الشكر للأستاذة العزيزة آمال ناجي على هذه القراءة لقصة "أين تنتهي السماء".
قراءة قصة : أين تنتهي السماء؟
النص للكاتب السوري: جيكار خورشيد
رسوم الرسامة الإيطالية: أليساندرا سانتيلي
دار النشر : كلمات
العنوان:
عندما قرأت العنوان أول مرّة قفز الى ذهني كمربية وأم وكاتبة مهتمة بأدب الطفل سؤال ملح:
لماذا لم يخطر على بالي هذا السؤال من قبل؟
وتسارعت الى ذهني أجوبة عديدة فتخيلت سيناريوهات كثيرة ومختلفة.
أين تنتهي السماء؟ فعلا سؤال محفز للطفل
لا أحد منا يغفلُ عن أهمية السؤال بالنسبة للأطفال فهم يتحدثون كثيرًا، والكثير من أحاديثهم أسئلة والسؤال في هذه القصة سؤال طفل باحث متمهل صبور حالم.
تبدأ القصة بسؤال أولي قد تبدو الإجابة عليه بديهية بالنسبة الى الكبار لكنها ليست كذلك بالنسبة الى طفل يسأل ببساطة في لحظة دهشة والدهشة هي لحظة حيرة، سؤال فيه دعوة مغرية للاستكشاف وللمعرفة، طفل شجاع وجرئ، وسؤاله دعوة للتعلم والاستكشاف والبحث عن الأجوبة.
الشخصيات في القصة:
مالذي يجعل القارئ يواصل تقليب صفحات هذا الكتاب؟
كيف يمكن ابتكار كتاب بنصٍّ حي لا يُنسى؟
عندما تكتب للطفل فأنت تعطيه كلمات ومعان وجمل وأصوات ووو، فتُفتحُ له عوالم جديدة، وتقدم له طرقًا جديدة للتفكير والتمعن، وترفع هذا الطفل لتقربه من نور المعرفة والإبداع هذه هي القوة وهذا هو الغرض من القصة وهذه هي الهدية الثمينة والنادرة التي يستطيع أن يقدمها الكاتب للطفل
فالحوت والنسر والاسد والجمل كلها شخصيات لطيفة تساعد بطلنا الصغير في رحلة استكشافه بكل حب وعطاء، وطواعية فتحاوره وتجيب عن سؤاله كل حسب معرفته.
الحوت : أعرف.. تعال معي حتى ترى بنفسك نهاية السّماء.
النسر : ومن غيري يعرف أين تنتهي السماء.
الاسد : بالطبع أعرف تعال معي حتى أريك نهاية السماء.
الجمل : أهلا بك صغيري بالطبع أعرف نهاية السّماء فأنا سفينة الصحراء.
ما ألطف هذه الشخصيات وكم هي متعاونة، فهي تساعد الطفل حسب معرفتها وبدون مقابل.
لقد نجح الكاتب في خلق الألفة بين الطفل بطل القصة وبقية الشخصيات وكسر حاجز الخوف من حيوانات تبدو مخيفة ومفترسة فإذا هي في غاية اللطف والحب و العطاء.
أين تنتهي السماء، هل هي قصة أطفال فقط أم تصلح للكبار أيضًا؟
أنطلق من مقولة أؤمن بها كثيرًا :
الكتاب الذي يكتب للأطفال فقط هو كتاب سيء
كنت في السيارة أجلس في المقعد الخلفي مع ابن أخي الصغير الذي يطلب مني دائما أن أقصّ عليه القصص، فقرأت له قصة "أين تنتهي السّماء ؟" طبعًا بصوت منخفض فزوجي يقود السّيارة ولا أريد أن ألفت انتباهه حتى لا يشرد عن الطريق ولكن ما أن نطقت بعنوان القصّة حتى تفاجأت بسؤال زوجي: " وأين تنتهي السماء،؟ أريد أن أسمع معكم القصة، لقد كان العنوان كافيًّا ليجذب انتباه زوجي فحكيت القصة واستمتعنا جميعًا بها هذه هي التجربة التي نبحث عنها جميعا كتاب يُعجب الكبار قبل الصغار.

لغة القصّة:

لغة شاعرية سلسة، تدغدغ حلمًا، تثير خيالًا، تنفتح على عالم السحر والجمال في إيقاع موسيقي ممتع
عندما نقرا هذه الفقرات المبهجة:
عندما يأتي المساء، وتغيب الشّمس، أراها نائمة بثوبها المطرز بالنجوم.
السماء، موجودة في كل مكان أكون فيه.
أراها بوضوح كبير والغيوم البيضاء، تلعب في ملعبها الواسع الممتد الى الأفق البعيد.
لغة تلفت انتباهك، وتثير حواسك، وتجعلك تتذوق جمال اللغة المناسبة.
نجح الكاتب في إيقاظ حاسة التذوق بالجمال فينا جمال السماء، واذا بالسماء سماوات:
سماء، تغطي البحر.
والسماء، العالية الممتدة فوق الجبال.
وسماء البراري والغابات.
وسماء البوادي والصحارى.
ومازال بطل القصّة يبحث بكل شوق لمعرفة نهاية السّماء، ومازلنا نتابع معه الرحلة نحن القرّاء كبارًا وصغارًا بنفس الشوق ونفس الشغف.
الاستدراك المحرك لتوليد الاحداث، والمشاهد
لكن السماء، مازالت ممتدة نحو الافق
لكن السماء، لم تنته بل مازالت بلا نهاية
لكن السماء لم تنته

الخاتمة
يبدو أن القصّة لا تنتهي بانتهاء آخر ورقة في الكتاب كسماء بطلنا الصغير التي لا نهاية لها:
"فسمائي بلا نهاية كأحلامي الجميلة" هي الجملة التي فتحت لنا قصصًا جديدة.
القصة كريمة جدًا بالسعادة والفرح
سعادة البطل الصغير للمغامرة التي قام بها واكتشافاته.
سعادة القارئ الذي قرأ القصّة واستمتع بأحداثها.
سعادتي أنا لأنّي قرأت القصة وكتبت هذه القراءة السريعة عنها.
جيكار المبدع
شكرًا لهذا الإبداع السّاحر.