منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 21 إلى 23 من 23
  1. #21
    قبسات من"أضواء البيان .." للإمام الشنقيطي (18)
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (وقوله تعالى:" ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ "الآية.
    وقد قدمنا الكلام على هذا،في سورة بني إسرائيل،في الكلام على قوله تعالى:" لَّا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولًا ".
    وبينا أن من أصرح الأدلة القرآنية الدالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب بخطاب، والمراد بذلك الخطاب غيره،يقينا،قولَه تعالى :" ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا "الآية،ومن المعلوم أن أباه صلى الله عليه وسلم توفي قبل ولادته،وأن أمه ماتت وهو صغير،ومع ذلك فإن الله يخاطبه بقوله تعالى : إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا "،ومعلوم أنه لا يبلغ عنده الكبر أحدهما،ولا كلاهما،لأنهما قد ماتا قبل ذلك بزمان.
    فتبين أن أمره تعالى لنبيه ونهيه له في قوله تعالى:" فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ "الآية،إنما يراد به التشريع على لسانه لأمته،ولا يراد به هو نفسه صلى الله عليه وسلم.){ جـ 7 ص 28"أضواء البيان"}.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (قوله تعالى:" وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ "أوضح جل وعلا أن الذي في هذه الآية بمعنى الذين،في القرآن وفي كلام العرب،فمن أمثلة ذلك في القرآن قوله تعالى في آية الزمر هذه : /" وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ "الآية،وقوله تعالى في سورة البقرة :"مثلهم كمثل الذي استوقد نارا"أي الذين استوقدوا،بدليل قوله بعده :"ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون"(..) ونظيره من كلام العرب قول أشهب بن رميلة :
    وإن الذي حانت بفلج دماؤهم هم القوم كل القوم يا أم خالد
    وقول عديل بن الفرخ العجلي :
    فبت أساقي القوم إخوتي الذي غوايتهم غيُّ ورشدهم رشد ){ جـ 7 ص 59 – 60"
    أضواء البيان"}

    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (قوله تعالى :" فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ "

    الصرصر : وزنه بالميزان الصرفي"فعفل"،وفي معنى الصرصر لعلماء التفسير وجهان معروفان :
    أحدهما : أن الريح الصرصر هي الريح العاصفة الشديدة الهبوب،التي يسمع لهبوبها صوت شديد،وعلى هذا،فالصرصر من الصرة،التي هي الصيحة المزعجة .
    ومنه قوله تعالى :"فأقبلت امرأته في صرة"أي في صيحة،ومن هذا المعنى : صرير الباب والقلم،أي صوتهما.
    / الوجه الثاني : أن الصرصر من الصر الذي هو البرد الشديد المحرق،ومنه على أصح التفسيرين قوله تعالى :"كمثل ريح فيها صر"الآية. أي فيها برد شديد محرق،ومنه قول حتام الطائي:
    أوقد فإن الليل ليل قر والريح يا واقد ريح صر
    علَّ يرى نارك من يمر إن جلبت ضيفا فأنت حر (..) والأظهر أن كلا القولين صحيح،وأن الريح المذكورة جامعة بين الأمرين،فهي عاصفة شديدة الهبوب،باردة شديدة البرد.){ جـ 7 ص 130 – 131"أضواء البيان"}.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (وقوله :"لا يغني" أي لا ينفع. والظاهر أن أصله من الغَناء،بالفتح والمد،وهو النفع.
    ومنه قول الشاعر :
    وقل غناء عنك مال جمعته إذا صار ميراثا وواراك لا حدُ
    فقوله : "قل غناء"أي قل نفعا. وقول الآخر :
    قل الغناء إذا لاقى الفتى تلفا قول الأحبة لا تبعد وقد بعدا
    فقوله:" الغناء"أي النفع.(..) وأما الغِناء،بالكسر والمد،فهو الألحان المطربة ){ جـ 7 ص 370"أضواء البيان"}
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    في"الأشرطة"التي سُجلت عليها دروس الشيخ – رحم الله والديّ ورحمه – وعند ذكر هذه المادة – والعهدة على الذاكرة – قال :
    (المطرب الخبيث)!!
    أكمل كلام الشيخ – رحم الله والديّ ورحمه- عن هذه"المادة" :
    (وأما الغِنى بالكسر والقصر،فهو ضد الفقر.
    وأما الغَنَى،بالفتح والقصر،فهو الإقامة،من قولهم : غَنِي بالمكان،بكسر النون،يَغْنَى،بفتحها،غَنًى،بفتحتين،إذا أقام به.
    ومنه قوله تعالى:"كأن لم تغن بالأمس"،وقوله تعالى :"كأن لم يغنوا فيها"
    وأما الغُنَى،بالضم والقصر،فهو جمع غُنية وهي ما يستغنى به الإنسان.
    وأما الغُناء،بالمد والضم،فلا أعلمه في العربية.){ جـ 7 ص 370 – 371"أضواء ابيان"}.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (قوله تعالى :"ياقومنا أجيبوا داعي الله وءامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب اليم".
    منطوق هذه الآية أن من أجاب داعي الله محمدا صلى الله عليه وسلم وآمن به،وبما جاء به من الحق غفر الله له ذنوبه،وأجاره من العذاب الأليم،ومفهومها،أعني مفهوم مخالفتها،المعروف بدليل الخطاب،أن من لم يجب داعي الله من الجن ولم يؤمن به لم يغفر له،ولم يجره من عذاب أليم،بل يعذبه ويدخله النار،وهذا المفهوم جاء مصرحا به مبينا في آيات اخر،كقوله تعالى :"وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين"(..) / أما دخول المؤمنين المجيبين داعي الله من الجن الجنة،فلم تتعرض له الآية الكريمة بإثبات ولا نفي،وقد دلت آية أخرى على أن المؤمنين من الجن يدخلون الجنة،وهي قوله تعالى في سورة الرحمن :"ولمن خاف مقام ربه جنتان * فبأي ءالآء ربكما تكذبان"وبه تعلم أن ما ذهب إليه بعض أهل العلم،قائلين إنه يفهم من هذه الآية،من أن المؤمنين من الجن لا يدخلون الجنة،وأن جزاء إيمانهم وإجابتهم داعي الله هو الغفران وإجارتهم من العذاب الأليم فقط،كما هو نص الآية،كله خلاف التحقيق.){ جـ 7 ص 427 – 428"أضواء البيان"}.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    قول بعض أهل العلم أن المؤمنين من"الجن"لا يدخلون الجنة .. بل تُغفر ذنوبهم فقط .. من أعجب العجب!!
    أولا : يوم القيامة لا توجد إلا الجنة أو النار .. أو التحول إلى تراب .. وهو مصير البهائم غير المكلفة .. فهل قال هؤلاء بفناء صالحي الجن!!
    ثانيا : ربنا سبحانه وتعالى أعدل .. بل هو"العدل"سبحانه وتعالى ..فكيف يُعذب عصاة أو كفار الجن فيدخلهم النار .. ثم لا يكافئ صالحي الجن .. بنقيض ذلك .. فيدخلهم الجنة!!
    ثالثا : أليس من الوارد – أسوة بالإنس – أن من الجن من قد تكون سيئاته أكثر من حسناته .. مع أنه موحد .. فيكون جزاءه أن يدخل النار .. ثم يُخرج منها برحمة الله تعالى .. كما يحصل مع عصاة الإنس الذين زادت سيئاتهم عن حسناتهم ؟ .. فما مصر هؤلاء؟ والله أعلم.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (قوله تعالى :" ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ".
    قد بين تعالى في سورة البقرة أن الثمار التي يرزقها أهل الجنة يشبه بعضها بعضا في الجودة والحسن والكمال،ليس فيها شيء رديء،وذلك في قوله تعالى :" ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا ۙ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ".){ جـ 7 ص 454 - 455"أضواء البيان}.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    توقفتُ كثيرا عند قول الشيخ – رحم الله والديّ ورحمه – عن فاكهة الجنة :"ليس فيها شيء رديئ": فهل الرداءة في الدنيا هي التي تميز شيئا عن شيء؟
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (قال الإمام أبو عمر بن عبد البر رحمه الله في جامعه :
    أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن،قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد القاضي المالكي،قال : حدثنا موسى بن إسحاق،قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر،قال : حدثنا معن بن عيسى،قال : سمعت مالك بن أنس يقول : إنما أنا بشر أخطئ وأصيب،فانظروا في رأيي،فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به،وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه.ا هـ محل الغرض منه بلفظه.
    فمالك رحمه الله مع علمه وجلالته وفضله،يعترف بالخطأ وينهى عن القول بما خالف الوحي من رأيه.
    فمن كان مالكيا فليتمثل قول مالك ولا يخالفه بلا مستند.){ جـ 7 ص 573"أضواء البيان"}.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    كأني بالشيخ – رحم الله والديّ ورحمه – ينبه بعض إخواننا من"المالكية"الذين يتعصبون لكل ما جاء عن الإمام مالك – رحم الله والدي ورحم الشيخ ورحمه - وإن خالف حديثا صحيحا: مثل مسالة القبض في الصلاة !
    وقد ذكر لي أخي الدكتور المرابط بن المجتبى – ذات حوار- أن أحدهم قال،ما معناه : إن مالكا نقل حدث القبض في"الموطئ" ليقول لكم أنه يعرف الحديث!!
    وكأن القائل – غفر لله لنا جميعا وله – يتمسك بقول الإمام مالكا .. ويترك كلام المعصوم المشرع – صلى الله عليه وسلم – بل ويترك كلام الإمام مالك نفسه : بعدم الأخذ بكلامه إذا عارض كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهذا هو التعصب .. أجارنا الله جميعا منه.


    إلى اللقاء في الحلقة القادمة .. إذا أذن الله.


    محمود بن محمد للمختار الشنقيطي المدني :
    رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي

  2. #22

    قبسات من"أضواء البيان .." للإمام الشنقيطي (19)
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (قال الإمام أبو عمر بن عبد البر رحمه الله في جامعه :
    وذكر محمد بن حارث في أخبار سحنون بن سعيد عن سحنون،قال : كان مالك بن أنس وعبد العزيز بن أبي سلمة ومحمد بن إبراهيم بن دينار وغيرهم يختلفون إلى ابن هرمز،فكان إذا سأله مالك وعبد العزيز أجابهما،وإذا سأله محمد بن إبراهيم بن دينار وذووه لم يجبهما.
    /فقال له : يسألك مالك وعبد العزيز فتجيبهما،وأسألك أنا وذوي فلا تجيبنا؟
    فقال : أوقع ذلك يا ابن أخي في قلبك؟
    قال : نعم.
    فقال له : إني قد كبرت سني ورقَّ عظمي،وأنا أخاف أن يكون خالطني في عقلي مثل الذي خالطني في بدني،ومالك وعبد العزيز عالمان فقيهان،إذا سمعا مني حقا قبلاه،وإذا سمعا خطأ تركاه،وأنت وذووك ما أجيبكم به قبلتموه.
    قال محمد بن حارث : هذا والله هو الدين الكامل،والعقل الراجح،لا كمن يأتي بالهذيان،ويريد أن ينزل من القلوب منزلة القرآن. ا هـ منه.){ جـ 7 ص 575 – 576 "أضواء البيان"}.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (المسالة الثانية :وهي من أهم المسائل: اعلم أنه يجب على كل إنسان أن يميز بين حقوق الله تعالى التي هي من خصائص ربوبيته،التي لا يجوز صرفها لغيره،وبين حقوق خلقه،كحق النبي صلى الله عليه وسلم،ليضع كل شيء في موضعه،على ضوء ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في هذا القرآن العظيم والسنة الصحيحة.){ جـ 7 ص 654"أضواء البيان"}.
    وبعد إيراد الكثير من الآيات التي تؤكد حقوق الله – سبحانه وتعالى – الخاصة بهذه تعالى .. مثل :
    قوله تعالى :"أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء .."
    وقوله تعالى :"أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها انهارا .."
    وقوله تعالى :"أمن يجيب المضطر إذا دعاه "
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (واعلم أن كل عاقل إذا رأى متدينا في زعمه،مدعيا حب النبي صلى الله عليه وسلم،وتعظيمه،وهو يعظم النبي صلى الله عليه وسلم ويمدحه بأنه هو الذي خلق السماوات والأرض (..) فإن ذلك العاقل لا يشك في أن ذلك المادح المعظم في زعمه من أعداء الله ورسوله المتعدين لحدود الله.
    وقد علمت من الآيات المحكمات أنه لا فرق بين ذلك وبين إجابة المضطرين وكشف السوء عن المكروبين.
    /فعلينا معاشر المسلمين أن ننتبه من نومة الجهل،وأن نعظم ربنا بامتثال أمره واجتناب نهيه،وإخلاص العبادة له،وتعظيم نبينا صلى الله عليه وسلم باتباعه والاقتداء به تعظيم الله والإخلاص له والاقتداء به في كل ما جاء به،وألا نخالفه صلى الله عليه وسلم ولا نعصيه،وألا نفعل شيئا يشعر بعدم التعظيم والاحترام،كرفع الأصوات قرب قبره صلى الله عليه وسلم.
    وقصدنا النصيحة والشفقة لإخواننا المسلمين،ليعملوا بكتاب الله،ويعظموا نبيه صلى الله عليه وسلم تعظيم الموافق لما جاء به صلى الله عليه وسلم،ويتركوا ما يسميه الجهلة محبة وتعظيما (..) واعلم ايضا رحمك الله : أنه لا فرق بين ما ذكرنا من إجابة المضطر وكشف السوء عن المكروب،وبين تحصيل المطالب التي لا يقدر عليها إلا الله،كالحصول على الأولاد والأموال وسائر أنواع الخير. ){ جـ 7 ص 661 – 662"أضواء البيان"}.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    كأني بأحرف الشيخ – رحم الله والديّ ورحمه – تبكي حال الأمة .. وقد ذكرني هذا بما كتبه الشيخ"الولاتي" – وهو "تيجاني "قح!! – عن"الأقطاب" عن"المتصوفة" :
    (بخلاف ما يدعيه جهلة المتصوفة في القطب فإنهم يدعون أنه هو المدبر لأمر السماء والأرض ومن فيهما وما فيهما،وأنه لولاه لسقطت السماء على الأرض. ومعلوم ضرورة أن الله عز وجل لم يكلفه بذلك قطعا. بل لم يرد في الكتاب ولا في السنة أنه تعالى كلف مرسلا أو نبيا أو ملكا مقربا بأمر السماء والأرض ومن فيهما بدليل قوله تعلى حكاية عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين "وما أدري ما يُفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إليَّ" { الآية 9 من سورة الأحقاف} (..) فمن ادعى أن القطب هو المدبر لأمر السماء والأرض وما فيهما فقد افترى على الله فِرية عظيمة يُخاف عليه من الكفر – أعاذنا الله منه – بسببها){ ص 320}.
    ويُكمل ..(وقد حمل بعض الجهلة من المتصوفة المدبرات في قوله تعالى"والمدبرات أمرا"على النفوس الفاضلة بعد مفارقتها لأبدانها بالموت،أي نفوس الأولياء فقالوا هي المدبرة لما يكون غي عالم الكون،وهذا أيضا كالقول في القطب فهو أيضا ضلال مبين){ص 322 - 323}.
    (الرحلة الحجازية ) / محمد يحيى الولاتي / تحقيق : الدكتور محمد حجي / دار الغرب الإسلامي / الطبعة الثانية 2009 }
    وهذا يتجلي فيما كتبه الأستاذ محمذن المحبوبي،وهويتحدث عن "المرابط الوداني"،وتسير "الوداني"لسبب سقوط الجزائر في أيدي الفرنسيين،وذلك :
    (بسبب تخلي ديوان الأولياء عن حمايتهم لأن أهلها – أي أهل الجزائر : محمود – تعدوا حدود الله ونكبوا صراط الشرع يقول :
    "إن ديوان الأولياء اجتمعوا وقالوا نريد أن نأخذ الجزائر من أيدي المسلمين لأنهم طغوا وتعدوا حدود الله حتى برأ منهم وصيهم في الولاية سيدي عبد الرحمن الثعالبي.){ ص 110(أدب الرحلة في بلاد شنقيط خلال القرنين الثالث والرابع عشر الهجريين "18 / 19م"/ محمذن بن أحمد بن المحبوبي / جامع محمد الخامس}
    والعبارة المستعملة : "خذوا الجزائر من أدي الفجار وسلموها للكفار"!!
    والحق سبحانه وتعالى يقول "كل يوم هو في شأن" .. ولدى هؤلاء القوم "ديوان الأولياء"يجتمع .. ويقرر في شأن الكون!! إلى الله المشتكى.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (وقد أطلق جل وعلا اسم الحديث على القرآن في قوله هنا :"فليأتوا بحديث مثله"،كما أطلق عليه ذلك في قوله :"الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها" الآية،وقوله تعالى :"ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه" الآية.):{ جـ 7 ص 737"أضواء البيان"}.
    *
    كتب الشيخ - رحم الله والديّ ورحمه - عند قوله تعالى :"وأعطى قليلا وأكدى" :
    (وقوله :"أعطى قليلا"قال بعضهم : قليلا من المال. وقال بعضهم : أعطى قليلا من الكلام الطيب. وقوله :/"وأكدى"أي قطع ذلك العطاء ولم يتمه،وأصله من أكدى صاحب الحَفْر،إذا انتهى في حفره إلى صخرة لا يقدر على الحفر فيها،وأصله من الكدية وهي الحجارة تعترض حافر البئر ونحوه فتمنعه الحفر.){ جـ 7 ص 751"أضواء البيان"}.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    يسمي الشناقطة .. الجبل من حيثُ هو "كَدْيَهْ"
    *
    كتب الشيخ - رحم الله والديّ ورحمه - :
    (قدمنا الآيات الموضحة له في .. ){ جـ 7 ص 765"أضواء البيان"}
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    لعل العبارة السابقة هي الأكثر تكرارا في الجزء السابع .. فقد وردت في الصفحة المشار إليها .. 4 مرات، كما وردت أكثر من عشر مرات .. في هذه السورة الكريمة،وهي سورة القمر.


    إلى اللقاء في الحلقة القادمة .. إذا أذن الله.


    محمود بن محمد للمختار الشنقيطي المدني :
    رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي



    ...

  3. #23
    قبسات من"أضواء البيان .." للإمام الشنقيطي 20 – 20 "الأخيرة"
    *كتب الشيخ - رحم الله والديّ ورحمه - :(وقوله :"والنخل ذات الأكمام"ذات أي صاحبة،والأكمام جمع كِم،بكسر الكاف،وهو ما يظهر من النخلة في ابتداء إثمارها،شبه اللسان ثم ينفتح عن النَّوْر. وقيل : هو ليفها. واختار ابن جرير شموله للأمرين.){ جـ 7 ص 790"أضواء البيان"}.*كتب الشيخ - رحم الله والديّ ورحمه - :عند قوله تعالى :"والأرض وضعها للأنام * فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام * والحب ذو العصف والريحان":(أخذ بعض علماء الأصول من هذه الآية الكريمة وأمثالها من الآيات،كقوله تعالى :"هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا"أن الأصل فيما على الأرض الإباحة حتى يرد دليل خاص بالمنع،لأن الله امتن على الأنام بأنه وضع لهم الأرض،وجعل لهم فيها أرزاقهم من القوت والتفكه (..)،ومعلوم أنه جل وعلا لا يمتن بحرام،إذ لا منة في شيء محرم.(..) وفي هذه المسألة قولان آخران :احدهما : أن الأصل فيما على الأرض التحريم حتى يدل دليل على الإباحة / واحتجوا لهذا بأن جميع الاشياء مملوكة لله جل وعلا،والأصل في ملك الغير منع التصرف فيه إلا بإذنه،وفي هذا مناقشات معروفة في الأصول،ليس هذا محل بسطها.القول الثاني : هو الوقف وعدم الحكم فيها بمنع ولا إباحة حتى يقوم الدليل.(..) قال مقيده عفا الله عنه وغفر له : الذي يظهر لي صوابه في هذه المسألة هو التفصيل،لأن الأعيان التي خلقها الله في الأرض للناس بها ثلاث حالات :الأولى : أن يكون فيها نفع لا يشوبه ضرر،كأنواع الفواكه وغيرها.الثانية : أن يكون فيها ضرر لا يشوبه نفع،كأكل الأعشاب السامة القاتلة.الثالثة : أن يكون فيها نفع من جهة وضرر من جهة أخرى.فإن كان فيها نفع لا يشوبه ضرر،فالتحقيق حملها على الإباحة حتى يقوم دليل على خلاف ذلك،لعموم قوله : "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا"،وقوله :"والأرض وضعها للأنام"الآية.وإن كان فيها ضرر لا يشوبه نفع،فهي على التحريم،لقوله صلى الله عليه وسلم :"لا ضرر ولا ضرار".وإن كان فيها نفع من جهة وضرر من جهة أخرى،فلها ثلاث حالات :الأولى : أن يكون النفع أرجح من الضرر.والثانية : عكس هذا ./والثالثة : أن يتساوى الأمران.فإن كان الضرر أرجح من النفع أو مساويا له،فالمنع،لحديث "لا ضرر ولا ضرار"،ولأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. وإن كان النفع أرجح،فالأظهر الجواز،لأن المقرر في الأصول أن المصلحة الراجحة تقدم على المفسدة المرجوحة،(..) وهذا التفصيل الذي اخترنا،قد أشار إليه صاحب مراقي السعود بقوله :والحكم ما به يجيء الشرع وأصل كل ما يضر المنع.){ جـ 7 ص 792 – 795"أضواء البيان"}.*كتب الشيخ - رحم الله والديّ ورحمه - : (*قوله تعالى :"يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان"(..) اعلم أن جماعة من أهل العلم قالوا : إن المراد بقوله في هذه الآية :"يخرج منهما"أي من مجموعهما الصادق بالبحر الملح،وأن الآية من إطلاق المجموع وإرادة بعضه،وأن اللؤلؤ والمرجان لا يخرجان إلا من البحر الملح وحده دون العذب.وهذا القول الذي قالوه في هذه الآية مع كثرتهم وجلالتهم لا شك في بطلانه،لأن الله صرح بنقيضه في سورة فاطر،ولا شك أن كل ما ناقض القرآن فهو باطل،وذلك في قوله تعالى:"وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا و تستخرجون حلية تلبسونها" فالتنوين في قوله : ( من كلٍ ) تنوين عوض،أي من كل واحد من العذب والملح تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها،وهي اللؤلؤ و المرجان،وهذا مما لا نزاع فيه { في الهامش : هذا الاستنتاج الذي توصل إليه فضيلة الوالد رحمه الله،يعتبر فتحا من الله،لأنه توصل إليه استنتاجا،فجاء الواقع يشهد بذلك،وإن لم يطلع عليه رحمه الله،مما يلزم التعليق والتنبيه عليه.وذلك أنه قد ثبت وجود اللؤلؤ في الماء العذب كما ذهب إليه رحمه الله،كما جاء في دائرة معارف الشعب المصرية عدد 73 صحيفة 537 ){ جـ 7 ص 799 – 800"أضواء البيان}.قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :توقفتُ عند عبارة"استنتاج"هذه!وتعجبتُ كيف صرف الله – سبحانه وتعالى – كثيرا من أفاضل العلماء – أو حسب نص كلام "الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :" مع كثرتهم وجلالتهم" - عن هذه الآية الواضحة .. فقطعا هم يعرفون هذه الآية الكريمة .. ويعرفون أن التنوين في الآية الكريمة "تنوين عوض".. إلخسبحان الله تذكرتُ ما نقله الشيخ سعيد الكملي – حفظه الله – عن الشيخ"ابن أبي جمرة" : الأندلسي المالكي. بعد أن بسط القول في الخلاف حول تحية المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب .. ختم بالإشارة إلى زيادة في صحيح مسلم :"إذا دخل أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما" ثم قال :( وهذا إن صح نص صريح لا يحتمل التأويل. وما ذكرنا أولا ظاهر الحديث وعارضناه بالثاني { أي بسطه للخلاف الفقهي بأدلته } إلا تأدبا مع من تقدمنا فإنهم رضي الله عنهم لهم الفضل علينا ولا ينبغي لأحد أن يجحد فضلهم علينا فإن ذلك غباوة وجهالة . على أنه فُتح لبعض من تأخر أكثر مما فُتح على بعض من تقدم . وليس ذلك مما يخل بجلالة منصبهم وإنما ذلك من طريق المن من المولى العليم. ليُبقي لمنكسر القلب بالتأخير شيئا يجبر به كسره.){ من درس للشيخ الحافظ"سعيد الكَمَلِي،حفظه الله}نعم. إنه فَتْحٌ فَتَحَ الله – سبحانه وتعالى – به على الشيح "الأمين"رحم الله والديّ ورحمه .. وجبر به كسر تأخره .. ونسأل الله تعالى أن يرفع به قدره .. ويثقل به ميزانه،يوم القيامة.*كتب الشيخ - رحم الله والديّ ورحمه - :(*قوله تعالى :"وكنتم أزواجا ثلاثة"أي صرتم أزواجا ثلاثة،والعرب تطلق كان بمعنى صار،ومنه :"ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين"أي فتصيرا من الظالمين. ومنه قول الشاعر :بتيهاء قفر والمطي كأنها قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها ){ جـ 7 ص 819 – 820 "أضواء البيان"}.*كتب الشيخ - رحم الله والديّ ورحمه - :عند قوله تعالى :"إنهم كانوا قبل ذلك مترفين "(وقد قدمنا أن القرآن دل على أن الترف والتنعم والسرور في الدنيا من أسباب العذاب يوم القيامة،لأن صاحبه معرض عن الله لا يؤمن به ولا برسله،كما دلت عليه الآية الكريمة.){ جـ 7 ص 832"أضواء البيان"}.قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :تبادر إلى ذهني قوله تعالى،في سورة الأحقاف :" وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ "كما تبادر إلى ذهني هذا السؤال :القول أن "الترف والتنعم والسرور من أسباب العذاب" : هل هو مع "الشهادتين"؟كما تمنيتُ لو أن الشيخ – رحم الله والديّ ورحمه – وسع الكلام عن "الترف" وحده .. والعلاقة بينه وبين "الثراء"،وقد كان بعض سادتنا الصحابة – رضي الله عنهم – من الأثرياء؟وإن كان لا يخفى ما قد .. نعم. قد يجر إليه "الترف"من الكسل .. مع كثرة المآكل والمشارب والتنعم. والله أعلم.*كتب الشيخ - رحم الله والديّ ورحمه - : (وقد قدمنا أن إضافة الشيء إلى نفسه مع اختلاف اللفظين أسلوب عربي،وذكرنا كثرة وروده في القرآن وفي كلام العرب،ومنه في القرآن قوله تعالى :"ولدار الآخرة"والدار هي الآخرة،وقوله "ومكر السيئ"والمكر هو السيئ،بدليل قوله بعده :"ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله"،وقوله : "من حبل الوريد"والحبل هو الوريد،وقوله :"شهر رمضان"والشهر رمضان.){ جـ 7 ص 853 – 854"أضواء البيان"}.قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :مرة أخرى .. تبارد إلى ذهني قوله تعالى :"غڑ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ غ– وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ "الأنفال 30*كتب الشيخ - رحم الله والديّ ورحمه - :عند قوله تعالى :"ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله "(وقوله : ( يأنى ) هو مضارع أنى يأنى إذا جاء إناه أي وقته،ومنه قول كعب بن مالك رضي الله عنه :
    ولقد أنى لك أن تناهى طائعا أو تستفيق إذا نهاك المرشد
    / فقوله " أنى لك أن تناهى طائعا"أي جاء الإناه الذي هو الوقت الذي تتناهى فيه طائعا،أي حضر وقت تناهيك.ويقال في العربية : آن يئين،كباع يبيع،وأنى يأني كرمى يرمي،وقد جمع اللغتين قول الشاعر :
    ألما يئن لي أن تجلى عمايتي وأقصر عن ليلى بلى قد أنى ليا
    والمعنى على كلا القولين : أنه حان للمؤمنين،وأنَى لهم أن تخشع قلوبهم لذكر الله،أي جاء الحين والأوان لذلك،لكثرة ما تردد عليهم من زواجر القرآن ومواعظه .){ جـ 7 ص 869"أضواء البيان"}.وبعد .. أنى .. وآنَ .. وحانَ .. لسفينة هذه"القبسات"أن تستوي على"جوديها" ..لستُ من أهل العلم الشرعي – للأسف الشديد – لكنني .. قد طاقتي .. "هززت"لكم نخلة هذا الكتاب المبارك إن شاء الله .. فالسَّاقط من ثماره ما السَّاقط .. فجمعتُ من أعنابه .. وتينه .. وزيتونه .. ما استطعت . .وبعد .. رحم الله والديّ ورحم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي .. وجزاه الله خير الجزاء ..وجزا الله خيرا القائمين على طباعة الكتاب ..وجزا الله خيرا الدكتور أمين بن عبد الله مختار – ولد "عمي أحمد خونه": رحم الله والديّ ورحم الشيخ ورحمه، فقد أعارني هذا الكتاب المبارك ..سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك أستغفرك وأتوب إليك
    محمود بن محمد للمختار الشنقيطي المدني :
    رحماللهمنأهدىإليَّعيوبي


















صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •