حدث البارحة في بلدي

من عادتي أن أشتريَ للأولاد مستلزمات المدرسة قبل ابتداء العام الدراسي تجنباً للزحمة…
والبارحة دخلتُ المكتبة لأشتريَ لحفيدتي بعض مستلزماتها المدرسية من دفاتر وأقلام، أشار البائع إلى كرسي كي أجلس عليه…
وبينما أنا أنتظر تجهيز طلبي.. دخلت امرأةً تسحب طفلةً، وسألتِ البائعَ عن سعر حقيبة مدرسية للصف الخامس، فلما قال البائع (ثمنها سبعة آلاف وخمسمائة ليرة) تراجعتِ المرأةُ، وقالت بصوتٍ منكسر: أريد حقيبة أرخص…
في تلك الأثناء تناول البائع هاتفه ووضعه قرب أذنه، وأومأ للمراة برأسه بالإيجاب، وأخذ يتكلم بصوت منخفض، وما إن انتهى وترك الهاتف حتى التفتَ إلى المرأة ثم قال: حاضر يا أختي...
قالها مبتسماً يظهر عليه السرور، ثم قال:
ـ الحمد الله ياربي على هذه النعمه وهذا الفضل.
وتناول حقيبةً مدرسية من النوع الجيد، ووضع فيها دفاتر وأقلاماً وقال للمرأة:
وجهك وجه خير، وهذه الطفلة قدومها للمكتبة بركة.. لقد نجحت ابنتي في الامتحانات بمجموع ممتاز.. وهذه الحقيبة هدية مني لك يا وجه الخير والبركة . 😁🎁
أخذتِ المراةُ الهديةَ وفرحت بها كأنها كنزٌ ثمين، ثم سحبت ابنتها وهي تدعو للبائع متمنيةً أن تبلغ ابنته أعلى المراتب..
كنت أراقب الموقف الذي شدني، وأثّر بي كثيراً، فباركتُ لصاحب المكتبة، الذي تبسم واعتذر عن تأخره في تلبية طلبي، وأعطاني المستلزمات المدرسية…
وعندما دفعت له النقود كررتُ التهنئة، وقلت له: ألف مبارك نجاح الصبية.........
فضحك الرجل 😁 وقال:
ـ والله يا عمي ما عندي بنت في البكالوريا، ولم يتصل بي أحد ...
ولكني عندما لاحظت أن المراة محتاجةٌ، وتريد شراء حقيبة لابنتها ونقودُها لا تكفى… تأكدت أنها امراة مستورة، لاتسأل الناس 👈 تحسبها غنيةً من التعفف، لذلك اضطررت أن أكذب، وقمت بعمل ما يترتب عليّ حتى أحفظ لها كرامتها ولا أُشعرها أنني أتصدق عليها 😢
ودعتُ الرجلَ وقد كبر في عيني، وحمدت الله أن الدنيا لا تزال بخير…

منقول.