أيكة الأشعار
سجال الإجازة غيداء الأيوبي و ( ظميان غدير)
سجال الإجازة :
وهو أن يقول شاعر شطرا ثم يقول لمساجله : أجز يا فلان ، فيُتِمّ الشاعر الآخر الشطر بشطر آخر ليكون الشطران معا بيتا مستقيم المعنى حسنهُ .
ومن أمثلة ذلك ما كان من أمر النابغة الذبياني عندما التقى الربيع بن أبي حقيق ، عندما التقيا في الطريق إلى سوق بني قينقاع ، وكانت سوقا عامرة مشهورة يتناشد فيها الشعراء شعرهم فيمدحون ويفخرون ويتغزلون ، وعندما التقى الشاعران تسايرا في الطريق ، وعندما اقتربا من السوق ، وكانت له جلبَةٌ عظيمة وصوت ضجيج مرتفع ، فخافت ناقة النابغة وفحصت برجليها الأرض ، فزجرها النابغة وقال :
****
كادت تهد من الأصوات راحلتي
ثم قال: أجز يا ربيع ، فقال الربيع :
والثغر منها اذا ما اوجست خلقُ
فقال النابغة :
لولا أنهنهها بالصوت لانتزعت
فقال الربيع :
مني الزمام وإني راكب لبقُ
وبقيا على هذه الحال حتى بلغا السوق
****
الأبيات للشاعرة غيداء الأيوبي
والأبيات داخل الأقواس للشاعر ظميان غدير
****
(عَلَى أَيْكَةِ الأَشْعَارِ أَنْتَظِرُ الْوَعْدَا)
وَكَمْ فِكْرَةٍ فِي الْبَالِ قَدْ أَيْقَظَتْ وَرْدَا
****
أَذُوبُ بِرَيْحَانِ السُّطُورِ تَأَمُّلاً
(أُرَاوِدُ مَعْنَى مَا عَرِفْتُ لَهُ حَدَّا)
****
(تَوَجَّهَ حِسِّي كُلّهُ نَحْوَ لَمْعَةٍ)
فَسَاحَ بَرِيقُ الْحَرْفِ فِي الشِّعْرِ مُمْتَدَّا
****
أَنَا فَوْقَ غُصْنٍ وَالزُّهُورُ تَشُمُّنِي
(وَتَسْأَلُنِي الأَطْيَارُ إِنْ غَرَّدَتْ ردَّا)
****
(شُعُورِي يَمَامِيٌّ إِذَا انْطَلَقَ الْغُنَا)
وَكَمْ رَنَّمَتْنِي رِيشُةٌ تَرْتَدِي الْغِمْدَا
****
تَمُوجُ عَلَى أَوْرَاقِ قَلْبِي مَلَامِحٌ
(بِهَا ابْيَضَّ إِحْسَاسِي إِذَا سَطْرِيَ اسْوَدَّا)
****
(تُخَضِّبُ قَلْبِي كَيْ تَطِيبَ مَخَايِلِي)
فَلِي مِنْ ظِلَالِ الشَّوْقِ مَا يَنْزِفُ الرَّغْدَا
****
وَلَيْسَ بِحِبْرِ الآهِ تُرْمَى مَشَاعِرِي
(وَلَكِنْ بِمَا قَاسَيْتُ مِنْ لَهَفِي وَجْدَا)
****
(تُسَيِّجُنِي أُهْزُوجَةُ الْوَجْدِ دَائِماً)
وَدَائِرَتِي فِي اللَّحْنِ كَالنُّورِ إِنْ عَدَّا
****
فَإِنَّ انْطِلَاقِي لَا حُدُودٌ بِنَبْضِهِ
(فَلاَ تَلُمِ النَّبْضَاتِ لَوْ أَدْمَنَتْ بُعْدَا)
****
(سَتَرْجِعُ كَالضَّوْءِ الْمُهَاجِرِ بَعْدَمَا)
تَلُمُّ مِنَ الْغَيْمَاتِ مَا الأُفْقُ قَدْ نَدَّى
****
أَنَا الرَّوْضُ والأَنْهَارُ تَسْبَحُ فِي دَمِي
(وَتَتْبَعُنِي الأَزْهَارُ تَرْصِدُنِي رَصْدَا)
****
(لِتَنْعَمَ فِي شَدْوِي فَينْسَابُ عِطْرُهَا)
فَتَمْتَلِئُ الْأَشْعَارُ مِنْ فَيْضِهَا شَهْدَا
****
فَلَا تَنْشِفُ الأَوْرَاقُ وَالنَّبْعُ رَائِقٌ
(إِذَا فَاضَتِ الأَلْحَانُ مِنْ نَبْعِهَا سَعْدَا)
****
(تُسَقِّي جُمُوعَ الظَّامِئِينَ بِسِحْرِهَا)
وَكَمْ كِلْمَةٍ قَدْ أَسْكَرَتْ رُوحُهَا الرُّؤْدَا
****
تَمِيلُ بِبُسْتَانِ الْقَصِيدِ سَنَابِلٌ
(كَمَا مَالَتِ الْهَيْفَاءُ إِذْ مَيَّلَتْ قَدَّا)
****
(فَأَبْهَرَتِ الرَّائِي وَذَوَّبَتِ الْمَدَى)
كَطَيْفٍ تَلَوَّى بَعْدَ أَمْطَارِهِ تَيْدَا
****
تُعَانِقُنِي قِيثَارَةُ الْقَلْبِ نَغْمَةً
(غَدِيريَّةُ النَّغْمَاتِ آنَسَتْنِيَ الْفَقْدَا)
****
(يُرَمِّمُ أَكْوَانَاً شُعَاعُ لُحُونِهَا)
فَتَشْرُقُ شَمْسُ الرُّوحِ والنُّورُ لَا يَهْدَا
****
فَأَرْمِي عَلَى أَيْكَاتِ شِعْرِيَ مُهْجَتِي
(وَقَدْ أَنْجَزَ الْمَوْعُودُ فِي أَيْكِنَا جِدَّا)