منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 23
  1. #11
    قبسات من"أضواء البيان .." للإمام الشنقيطي (10)
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    و الكلام عن حديث "ابن جدعان"،ونصه : "ألا إن قتيل الخطإ قتيل السوط والعصا فيه مائة من الإبل منها أربعون خلفة في بطونها أولادها"
    (أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (..) سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول : حضرت مجلس المزني يوما وسأله سائل من العراقيين عن شبه العمد. . فقال السائل : إن الله تبارك وتعالى وصف القتل في كتابه صفتين : عمدا وخطأ،فلم قلتم : إنه على ثلاث أصناف؟ ولم قلتم : شبه العمد؟
    فاحتج المزني بهذا الحديث فقال له مناظره : أتحتج بعلي بن زيد بن جدعان؟ فسكت المزني،فقلت لمناظره : قد روى هذا الخبر غير علي بن زيد،فقال : ومن رواه غير علي ؟ قلت : رواه أيوب السختياني وخالد الحذاء . قال لي : فمن عقبة بن أوس؟ فقلت : عقبة بن أوس رجل من أهل البصرة،وقد رواه عنه محمد ابن سيرين مع جلالته. فقال للمزني : أنت تناظر! أو هذا؟ فقال : إذا جاء الحديث فهو يناظر،لأنه أعلم بالحديث مني،ثم أتكلم أنا أ.هـ){ جـ 3 ص 613"أضواء البيان"}.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (جمهور أهل العلم على أن الدية في الخطإ وشبه العمد مؤجلة في ثلاث سنين،يدفع ثلثها في كل واحدة من السنين الثلاث.
    قال ابن قدامة في"المغني" : ولا خلاف بينهم في أنها مؤجلة في ثلاث سنين،فإن عمر وعليا رضي الله عنهما جعلا دية الخطإ على العاقلة في ثلاث سنين،ولا نعرف لهما في الصحابة مخالفا،فاتبعهم أهل العلم في ذلك){ جـ 3 ص 626"أضواء البيان" }
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    هل هذا التأجيل هو"المعمول"به؟ ثم هل "تُجبر العاقلة" على دية القتل الخطئ أم أنها اختيارية؟
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (الفرع الثاني : اختلف العلماء في نفس الجاني،هل يلزمه قسط من دية الخطإ كواحد من العاقلة،أو لا؟
    فمذهب أبي حنيفة،ومشهور مذهب مالك : أن الجاني يلزمه قسط من الدية كواحد من العاقلة.
    وذهب الإمام أحمد،والشافعي إلى أنه لا يلزمه من الدية شيء،لظاهر / حديث أبي هريرة المتفق عليه المتقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم "قضى بالدية على عاقلة المرأة"وظاهره قضاؤه بجميع الدية على العاقلة.){ جـ 3 ص 627"أضواء البيان" }
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (الفرع الثالث : اختلف العلماء في تعيين العاقلة التي تحمل عن الجاني دية الخطإ . فمذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله : أن العاقلة هم أهل ديوان القاتل إن كان القاتل من أهل الديوان،وأهل الديوان أهل الرايات،وهم الجيش الذين كتبت أسماؤهم في الديوان لمناصرة بعضهم بعضا،تؤخذ الدية من عطاياهم في ثلاث سنين،وإن لم يكن من أهل ديوان فعاقلته قبيلته،وتقسم عليهم في ثلاث سنين،فإن لم تتسع القبيلة لذلك ضم إليهم أقرب القبائل نسبا على ترتيب العصبات(..) ومذهب الإمام مالك رحمه الله : البداءة بأهل الديوان أيضا (..) ولا يحمل النساء ولا الصبيان شيئا من العقل.(..) ومذهب أبي حنيفة رحمه الله : أنه لا يؤخذ من واحد من أفراد العصبة من الدية أكثر من درهم وثلث في كل سنة من السنين الثلاث،فالمجموع أربعة دراهم (..) ومذهب أحمد والشافعي : أن أهل الديوان لا مدخل لهم في القعل إلا إذا كانوا عصبة){ جـ 3 ص 627 – 638"أضواء البيان" }.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    جزا الله فقهاءنا خير الجزاء .. على هذه الدقة في تقسيم الأمور .. وتنظيمها .. المنبثق من شرع الله سبحانه وتعلى،وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    من حوار بين سعيد بن المسيب،وأبوعبد الرحمن بن أبي ربيعة – رحم الله والديّ ورحمهما،ورحم الشيخ الأمين - من حوار مكانه في "قبسات من "أضواء البيان" إن شاء الله :
    (... فقال سعيد : أعراقي أنت؟ فقلت : بل عالم متثبت أو جاهل متعلم. فقال سعيد : هي السنة يا ابن أخي){ جـ 3 ص 632"أضواء البيان" }
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    هكذا "غردت"بهذا الكلام عبر حسابي في"تويتر" .. وكانت النية أن أكتب أو أطرح بعض الأسئلة .. حول الموضوع الذي دار حوله حوار الشيخين "ابن المسيب"و"ابن أبي ربيعة".. حول"عقل"المرأة .. ولا أقصد "ذكاءها" .. ثم صرفني صارف الفيل عن مكة .. عن الموضوع ! فبقيت هذه العبارة اللافتة :
    " بل عالم متثبت أو جاهل متعلم. ".
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (وأما دية المجوسي : فأكثر أهل العلم على أنها ثلث خمس دية المسلم،فهي ثمانمائة درهم،ونساؤهم على النصف من ذلك.){ جـ 3 ص 637"أضواء البيان"}.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    عند قوله تعالى:" واذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه"
    (لا يخفى على الناظر في هذه الآية الكريمة : أن الله ذم الكفار وعابهم بأنهم في وقت الشدائد والأهوال خاصة يخلصون العبادة له وحده،ولا يصرفون شيئا من حقه لمخلوق،وفي وقت الأمن والعافية يشركون به غيره في حقوقه الواجبة له وحده،التي هي عبادته وحده في جميع أنواع العبادة،ويعلم من ذلك أن بعض جهلة المتسمين باسم الإسلام أسوأ حالا من عبدة الأوثان،فإنهم إذا دهمتهم الشدائد وغشيتهم الأهوال والكروب التجئوا إلى غير الله ممن يعتقدون فيه الصلاح،في الوقت الذي يخلص فيه الكفار العبادة لله،مع أن الله جل وعلا أوضح في غير موضع : أن إجابة المضطر،ونجاءه من الكرب من حقوقه التي لا يشاركه فيها غيره.){ جـ ص 725 – 726"أضواء البيان"}.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (وقول من قال :إن المراد "بإمامهم"كمحمد بن كعب "أمهاتهم"/ أي : يقال : يا فلان ابن فلانة = قول باطل بلا شك. وقد ثبت في الصحيح من حديث ابن عمر مرفوعا : "يرفع يوم القيامة لكل غادر لواء فيقال هذه غدرة فلان ابن فلان"){ جـ 3 ص 730"أضواء البيان"}.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (وقوله في هذه الآية :"كتابا نقرؤه" أي : كتابا من الله إلى كل رجل منا.
    ويوضح هذا قوله تعالى : (في المدثر) : "بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة" كما يشير إليه قوله تعالى :"وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى ما أوتي رسل الله .."الآية){ جـ 3 ص 741 – 742"أضواء البيان"}.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (قوله تعالى" ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا "ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن من حِكَم بعثه لأصحاب الكهف بعد هذه النومة الطويلة : أن يبين للناس أي الحزبين المختلفين في مدة لبثهم أحصى لذلك وأضبط له. ولم يبين هنا شيئا عن الحزبين المذكورين.
    وأكثر المفسرين على أن أحد الحزبين : هم أصحاب الكهف. والحزب/ الثاني : هم أهل المدينة الذين بُعثَ الفتية على عهدهم حين كان عندهم التاريخ بأمر الفتية. وقيل : هما حزبان من أهل المدينة المذكورة،كان منهم مؤمنون وكافرون. وقيل : هما حزبان من المؤمنين في زمن أصحاب الكهف اختلفوا في مدة لبثهم،قاله الفراء. وعن ابن عباس : الملوك الذين تداولوا ملك المدينة حزب،وأصحاب الكهف حزب. إلى غير ذلك من والذي يدل عليه القرآن : أن الحزبين كليهما من أصحاب الكهف. وخير ما يفسر به القرآن القرآن،وذلك في قوله تعالى:"وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم ". وكأن الذين قالوا : "ربكم أعلم بما لبثتم"هم الذين علموا أن لبثهم قد تطاول.
    ولقائل أن يقول : قوله عنهم:" رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ "يدل على أنهم لم يحصوا مدة لبثهم. والله أعلم.){ جـ 4 ص 30 – 31"أضواء البيان"}
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    قول الشيخ – رحم الله والديّ ورحمه - :
    (ولقائل أن يقول : قوله عنهم:" رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ "يدل على أنهم لم يحصوا مدة لبثهم. والله أعلم.)
    ذكرني بمقولة لأخينا علي عزت بيجوفيتش – رحم الله والديّ ورحم الشيخ ورحمه - :
    ((لو قدر لي سأدخل في جميع مدارس الشرق الإسلامي دروسا عن"الفكر النقدي"فالشرق على خلاف الغرب،لم يمر بهذه المدرسة القاسية،وهذا هو مصدر معظم ظواهر قصوره).
    أزعم أن عبارة"ولقائل أن يقول .." تمثل وجها من أوجه "النقد"للرأي المطروح .. رغم أنها قد تنقضه .. ولكن الأمر يتعلق بالبحث عن الحق .. وليس تغليب الرأي. والله أعلم.
    أما قول"الشيخ" – رحم الله والديّ ورحمه - :
    (وكأن الذين قالوا : " رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ "هم الذين علموا أن لبثهم قد تطاول).. فقد نظرت إليه من زاويتين :
    الزاوية الأولى : قول الشيخ "الشعراوي"- رحم الله والديّ ورحم الشيخ ورحمه – أن "الزمن"هو"ابن الحدث" .. فإذا لم يوجد"حدث"فلا وجود للزمن .. والميت .. والنائم – والنوم هو الموتة الصغرى – لا يشعران بالزمن .. لانعدام الحدث.
    الزاوية الثانية : قول أصحاب الكهف" لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ".. عبارة تكررت في مدة أقصر من المدة التي نامها أصحاب الكهف ..
    " فَأَمَاتَهُ اللهُ مِاْئَةَ عَام ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْم " البقرة 256
    وحتى الذين لم يناموا ذلك النوم الطويل جدا .. ردوا أيضا بنفس الرد :
    " قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ ï´؟112ï´¾ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ ï´؟113ï´¾ ": المؤمنون
    هكذا تكررت عبارة"يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ "ممن ناموا نوما غير متصور .. ومن عاشوا حياة طبيعية.
    وإلى اللقاء في الحلقة القادمة .. إذا أذن الله

    محمود بن محمد للمختار الشنقيطي المدني

  2. #12
    قبسات من"أضواء البيان .." للإمام الشنقيطي (11)
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :*(وقوله:"مِرفقا" أي : ما ترتفقون به أي تنتفعون به. وقرأه نافع وابن عامر بفتح الميم وكسر الفاء مع تفخيم الراء. وقرأه باقي السبعة بكسر الميم وفتح الباء وترقيق الراء،وهما قراءتان ولغتان فيما يرتفق به،وفي عضو الإنسان المعروف. وأنكر الكسائي في"المرفق"- بمعنى عضو الإنسان – فتح الميم وكسر الفاء،وقال : هو بكسر الميم وفتح الفاء،ولا يجوز غير ذلك.){ جـ 4 ص 44"أضواء البيان"}قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :لا زال الشناقطة يسمون الجزء الرابط بين الساعد والعضد "مرفقا".. ويقولون لمن يتكئ عليها"تْمَرْفَقْ"*كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :عنده قوله تعالى " تزاور عنهم":(وأصل مادة التزاور : الميل،فمعنى تزاور : تميل. والزور : الميل،ومنه شهادة الزور،لأنها ميل عن الحق. ومنه الزيارة،لأن الزائر يميل إلى المزور،ومن هذا المعنى قول عنترة في معلقته :فازور من وقع القنا بلبانه وشكا إليَّ بعبرة وتحمحم ){ جـ 4 ص 48 – 49"أضواء البيان"}.*كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :(وما يذكره المفسرون من الأقوال في اسم كلبهم،فيقول بعضهم : اسمه قطمير. ويقول بعضهم :اسمه حمرون،إلى غير ذلك ،لم نطل به الكلام لعدم فائدته.ففي القرآن العظيم أشياء كثيرة لم يبينها الله لنا ولا رسوله،ولم يثبت في بيانها شيء،والبحث عنها لا طائل تحته ولا فائدة فيه.){ جـ 4 ص 58"أضواء البيان"}.قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :وما أكثر تلك الأمور .. التي ضاع فيها الكثير من الحبر .. والورق .. والله المستعان.*كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (فإن كان الموكل ممن عرف بالظلم والجبروت والادعاء بالباطل : فلا يقبل منه التوكيل لظاهر قوله تعالى "غڑ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا". وإن كان معروفا بغير ذلك فلا مانع من توكيله على الخصومة. والعلم عند الله.){ جـ 4 ص 65"أضواء البيان"}.*كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (واعلم أن شركة المفاوضة مشتقة من التفويض،لأن كل واحد منهما يفوض أمر التصرف في مال الشركة إلى الآخر،ومن هذا قوله تعالى :"غڑ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ غڑ"الآية .وقيل : أصلها من المساواة،لاستواء الشريكين فيها في التصرف والضمان. وعلى هذا فهي من الفوضى بمعنى التساوي. ومنه قول الأفوه الأودي :لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادواإذا تولى سراة الناس أمرهم نما على ذاك أمر القوم وازدادوافقوله :"لا يصلح الناس فوضى"أي: لا تصلح أمورهم في حال كونهم فوضى،أي متساوين لا أشراف لهم يأمرونهم وينهونهم. والقول الأول هو الصواب . هذا أصلها في اللغة.){ جـ 4 ص 72"أضواء البيان"}.قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :غريبة هذه اللغة الشريفة!! "الفوضى" هي"المساواة"!!!*كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :عن شركة"الذمم" :(المعنى الثاني من معانيها : أن يبيع وجيه مال خامل بزيادة ربح،على أن يكون له بعض الربح الذي حصل في البيع بسبب وجاهته،لأن الخامل لو كان / هو البائع لما حصل ذلك الربح.وهذا النوع أيضا فاسد،لأنه عوض جاه،كما قاله غير واحد من أهل العلم.(..) وبقي نوع معروف عند المالكية من أنواع الشركة يسمى في الاصطلاح بـ"شركة الجبر"وكثير من العلماء يخالفهم في هذا النوع الذي هو"شركة الجبر".وشركة الجبر : هي أن يشتري شخص سلعة بسوقها المعهود لها،ليتجر بها بحضرة بعض تجار جنس تلك السلعة الذين يتجرون فيها،ولم يتكلم أولئك التجار الحاضرون. فإن لهم إن أرادوا الاشتراك في تلك السلعة / مع ذلك المشتري أو يجبره على ذلك،ويكونون شركاؤه في تلك السلعة شاء أو أبى.وشركتهم هذه معه جبرا عليه،هي"شركة الجبر"المذكورة. فإن كان اشتراها ليقتنيها لا ليتجر بها،أو اشتراها ليسافر بها إلى محل آخر ولو للتجارة بها فيه = فلا جبر لهم عليه. وأشار خليل في مختصره إلى "شركة الجبر"بقوله :"وأُجْبِر عليها إن اشترى شيئا بسوقه لا لِكَسَفَرٍ أو قُنية،وغيره حاضر لم يتكلم من تُجاره. وهل في الزُّقاق لا كبيته قولان"){ جـ 4 ص 78 – 80
    "أضواء البيان"}.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :هذه من عجائب الفقه المالكي!*كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال :"بعث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعثا إلى الساحل،فأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح،وهم ثلاثمائة نفر،وأنا فيهم. فخرجنا حتى إذا كنا ببعض الطريق فني الزاد،فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك الجيش،فجمع ذلك كله،فكان مزوديْ تمر،فكان يقوتنا كل يوم قليلا حتى فني،فلم يكن يصيبنا إلا تمرة تمرة . فقلت : وما تغني تمرة؟ فقال لقد وجدنا فقدها حين فنيت ..){ جـ 4 أص 92"أضواء البيان"}.قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :هذه عبارة يقشعر لها البدن .. فهل تكتبت بماء الذهب .. هل تدرس في المدارس!! .. لتعرف أجيال "الترف" .. قيمة هذه"النعم"التي نعيش فيها :تمرة : (((((لقد وجدنا فقدها حين فنيت)))))*كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (إن دفع شخص دابته لآخر ليعمل عليها وما يرزق الله بينهما نصفين أو أثلاثا أو كيفما شرطا،ففي صحة ذلك خلاف بين العلماء،فقال بعضهم : يصح ذلك. وهو مذهب الإمام أحمد،ونقل نحوه عن الأوزاعي. وقال بعضهم : لا يصح ذلك،وما حصل فهو للعامل وعليه أجرة مثل الدابة. وهذا مذهب مالك.){ جـ 4 ص 94"أضواء البيان"}.*كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (والتحقيق الذي لا شك فيه : أن الاستثناء لا يصح إلا مقترنا بالمستثنى منه. وأن الاستثناء المتأخر لا أثر له ولا تحل به اليمين. ولو كان الاستثناء المتأخر يصح لما علم في الدنيا أنه تقرر عقد ولا يمين ولا غير ذلك،لاحتمال طرو الاستثناء بعد ذلك،وهذا في غاية البطلان كما ترى. ويحكى عن المنصور أنه بلغه أن أبا حنيفة رحمه الله يخالف مذهب ابن عباس المذكور،فاستحضره لينكر عليه ذلك،فقال الإمام أبو حنيفة للمنصور : هذا يرجع عليك! إنك تأخذ البيعة بالأيمان،أفترضى أن يخرجوا من عندك فيستثنوا فيخرجوا عليك!؟ فاستحسن كلامه.(..) قال ابن عربي المالكي : سمعت فتاة ببغداد تقول لجارتها : لو كان مذهب ابن عباس في الاستثناء ما قال الله تعالى لأيوب :" وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ غ—" بل يقول : استثن بـ"إن شاء الله". انتهى بواسطة نقل صاحب نشر البنود .){ جـ 4 ص 103"أضواء البيان"}قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :قرأت هذه القصة براوية أخرى .. أن أحد علماء المالكية ... أراد الخروج من بغداد .. ثم سمع حوارا بين "صاحبي دكانين" تحاورا .. حول رأي ابن عباس – رضي الله عنهما – في"الاستثناء" .. وقد رد أحد"البائعين" بما ردت به "الفتاة" في الرواية التي نقلها صاحب "نشر البنود" -وهو جدي سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم،رحم الله والديّ ورحم الشيخ ورحمه – فصرف الفقيه مغادرة بغداد .. فمدينة هذا حوار باعتها .. لا تترك*كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :(وكونه ليس له ملتحد،أي مكان يلجأ إليه،تكرر نظيره في القرآن بعبارات مختلفة،كالمناص،والمحيص،والملجأ،والموئل،والمفر،والو َزَر،كقوله تعالى : "فنادوا ولات حين مناص"،وقوله:"ولا يجدون عنها محيصا"،وقوله :"فنقبوا في البلاد هل من محيص"،وقوله :"ما لكم من ملجإٍ يومئذ ومالكم من نكير"،وقوله :"بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا"،وقوله:"يقول الإنسان يومئذ أين المفر * كلا لا وزر"،فكل ذلك راجع في المعنى إلى شيء واحد،وهو انتفاء مكان يلجئون إليه ويعتصمون به){ جـ 4 ص 113 – 114"أضواءالبيان"}.إلى اللقاء في الحلقة القادمة .. إذا أذن الله.محمود بن محمد للمختار الشنقيطي المدني


















  3. #13
    قبسات من"أضواء البيان .." للإمام الشنقيطي (12)


    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    *
    (قوله تعالى" غ– فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ غڑ "
    ظاهر هذه الآية الكريمة – بحسب الوضع اللغوي – التخيير بين الكفر والإيمان،ولكن المراد من الآية ليس هو التخيير،وإنما المراد بها التهديد والتخويف،والتهديد بمثل هذه الصيغة التي ظاهرها التخيير أسلوب من أساليب اللغة العربية. والدليل من القرآن العظيم على أن المراد في الآية التهديد والتخويف : أنه أتبع ذلك بقوله :" غڑ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا غڑ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ غڑ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا "وهذا أصرح دليل على أن المراد التهديد والتخويف،إذ لو كان التخيير على بابه لما توعد فاعل أحد الطرفين المخير بينهما بهذا العذاب الأليم. وهذا واضح كما ترى.){ جـ 4 ص 119 – 120"أضواء البيان"}.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    أشار الشيخ – رحم الله والديّ ورحمه – هنا إلى التخيير في هذه الآية الكريمة "بحسب الوضع اللغوي" .. وقد تبادر إلى ذهني .. أن "التخيير" الذي هو على بابه .. ولا يُتوعد من اختار أحد الأمرين المعروضين – و إن كان بغير لفظ"من شاء" - نجده في قوله تعلى : " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ غ–"الأحزاب 72
    هنا لا يوجد وعيد للسماوات والأرض والجبال .. فهذا "تخيير" بحسب الوضع اللغوي .. ولكن بعد أن "حمل الإنسان الأمانة" فقوله تعالى : " غ– فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ غڑ ".. مع تحمل "الإنسان" نتيجة ذلك الاختيار .. إذ لا قيمة لـ"إيمان"أجبر عليه الإنسان .. أو اختاره من باب الاحتياط .. ولم يلامس قلبه .. ولا يقينه .. وهنا جاء بعد " غ– فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ غڑ "قوله تعالى :" " غڑ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا غڑ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ غڑ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا "ليكون من اختار "الكفر"- والعياد بالله – على بصيرة من أمره.
    أما الذي لامس الإيمان قلبه .. فقد وعده سبحانه وتعالى بـ"أُولَظ°ئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ غڑ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا".
    ولعل ما يبين هذا قوله تعالى:"لا إكراه في الدين".. ويعقبها أيضا"قد تبين الرشد من الغي".. وأيضا الوعد للرشد .. والوعيد للغي.
    ويقول جل من قائل سبحانه وتعالى :
    " غ— أَفَمَن يُلْقَىظ° فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ غڑ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ غ– إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " 40 فصلت. ومحل الشاهد " اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ"والتي قدمت نتيجة "العمل" : يلقي في النار أو يأتي آمنا يوم القيامة : ثم خاطب سبحانه وتعالى البشر " اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ "وكل سيلقى جزاء عمله... والأمر نفسه يتكرر في قوله تعالى" ذَظ°لِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ غ– فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىظ° رَبِّهِ مَآبًا" 39"النبأ" ويليها ،في الآية رقم"40" : " إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا"
    سبق أن كتبتُ كُليمة تحت عنوان "هل الإنسان مخير حتى في الآخرة؟"
    إذ أن الكافر بعد ذاق طعم الموت .. وعاين حياة"البرزخ" .. والحياة بعد الموت .. والحشر .. ومع ذلك فهو يملك "حرية الكذب" على الله سبحانه وتعالى :" ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ"ومن الكفار من ينكر ما نُسب إليه ..
    وكما جاء في التفسير أن المؤمن يقر بذنبه .. فيسرته الله تعالى عليه .. ويغفر له (ويدعى الكافر والمنافق للحساب،فيعرض عليه عمله فيجحده،ويقول أي رب،وعزتك لقد كتب عليّ الملك ما لم أعمل،فيقول له الملك : أما عملت كذا في يوم كذا في مكان كذا؟ فيقول : وعزتك أي رب،ما عملته ،فإذا فعل ختم على فيه).
    "الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىظ° أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ "
    إن امتلاك الكافر والمنافق "حرية"الكذب في ذلك اليوم الرهيب .. لافت للنظر!
    وفي الهامش : مما يلفت النظر أيضا أن بعض المسلمين يقول في دعائه : إذا شهدت عليّ أعضائي!!
    أطلتُ.. ومع ذلك بقي في نفسي شيء .. استعمال القرآن الكريم .. لفظة"سيق" للكفار .. وللمؤمنين .. وما تشي به "سيق" من إجبار وزجر .. وهذا واضح في فريق يُساق إلى "النار" – أجارنا الله تعالى،وإخواننا المسلمين منها – وقد استعملت أيضا في الفريق الذي يُذهب به إلى الجنة .. جعلنا الله – سبحانه وتعالى – من الذين يساقون إليها،وجميع إخواننا المسلمين .. أعني قوله تعالى :" وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىظ° جَهَنَّمَ زُمَرًا غ–"وقوله تعالى :" وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا غ–"
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    *
    (وقوله"رجلا"أي ذكرا بالغا مبلغ الرجال،وربما قالت العرب للمرأة : رجلة،ومنه قول الشاعر :
    كل جار ظل مغتبطا غير جيران بني جبله
    مزقوا ثوب فتاتهم لم يرحموا حرمة الرَّجله .){ جـ 4 ص 144"أضواء البيان"}.
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    *
    (وقوله في هذه الآية الكريمة :" فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا "أي لم نترك. والمغادرة : الترك،ومنه الغدر ،لأنه ترك الوفاء والأمانة. وسمي الغدير من الماء غديرا،لأن السيل ذهب وتركه. ومن المغادرة بمعنى الترك قول عنترة في مطلع معلقته :
    هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم ){ جـ 4 ص 145"أضواء البيان"}
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    *
    (معنى قوله:"خفت الموالي"أي خفت أقاربي وبني عمي وعصبتي : أن يُضيعوا الدين بعدي،ولا يقوموا لله بدينه حق القيام،فارزقني ولدا يقوم بعدي بالدين حق القيام. وبهذا التفسير تعلم أن معنى قوله "يرثني"أنه إرث علم ونبوة،ودعوة إلى الله وقيام بدينه،لا إرث مال. ويدل على ذلك أمران :
    أحدهما : قوله:"ويرث من ءال يعقوب"ومعلوم أن آل يعقوب انقرضوا من زمان،فلا يورث عنهم إلا العلم والنبوة والدين.
    والأمر الثاني: ما جاء من الأدلة على أن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم لا يورث عنهم المال،وإنما يورث عنهم العلم والدين..){ جـ 4 ص 260 – 261"أضواءا البيان"}.
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    *
    (وقوله في هذه الآية الكريمة عنها :"وكنت نسيا منسيا"النَّسي والنِّسي – بالكسر والفتح – هو ما من حقه أن يطرح وينسى لحقارته (..) وكالوتد،والعصا،ونحو ذلك. ومن كلام العربي إذا ارتحلوا عن الدار قولهم : "انظروا أنساءكم"جمع نَسْي،أي الأشياء الحقيرة التي من شأنها أن تترك وتنسى كالعصا والوتد. فقولها:"وكنت نسيا منسيا"أي شيئا تافها حقيرا من حقه أن يترك وينسى عادة. وقولها :"منسيا"تعني أن ذلك الشيء التافه الذي من عادته أن يترك ويُنسى قد نُسي وطُرح بالفعل فوجد فيه النسيان الذي هو حقه. ){ جـ 4 ص 305 – 306"أضواء البيان"}.
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    *
    (تنبيه :
    قراءة "مِت" بكسر الميم كثيرا ما يخفى على طلبة العلم وجهها،لأن لغة"مات يموت"لا يصح منها "متُ"بكسر الميم. ووجه القراءة بكسر الميم أنه من"مات يمات"كخاف يخاف،لا من"مات يموت،كقال يقول. فلفظ"مات"فيها لغتان عربيتان فصيحتان،الأولى منهما : "مَوَت"بفتح الواو فأبدلت الواو ألفا على القاعدة التصريفية ..(..) الثانية منها"مَوِت"بكسر الواو،أبدلت الواو ألفا للقاعدة المذكورة آنفا.ومضارع هذه"يمات"بالفتح،لأن"فَعِل"بكسر العين ينقاس في مضارعه "يَفْعَل"بفتح العين (..) وأما "مات يميت"فهي لغة ضعيفة . وقد أشار إلى اللغات الثلاث الفصيحتين والردية {هكذا بالياء : محمود} بعض أدباء القطر الشنقيطي في بيت رجز وهو قوله:
    مِنْ مَنَعَت زوجهُ منه المبيت مات يموت ويمات ويميت )){ جـ 4 ص 306 – 308"أضواء البيان}.
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    *
    (واعلم أولا أن لفظ"ما كان"يدل على النفي،فتارة يدل ذلك النفي من جهة المعنى على الزجر والردع،كقوله تعالى:" مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ" الآية. وتارة يدل على التعجيز،كقوله تعالى :" غ— آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ*أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا غ— " الآية. وتارة يدل على التنزيه :كقوله تعالى هنا :"ما كان لله أن يتخذ ولدا" وقد أعقبه بقوله :"سبحانه"أي تنزيها له عن اتخاذ الولد وكل ما لا يليق بكماله وجلاله،فقوله :"ما كان لله"بمعنى ما يصح ولا يتأتى ولا يتصور في حقه جل وعلا أن يتخذ ولدا ،سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا.){ جـ 4 ص 348"أضواء البيان"}.
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    *
    (العرب تقول :
    باركك الله ،وبارك فيك،وبارك عليك،وبارك لك،فهي أربع لغات.قال الشاعر :
    فبوركتَ مولودا وبوركتَ ناشئا وبوركتَ عند الشيب إذ أنت أشيب
    وقال أبو طالب بن عبد المطلب يرثي مسافر بن أبي عمرو بن أمية :
    ليت شعري مسافر بن أبي عمـــــر وليت يقولها المحزون
    بورك الميت الغريب كما بورك نبع الرمان والزيتون ){ جـ 4 ص 371"أضواء البيان" }.


    إلى اللقاء في الحلقة القادمة .. إذا أذن الله.


    محمود بن محمد للمختار الشنقيطي المدني

  4. #14




    قبسات من"أضواء البيان .." للإمام الشنقيطي (14)
    عند قوله تعالى عن الحج : " مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا غڑ" * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (فالاستطاعة في مشهور مذهب مالك الذي به الفتوى : هي إمكانية الوصول،بلا مشقة عظيمة زائدة على مشقة السفر العادية،مع الأمن على النفس،والمال. ولا يشترط عندهم الزاد والراحلة،بل يجب الحج عندهم على القادر على المشي إن كانت له صنعة يحصل منها قوته في الطريق،كالجمال،والخراز،والنجار،ومن أشبههم (..) واعلم أن المالكية اختلفوا في الفقير الذي عادته سؤال الناس في بلده،وعادة الناس إعطاؤه،وذلك السؤال هو الذي منه عيشته إذا علم أنه إن خرج حاجا،وسأل أعطاه الناس ما يعيش به،كما كانوا يعطونه في بلده،هل سؤاله الناس وإعطاؤهم إياه يكون بسببه مستطيعا لقدرته على الزاد بذلك،فيجيب / عليه الحج بذلك،أو لا يجب عليه؟ ){ جـ 5 ص 79 – 80"أضواء البيان"}. قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ : اختلفوا في ذلك – كما ذكر الشيخ رحم الله والديّ ورحمه – والذي عليه الفتوى،كما ذكر خليل المصري في مختصره .. أن الحج لا يجب على المذكور .. (فيما لا تحصل به الاستطاعة "لا بدين أو عطية أو سؤال مطلقا"){{ جـ 5 ص 80"أضواء البيان"}. * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (والاستطاعة عند أبي حنيفة الزاد،والراحلة،فلو كان يقدر على الشيء،وعادته سؤال الناس،لم يجب عليه الحج عنده كما قدمناه ..(..) والاستطاعة في مذهب الشافعي : الزاد والراحلة،بشرط أن يجدهما بثمن / المثل،فإن لم يجدهما إلا بأكثر من المثل سقط عنه وجوب الحج.(..) والاستطاعة عند أحمد وأصحابه : هي الزاد والراحلة. قال ابن قدامة : والاستطاعة المشترطة : ملك الزاد والراحلة،){ جـ 5 ص 85 - 86"أضواء البيان"} قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ : اشتراط الإمام الشافعي .. أن يجد المسلم الراحلة .. بسعر المثل .. فإن لم يجدها بسعر المثل، سقط عنه وجوب الحج .. فلا يعده "الإمام الشافعي" :"مستطيعا".. هذا أمر لافت .. * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (وأما من خالف في ذلك ،/ فلم يبت بالمزدلفة،فقد اختلف العلماء في حكمه إلى ثلاثة مذاهب : الأول : إن المبيت بمزدلفة واجب يُجبر بدم. الثاني : أنه ركن لا يتم الحج بدونه. الثالث :أنه سنة وليس بواجب. والقول : بأنه واجب يجبر بدم هو قول أكثر أهل العلم،منهم : مالك،وأحمد،وأبوحنيفة،والشافعي في المشهور عنه، وعطاء،والزهري،وقتادة،والثوري،وإسحاق،وأبو ثور.){ جـ 5 ص 285 – 286"أضواء البيان"}. * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (وإن نظر إلى امرأته،فصرف بصره فأمنى عليه دم عند أحمد،وإن كرر النظر حتى أمنى،فعليه بدنة عنده){ جـ 5 ص 413"أضواء البيان"}. * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (وذهب الشافعي وأصحابه : إلى أن حلق ثلاث شعرات فصاعدا تلزم فيه فدية الأذى كاملة. واحتجوا بأن الثلاث : يقع عليها اسم الجمع المطلق،فكان حلقها كحلق الجميع. وهذا القول رواية عن الإمام أحمد. وقال القاضي : إنها المذهب،وبذلك قال الحسن،وعطاء،وابن عيينة،وأبو ثور،كما نقله عنهم صاحب المغني. أما حلق الشعرة الواحدة،أو الشعرتين فللشافعية فيه أربعة أقوال: الأول : وهو أصحها عند محققيهم،وهو نص الشافعي في أكثر كتبه : أنه يجب في الشعرة الواحدة مد،وفي الشعرتين مدان. الثاني : يجب في شعرة واحدة درهم،وفي الشعرتين درهمان. الثالث : يجب في شعرة : ثلث دم،,في شعرتين : ثلثاه. الرابع : أن في الشعرة الواحدة دما كاملا.){ جـ 5 ص 432"أضواء البيان"}. قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ : السؤال الذي تبادر إلى ذهني : هل هذه المسائل التفصيلية جدا ... بُنيت على "واقعة" : رجل "حلق شعرة واحدة"مثلا .. ثم استفتى .. ؟ أم أن الأمر "فرضيات"؟ * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (وقد روى البيهقي بإسناده في السنن الكبرى عن عائشة رضي الله عنها أنها قيل لها : ما تقولين في الحناء والخضاب؟ قالت : كان خليلي لا يحب ريحه. ثم قال البيهقي : فيه كالدلالة على أن الحناء ليس بطيب "فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الطيب ،ولا يحب ريح الحناء". ا هـ){ جـ 5 ص 484"أضواء البيان"}. قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ : هذه مجرد"هدية" لمن لا يحب رائحة الحناء!! * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (قال في المغني : ويلزمه غسل الطيب،وخلع اللباس،لأنه فعل محظورا،فيلزمه إزالته،وقطع استدامته كسائر المحظورات ..){ جـ 5 ص 462"اضواء الابيان:}. وأضاف رحم الله والديّ ورحمه : (واعلم أنهم متفقون على لزوم الفدية في استعمال الطيب،ولا دليل من كتاب ولا سنة على أن من استعمل الطيب،وهو محرم يلزمه فدية،ولكنهم قاسوا الطيب على حلق الرأس المنصوص على الفدية فيه إن وقع لعذر في آية" فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ غڑ"(..) فتحصل : أن مذاهب الأئمة الأربعة متفقون على أن فدية الطيب،وتغطية الرأس،واللبس،وتقليم الأظافر،كفدية حلق الرأس المنصوصة في آية الفدية.){ جـ 5 ص 475"أضواء البيان"}. وكتب أيضا رحم الله والديّ ورحمه : (قال البخاري في صحيحه ،قال أبو عاصم : أخبرنا ابن جريج،أخبرني عطاء : أن صفوان بن يعلي {هكذا بالياء التحتية : محمود} أخبره : أن يعلى { هكذا بالألف المقصورة : محمود} قال لعمر رضي الله عنه : أرني النبي صلى الله عليه وسلم حين يوحي {هكذا بالياء التحتية: محمود} إليه؟ قال : فبينما النبي صلى الله عليه وسلم بالجعرانة،ومعه نفر من أصحابه،جاء رجل فقال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف ترى في رجل أحرم بعمرة،وهو متضمخ بطيب؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ساعة،فجاء الوحي فأشار عمر رضي الله عنه إلى يعلى،فجاء يعلى،وعلى رسول الله صلى الله وسلم ثوب،قد أظل به،فأدخل رأسه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم محمّر الوجه،وهو يغط،ثم سرى { هكذا بالألف المقصورة : محمود} عنه فقال : "أين الذي سأل عن العمرة فأوتي برجل فقال : اغسل الطيب الذي بك ثلاث / مرات،وانزع عنك الجبة،واصنع في عمرتك كما تصنع في حجتك"قلت لعطاء : أراد الإنقاء حين أمره أن يغسل ثلاث مرات؟ قال : نعم. اهـ . من صحيح البخاري ){ جـ 5 ص 488 – 489"أضواء البيان"}. قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ : أولا : هكذا ورد اسم"يعلي" بالياء مرة وبالألف المقصورة في بقية المرات .. وهذا هو الصواب .. فهو : صفوان بن يعلى بن أمية بن عبيد .. التميمي. ثانيا : تذكرتُ مباشرة قوله تعالى : " وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىظ° إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىظ° " النجم 3و 4 ثالثا : بعد الترحم على علماء الأمة .. جزاهم الله خيرا .. توقفتُ عند قول الشيخ – رحم الله والديّ ورحمه - : (واعلم أنهم متفقون على لزوم الفدية في استعمال الطيب،ولا دليل من كتاب ولا سنة على أن من استعمل الطيب).. وليس هذا هو العجيب فقط .. !! بل الغريب عدم الإشارة إلى حديث "يعلى" الذي رواه الإمام البخاري .. وما قد يدل عليه .. من عدم وجوب من أن كل ما يلزم من"الطيب" غسله .. وإنقاؤه .. فقط .. مع تذكر ما كتبه الشيخ – رحم الله والديّ ورحمه – عند الحديث عن"الظهار المؤقت" : (فدل ذل على أن الظهار يصح ويلزم،ولو كان توقيته لا يصح لبين صلى الله عليه وسلم ذلك،ولو كان يتأبد ويسقط حكم التوقيت لبينه صلى الله عليه وسلم،لأن البيان لا يجوز تأخيره عن وقت الحاجة إليه.){ جـ 6 ص 596"أضواء البيان"}. نعم. فلا يجوز في حقه – صلى الله عليه وسلم – تأخير البيان عن وقته. إلى اللقاء في الحلقة القادمة .. إذا أذن الله. محمود بن محمد للمختار الشنقيطي المدني : رحماللهمنأهدىإليَّعيوبي





  5. #15
    " قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ ï´؟112ï´¾ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ ï´؟113ï´¾ ": المؤمنون

    أخي محمود المختار
    سلام عليك ورحم الله والديك والأمين وبعد
    لفت نظري العنوان ، فتصفحت بعض منقولاتك هنا
    ولكنني لا شك أن هذا المجهود تشكر عليه وجعله الله في ميزان حسناتك
    ولكن ، ألا تلاحظ أن معظم الآيات القرآنية مكتوبة بطريقة خاطئة؟
    أعرف أن الذنب ليس ذنبك
    أفيدك علماً ، أن النقل ( بالنسخ ) عن صفحات القرآن الكريم المكتوب والمنشور على الشبكة العنكبوتية
    عند نقله تتحول بعض الآيات إلى رموز غريبة أشرت إلى واحدة منها في اقتباسي باللون الأحمر وهي مفتبسة من آخر السطور في مشاركتك رقم ( 11)
    والحل .. يكون بعمل تعديل ، والتصحيح قبل النشر
    جزاك الله كل خير
    تحية ... ناريمان

  6. #16
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الإعلامية ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
    " قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ ï´؟112ï´¾ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ ï´؟113ï´¾ ": المؤمنون

    أخي محمود المختار
    سلام عليك ورحم الله والديك والأمين وبعد
    لفت نظري العنوان ، فتصفحت بعض منقولاتك هنا
    ولكنني لا شك أن هذا المجهود تشكر عليه وجعله الله في ميزان حسناتك
    ولكن ، ألا تلاحظ أن معظم الآيات القرآنية مكتوبة بطريقة خاطئة؟
    أعرف أن الذنب ليس ذنبك
    أفيدك علماً ، أن النقل ( بالنسخ ) عن صفحات القرآن الكريم المكتوب والمنشور على الشبكة العنكبوتية
    عند نقله تتحول بعض الآيات إلى رموز غريبة أشرت إلى واحدة منها في اقتباسي باللون الأحمر وهي مفتبسة من آخر السطور في مشاركتك رقم ( 11)
    والحل .. يكون بعمل تعديل ، والتصحيح قبل النشر
    جزاك الله كل خير
    تحية ... ناريمان
    ـ

    وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته .. أختي الأستاذة ناريمان الشريف

    جزاك الله الجنة .. بلا حساب ولا سابقة عذاب : اللهم آمين : ثم اللهم آمين

    شكرا لك أختي الكريمة .. فضلتُ "نسخ"الآيات خشية الوقوع في الأخطاء الكتابية!

    شكرا أيضا .. للإشارة إلى الحل .. وأفعل إن شاء الله

    لك تحياتي وخالص .. تقديري

    والشكر

  7. #17





    قبسات من"أضواء البيان .." للإمام الشنقيطي (15)
    * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    عند قوله تعالى: ( "لاتبعتم الشيطان إلا قليلا"معناه لاتبعتم الشيطان كلكم. قال : والعرب تطلق القلة،وتريد بها العدم.(..) وقول الآخر فما بأس لو ردت علينا تحية * قليلا لدى من يعرف الحق عابها يعني لا عاب فيها،أي : لا عيب فيها عند من يعرف الحق. وأمثال كثير في كلام العرب .{ جـ 4 ص830- 840 "أضواء البيان"}
    * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (وقال صاحب"كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس": :"حكمي على الواحد حكمي على الجماعة". وفي لفظ"كحكمي على الجماعة"،ليس له أصل بهذا اللفظ،كما قال العراقي في تخريج أحاديث البيضاوي. وقال في الدرر كالزركشي لا يعرف. وسئل عنه المزي،والذهبي فأنكراه. نعم يشهد له ما رواه الترمذي،والنسائي من حديث أميمة بنت رقيقة،فلفظ النسائي "ما قولي لامرأة واحدة إلا كقولي لمائة امرأة"ولفظ الترمذي "إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة"وهو من الأحاديث التي ألزم الدارقطني الشيخين بإخراجها،لثبوتها على شرطهما){ جـ 5 ص 479 – 480"أضواء البيان"} قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ : إلزام "الدارقطني"الشيخين بإخراج حديث ما .. لثبوته على شرطهما .. لافت .. ويدل على صرامة المنهج الحديثي . * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (و قال أبو حنيفة : إن طاف للعمرة أربعة أشواط قبل أشهر الحج فليس بمتمتع،وإن طاف الأربعة أشواط قبل أشهر الحج فهو متمتع،لأن العمرة صحت في أشهر الحج،بدليل أنه لو وطئ أفسدها،فأشبه إذا أحرم بها في أشهر الحج. قاله في المغني. والله أعلم.){ جـ 5 ص 550"أضواء الببيان"}. وكتب أيضا – رحم الله والديّ ورحمه - : (و قال أبو حنيفة : إن جامع المعتمر بعد أن طاف بالبيت أربعة أشواط لم تفسد عمرته،وعليه دم،وإن طاف ثلاثة أشواط،فسدت،وعليه إتمامها،والقضاء ودم. وأما إن كان جماعه بعد الطواف والسعي،ولكنه قبل الحلق،فلم يقل بفساد عمرته إلا الشافعي.){ جـ 5 ص 422"أضواء البيان"}. قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ : تذكرتُ .. ما جاء في بعض"التفاسير" من أن الأصوب عدم وضع"فرضيات"لما قد يحدث .. لأن الفرضية،مهما بلغت دقتها .. لا يمكن أن ترسم صورة دقيقة لما يحصل في الواقع .. وحسب الواقعة تأتي الفتوى .. إلخ. نعم. تذكرتُ هذا الكلام .. وأضيف أن الإفتاء "الافتراضي" .. يستبعد "مستجدات الزمان" والتي لا تخفى أهميتها .. لإصدار حكم فيما ليس فيه نص صريح .. أما الذي لا ولم أستطع تصوره فهو أن يطوف رجل "شوطين أو ثلاثة" .. ثم يذهب لـ"يداني" أهله .. ثم يعود للطواف!! * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (اعلم أولا أن الأضحية فيها أربع لغات : أضحية بضم الهمزة،وإضحية بكسرها،وجمعها أضاحي بتشديد الياء،وتخفيفها،وضحية،وجمعها ضحايا،وأضحاة وجمعها : أضحى كأرطأة وأرطى){ جـ 5 ص 662 – 663"أضواء البيان" } قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ : سمعتُ من يقول "عيد الضَّحيَّة" .. وكنت أحسبها"عامية" * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (وفي سنن أبي داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه قل الراوي أراه عن جده . قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الفرع فقال : "الفرع حق / وإن تركوه حتى يكون بكرا أو ابن مخاض أو ابن لبون فتعطيه أرملة أو تحمل عليه في سبيل الله خير من أن تذبحه فيلزق لحمه بوبره وتكفأ إناؤك وتوله ناقتك"){ جـ 5 ص 705"أضواء البيان"}. قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ : توقفت .. كثيرا .. عند قوله صلى الله عليه وسلم : (وتوله ناقتك).. وهذا يذكر بقوله صلى الله عليه وسلم .. معلقا على"الحمرة"التي أخذ ولداها : (من فجع هذه بولدها) أو كما قال صلى الله عليه وسلم .. فيا له من دين .. لو وجد رجلا * كتب الشيخ - رحم الله والديّ ورحمه – عند الحديث عمن نذر نذرا لم يطقه : (وأما الذين قالوا : عليه صيام ثلاثة أيام،فقد احتجوا بما رواه أحمد،وأصحاب السنن عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن أخته نذرت أن تمشي حافية،غير مختمرة،فسأل النبي صل الله عليه وسلم فقال : "إن الله لا يصنع بشقاء أختك شيئا،مرها فلتختمر ولتركب ولتصم ثلاثة أيام". ا هـ بواسطة نقل المجد في المنتقى. قال الشوكاني في هذا الحديث : حسنه الترمذي،ولكن في إسناده عبيد الله {هكذا : محمود} بن زحر،وقد تكلم فيه غير واحد من الأئمة. ا هـ. محل الغرض منه. قال مقيده عفا الله عنه وغفر له : ظاهر كلام أبي داود في عبد الله {هكذا : محمود} بن زحر المذكور : أنه ثقة عنده،لأنه ذكر تزكيته عن يحيى بن سعيد الأنصاري،ولم يتعقب ذلك بشيء.){ جـ 5 ص 732"أضواء البيان"}. قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ : لقت نظري قوله صلى الله عليه وسلم : (مرها فلتختمر) .. وإحرام المرأة ( في وجهها) كم ذكر الشيخ .. رحم الله والديّ ورحمه. * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (واعلم أن مرض القلب في القرآن يطلق على نوعين : أحدهما : مرضه بالنفاق والشك والكفر،ومنه قوله تعالى في المنافقين :" فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا غ–" الآية،وقوله هنا : "لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ " أي : كفر وشك. والثاني : منهما إطلاق مرض القلب على ميله للفاحشة والزنى،ومنه بهذا المعنى قوله تعالى :"فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ" أي : ميل إلى الزنى ونحوه،والعرب تسمي انطواء القلب على الأمور الخبيثة : مرضا،وذلك معروف في لغتهم. ومنه قول الأعشى : حافظ الفرج راض بالتقى ليس ممن قلبه فيه مرض .){ جـ 5 ص 801"أضواء الببيان"}. قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ : سبق أن نقلتُ قول الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (والعرب تطلق نكر و أنكر بمعنى واحد،وقد جمعها قول الأعشى : وأنكرتني وما كان الذي نكرت من الحوادث إلا الشيب والصلعا وروي عن يونس : أن أبا عمرو بن العلاء حدثه : أنه صنع هذا البيت وأدخله في شعر الأعشى. والله أعلم.){ جـ 3 ص 37 "أضواء البيان"} ما رُوي عن يونس أن أبا عمرو بن العلاء اعترف بوضعه بيتا،ونسبه للأعشى .. عاد إلى ذاكرتي وأنا أقرأ هذا البيت المنسوب للأعشى – أيضا – والذي شُحن بألفاظ قرآنية .. أعني :
    حافظ الفرج راض بالتقى ليس ممن قلبه فيه مرض
    فهل البيت أيضا قد وضع على لسان الأعشى!! * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (أما معنى السلالة : فهي فعالة من سللت الشيء من الشيء،إذ استخرجته منه،ومنه قول أمية بن أبي الصلت :
    خلق البرية من سلالة منتن وإلى السلالة كلها ستعود
    والولد سلالة أبيه كأنه انسل من ظهر أبيه.(..) وبناء الاسم على الفعالة يدل على القلة كقلامة الظفر،ونحاتة الشيء المنحوت،وهي ما يتساقط منه عند النحت. والمراد بخلق الإنسان من سلالة الطين : خلق أبيهم آدم منه،كما قال تعالى : "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ".){ جـ 5 ص 849 – 850"أضواء البيان"}. * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (وقوله تعالى :"ثم أنشأنه خلقا ءاخر"قال الزمخشري : أي : خلقا مباينا للخلق الأول مباينة ما أبعدها حيث جعله حيوانا،وكان جمادا،وناطقا وكان أبكم،وسميعا وكان أصم وبصيرا وكان أكمه،وأودع باطنه وظاهره،بل كل عضو من أعضائه،وجزء من أجزائه عجائب فطره،وغرائب حكمه،لا تدرك بوصف الواصف،ولا بشرح الشارح. انتهى منه.){ جــ 5 ص 853"أضواء البيان"}. إلى اللقاء في الحلقة القادمة .. إذا أذن الله. محمود بن محمد للمختار الشنقيطي المدني : رحماللهمنأهدىإليَّعيوبي





  8. #18
    قبسات من"أضواء البيان .." للإمام الشنقيطي (16)
    في هذه الحلقة سأقفز إلى الجزء السابع .. لربط هذه الحلقة بالتي قبلها :كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :(قوله تعالى :" وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا غڑ".قال بعض العلماء " جُزْءًا " أي عدلا ونظيرا،يعني الأصنام وغيرهم من المعبودات من دون الله.وقال بعض العلماء " جُزْءًا " أي ولداوقال بعض العلماء " جُزْءًا " يعني البنات.(.. 229)وإطلاق الجزء على الولد يوجه بأمرين :أحدهما : ما ذكره بعض علماء العربية من أن العرب تطلق الجزء مرادا به البنات ويقولون : اجزأت المرأة إذا ولدت البنات،وامرأة مجزئة أي تلد البنات،قالوا ومنه قول الشاعر :
    إن أجزأت حرة يوما فلا عجب قد تجزئ الحرة المذكار أحيانا
    وقول آخر :
    زوجتها من بنات الأوس مجزئة للعوسج اللدن في أبياتها زجل
    وأنكر الزمخشري هذه اللغة قائلا : إنها كذب وافتراء على العرب./ قال في الكشاف في الكلام على هذه الآية الكريمة : ومن بدع التفاسير،تفسير الجزء بالإناث،وادعاءُ أن الجزء في لغة العرب اسم الإناث،وما هو إلا كذب على العرب ووضع مستحدث منحول،ولم يقنعهم ذلك حتى اشتقوا منه : أجزأت المرأة،ثم صنعوا بيتا وبيتا :*إن أجزأت حرة يوما فلا عجب**زوجتها من بنات الأوس مجزئة*. ا هـ منه بلفظه.){ جـ 7 ص 230"أضواء البنات"}ثم نقل الشيخ – رحم الله والديّ ورحمه - عن "ابن منظور":(.. قال : وقد أنشدت بيتا يدل على أن المعنى جزءا معنى الإناث،قال : ولا أدري البيت هو قديم أم مصنوع؟*إن أجزأت حرة يوما فلا عجب*لبيت.والمعنى في قوله تعالى : " وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا غڑ" أي جعلوا نصيب الله من الولد الإناث. قال : ولم أجده في شعر قديم ولا رواه عن العرب الثقات،وأجزأت المرأة ولدت الإناث،وأنشد أبو حنيفة :*زوجتها من بنات الأوس مجزئة*البيت.انتهى الغرض من كلام صاحب اللسان.وظاهر كلامه هذا الذي نقله عن الزجاج أن قولهم : أجزأت المرأة إذا ولدت الإناث،معروف،ولذا ذكره وذكر البيت الذي أنشده له أبو حنيفة كالمسلم به.){جـ 7 ص 231"أضواء البيان"} قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :غضبة "الزمخشري"وقوله بوضع بيت . . وبيت .. من أجل لغة لا وجود لها .. يعيدنا إلى ما تمت الإشارة إليه في الحلقة الماضية .. من البيت المشحون بالألفاظ القرآنية .. والمنسوب لـ"الأعشى".. والبيت الآخر الذي زُعم أن"الخليل"اعترف بوضعه .. وأنه نسبه لـ"الأعشى"أيضا!!أعود إلى الجزء السادس .. عند قوله تعالى :"غڑ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ غڑ":كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (وقد استدل بهذه الآية الإمام أبو حنيفة رحمه الله على أن من غصب بيضة،فأفرخت عنده أنه يضمن البيضة،ولا يرد الفرخ،لأن الفرخ خلق آخر سوى البيضة،فهو غير ما غصب،وإنما يرد الغاصب ما غصب. وهذا الاستدلال له وجه من النظر. والعلم عند الله تعالى.){ جـ 853 – 854"أضواء البيان"}.*كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (وقوله تعالى:"من بيده ملكوت كل شيء" الملكوت : فعلوت من الملك،أي : من بيده ملك كل شيء،بمعنى : من هو مالك كل شيء كائنا ما كان. وقال بعض أهل العلم : زيادة الواو والتاء في نحو : الملكوت،والرحموت،والرهبوت بمعنى الملك،والرحمة،والرهبة تفيد المبالغة في ذلك. والله أعلم.){ جـ 5 ص 889"أضواء البيان"}.*كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (قوله تعالى :"من رب السماوات"الآية،وقوله :"من بيده ملكوت كل شيء"فيه معنى من هو مالك السماوات والأرض،والعرش،وكل شيء،فيحسن الجواب بأن يقول : لله،أي : كل ذلك لله،ونظيره من كلام العرب قول الشاعر :
    إذا قيل : من رب المزالف والقرى ورب الجياد الجرد قلت : لخالد
    لأن قوله : من رب المزالف فيه معنى من هو مالكها،فحسن الجواب باللام، أي : هي لخالد. والمزالف : جمع مزلفة كمرحلة. قال في القاموس : هي كل قرية تكون بين البر والريف،وجمعها مزالف.){ جـ 5 ص 891 – 892"أضواء البيان"}.*كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :عند قوله تعالى :"رب ارجعون " :(وفي هذه الآية الكريمة سؤال معروف : وهو أن يقال : ما وجه صيغة الجمع في قوله :"رب ارجعون"ولم يقل : رب ارجعني بالإفراد.(..) وبينا أنه يجاب من ثلاثة أوجه :الأول – وهو أظهرها - : أن صيغة الجمع في قوله نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ارجعون)،لتعظيم المخاطب،وذلك أن النادم السائل الرجعة يظهر في ذلك الوقت تعظيمه ربه. ونظير ذلك في كلام العرب قول الشاعر حسان بن ثابت أو غيره :
    ألا فارحموني يا إله محمد فإن لم أكن أهلا فأنت له أهل
    وقول آخر يخاطب امرأة :
    وإن شئت حرمت النساء سواكم وإن شئت لم أطعم نقاخا ولا بردا
    والنقاخ الماء البارد،والبرد : النوم،وقيل : ضد الحر. والأول أظهر.الوجه الثاني : قوله ( رب) استغاثة به تعالى،وقوله ( ارجعون) خطاب للملائكة. ويستأنس لهذا الوجه بما ذكره ابن جرير،عن ابن جريج قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة:"إذا عاين المؤمن الملائكة قالوا : نرجعك إلى دار الدنيا فيقول : إلى دار الهموم والأحزان،فيقول : بل قدموني إلى الله،وأما الكافر فيقولون له : نرجعك؟ فيقول : رب ارجعون".الوجه الثالث : وهو قول المازني : إنه جمع الضمير ليدل على التكرار،فكأنه قال : رب ارجعني،ارجعني،ارجعني. ولا يخفى بعد هذا القول كما ترى. والعلم عند الله تعالى.){ جـ 5 ص 897 – 898"أضواء البيان"}قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :لم يتحدث الشيخ – رحم الله والديّ ورحمه – عن" درجة الحديث" إذ لو صح عن الحبيب – صلى الله عليه وسلم – لكان هو الأولى . والله أعلم.*كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (الفرع الأول : اعلم أن الذين قالوا بالتغريب،وهم الجمهور اختلفوا في تغريب المرأة،فقال جماعة من أهل العلم : تغرب المرأة سنة،لعموم أدلة التغريب،وممن قال به : الشافعي وأحمد ،وقال بعض أهل العلم : لا تغريب على النساء ،وممن قال به : مالك والأوزاعي،وروي مثله عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. (..) وأما الذين قالوا : لا تغريب على النساء،فقد احتجوا بالأحاديث الصحيحة الواردة بنهي المرأة عن السفر إلا مع محرم،أو زوج. ){ جـ 6 ص 73"أضواء البيان"}.قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :سؤال : ألا يبدو"التغريب"في زماننا نوعا من"السياحة"؟ و هو أمر تتوق له النفوس .. وتُدفع فيه الأموال!*كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :(وأما قول سعيد بن المسيب والشافعي بأن آية "الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً " منسوخة بقوله :"وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىظ° مِنكُمْ" فهو مستبعد،لأن المقرر في أصول الشافعي ومالك وأحمد هو أنه لا يصح نسخ الخاص بالعام،وأن الخاص يقضي على العام مطلقا،سواء تقدم نزوله عنه أو تأخر،ومعلوم أن آية "وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىظ° مِنكُمْ" الآية،أعم مطلقا من آية : "الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً "الآية. فالقول بنسخها لها ممنوع على المقرر في أصول الأئمة الثلاثة المذكورين،وإنما يجوز ذلك على المقرر في أصول أبي حنيفة رحمه الله..){ جـ 6 ص 90"أضواء البيان"}.قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :هذا أيضا مما يشي بصرامة"الأصول"ومحاكمة الفقيه على أصوله التي وضعها بنفسه.. والله أعلم.*كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (المسألة السادسة والعشرون : في حكم من قتل أو أصاب أحدا خارج الحرم،ثم لجأ إلى الحرم،هل يستوفى منه الحق في الحرم،أو لا يستوفى منه حتى يخرج من الحرم؟اعلم أن هذه المسألة فيها للعلماء ثلاثة مذاهب :الأول : أنه يستوفى منه الحق قصاصا كان أو حدا قتلا كان أو غيره.الثاني : أنه لا يستوفى منه حد ولا قصاص ما دام في الحرم سواء كان قتلا أو غيره.الثالث : أنه يستوفى منه كل شيء من الحدود إلا القتل،فإنه لا يقتل في الحرم في حد كالرجم،ولا في قصاص.(..) وقال ابن جحر في فتح الباري : وقال أبو حنيفة : لا يقتل في الحرم حتى يخرج إلى الحل باختياره،ولكن لا يجالس ولا يكلم،ويوعظ،ويذكر حتى يخرج. وقال أبو يوسف: يخرج مضطرا إلى الحل. وفعله ابن الزبير.){ جـ 6 ص 141- 142"أضواء البيان"}.قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :لفت نظري :أولا : أن الحبيب – صلى الله عليه وسلم – أقام الحدود في الحرم .. ولم أر نقاشا لهذه النقطة – مثلا : هل أُقيمت تلك الحدود قبل أن يُحرم الحبيب ،صلى الله عليه وسلم المدينة ؟ -أو رأي سادتنا الفقهاء فيها.ثانيا : لافتٌ أيضا ما ذهب إليه الإمام "أبو حنيفة" من فرض"حصارٍ"على من وقع منه جرم .. ومقاطعته .. حتى يخرج من"الحرم"طائعا ..إلى اللقاء في الحلقة القادمة .. إذا أذن الله.محمود بن محمد للمختار الشنقيطي المدني :رحماللهمنأهدىإليَّعيوبي

  9. #19
    قبسات من"أضواء البيان .." للإمام الشنقيطي (17)
    * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (وقوله :"فهي تملى عليه"أي : تلقى إليه،وتقرأ عليه عند إرادته كتابتها ليكتبها. والإملاء إلقاء الكلام على الكاتب ليكتبه،والهمزة مبدلة من اللام تخفيفا،والأصل في الإملاء الإملال باللام،ومنه قوله تعالى :"فليكتب وليملل الذي عليه الحق"الآية. ){ جـ 6 ص 305 – 306"أضواء البيان"}. * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (وقوله :"يَعَض الظالم"من عضض بكسر العين في الماضي،يعض بفتحها في المضارع على القياس،ومنه قول الحارث بن وعلة الذهلي :
    الآن لما ابيض مسربتي وعضضت من نابي على جذم
    فإن الرواية المشهورة في البيت عضضت بكسر الضاد الأولى وفيها لغة بفتح العين في الماضي،والكسر أشهر. وعض تتعدى بعلى كما في الآية،وبيت الحارث بن علة المذكورين،وربما عديت بالباء،ومنه قول ابن أبي ربيعة : فقالت وعضت بالبنان : فضحتني وأنت امرؤ ميسور أمرك أعسر){ جـ 6 ص 349 – 350"أضواء البيان"} * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : (وقد قدمنا أن تحريم الرجل امرأته فيه للعلماء عشرون قولا،وسنذكرها هنا باختصار،ونبين ما يظهر لنا رجحانه بالدليل منها إن شاء الله تعالى. القول الأول : هو أن تحريم الرجل امرأته لغو باطل،لا يترتب عليه شيء.(..) وهو أحد أقوال المالكية. اختاره أصبغ بن الفرج.(..) واستدل أهل هذا القول بقوله تعالى :" وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَظ°ذَا حَلَالٌ وَهَظ°ذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ غڑ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ "(..) وعموم قوله صلى الله عليه وسلم :"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"ومعلوم أن تحريم ما أحل الله ليس من أمرنا. القول الثاني : أن التحريم ثلاث طلقات (..) القول الثالث : أنها حرام عليه بتحريمه إياها.(..) القول الربع : الوقف. قال في أعلام الموقعين : صح ذلك أيضا عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه (..) وحجة هذا القول : أن التحريم ليس بطلاق،وهو لا يملك تحريم الحلال،وإنما يملك إنشاء السبب الذي يحرم به،وهو الطلاق،وهذا ليس بصريح في الطلاق،ولا هو مما ثبت له عرف الشرع في تحريم الزوجة،فاشتبه الأمر فيه،فجوب الوقف للاشتباه.(..) القول الخامس : إن نوى به الطلاق فهو طلاق،وإلا فهو يمين.(..) القول السادس : أنه إن نوى به الثلاث فثلاث،وإن نوى واحدة فواحدة بائنة،وإن نوى يمينا فهو يمين،وإن لم ينو شيئا فهو كذبة لا شيء فيها.(..) القول السابع : مثل هذا إن لم ينو شيئا فهو يمين يكفرها (..) القول الثامن : مثل هذا أيضا إلا أنه لم ينو شيئا فواحدة بائنة إعمالا للفظ التحريم (..) القول التاسع : أن فيه كفارة الظهار (..) القول العاشر : أنه تطليقة واحدة. (..) القول الحادي عشر : أنه ينوي فيما أراد من ذلك،فيكون له نيته في أصل الطلاق وعدده،وإن نوى تحريما بغير طلاق فيمين مكفرة. قال ابن القيم : وهو قول الشافعي.(..) القول الثاني عشر : انه ينوي في أصل الطلاق وعدده،إلا أنه إن نوى واحدة كانت بائنة،وإن لم ينو طلاقا فهو مُؤْلٍ،وإن نوى الكذب فليس بشيء،وهو قول أبي حنيفة وأصحابه.(..) القول الثالث عشر : أنه يمين يكفره ما يكفر اليمين. (..) القول الرابع عشر : أنه يمين مغلظة يتعين فيها عتق رقبة (..) القول الخامس عشر : أنه طلاق،ثم إنه كانت غير مدخول بها فهو ما نواه من الواحدة فما فوقها،وإن كانت مدخولا بها فثلاث وإن نوى أقل منها،وهو إحدى الروايتين عن مالك. (..) ففي مذهب مالك خمسة أقوال هذا أحدها (..) قال مقيده عفا الله عنه وغفر له : المعروف أن المعتمد من هذه الأقوال عند المالكية : اثنان،وهما القول بالثلاث،وبالواحدة البائنة،وقد جرى العمل في مدينة فاس بلزم الواحدة البائنة في التحريم. قال ناظم عمل فاس : وطلقة بائنة في التحريم وحلف به لعرف الإقليم ){ جـ 6 ص ص 585 – 592 "أضواء البيان" بعد هذا البيت مباشرة كتب الشيخ رحم الله والديّ ورحمه : (ثم قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين : وأما تحرير مذهب الشافعي فإنه إن نوى الظهار كان ظهارا،وإن النوى التحريم كان تحريما لا يترتب عليه إلا تقديم الكفارة،وإن نوى الطلاق كان طلاقا،وكان ما نواه. وإن أطلق فلأصحابه ثلاثة أوجه..){ ص 595} وبعد صفحة ونصف من تفصيل الأقوال : (انتهى كلام ابن القيم رحمه الله تعالى){ ص 593}. ثم كتب الشيخ رحم الله والديّ ورحمه : (قال مقيده عفا الله عنه وغفر له : أظهر أقوال أهل العلم عندي مع كثرتها وانتشارها : أن التحريم ظهار،سواء كان منجزا أو معلقا،لأن المعلق على شرط من طلاق،أو ظهار يجب بوجود الشرط المعلق عليه،ولا ينصرف إلى اليمين المكفرة على الأظهر عندي،وهو قول أكثر أهل العلم. وقال مالك في الموطأ : فقال القاسم بن محمد : إن رجلا جعل امرأة عليه كظهر أمه إن هو تزوجها فأمره عمر بن الخطاب إن هو تزوجها ألا يقاربها حتى يكفر كفارة الظهار. أهـ.(..) وأما الأمة فالأظهر في تحريمها كفارة اليمين أو الاستغفار،كما دلت عليه آية سورة التحريم كما تقدم إيضاحه. والعلم عند الله تعالى. / المسألة الثانية عشرة : اعلم أن العلماء اختلفوا في العبد والذمي هل يصح منهما ظاهر؟){ جـ 6 ص 594"أضواء البيان"} قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ : هكذا .. لم تكتمل سلسلة أقوال العلما،في تحريم الرجل زوجته، فلم يأت بعد "القول الخامس عشر" ما يليه أي القول"السادس عشر" بل تمت الإشارة إلى الأقوال الخمسة للسادة المالكية .. إلخ تجدر الإشارة كذلك إلى أن "المسألة الثانية عشرة"التي اقتبستُها في ختام نقلي لكلام الشيخ – رحم الله والديّ ورحمه – هي إكمال لمسائل "الظهار"وقد جاءت "المسألة الحادية عشرة"في الصفحة 581،وجاء الحديث عن"تحريم الرجل زوجته"في هامش هذه المسألة. * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه : عند قوله تعالى : " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ غ– قُلْ بَلَىظ° وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ " (قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة : هذه إحدى الآيات الثلاث التي لا رابع لهن مما أمر الله رسوله أن يقسم بربه العظيم على وقوع المعاد لما أنكره من أنكره من أهل الكفر والعناد،فإحداهن في سورة يونس عليه السلام،وهي قوله تعالى :" غ‍ وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ غ– قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ غ– وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ "والثانية هذه : " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ غ– قُلْ بَلَىظ° وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ " والثالثة في سورة التغابن،وهي قوله تعالى : "زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا غڑ قُلْ بَلَىظ° وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ غڑ"الآية.){ جـ 6 ص 673"أضواء البيان"}. * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    ( قال أبو داود : قال الغساني : جهينة وغامد وبارق واحد. انتهى منه. وعليه فالجهنية هي الغامدية){ جـ 6 ص 49"أضواء البيان" }.
    * كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (وقال أبو عمر بن عبد البر رحمه الله في جامعه ما نصه : وشبه الحكماء زلة العالم بانكسار السفينة،لأنها إذا غرقت غرق معها خلق كثير){ جـ 7 ص 525"أضواء البيان"}
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة .. إذا أذن الله. محمود بن محمد للمختار الشنقيطي المدني : رحماللهمنأهدىإليَّعيوبي

  10. #20
    قبسات من"أضواء البيان .." للإمام الشنقيطي (18)
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (وقوله تعالى:" غ– وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ "الآية.
    وقد قدمنا الكلام على هذا،في سورة بني إسرائيل،في الكلام على قوله تعالى:" لَّا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَظ°هًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولًا ".
    وبينا أن من أصرح الأدلة القرآنية الدالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب بخطاب، والمراد بذلك الخطاب غيره،يقينا،قولَه تعالى :" غڑ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا "الآية،ومن المعلوم أن أباه صلى الله عليه وسلم توفي قبل ولادته،وأن أمه ماتت وهو صغير،ومع ذلك فإن الله يخاطبه بقوله تعالى : إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا "،ومعلوم أنه لا يبلغ عنده الكبر أحدهما،ولا كلاهما،لأنهما قد ماتا قبل ذلك بزمان.
    فتبين أن أمره تعالى لنبيه ونهيه له في قوله تعالى:" فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ "الآية،إنما يراد به التشريع على لسانه لأمته،ولا يراد به هو نفسه صلى الله عليه وسلم.){ جـ 7 ص 28"أضواء البيان"}.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (قوله تعالى:" وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ غ™ "أوضح جل وعلا أن الذي في هذه الآية بمعنى الذين،في القرآن وفي كلام العرب،فمن أمثلة ذلك في القرآن قوله تعالى في آية الزمر هذه : /" وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ "الآية،وقوله تعالى في سورة البقرة :"مثلهم كمثل الذي استوقد نارا"أي الذين استوقدوا،بدليل قوله بعده :"ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون"(..) ونظيره من كلام العرب قول أشهب بن رميلة :
    وإن الذي حانت بفلج دماؤهم هم القوم كل القوم يا أم خالد
    وقول عديل بن الفرخ العجلي :
    فبت أساقي القوم إخوتي الذي غوايتهم غيُّ ورشدهم رشد ){ جـ 7 ص 59 – 60"
    أضواء البيان"}

    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (قوله تعالى :" فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ "

    الصرصر : وزنه بالميزان الصرفي"فعفل"،وفي معنى الصرصر لعلماء التفسير وجهان معروفان :
    أحدهما : أن الريح الصرصر هي الريح العاصفة الشديدة الهبوب،التي يسمع لهبوبها صوت شديد،وعلى هذا،فالصرصر من الصرة،التي هي الصيحة المزعجة .
    ومنه قوله تعالى :"فأقبلت امرأته في صرة"أي في صيحة،ومن هذا المعنى : صرير الباب والقلم،أي صوتهما.
    / الوجه الثاني : أن الصرصر من الصر الذي هو البرد الشديد المحرق،ومنه على أصح التفسيرين قوله تعالى :"كمثل ريح فيها صر"الآية. أي فيها برد شديد محرق،ومنه قول حتام الطائي:
    أوقد فإن الليل ليل قر والريح يا واقد ريح صر
    علَّ يرى نارك من يمر إن جلبت ضيفا فأنت حر (..) والأظهر أن كلا القولين صحيح،وأن الريح المذكورة جامعة بين الأمرين،فهي عاصفة شديدة الهبوب،باردة شديدة البرد.){ جـ 7 ص 130 – 131"أضواء البيان"}.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (وقوله :"لا يغني" أي لا ينفع. والظاهر أن أصله من الغَناء،بالفتح والمد،وهو النفع.
    ومنه قول الشاعر :
    وقل غناء عنك مال جمعته إذا صار ميراثا وواراك لا حدُ
    فقوله : "قل غناء"أي قل نفعا. وقول الآخر :
    قل الغناء إذا لاقى الفتى تلفا قول الأحبة لا تبعد وقد بعدا
    فقوله:" الغناء"أي النفع.(..) وأما الغِناء،بالكسر والمد،فهو الألحان المطربة ){ جـ 7 ص 370"أضواء البيان"}
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    في"الأشرطة"التي سُجلت عليها دروس الشيخ – رحم الله والديّ ورحمه – وعند ذكر هذه المادة – والعهدة على الذاكرة – قال :
    (المطرب الخبيث)!!
    أكمل كلام الشيخ – رحم الله والديّ ورحمه- عن هذه"المادة" :
    (وأما الغِنى بالكسر والقصر،فهو ضد الفقر.
    وأما الغَنَى،بالفتح والقصر،فهو الإقامة،من قولهم : غَنِي بالمكان،بكسر النون،يَغْنَى،بفتحها،غَنًى،بفتحتين،إذا أقام به.
    ومنه قوله تعالى:"كأن لم تغن بالأمس"،وقوله تعالى :"كأن لم يغنوا فيها"
    وأما الغُنَى،بالضم والقصر،فهو جمع غُنية وهي ما يستغنى به الإنسان.
    وأما الغُناء،بالمد والضم،فلا أعلمه في العربية.){ جـ 7 ص 370 – 371"أضواء ابيان"}.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (قوله تعالى :"ياقومنا أجيبوا داعي الله وءامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب اليم".
    منطوق هذه الآية أن من أجاب داعي الله محمدا صلى الله عليه وسلم وآمن به،وبما جاء به من الحق غفر الله له ذنوبه،وأجاره من العذاب الأليم،ومفهومها،أعني مفهوم مخالفتها،المعروف بدليل الخطاب،أن من لم يجب داعي الله من الجن ولم يؤمن به لم يغفر له،ولم يجره من عذاب أليم،بل يعذبه ويدخله النار،وهذا المفهوم جاء مصرحا به مبينا في آيات اخر،كقوله تعالى :"وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين"(..) / أما دخول المؤمنين المجيبين داعي الله من الجن الجنة،فلم تتعرض له الآية الكريمة بإثبات ولا نفي،وقد دلت آية أخرى على أن المؤمنين من الجن يدخلون الجنة،وهي قوله تعالى في سورة الرحمن :"ولمن خاف مقام ربه جنتان * فبأي ءالآء ربكما تكذبان"وبه تعلم أن ما ذهب إليه بعض أهل العلم،قائلين إنه يفهم من هذه الآية،من أن المؤمنين من الجن لا يدخلون الجنة،وأن جزاء إيمانهم وإجابتهم داعي الله هو الغفران وإجارتهم من العذاب الأليم فقط،كما هو نص الآية،كله خلاف التحقيق.){ جـ 7 ص 427 – 428"أضواء البيان"}.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    قول بعض أهل العلم أن المؤمنين من"الجن"لا يدخلون الجنة .. بل تُغفر ذنوبهم فقط .. من أعجب العجب!!
    أولا : يوم القيامة لا توجد إلا الجنة أو النار .. أو التحول إلى تراب .. وهو مصير البهائم غير المكلفة .. فهل قال هؤلاء بفناء صالحي الجن!!
    ثانيا : ربنا سبحانه وتعالى أعدل .. بل هو"العدل"سبحانه وتعالى ..فكيف يُعذب عصاة أو كفار الجن فيدخلهم النار .. ثم لا يكافئ صالحي الجن .. بنقيض ذلك .. فيدخلهم الجنة!!
    ثالثا : أليس من الوارد – أسوة بالإنس – أن من الجن من قد تكون سيئاته أكثر من حسناته .. مع أنه موحد .. فيكون جزاءه أن يدخل النار .. ثم يُخرج منها برحمة الله تعالى .. كما يحصل مع عصاة الإنس الذين زادت سيئاتهم عن حسناتهم ؟ .. فما مصر هؤلاء؟ والله أعلم.
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (قوله تعالى :" غ– وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ".
    قد بين تعالى في سورة البقرة أن الثمار التي يرزقها أهل الجنة يشبه بعضها بعضا في الجودة والحسن والكمال،ليس فيها شيء رديء،وذلك في قوله تعالى :" غ– كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا غ™ قَالُوا هَظ°ذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ غ– وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا غ–".){ جـ 7 ص 454 - 455"أضواء البيان}.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    توقفتُ كثيرا عند قول الشيخ – رحم الله والديّ ورحمه – عن فاكهة الجنة :"ليس فيها شيء رديئ": فهل الرداءة في الدنيا هي التي تميز شيئا عن شيء؟
    *
    كتب الشيخ،رحم الله والديّ ورحمه :
    (قال الإمام أبو عمر بن عبد البر رحمه الله في جامعه :
    أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن،قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد القاضي المالكي،قال : حدثنا موسى بن إسحاق،قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر،قال : حدثنا معن بن عيسى،قال : سمعت مالك بن أنس يقول : إنما أنا بشر أخطئ وأصيب،فانظروا في رأيي،فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به،وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه.ا هـ محل الغرض منه بلفظه.
    فمالك رحمه الله مع علمه وجلالته وفضله،يعترف بالخطأ وينهى عن القول بما خالف الوحي من رأيه.
    فمن كان مالكيا فليتمثل قول مالك ولا يخالفه بلا مستند.){ جـ 7 ص 573"أضواء البيان"}.
    قال "مقتبسه"غفر الله لوالديه وله وللشيخ :
    كأني بالشيخ – رحم الله والديّ ورحمه – ينبه بعض إخواننا من"المالكية"الذين يتعصبون لكل ما جاء عن الإمام مالك – رحم الله والدي ورحم الشيخ ورحمه - وإن خالف حديثا صحيحا: مثل مسالة القبض في الصلاة !
    وقد ذكر لي أخي الدكتور المرابط بن المجتبى – ذات حوار- أن أحدهم قال،ما معناه : إن مالكا نقل حدث القبض في"الموطئ" ليقول لكم أنه يعرف الحديث!!
    وكأن القائل – غفر لله لنا جميعا وله – يتمسك بقول الإمام مالكا .. ويترك كلام المعصوم المشرع – صلى الله عليه وسلم – بل ويترك كلام الإمام مالك نفسه : بعدم الأخذ بكلامه إذا عارض كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهذا هو التعصب .. أجارنا الله جميعا منه.


    إلى اللقاء في الحلقة القادمة .. إذا أذن الله.


    محمود بن محمد للمختار الشنقيطي المدني :
    رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •