البؤرة والهامش



هما مصطلحان في علم النفس، تعني البؤرة فيه أن يكون تركيزك محدداً على شيء ما، وكل ما حوله يصبح هامشاً... ويقابل ذلك في صناعة السينما والتصوير فيها بالذات ما يُسمى ب (الكادر) حيث يركز المصور على جزء بعينه كقسمات الوجه ويكون كل ما خارجه هامشا ، أما في الجانب السياسي فيقابلها الذاتي والموضوعي، فعند الحديث عن الأردن مثلاً واعتبارها (ذات) يصبح كل ما خارجها موضوعي، وعندما يتناول أبناء حزب ما داخل الأردن باعتبار حزبهم (ذات) فإن كل الأحزاب والناس والحكومة تعتبر كلها (موضوعا).

لنعد الى البؤرة والهامش في علم النفس، فعندما تجلس في قاعة محاضرات وتستمع لمحاضر جيد، فإن المحاضر يُعتبر (بؤرة) وكل من حولك من أشخاص وأثاث وخدم يعتبر (هامش)، الآن لو وقف أحد المستمعين للمحاضرة وطرح سؤالاً أو تعليقاً، فإنك ستبدل (البؤرة) من المحاضر الى المعلق. ولنفرض أنه خطرت في بالك فكرة لتطرحها على المحاضر والحضور، فإن البؤرة ستنكفئ الى داخلك...

لو أردنا إسقاط كل ذلك على مواطننا العربي، فإن البؤرة لديه ستنتقل بسرعة الضوء من مكان لمكان لكثرة المؤثرات الخارجية والداخلية، وعندها يتحول المواطن الى كائن مُشتّت قليل الفاعلية أو حتى عديمها..