثور" – رضي الله عنه – فتغزل في"شجرة" وقال :
    وما لي من ذنب إليهم عملته* سوى أنني قلت : يا سرحة اسلمي
    بلى فاسلمي ثم اسلمي ثمت اسلمي* ثلاث تحيات وإن لم تكلمي
    نعم. هذا مما يستحق التوقف عنده .. من خبايا النفس البشرية .. أعني انتفاضة "منظور" حين فسخ نكاحه من"ملكية"- زوجة أبيه – فصرخ تلك الصرخة .. في ذلك الوقت المبكر .. وعهد الفاروق رضي الله.
    ونعم. أخرى .. هي زفرة شعرية ..
    ألا لا أبالي اليوم ما فعل الدهر * إذا منعت مني مليكة والخمر
    فإن تك قد أمست بعيدا مزارها * فحي ابنة المري ما طلع الفجر

    إلى اللقاء في الحلقة التالية .. إذا أذن الله.

    محمود بن محمد للمختار الشنقيطي المدني

  4. #4
    قبسات من"أضواء البيان .." للإمام الشنقيطي (4)





    قلتُ في الحلقة الثانية ما نصه :


    كتب الشيخ"الأمين" رحم الله والديّ ورحمه :


    (أن ضباعة بنت الزبير قالت : يا رسول الله : إني امرأة ثقيلة ،وإني أريد الحج فكيف تأمرني أأهل؟ قال : أهلي واشترطي أن محلي حيث حبستني ،قال : فأدركت){ جـ1 ص 152"أضواء البيان"}.


    لفت نظري قول سيدتنا "ضباعة"- رضي الله عنها – "إني امرأة ثقيلة"


    يقول الشناقطة فلانة" ثْقِيلَ .. بمعنى "حامل"أليس هذا هو المعنى المقصود؟


    قبل كتابة هذه الحلقة تذكرتُ قوله تعالى :


    "فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ غ– فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ" الأعراف 189"


    وجاء في تفسير الطبري :


    (يعني بقوله:"فلما أثقلت"،فلما صار ما في بطنها من الحمل الذي كان خفيفا،ثقيلا ودنت ولادتها.


    يُقال منه : :"أثقلت فلانة"إذا صارت ذات ثقل بحملها،كما يقال : أتمر فلان إذا صار ذا تمر){ تفسير الطبري}.


    فسبحان الله! كيف غابت عني هذه الآية الكريمة!! والتي لا شك أن "الشناقطة"أخذوا منها وصف المرأة الحامل بأنها"ثيقلة"


    *


    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :


    (قوله تعالى:" يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىظ° بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا "الآية. على القراءات الثلاثة معناه أنهم يتمنون أن يستووا بالأرض،فيكونوا ترابا مثلها على أظهر الأقوال ،يوضح هذا المعنى قوله تعالى:" يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا "){ جـ 1 ص 388}


    و كتب الشيخ- رحم الله والديّ ورحمه – أيضا :


    (قوله تعالى:" أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ غڑ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ غ– بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا " (..) قال الزمخشري :فإن قلت : كيف جعلوا أضل من الأنعام؟


    قلت : لأن الأنعام تنقاد لأربابها التي تعلفها وتتعهدها،وتعرف من يحسن إليها ممن يسيء إليها،وتطلب ما ينفعها ،وتتجنب ما يضرها،وتهتدي لمراعيها ومشاربها، وهؤلاء لا ينقادون لربهم ولا يعرفون إحسانه إليهم من إساء ة الشيطان الذي هو عدوهم ..){ جـ 6 ص 367 – 368 "أضواء البيان"}.


    قال "مقتبسه" – غفر الله لوالديه وله وللشيخ – جمعتُ القولين إذ تبادر إلى ذهني أن "الأدنا"هو الذي يتمنى حال"الأفضل" وقد تمنى الكفار أن يكونوا ترابا .. مثل الأنعام التي يقول الله – سبحانه وتعالى – يوم القيامة .. بعد أن يقضي بينها .. حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء .. بعدها يقول الحق سبحانه وتعالى لها (كونوا ترابا .. فعندئذ يقول الكافر " يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا " : من حديث صححه الشيخ الألباني ،رحم الله والديّ ورحم الشيخ ورحمه.


    *


    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :


    (.. آية صلاة الخوف هذه من أوضح الأدلة على وجوب الجماعة،لأن الأمر بها في هذا الوقت الحرج دليل واضح على أنها أمر لازم،إذ لو كانت غير لازمة لما أمر بها في وقت الخوف،لأنه عذر ظاهر.){ جـ 1 ص 420"أضواء البيان"}.


    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :


    لاشك في ذلك .. والشيخ – رحم الله والديّ ورحمه – أدرى .. ومع ذلك فقد تبادر إلى ذهني .. أن صلاة الجماعة لو لم تكن واجبة .. لوجبت في "الحرب" .. الحرب التي تحتاج إلى "نظام" .. وترتيب .. ينعكس على الجيش وعلى سلوكه .. في الحرب نفسها .. فـ "صلاة الجماعة"هنا رمز .. ويرسل رسالة لجيش العدو .. وقد ذكر أحد المبتعثين إلى إحدى الدول الغربية .. أنه حين بدأ نقل الصلوات من المسجد الحرام .. وبعد أن شاهدت معلمته "صلاة الجماعة" سألته : كيف يكون دينكم بهذا النظام .. وأنتم بهذه الفوضى!! تعني سلوك الطلاب .


    كما جاء في"مذكرات جراح" للدكتور علي حلمي .. أن مدربا عسريا أخبره أنهم يعانون من تدريب "المجندين الجدد"على "الطابور"العسكري .. فإذا جاء وقت الصلاة .. انضبطوا بكل يسر!


    *


    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :


    ( اختلف العلماء في تحديد المسافة التي تقصر فيها الصلاة. فقال مالك والشافعي وأحمد : هي أربعة برد،والبريد أربعة فراسخ،والفرسخ ثلاثة أميال،وتقريبه بالزمان مسيرة يومين سيرا معتدلا،وعندهم اختلاف في قدر الميل معروف.


    واستدل من قال هذا القول بما رواه مالك عن ابن شهاب،عن سالم بن عبد الله عن أبيه أنه ركب إلى ريم فقصر الصلاة في مسيرة ذلك.


    قال مالك : وذلك نحو أربعة برد. وريم موضع،قال بعض شعراءالمدينة :


    فكم من حرة بين المنقى * إلى أحد إلى جنبات ريم ){ جـ 1 ص 430 – 431"أضواء البيان"}.


    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :


    وادي"ريم"نمر عليه في طريقنا لمكة المكرمة .. و جاء في حساب"أخبار وادي ريم" : (يقع وادي ريم جنوب غرب منطقة المدينة المنورة على بعد70 كلم (..) يبلغ عدد سكان وادي ريم 10000 عشرة آلاف نسمة تقريبا و جميعهم ينتمون لقبيلة الصواعد من عوف من حرب).


    أما في "الموسوعة العالمية" فهو يبعد عن المدينة المنورة ما يقارب 80كيلا ..


    *


    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :


    (الفرع الخامس : إذا تزوج المسافر ببلد،أو مر على بلد فيه زوجته أتم الصلاة،لأن الزوجة وطن){ جـ 1 ص 443(أضواء البيان"}.


    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :


    تبادر إلى ذهني قول الحق سبحانه وتعالى :" هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ": الأعراف 189"


    *


    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :


    (وأبو الطفيل ولد عام أحد ،ومات سنة عشرين ومائة على الصحيح){ جـ 1 ص 470"أضواء البيان"}.


    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :


    تبادر إلى ذهني حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،الذي أخبر فيه أنه بعد مئة سنة،من وقتها ذلك، لا يبقى أحد على وجه الأرض،ممن هو حي في تلك اللحظة. بحثتُ،فوجدت سائلا طرح هذا السؤال :


    (هل بإمكانكم توضيح هذا الحديث لي : عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال : بعد أن صلى بنا رسول الله صلاة العشاء قال لنا : أتعلمون؟ لن يبقى أحد ممن هو على الأرض الآن بعد 100 عام من هذه الليلة.صحيح البخاري.


    الحمد لله.


    معنى الحديث واضح وظاهر و أيده الواقع،فهو صلى الله عليه وسلم يُخبر الناس الموجودين في ذلك العصر لن يعيش أحد منهم{ هكذا : محمود} أكثر من مائة سنة،وهذا ما حصل فعلا ،فآخر الصحابة موتا كانت وفاته سنة عشر ومائة أي بعد مائة عام من وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وهو أبو الطفيل الواثلي.


    الشيخ سعد الحميد ){ الإسلام سؤال وجواب "الإسلام ويب"}.


    سيدنا أبو الطفيل :عامر بن واثلة بن عبد الله .. رضي الله عنه ..


    ولد في السنة الثالثة من الهجرة .. واختُلف في تاريخ وفاته ..


    قيل سنة :


    100 وقيل 102 وقيل 107 وقيل 110 .. هكذا في"الموسوعة العالمية" .. بينما الشيخ الأمين – رحم الله والديّ ورحمه – يرى أن أبا الطفيل توفي – على التحقيق – سنة 120هـ.


    لا أدري .. ولكن : إذا افترضنا أن الحبيب – صلى الله عليه وسلم – قال كلامه ... في السنة العاشرة للهجرة .. فمتى يكون رأس المئة الذي يستحيل أن يبقى أحد ممن على وجه الأرض في ذلك الوقت .. على قيد الحياة؟


    وقد استعمل بعض أهل العلم هذا الحديث للتأكيد على أن "الخضر"- أو "العبد الصالح" - ليس على قيد الحياة ..


    وأختم .. ببيتين لسيدنا أبو الطفيل رضي الله عنه :


    أيدعونني شيخا وقد عشتُ حقبة * وهنّ من الأزواج نحوي نوازع


    وما شاب رأسي من سنين تتابعت * عليَّ ولكن شيبتني الوقائع


    ولا تعليق.


    *


    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :


    (ثم قال : فنظرنا فإذا الحديث موضوع،وقتيبة ثقة مأمون. ا هـ. محل الغرض منه بتصرف يسير لا يخل بشيء من المعنى وانظره. ){ جـ 1 ص 473"أضواء البيان"}.


    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :


    هذه الأمانة العلمية .. والدقة .. منتشرة في أنحاء هذا الكتاب المبارك ..


    إلى اللقاء في الحلقة التالية .. إذا أذن الله.





    محمود بن محمد للمختار الشنقيطي المدني

  5. #5
    قبسات من"أضواء البيان .." للإمام الشنقيطي (4)





    قلتُ في الحلقة الثانية ما نصه :


    كتب الشيخ"الأمين" رحم الله والديّ ورحمه :


    (أن ضباعة بنت الزبير قالت : يا رسول الله : إني امرأة ثقيلة ،وإني أريد الحج فكيف تأمرني أأهل؟ قال : أهلي واشترطي أن محلي حيث حبستني ،قال : فأدركت){ جـ1 ص 152"أضواء البيان"}.


    لفت نظري قول سيدتنا "ضباعة"- رضي الله عنها – "إني امرأة ثقيلة"


    يقول الشناقطة فلانة" ثْقِيلَ .. بمعنى "حامل"أليس هذا هو المعنى المقصود؟


    قبل كتابة هذه الحلقة تذكرتُ قوله تعالى :


    "فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ" الأعراف 189"


    وجاء في تفسير الطبري :


    (يعني بقوله:"فلما أثقلت"،فلما صار ما في بطنها من الحمل الذي كان خفيفا،ثقيلا ودنت ولادتها.


    يُقال منه : :"أثقلت فلانة"إذا صارت ذات ثقل بحملها،كما يقال : أتمر فلان إذا صار ذا تمر){ تفسير الطبري}.


    فسبحان الله! كيف غابت عني هذه الآية الكريمة!! والتي لا شك أن "الشناقطة"أخذوا منها وصف المرأة الحامل بأنها"ثيقلة"


    *


    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :


    (قوله تعالى:" يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا "الآية. على القراءات الثلاثة معناه أنهم يتمنون أن يستووا بالأرض،فيكونوا ترابا مثلها على أظهر الأقوال ،يوضح هذا المعنى قوله تعالى:" يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا "){ جـ 1 ص 388}


    و كتب الشيخ- رحم الله والديّ ورحمه – أيضا :


    (قوله تعالى:" أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا " (..) قال الزمخشري :فإن قلت : كيف جعلوا أضل من الأنعام؟


    قلت : لأن الأنعام تنقاد لأربابها التي تعلفها وتتعهدها،وتعرف من يحسن إليها ممن يسيء إليها،وتطلب ما ينفعها ،وتتجنب ما يضرها،وتهتدي لمراعيها ومشاربها، وهؤلاء لا ينقادون لربهم ولا يعرفون إحسانه إليهم من إساء ة الشيطان الذي هو عدوهم ..){ جـ 6 ص 367 – 368 "أضواء البيان"}.


    قال "مقتبسه" – غفر الله لوالديه وله وللشيخ – جمعتُ القولين إذ تبادر إلى ذهني أن "الأدنا"هو الذي يتمنى حال"الأفضل" وقد تمنى الكفار أن يكونوا ترابا .. مثل الأنعام التي يقول الله – سبحانه وتعالى – يوم القيامة .. بعد أن يقضي بينها .. حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء .. بعدها يقول الحق سبحانه وتعالى لها (كونوا ترابا .. فعندئذ يقول الكافر " يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا " : من حديث صححه الشيخ الألباني ،رحم الله والديّ ورحم الشيخ ورحمه.


    *


    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :


    (.. آية صلاة الخوف هذه من أوضح الأدلة على وجوب الجماعة،لأن الأمر بها في هذا الوقت الحرج دليل واضح على أنها أمر لازم،إذ لو كانت غير لازمة لما أمر بها في وقت الخوف،لأنه عذر ظاهر.){ جـ 1 ص 420"أضواء البيان"}.


    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :


    لاشك في ذلك .. والشيخ – رحم الله والديّ ورحمه – أدرى .. ومع ذلك فقد تبادر إلى ذهني .. أن صلاة الجماعة لو لم تكن واجبة .. لوجبت في "الحرب" .. الحرب التي تحتاج إلى "نظام" .. وترتيب .. ينعكس على الجيش وعلى سلوكه .. في الحرب نفسها .. فـ "صلاة الجماعة"هنا رمز .. ويرسل رسالة لجيش العدو .. وقد ذكر أحد المبتعثين إلى إحدى الدول الغربية .. أنه حين بدأ نقل الصلوات من المسجد الحرام .. وبعد أن شاهدت معلمته "صلاة الجماعة" سألته : كيف يكون دينكم بهذا النظام .. وأنتم بهذه الفوضى!! تعني سلوك الطلاب .


    كما جاء في"مذكرات جراح" للدكتور علي حلمي .. أن مدربا عسريا أخبره أنهم يعانون من تدريب "المجندين الجدد"على "الطابور"العسكري .. فإذا جاء وقت الصلاة .. انضبطوا بكل يسر!


    *


    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :


    ( اختلف العلماء في تحديد المسافة التي تقصر فيها الصلاة. فقال مالك والشافعي وأحمد : هي أربعة برد،والبريد أربعة فراسخ،والفرسخ ثلاثة أميال،وتقريبه بالزمان مسيرة يومين سيرا معتدلا،وعندهم اختلاف في قدر الميل معروف.


    واستدل من قال هذا القول بما رواه مالك عن ابن شهاب،عن سالم بن عبد الله عن أبيه أنه ركب إلى ريم فقصر الصلاة في مسيرة ذلك.


    قال مالك : وذلك نحو أربعة برد. وريم موضع،قال بعض شعراءالمدينة :


    فكم من حرة بين المنقى * إلى أحد إلى جنبات ريم ){ جـ 1 ص 430 – 431"أضواء البيان"}.


    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :


    وادي"ريم"نمر عليه في طريقنا لمكة المكرمة .. و جاء في حساب"أخبار وادي ريم" : (يقع وادي ريم جنوب غرب منطقة المدينة المنورة على بعد70 كلم (..) يبلغ عدد سكان وادي ريم 10000 عشرة آلاف نسمة تقريبا و جميعهم ينتمون لقبيلة الصواعد من عوف من حرب).


    أما في "الموسوعة العالمية" فهو يبعد عن المدينة المنورة ما يقارب 80كيلا ..


    *


    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :


    (الفرع الخامس : إذا تزوج المسافر ببلد،أو مر على بلد فيه زوجته أتم الصلاة،لأن الزوجة وطن){ جـ 1 ص 443(أضواء البيان"}.


    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :


    تبادر إلى ذهني قول الحق سبحانه وتعالى :" هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ": الأعراف 189"


    *


    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :


    (وأبو الطفيل ولد عام أحد ،ومات سنة عشرين ومائة على الصحيح){ جـ 1 ص 470"أضواء البيان"}.


    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :


    تبادر إلى ذهني حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،الذي أخبر فيه أنه بعد مئة سنة،من وقتها ذلك، لا يبقى أحد على وجه الأرض،ممن هو حي في تلك اللحظة. بحثتُ،فوجدت سائلا طرح هذا السؤال :


    (هل بإمكانكم توضيح هذا الحديث لي : عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال : بعد أن صلى بنا رسول الله صلاة العشاء قال لنا : أتعلمون؟ لن يبقى أحد ممن هو على الأرض الآن بعد 100 عام من هذه الليلة.صحيح البخاري.


    الحمد لله.


    معنى الحديث واضح وظاهر و أيده الواقع،فهو صلى الله عليه وسلم يُخبر الناس الموجودين في ذلك العصر لن يعيش أحد منهم{ هكذا : محمود} أكثر من مائة سنة،وهذا ما حصل فعلا ،فآخر الصحابة موتا كانت وفاته سنة عشر ومائة أي بعد مائة عام من وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وهو أبو الطفيل الواثلي.


    الشيخ سعد الحميد ){ الإسلام سؤال وجواب "الإسلام ويب"}.


    سيدنا أبو الطفيل :عامر بن واثلة بن عبد الله .. رضي الله عنه ..


    ولد في السنة الثالثة من الهجرة .. واختُلف في تاريخ وفاته ..


    قيل سنة :


    100 وقيل 102 وقيل 107 وقيل 110 .. هكذا في"الموسوعة العالمية" .. بينما الشيخ الأمين – رحم الله والديّ ورحمه – يرى أن أبا الطفيل توفي – على التحقيق – سنة 120هـ.


    لا أدري .. ولكن : إذا افترضنا أن الحبيب – صلى الله عليه وسلم – قال كلامه ... في السنة العاشرة للهجرة .. فمتى يكون رأس المئة الذي يستحيل أن يبقى أحد ممن على وجه الأرض في ذلك الوقت .. على قيد الحياة؟


    وقد استعمل بعض أهل العلم هذا الحديث للتأكيد على أن "الخضر"- أو "العبد الصالح" - ليس على قيد الحياة ..


    وأختم .. ببيتين لسيدنا أبو الطفيل رضي الله عنه :


    أيدعونني شيخا وقد عشتُ حقبة * وهنّ من الأزواج نحوي نوازع


    وما شاب رأسي من سنين تتابعت * عليَّ ولكن شيبتني الوقائع


    ولا تعليق.


    *


    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :


    (ثم قال : فنظرنا فإذا الحديث موضوع،وقتيبة ثقة مأمون. ا هـ. محل الغرض منه بتصرف يسير لا يخل بشيء من المعنى وانظره. ){ جـ 1 ص 473"أضواء البيان"}.


    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :


    هذه الأمانة العلمية .. والدقة .. منتشرة في أنحاء هذا الكتاب المبارك ..


    إلى اللقاء في الحلقة التالية .. إذا أذن الله.





    محمود بن محمد للمختار الشنقيطي المدني

  6. #6
    قبسات من"أضواء البيان .." للإمام الشنقيطي (5)
    * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (وما روي عن طاووس – رحمه الله – من أنه كان لا يحضر نكاح سوداء بأبيض،ولا بيضاء بأسود،ويقول : هذا من قول الله تعالى" فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ غڑ "فهو مردود بأن اللفظ وإن كان يحتمله فقد دلت السنة على أنه غير مراد الآية،فمن ذلك إنفاذه صلى الله عليه وسلم نكاح مولاه زيد بن حارثة رضي الله عنه،وكان أبيض بظئره بركة أم أسامة،وكانت حبشية سوداء،ومن ذلك إنكاحه صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد فاطمة بنت قيس وكانت بيضاء قرشية وأسامة أسود،وكانت تحت بلال أخت عبد الرحمن بن عوف من بني زهرة بن كلاب،وقد سها طاووس – رحمه الله – مع علمه وجلالته عن هذا. قال مقيده – عفا الله عنه – ويشبه قول طاووس هذا في هذه الآية / ما قاله بعض علماء المالكية من أن السوداء تزوج بولاية المسلمين العامة،بناء على أن مالكا يجيز تزويج الدنية بولاية عامة المسلمين إن لم يكن لها ولي خاص مجبر. قالوا : والسواد دنية مطلقا،لأن السواد شوه في الخلقة،وهذا القول مردود عند المحققين من العلماء،والحق أن السوداء قد تكون شريفة،وقد تكون جميلة،وقد قال بعض الأدباء :
    وسوداء الأديم وجهها ترى ماء النعيم جرى عليه
    رآها ناظري فرنا إليها وشكل الشيء منجذب إليه (..)
    وقال آخر في سوداء :
    أشبهك المسك وأشبهته قائمة في لونه قاعدة
    لاشك إذ لونكما واحد أنكما من طينة واحدة ){ جـ ص 493 – 494"أضواء البيان"}. لا أقو إلا رحم الله والديّ ورحم الشيخ "الأمين".. وأردد خلفه .. " سها طاووس – رحمه الله – مع علمه وجلالته عن هذا. فسبحان من له الكمال. * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : حديث("أمرنا – يعني النبي صلى الله عليه وسلم – أن نمسح على الخفين إذا نحن أدخلناهما على طهارة ثلاثا إذا سافرنا ...(..) قال الشوكاني في { نيل الأوطار} وحكى الترمذي عن البخاري،أنه حديث حسن،ومداره على عاصم بن أبي النجود،وهو صدوق،وسيء الحفظ /){ جـ2 ص 35 – 36 "أضواء البيان"}. سبحان الله .. توقفت كثيرا عند هذا الوصف"صدوق وسيء الحفظ" .. وهو أحد القراء العشرة! و كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (..قال لي شعبة : ائيت جرير بن حازم،فقل له : لا يحل لك أن تروي عن الحسن بن عمارة،فإنه كذاب.(..) حدثنا جابر عن مغيرة عن الشعبي قال : حدثني الحارث الأعور الهمداني – وكان كذابا – حدثنا أبو عامر عبد الله بن براد الأشعري،حدثنا أبو أسامة،عن مفضل،عن مغيرة قال : سمعت الشعبي يقول : حدثني الحارث الأعور – وهو يشهد أنه احد الكذابين - ..) ){ جـ 2 ص 67 - 68"أضواء البيان"}. قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ : لا إله إلا الله .. بعد أكثر من ألف عام .. وهذا يُشهد له بـ"الصدق" وذاك .. يُشهد عليه – والعياذ بالله – بـ"الكذب" .. * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (فمن ذلك قول المالكية وغيرهم : إن القرينة الجازمة ربما قامت مقام البينة مستدلين على ذلك بجعل شاهد يوسف شق قميصه من دبر قرينة على صدقه،وكذب المرأة في قوله تعالى:"وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ26 فَلَمَّا رَأَىظ° قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ غ– إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ " الآية،فذكره تعالى لهذا مقررا يدل على جواز العمل/ به،ومن هنا أوجب مالك حد الخمر على من استنكه فشم في فيه ريح الخمر،لأن ريحها في فيه قرينة على شربه إياها.(..) وأخذ المالكية وغيرهم إبطال القرينة بقرينة أقوى منها من أن أولاد يعقوب لما جعلوا يوسف في غيابة الجب،جعلوا على قميصه دم سخلة،ليكون قرينة على صدقهم في أنه أكله الذئب،فأبطلها يعقوب بقرينة أقوى منها،وهي عدم شق القميص فقال : سبحان الله متى كان الذئب حليما كيسا يقتل يوسف،ولا يشق قميصه؟كما بينه تعالى بقوله:" وَجَاءُوا عَلَىظ° قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ غڑ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا غ– فَصَبْرٌ جَمِيلٌ غ– وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىظ° مَا تَصِفُونَ (18 ". وأخذ المالكية ضمان العزم من قوله تعالى في قصة يوسف وإخوته:" وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ " وأخذ بعض الشافعية ضمان الوجه المعروف بالكفالة من قوله تعالى في قصة يعقوب وبنيه:" لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّىظ° تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَن يُحَاطَ بِكُمْ غ– ". وأخذ المالكية تلوم القاضي للخصوم ثلاثة أيام بعد انقضاء الآجال من قوله تعالى في قصة صالح:" فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ غ– ". وأخذوا وجوب الاعتذار إلى الخصم الذي توجه إليه الحكم : "أبقيت لك حجة؟" ونحو ذلك من قوله تعالى في قصة سليمان مع الهدهد :" لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ". وأخذ الحنابلة جواز طول مدة الإجارة من قوله تعالى في قصة موسى،وصهره شعيب،أو غيره:" إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىظ° أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ غ– فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ غ– وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ غڑ "الآية ،وأمثال هذا كثيرة جدا.){ جـ 2 ص 83 – 85"أضواء البيان"}. قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ : كنتُ قد أطلعت ولدي"أحمد" – وهو "جستير"في القانون"- على هذه النقولات .. فأذكر أنه علق .. أنهم يدرسون طلب دفاع المتهم عن نفسه .. ولكن ذلك لا يُربط بالقرآن الكريم،وبقول الحق سبحانه وتعالى :" لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ". * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (وعن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال : "أهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى المدينة،فقال : حرم إنها آمن" رواه مسلم في صحيحه){ جـ 2 ص 191 "أضواء البيان"}. قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ : الحديث في صحيح مسلم بهذا اللفظ : (وعن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال : "أهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى المدينة،فقال : إنها حرم آمن){جامع السنة وشروحها }. وكان قد لفت نظري ما جاء في ختام الحديث : (حرم إنها آمن). * حول حديث "من رأيتموه يصيد شيئا فلكم سلبه"- أي في المدينة المنورة : إذ هي حرم - او كما قال عليه الصلاة والسلام : (وتضعيف بعضهم لهذا الحديث بأن في إسناده سليمان بن أبي عبد الله غير مقبول،لأن سليمان بن أبي عبد الله مقبول،قال فيه الذهبي : تابعي وثق،وقال فيه ابن حجر{ في التقريب} : مقبول. والمقبول عنده كما بينه في مقدمة تقريبه : هو من ليس له من الحديث إلا القليل،ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله،فهو مقبول حيث يُتابع،وإلا فلين الحديث،وقال فيه ابن أبي حاتم : ليس بمشهور،ولكن يعتبر بحديثه. أ هـ){ جـ 2 ص 195 – 196 "أضواء البيان"}. قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ : الحديث عن"حرمة"المدينة المنورة .. يذكر بمثل "شنقيطي" .. يُنسب لـ"المرابط سيدي محمود الحاجي" .. إذ يُقال أنه رأى"غزالة"في المدينة المنورة .. فقال لها : "والله اللَّ مكشوشو في تْفْيْتَنَاتْ" = أي مقتولة أو مضروبة في غير الحرم .. وهذا يذكر بما جاء في كتاب"ذكريات مشاهير رجال المغرب" لعبد الله كنون الحسني،عند ترجمة "ابن رُشيد" والذي وُلد سنة 657هـ : (ذكر غريبة (..) في معنى الآية الكريمة (..) " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ غڑ فَمَنِ اعْتَدَىظ° بَعْدَ ذَظ°لِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ " صحبني في الطريق من المدينة على ساكنها الصلاة والسلام إلى البيت الحرام أحد الشيوخ من شرفاء المدينة فلما وافينا رابغ،رأيت أمرا عجبا من تخلل الوحش والغزال والأرنب،بين الجمال والرحال بحيث ينالها الناس بأيديهم،والناس ينادون :حرام! حرام! والجوارح قد سُلست { لعلها سلسلت – محمود } خيفة تعدي جاهل،يتعسف المجاهل،فقال لي ذلك الشيخ الشريف : تأمل تر عجبا! هكذا جرت عادتنا في هذه الطريق إذا مررنا به ونحن محرمون نجد به من الوحش ما ترى،فإذا عدنا محلين لم نجد به شيئا،فلما عدنا كان كما قال فبان لي من معنى الآية ما لم يكن عندي بالمشاهدة)"ذكريات .. " قلتُ: قرأتُ في رحلة أخرى- لعلها في مطلع القرن الثالث عشر الهجري- ذكر مؤلفها حادثة مماثلة،من تسلط الوحش عليهم،ولكنهم اعتبروها "هدية من الله" .. وأكلوا منها !! مما يدل على الفارق بين زمنين!! .. وتفشي الجهل في الأمة .. والله المستعان. إلى اللقاء في الحلقة التالية .. إذا أذن الله. محمود بن محمد للمختار الشنقيطي المدني

  7. #7
    قبسات من"أضواء البيان .." للإمام الشنقيطي (6)

    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :

    (فأما من أخبر عن كسوف الشمس والقمر فقد قال علماؤنا : يؤدب ولا يسجن . أما عدم كفره فلأن جماعة قالوا : إنه أمر يدرك بالحساب وتقدير المنازل،حسبما أخبر الله عنه من قوله:" وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ "
    وأما أدبهم فلأنهم يدخلون الشك على العامة،إذ لا يدرون الفرق بين هذا وغيره،فيشوشون عقائدهم ...){ جـ 2 ص 233"أضواء البيان"}.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    قبل أكثر من عقد من الزمان .. تبين لنا وجه الحكمة فيما قال الشيخ – رحم الله والديّ ورحمه – حيث تم الإعلان أن يوم كذا ستكسف الشمس .. كسوفا كليا .. وأصبحت هناك "نظارات"خاصة لمن يريد"الفرجة" .. بل أعلن عن مكان معين" :مرصد أو شيء من هذا القبيل لمن يريد أن"يتفرج"على هذه الظاهرة الكوينة.. فتحولت هذه الآية التي يُشرع لها"الخوف" و"الصلاة" .. تنال "الصلاة"دون"الخوف" .. ورأس ذلك أن الإنسان علم بوقعها قبل ذلك ..
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (قال أبو عمر بن عبد البر في{الكافي} : من المكاسب المجتمع على تحريمها الربا،ومهور البغايا،والسحت،والرشا،وأخذ الأجرة على النياحة والغناء،وعلى الكهانة،وادعاء الغيب،وأخبار السماء،وعلى الزمر واللعب والباطل كله.أ هـ من القرطبي بلفظه.(..) وعن الشيخ أبي عمران من علماء المالكية أن حلوان الكاهن لا يحل له،ولا يرد لمن أعطاه له،بل يكون للمسلمين،في نظائر نظمها بعض علماء المالكية :
    وأي مال حرموا أن ينتفع موهوبه به ورده منع
    حلوان كاهن وأجرة الغنا ونائحة ورشوة مهر الزنا
    هكذا قيل والله أعلم.){ جـ 2 ص 235"أضواء البيان"}.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    من العبارات التي كانت تلفت نظري .. استعمال"أجور" بالنسبة لمهر"الحليلة" .. واستعمال "مهور البغايا" .. بالنسبة للمال الذي يعطى للمرأة "السيئة"!!
    هناك نقطة أخرى .. من الواضح – في مكان آخر – أن الشيخ "الأمين" – رحم الله والديّ ورحمه – يرى "حرمة الغناء" .. ولست أتحدث عن هذا .. ولكن عن نقطة أخرى .. "المال الذي يحصل عليه المغني" .. والذي لا شك أنهم جعلوه من"الكسب المحرم" بناء على حرمة الغناء .. ولكن السؤال : حتى عند من يقول بجواز الغناء .. ماذا لو استبعد "دخله" .. فيكون الغناء مجرد"هواية ترفيه" وليس مصدر ثراء .. فاحش .. ومالا يطعم منه"المغني" نفسه .. وأهله .. ويحج منه ويعتمر .. ويتصدق؟!!
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (واعلم أن ما ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله وغيره من أجلاء العلماء في تفسير هذه الآية من أن قوله :"يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان"يراد به البحر الملح خاصة دون العذب غلط كبير ،لا يجوز القول به ،لأنه مخالفة صريحة لكلام الله تعالى،لأن الله ذكر البحرين الملح والعذب بقوله:" وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَظ°ذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَظ°ذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ غ– " ثم صرح باستخراج اللؤلؤ والمرجان منهما جميعا بقوله:" وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا غ– "والحلية المذكورة هي اللؤلؤ والمرجان ،فقصره على الملح مناقض للآية صريحا،كما ترى.){ جـ 2 ص 247"أضواء البيان"}.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    لا أقول إلا سبحان من له الكمال .. ولا ينسى .. ويسهو.
    ومن نفس الباب،عند قوله تعالى:" غڑ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ " يوسف 26.
    (وعن مجاهد أنه ليس بإنسي ولا جان،هو خلق من خلق الله.
    قال مقيده – عفا الله عنه - : قول مجاهد هذا يرده قوله تعالى :" مِّنْ أَهْلِهَا "لأنه صريح في أنه إنسي من أهل المرأة.){ جـ 3 ص 84"أضواء البيان"}
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (ومذهب الشافعي وأحمد – رحمهما الله تعالى – جواز أكل الخيل،وبه قال أكثر أهل العلم.
    وممن قال به : عبد الله بن الزبير،وفضالة بن عبيد،وأنس بن مالك،وأسماء بنت أبي بكر،وسويد بن غفلة،وعلقمة،والأسود وعطاء وشريح،وسعيد بن جبير،والحسن البصري،وإبراهيم النخعي،وحماد بن أبي سليمان،وإسحاق،وأبو يوسف،ومحمد،وداود،وغيرهم.){ جـ 2 ص 299"أضواء البيان"}.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (قوله تعالى:" فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا غڑ فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ "في هذه الآية الكريمة وجهان من التفسير معروفان عند العلماء ،والقرآن يشهد لأحدهما :
    الأول : حواء كانت لا يعيش لها ولد،فحملت،فجاءها الشيطان ،فقال لها : سمي هذا الولد عبد الحارث،فإنه يعيش،والحارث من أسماء الشيطان،فسمته عبد الحارث (..) وقد جاء بنحو هذا حديث مرفوع ،وهو معلول كما أوضحه ابن كثير في تفسيره.

    الوجه الثاني : أن معنى الآية أنه لما أتى آدم وحواء صالحا كفر به بعد ذلك كثير من ذريتهما،وأسند فعل الذرية إلى آدم وحواء ،لأنهما أصل لذريتهما،كما قال تعالى:" وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ "أي بتصويرنا لأبيكم آدم،لأنه أصلهم بدليل قوله بعده:" ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا "ويدل لهذا الوجه الأخير أنه تعالى قال بعده:" غڑ فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ "وهذا نص قرآني صريح في أن المراد المشركون من بني آدم،لا آدم وحواء،واختار هذا الوجه غير واحد لدلالة القرآن عليه.){ جـ 2 ص 401 "أضواء البيان"}.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (واعلم أن فيء "بني النضير"تدخل فيه أموال "مخيريق"رضي الله عنه،وكان يهوديا من بني"قينقاع"مقيما في بني النضير،فلما خرج النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى أُحد،قال لليهود : ألا تنصرون محمدا صلى الله عليه وسلم،والله إنكم لتعلمون أن نصرته حق عليكم،فقالوا : اليوم يوم السبت،فقال : لا سبت،وأخذ سيفه ومضى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقاتل حتى أثبتته الجراحة،فلما حضره الموت قال : أموالي إلى محمد صلى الله عليه وسلم يضعها حيث شاء،وكان له سبع حوائط ببني النضير وهي "الميثب""والصائفة""والدلال""وحسني""وبرقة""والأعواف ""ومشربية أم إبراهيم"(..) وسميت "مشربية أم إبراهيم"لأنها كانت تسكنها"مارية"قاله بعض أصحاب المغازي){ جـ ص 485"أضواء البيان"}.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (قال بعض العلماء : كل "لعل"في القرآن فهي للتعليل إلا التي في سورة الشعراء :"وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون"فهي بمعنى "كأنكم تخلدون"){ جـ 2 ص 486"أضواء البيان"}.
    *
    عند قوله تعالى" وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَىظ° أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ غ—" هود "8"
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (استعمل لفظ"الأمة"في القرآن أربعة استعمالات :
    الأول : هو ما ذكرناه هنا من استعمال الأمة في البرهة من الزمن.
    الثاني : استعمالها في الجماعة من الناس،وهو الاستعمال الغالب،كقوله :" وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ " (..) إلى غير ذلك من الآيات. الثالث : استعمال"الأمة"في الرجل المقتدى به،كقوله تعالى :" إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً"الآية.
    الرابع : استعمال"الأمة"في الشريعة والطريقة،كقوله تعالى:" إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىظ° أُمَّةٍ"الآية.){ جـ 3 ص 17 – 18"أضواء البيان"}.
    *
    عند قوله تعالى:" فَلَمَّا رَأَىظ° أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً غڑ " هود 70
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (والعرب تطلق نكر و أنكر بمعنى واحد،وقد جمعها قول الأعشى :
    وأنكرتني وما كان الذي نكرت من الحوادث إلا الشيب والصلعا
    وروي عن يونس : أن أبا عمرو بن العلاء حدثه : أنه صنع هذا البيت وأدخله في شعر الأعشى. والله أعلم.){ جـ 3 ص 37 "أضواء البيان"}
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    توقفتُ كثيرا عند"وضع"هذا البيت من قبل "جبل" بقامة "أبي عمرو بن العلاء" !!
    ألا يعني وضع هذا البيت بأنه لا يوجد شاهد آخر له في شعر العرب على غزارة ذلك الشعر؟
    وإذا لم تستعمل العرب"نكر"ألا يمكن أن يكون لها مدلول آخر .. لا تعرفه العرب .. مدلول غاص في أعماق سيدنا إبراهيم – عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام – ولا ننسى – وإن نزل القرآن الكريم بلغة العرب – أننا أمام موقف مختلف .. موقف بين"أبي الأنبياء" – عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام – وبين ملائكة .. في صفة رجال .. وحين وُضع لهم الطعام .. ولم يمدوا أيدهم للطعام .. حينها "نكرهم" .. وأوجس منهم خيفة ..
    على كل حال .. سبق أن توقفت متعجبا أيضا مما روي عن أبي عمرو – رحم الله والدي ورحم الشيخ ورحمه - :
    (قال { لعله الفراء : محمود } : وقد كان أبو عمرو بن العلاء يقرأ"إن هذين لساحران"ولستُ أجترئ على ذلك){ ص 15( الصاحبي ) / أحمد بن فارس / تحقيق : السيد أحمد صقر}.


    إلى اللقاء في الحلقة التالية .. إذا أذن الله.

    محمود بن محمد للمختار الشنقيطي المدني

  8. #8
    قبسات من"أضواء البيان .." للإمام الشنقيطي (7)

    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (وقرأ أبو عمرو وابن كثير :" إِلَّا امْرَأَتَكَ غ–"بالرفع على أنه بدل من / "أحد"وعليه فالمعنى : أنه أمر لوطا أن ينهى جميع أهله عن الالتفات،إلا امرأته فإنه أوحى إليه أنها هالكة لا محالة،ولا فائدة في نهيها عن الالتفات لكونها من جملة الهالكين. وعلى قراءة الجمهور { أي بالفتح : محمود} فهو لم يسر بها ،وظاهر قراءة أبي عمرو وابن كثير : أنه أسرى بها والتفتت فهلكت.){ جـ 3 ص 43 – 44"أضواء البيان"}.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    هكذا كتبت الآية " إِلَّا امْرَأَتَكَ غ–"أي بالفتح – كما في المصحف – مع أن الشيخ – رحم الله والديّ ورحمه – كتب"بالضم" .. وهذا ينقلنا إلى قضية أخرى :
    تحدث الدكتور عبد الرحمن الشهري – في إحدى حلقات برنامج"أهل التفسير" – أن ناشري كتب التفسير يعتمدون على "المصحف المطبوع" عند نقل الآيات التي يتم تفسيرها .. وملاحظته ... أن الآية المنقولة أحيانا تكون مختلفة عن كلام المفسر .. سواء تعلق الأمر بحركة – كما في المثال الذي نقلتُه من "أضواء البيان" : فالشيخ يقول "بالضم" والنص بـ"الفتح" كما في المصحف تماما – وأحيانا يتعلق الأمر بفرق أكبر من اختلاف "الحركات" .. وضرب مثلا لذلك ..
    كأن يكون المفسر يتحدث عن قراءة " وانظر إلى العظماء كيف ننشرها" .. بينما تكون الآية مكتوبة كما في المصحف:" غ– وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا "البقرة 259
    على كل حال .. في هذا الكتاب المبارك .. وجدتُ صورا لكتابة الآية كما يتحدث عنها الشيخ – رحم الله والديّ ورحمه – من ذلك،عند قوله تعالى :" فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا " مريم 24 :
    (اعلم أولا : أن في هذا الحرف قراءتين سبعيتين : قرأه نافع وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي "فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا" بكسر الميم على أن"مِنْ" حرف جر،وخفض تاء "تحتِها"لأن الظرف مجرور بـ"مِنْ".وقرأه ابن كثير وأبوعمرو وابن عامر وشعبة عن عاصم ،"فتاداها مَنْ تَحْتَهَا" بفتح ميم"مَن" على أنه اسم موصول هو فاعل نادى،أي نادها الذي تحتها.(..) واعلم أن العلماء مختلفون في هذا المنادي الذي ناداها،المعبَّر عنه في إحدى القراءتين بالضمير،وفي الثانية بالاسم الموصول من هو؟ فقال بعض العلماء : هو عيسى. وقال بعض العلماء : جبريل. (..) قال مقيده – عفا الله عنه وغفر له - : أظهر القولين عندي أن الذي ناداها هو ابنها عيسى ،وتدل على ذلك قرينتان :
    الأولى : أن الضمير يرجع إلى أقرب مذكور إلا بدليل صارف عن ذلك يجب الرجوع إليه،وأقرب مذكور في الآية هو عيسى لا جبريل،لأن الله قال:"فحملته" يعني عيسى"فانتبذت به"أي عيسى. ثم قال بعده :"فنادادها"فالذي يظهر ويتبادر من السياق أنه عيسى.
    والقرينة الثانية : أنها لما جاءت به قومها تحمله،وقالوا لها ما قالوا،أشارت إلى عيسى ليكلموه،كما قال تعالى عنها:" فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ غ– قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا "وإشارتها إليه ليكلموه قرينة على أنها عرفت قبل ذلك أنه يتكلم على سبيل خرق العادة لندائه لها عندما وضعته. وبهذه القرينة الأخيرة استدل سعيد بن جبير في إحدى الروايتين عنه على أنه عيسى ..){ جـ 4 ص 309 – 311"أضواء البيان"}
    *
    عند قوله تعالى:" غ– وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىظ° بُرْهَانَ رَبِّهِ غڑ " في كلام كثير .. من أنه – عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام – قعد منها كذا .. وأن يدا خرجت له من الجدار .. أو رأى أباه – سيدنا يعقوب على نبينا وعليهما الصلاة والسلام – على الجدار .. ومنهم من قال أن رأى على الجدار :" وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا غ– إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا " إلخ.
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (قال مقيده – عفا الله عنه - :
    هذه الأقوال التي رأيت نسبتها إلى هؤلاء العلماء منقسمة إلى قسمين :
    قسم لم يثبت نقله عمن نقل عنه بسند صحيح،وهذا لا إشكال في سقوطه.
    وقسم ثبت عن بعض من ذكر،ومن ثبت عنه منهم شيء من ذلك،فالظاهر الغالب على الظن،المزاحم لليقين : أنه إنما تلقاه عن الإسرائيليات،لأنه لا مجال للرأي فيه،ولم برفع منه قليل ولا كثير إليه صلى الله عليه وسلم.){ جـ 3 ص 80"أضواء البيان"}
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    بعد التعجب من إضاعة الكثير من الوقت .. والورق في سرد قصص لا تنتهي .. ولا تثبت .. ولا يبنى عليهم"حكم" .. بطبيعة الحال مع كامل الاحترام لوجاهت نظرهم – رحم الله والديّ ورحم الشيخ ورحمهم – وأجزل مثبتهم... مع هذا فالتعجب ليس هو سبب اقتباسي لهذه"القبسة" .. بل قول الشيخ – رحم الله والديّ ورحمه - :
    (فالظاهر الغالب على الظن،المزاحم لليقين). هذه عبارة لافتة للنظر .. جدا.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (قال السدي رحمه الله: " يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا "أي: نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ثم ينكرونها،أي يكذبونه وينكرون صدقه){ جـ 3 ص 395 "أضواء البيان"}
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    إي وربي .. أنه- صلى الله عليه وسلم – نعمة كبيرة .. نحمد الله – سبحانه وتعالى – على إرساله – صلى الله عليه وسلم – ونحمد الله – سبحانه وتعالى – ان جعلنا من أمته .. صلى الله عليه وسلم .. نعم تترى.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (قوله تعالى:" مِّن وَرَائِهِ جَهَنَّمُ "الآية. وراء هنا بمعنى أمام كما هو ظاهر،ويدل له إطلاق وراء بمعنى أمام في القرآن وفي كلام العرب،فمنه في القرآن الكريم قوله تعالى:" وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا"أي أمامهم ملك (..) ومن إطلاق وراء بمعنى أمام في كلام العرب قول لبيد :
    أليس ورائي إن تراخت منيتي لزوم العصا تحنى عليها الأصابع
    قول آخر :
    أترجو بنو مروان سمعي وطاعتي وقومي تميم والفلاة ورائيا (..) فوراء بمعنى أمام في الأبيات،وقال بعض العلماء : معنى من ورائه جهنم،أي : من بعد هلاكه جهنم،وعليه فوراء في الآية بمعنى بعد،ومن إطلاق وراء بمعنى بعد قول النابغة :
    حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وليس وراء الله للمرء مذهب
    أي ليس بعد الله مذهب. قاله القرطبي . والأول هو الظاهر وهو الحق){ جـ 3 ص 128 – 129"أضواء البيان"}.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (قوله تعالى:" غ— وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ غ–" ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن الساعة آتية،وأكد ذلك بحرف التوكيد الذي هو"إن"وبلام الابتداء التي تزحلقها إن المكسورة عن المبتدأ إلى الخبر . وذلك يدل على أمرين :
    أحدهما : إتيان الساعة لا محالة.
    والثاني : أن إتيانها أنكره الكفار،لأن تعدد التوكيد يدل على إنكار الخبر،كما تقرر في فن المعاني.){ جـ 3 ص 232 – 233"أضواء البيان"}.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    "تزحلقها"هذه لا فتة أيضا!!
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (قال أبو داود في سننه (..) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من أحب أن يحلق حبيبه من / نار فليحلقه حلقة من ذهب ،ومن أحب أن يطوق حبيبه طوقا من نار فليطوقه طوقا من ذهب،ومن أحب أن يسور حبيبه سوارا من نار فليسوره سوارا من ذهب،ولكن عليكم بالفضة فالعبوا بها"هذا لفظ أبي دود.
    قال مقيده – عفا الله عنه – : الذي يظهر لي – والله أعلم – أن هذا الحديث لا دليل فيه على إباحة الفضة للرجال،ومن استدل بهذا الحديث على جواز لبس الرجال للفضة فقد غلط،بل معنى الحديث : أن الذهب كان حراما على النساء،وأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى الرجال عن تحلية نسائهم بالذهب،وقال لهم : "العبوا بالفضة"أي : حلوا نساءكم منها بما شئتم،ثم بعد ذلك نسخ تحريم الذهب على النساء.
    والدليل على هذا الذي ذكرنا أمور :
    الأول : أن الحديث ليس في خطاب الرجال بما يلبسونه بأنفسهم،بل بما يحلون به أحبابهم،والمراد نساؤهم ..){ جـ 3 ص 296 – 297"أضواء البيان"}.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    كل كلام الحبيب – صلى الله عليه وسلم – يُكتب ب"الذهب" فهو – صلى الله عليه وسلم – "لا ينطق عن الهوى" .. كما أنه – صلى الله عليه وسلم – أعطي جوامع الكلم .. ومع ذلك فوصفه صلى الله عليه وسلم .. نساء الرجل – من زوجة وغيرها – بـ"الحبيبة" .. له وقف لا يخفى.


    إلى اللقاء في الحلقة التالية .. إذا أذن الله.

    محمود بن محمد للمختار الشنقيطي المدني

  9. #9
    قبسات من"أضواء البيان .." للإمام الشنقيطي (8)

    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (والأساطير : جمع أسطورة أو إسطارة،وهي الشيء المسطور في كتب الأقدمين من الأكاذيب والأباطيل. أصلها من سطر،إذا كتب ومنه قوله تعالى:" وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ".
    وقال بعض العلماء الأساطير : الترهات والأباطيل.){ جـ 3 ص 308 – 309"أضواء البيان"}.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (قال مقيده – عفا الله عنه - : هذه النصوص الصحيحة تدل على رفع الإشكال بين الآيات،كما تدل على أن جميع حسنات هذه الأمة في صحيفة النبي صلى الله عليه وسلم،فله مثل أجور جميعهم،لأنه صلوات الله وسلامه- هكذا - هو الذي سن لهم السنن جميعا في الإسلام،نرجو الله له الوسيلة والدرجة الرفيعة،وأن يصلي ويسلم عليه أتم صلاة وأزكى سلام.){ جـ 3 ص 311 – 312"أضواء البيان"}.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    أولا :
    الآيات المشارة لها،قوله تعالى : "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىظ° غڑ" 18 فاطر
    وقوله تعالى : "وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ غ–" 13 عنكبوت.
    ثانيا : أتعجب أحيانا من قول بعضهم أقرأ هذا وأهديه إلى روح النبي – صلى الله عليه وسلم – لعلي علقتُ مرة في"تويتر" : اقرأ لنفسك .. والأجر سيصله إن شاء الله
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (وذكر بعض مكر قوم نوح بقوله :" وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ "الآية
    وبين مكر رؤساء الكفار في قوله:" بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ "الآية. والمكر : إظهار الطيب وإبطان الخبيث،وهو الخديعة .. وقد بين جل وعلا أن المكر السيء لا يرجع ضرره إلا على فاعله،وذلك في قوله:" غڑ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ غڑ ".){ جـ 3 ص 313"أضواء البيان"}.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    توقفت كثيرا عند هذا التعريف :
    (والمكر : إظهار الطيب وإبطان الخبيث)!! في الوقت الذي ذكر الشيخ – رحم الله والديّ ورحمه – في ختام الفقرة قوله تعالى:" غڑ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ غڑ ".ووصف المكر بالسيء هنا يدل على وجود مكر غير سيء .. بل أوضح من ذلك قوله تعالى :" وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ غڑ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ غ– وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ "الأنفال 30
    *

    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    لفظة"جعل"تأتي في اللغة العربية لأربعة معان :
    الأول : بمعنى اعتقد،كقوله تعالى:" وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ "(..) الثاني بمعنى صير كما تقدم في الحجر،كقوله" وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا"(..) الثالث : بمعنى خلق كقوله:" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ غ–"أي : خلق الظلمات والنور.
    الرابع : بمعنى شرع،كقوله :
    وقد جعلت إذا ما قمت يثقلني *ثوبي فأنهض نهض الشارب السكر ..){ جـ 3 ص 347 – 348"أضواء البيان"}.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    هكذا ( كقوله :
    وقد جعلت ...) ولعله خطأ مطبعي .. صوابه :
    كقول الشاعر.. والله أعلم.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (قوله:" مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ "الضمير في" عَلَيْهَا"راجع إلى غير مذكور،وهو الأرض،لأن قوله:" مِن دَابَّةٍ "يدل عليه،لأن من المعلوم : أن الدواب إنما تدب على الأرض. ونظيره قوله تعالى:" مَا تَرَكَ عَلَىظ° ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ"وقوله :" حَتَّىظ° تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ"أي : الشمس ولم يجر لها ذكر،ورجوع الضمير إلى غير مذكور يدل عليه المقام كثير في كلام العرب،ومنه قول حميد بن ثور :
    وصهباء منها كالسفينة نضجت به الحمل حتى زاد شهرا عديدها
    فقوله :"صهباء منها" أي : من الإبل،وتدل له قرينة "كالسفينة"مع أن الإبل لم يجر لها ذكر.){ جـ 3 ص 350 – 351"أضواء البيان"}.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    قوله تعالى:" ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا"لم يبن تعالى في هذه الآية الكريمة متعلق الإذن في قوله:" لَا يُؤْذَنُ "ولكنه بين في"المرسلات"أن متعلق الإذن الاعتذار،أي : لا يؤذن لهم في الاعتذار،لأنهم ليس لهم عذر يصح قبوله،وذلك في قوله :" هَظ°ذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ"){ جـ 4 ص 395"أضواء البيان"}.


    إلى اللقاء في الحلقة التالية .. إذا أذن الله.

    محمود بن محمد للمختار الشنقيطي المدني

  10. #10


    قبسات من"أضواء البيان .." للإمام الشنقيطي (9)
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    وقال سعيد بن منصور في سننه : حدثنا خديج بن معاوية عن أبي إسحاق،عن مرة،عن ابن مسعود قال : من أراد العلم فعليه بالقرآن،فإن فيه خبر الأولين والآخرين .(..) وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه : جميع ما تقوله الأمة شرح للسنة،وجميع شرح السنة شرح للقرآن. ){ جـ 3 ص 404"أضواء البيان"}.
    من الصفحة 406 حتى الصفحة 412 .. حديث طويل عن القرآن وما فيه من"العلم" :
    (وقال ابن برجان :ما قال النبي صلى الله عليه وسلم من شيء فهو في القرآن،أو فيه أصله قرب أو بعد،فهمه من فهم،أو عَمِهَ عنه من عمه ،وكذا كل ما حكم أو قضى به. (..) فاعتنى قوم بضبط لغاته،وتحرير كلماته،ومعرفة مخارج حروفه وعددها،وعدد كلماته وآياته،وسوره وأجزائه،وأنصافه وأرباعه،وعدد سجداته،إلى غير ذلك (..) واعتنى النحاة بالمعرب منه،والمبني من الأسماء والأفعال،والحروف / العاملة وغيرها (..) واعتنى المفسرون بألفاظه،فوجدوا منه لفظا يدل على معنى واحد،ولفظا يدل على معنيين،ولفظا يدل على أكثر ..(..) واعتنى الأصوليون بما فيه من الأدلة العقلية،والشواهد الأصلية والنظرية .(..) وتأملت طائفة معاني خطابه،فرأت منها ما يقتضي العموم،ومنها ما يقتضي الخصوص (..) وتلمحت طائفة ما فيه من قصص القرون السابقة،والأمم الخالية (..) وتنبه آخرون لما فيه من الحكم والأمثال،والمواعظ التي تقلقل / قلوب الرجال.(..) واستنبط قوم مما فيه من أصول التعبير،مثل ما ورد في قصة يوسف : من البقرات السمان (..) وسموه "تعبير الرؤيا" واستنبطوا تفسير كل رؤيا من الكتاب.(..) وأخذ قوم مما في آيات المواريث من ذكر السهام وأربابها،وغير ذلك "علم الفرائض"(..) ونظر قوم إلى ما فيه من الآيات الدالات على الحكم الباهرة في الليل والنهار.(..) ونظر الكتاب والشعراء إلى ما فيه من جزالة اللفظ (..) ونظر فيه أرباب الإشارات أصحاب الحقيقة فلاح لهم من ألفاظه معان ودقائق (..) وقد احتوى على علوم أخر من علوم الأوائل،مثل : الطب والجدل،والهيئة،والهندسة،والجبر والمقابلة،والنجامة،وغير ذلك .(..) أما الطب : فمداره على حفظ الصحة،واستحكام القوة،وذلك إنما يكون باعتدال المزاج تبعا للكيفيات المضادة" وَكَانَ بَيْنَ ذَظ°لِكَ قَوَامًا" (..) ثم زاد على طب الأجساد بطب القلوب،وشفاء الصدور (..) وأما الهيئة : ففي تضاعيف سوره من الآيات التي ذكر فيها من ملكوت السموات والأرض (..) وأما الهندسة ففي قوله تعالى:" انطَلِقُوا إِلَىظ° ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ لَّا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ "فإن فيه قاعدة هندسية،وهو أن الشكل المثلث لا ظل له.
    وأما الجدل : فقد حوت آياته من البراهين والمقدمات والنتائج،والقول بالموجب،والمعارضة،وغير ذلك (..) وأما الجبر والمقابلة : فقد قيل : إن أوائل السور ذكر عدد وأعوام وأيام لتواريخ أمم سالفة،وإن فيها تاريخ بقاء هذه الأمة (..) وفيه من أصول الصنائع،وأسماء الآلات التي تدعو الضرورة إليها : فمن الصنائع الخياطة في قوله تعالى:" وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ" الآية. والحدادة في قوله تعالى:" آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ غ–"(..) والنجارة " أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ". والغزل :" نَقَضَتْ غَزْلَهَا"(..) والنسج (..) والفلاحة (..) والصيد (..) والغوص (..) والصياغة (..) والزجاجة (..) والفخارة (..) والملاحة (..) والكتابة (..) والخبز والطحين (..) والطبخ ..(..) وفيه من أسماء الآلات ،وضروب المأكولات والمشروبات (..) وجميع ما وقع ويقع في الكائنات = ما يحقق معنى قوله :" غڑ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ غڑ" انتهى كلام المرسي ملخصا مع زيادات){ جـ 3 ص ص 406 – 412"أضواء البيان}
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    تعجبت من عدم تعليق "الشيخ"- رحم الله والديّ ورحمه – على الكلام الذي نقله عن"المرسي" أقصد "اصحاب الحقيقة" :
    (ونظر فيه أرباب الإشارات أصحاب الحقيقة فلاح لهم من ألفاظه معان ودقائق)!!
    هذا في الهامش .. أما المتن .. فإنه"القرآن" .. كلام الله – سبحانه وتعالى – الذي لا تنتهي عجائبه .. ولا تنقضي .. إلخ.
    بالنسبة لي – كهاوي قراءة – كنتُ أسأل عن وجود كتب تحصي كلمات القرآن؟ : كلمة وردت مرة واحدة .. في القرآن كله .. وكلمة وردت مرتين .. وهكذا.
    وإن كنتُ – للأسف الشديد ولأسباب كتبت عنها،لم أحفظ القرآن الكريم : ملخص ما حصل : كنت – في سن الخامسة - أحفظ بمجرد السماع . . ثم مسحت ذاكرتي .. لعمين تقريبا والحمد لله على كل حال – لا أذكر أنني قرأت في القرآن مفردة"حنان" غير تلك التي في سورة "مريم" :
    "وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً غ– "
    وكذلك مفردة"راغ" لا أذكر أنها مرت عليّ غير مرتين .. وعلى لسان سيدنا إبراهيم – عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام – وهذا هو سبب طرحي السؤال السابق.
    بالنسبة لي – كهاوي قراءة – تخطر في بالي أمور .. بطبيعة الحال .. هذا لا علاقة له بالتفسير ولا بالقرآن الكريم .. ولكنها "خواطر" .. تقفز إلى ذهني .. مثلا :
    حين أقرأ قوله تعالى " وَإِذْ قَالَ مُوسَىظ° لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً غ– قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا غ– قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ " البقرة 67،إلى قوله تعالى :" وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا غ– وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ "البقرة 72
    القصة تقول،كما رواها"السدي" : (كان رجل من بني إسرائيل ثري،وعنده مال كثير،وكانت له ابنة،وكان له ابن أخ محتاج،فطلب ابن أخيه خطبة ابنته فأبى أن يزوجه إياها،فغضب الفتى،وقال : والله لأقتلن عمي،ولآخذن ماله،ولأنكحن ابنته،ثم أطلب ديته ).. وقد قتل الفتى عمه،بعد أن طلب منه أن يرافقه إلى "تجار"يريد الفتى التعامل معهم .. ومرافقة عمه ستساعده،وافق العم .. وفي الطريق غدر به الفتى،وعاد إلى منزله .. ثم عاد إلى مكان الجريمة .. فوجد بعض "السبط" الذين قتله عمه بقربهم،مجتمعين حول الجثة .. فاتهمهم بقتل عمه .. وطلب منهم دية عمه .. وانتهى الأمر بذهابهم إلى سيدنا موسى – عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام – فقال لهم .. "إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة" .. إلخ.
    وهكذا قدم القرآن الكريم .. طلب ذبح "بقرة" .. وبعد تعنت اليهود المعروف .. ذبحوا"البقرة"..
    الخاطرة :
    وهناك قضية أدبية معروفة عن أحد مشاهير الأدب الفرنسي .. أنه يقدم "النتيجة"على"السبب" .. تذكرتُ هذا فقط.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (إن قريشا لما غلبوا النبي صلى الله عليه وسلم واستعصوا عليه قال:"اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف"..){ جـ 3 ص 447"أضواء البيان"}.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    كنتُ أحسب أن عبارة"غلبه"كذا .. بمعنى أعجزه .. واستعصا عليه .. من لهجة الشناقطة .. لا من الفصيح !!
    *
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    (وقد اختلف العلماء في التمتع بالزوجة : هل هو قوت؟ أو تفكه؟ وأجرى المالكية على هذا الخلاف حكم إلزام الابن بتزويج أبيه الفقير،قالوا : فعلى أن النكاح قوت فعليه تزوجيه،لأنه من جملة القوت الواجب له عليه،وعلى أنه تفكه لا جيب عليه ..){ جـ 3 ص 499"أضواء البيان"}.
    *
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    عند قوله تعالى :
    "وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ غ– وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا " الإسراء 11
    (الوجه الثاني في تفسير الآية : أن الإنسان كما يدعو بالخير فيسأل الله الجنة،والسلامة من النار،ومن عذاب القبر،كذلك قد يدعو بالشر فيسأل الله أن ييسر له الزنى بمعشوقته،أو قتل مسلم هو عدو له ونحو ذلك. ومن هذا القبيل قول ابن جامع :
    أطوف بالبيت فيمن يطوف وأرفع من مئزري المسبل
    وأسجد بالليل حتى الصباح وأتلو من المحكم المنزل /
    عسى فارج الهم عن يوسف يسخر لي ربة المحمل ..){ جـ 3 ص 543 – 544"أضواء البيان"}.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    "الله لا يبلانا" .. حسب التعبير الدارج.



    إلى اللقاء في الحلقة التالية .. إذا أذن الله.

    محمود بن محمد للمختار الشنقيطي المدني


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •