شيخ التحليل النفسي ... وبعضٌ من مبادئه!


--------------------------------------------------------------------------------




لم يكن فرويد هو الذي ابتكر فكرة العقل اللاشعوري unconscious mind مقابل العقل الشعوري conscious mind ، إلا أنه بالتأكيد المسؤول عن جعله مبسطاً (Boeree, 2001, pp.3 - 4 ).

والعقل الشعوري؛ هو ما تدركه عن لحظة معينة Moment particular، وعن مدركاتك الحالية perceptions present ، وعن ذكرياتك memories ، وأفكارك thoughts، وتخيلاتك fantasies، ومشاعرك feelings. ويعمل عن كثب مع ما سماه فرويد ما قبل الشعور preconscious ، الذي قد يدعى بالذاكرة المتيسرة "available memory"؛ وهو أي شيء يمكن أن يكوّن الشعور، مثل الذكريات التي لا تفكر بها في اللحظة الحالية إلا أنه يمكن تذكرها بسهولة. غير أن فرويد قد نوّه إلى أن تلك، ما هي إلا أجزاء صغرى smallest parts !. أما الجزء الأكبر بكثير فهو اللاشعور unconscious. ويتضمن كل الأشياء التي ليس من السهل أن تكون موجودة في حدود الوعي awareness، ومن ضمنها عدد من الأشياء التي يوجد مصادر لها، مثل دوافعنا drives، أو غرائزنا instincts كما يسميها فرويد، والأشياء التي لا نستطيع تحمل النظر فيها، مثل الذكريات والانفعالات المتزامنة مع أذى نفسي ((Ellenberger, 1970, p.932.

وتبعا لفرويد، فإن اللاشعور هو مصدر الدوافع، سواء كانت رغبات بسيطة
simple desires لطعام أو لجنس، أو قسريات عصابية neurotic compulsions أو تلك الدوافع التي تكون وراء الفنان أو العالِم. ومع ذلك، فنحن غالبا ما نميل إلى أن ننكر deny أو نقاوم resist جذب الشعور لتلك الدوافع، وأنها غالبا ما تتيسر لنا بشكل مقنَّع (Woodworth, 1929, pp.484-486).

ألهي، والأنا، والأنا الأعلى The id, the ego, and the superego
تبدأ الحقيقة السيكولوجية الفرويدية مع العالم الحافل بالأشياء. ومن بين تلك الأشياء هناك شيء خاص جدا، هو الكائن الحي organism. وتكمن خصوصية الكائن الحي في كونه يعمل من أجل البقاء survive، ومن أجل التناسل reproduce ، وأنه يوجَّه نحو تلك الأهداف بواسطة حاجاته، مثل الجوع hunger، والظمأ thirst، وتجنب الألم the avoidance of pain، والجنس *** (Kaufmann, 1980, p.494). وإن الجزء الأكثر أهمية في الكائن الحي هو الجهاز العصبي nervous system، الذي من مميزاته حساسيته إلى حاجات الكائن الحي. وعند الولادة، يكون ذلك الجهاز العصبي بالنسبة للكائن البشري صغيرا أكثر مما هو عليه لأي حيوان آخر، وهو عبارة عن ( id أو it). فإذا عُد على أنه (id) – وتترجم إلى العربية "الهذا" وهي مصدر الطاقة الغريزية ، وستسميها الباحثة كما هو شائع لها "هي" – ستترجم حاجات الكائن الحي إلى قوى دافعية motivational forces تدعى بالألمانية Triebe التي يمكن أن تترجم إلى غرائز أو دوافع instincts or drives، وقد سماها فرويد بالأمنيات wishes. وتسمى تلك الترجمة من الحاجة إلى الأمنية بالعملية الأولية primary process. وتعمل الـهي طبقا لمبدأ اللذة pleasure principle، الذي قد يُفهم كأنه يطلب تلبية الحاجات حالاimmediately . فلنتصور جوع الطفل الرضيع، فإنه لا يعرف ماذا يريد بنفس المعنى الذي يفهمه الشخص البالغ؛ إذ أنه فقط يريد شيئا (it) ويريده الآن. وإذن فإن الطفل الرضيع على وفق وجهة نظر فرويد خالص أو تقريبا خالص الـهي، - أي أن لديه الهي على نحو صرف – وتعد الـهي لاشيء إذا ما لم تكن الـنفس psychic تمثل جانبها الإحيائي biology. ففي حالة الرغبة للطعام، مثل تخيّل شريحة لذيذة من اللحم، قد تكون كافية لإرضاء الـهي إلا أنها لا تكون كافية لإرضاء الكائن الحي. وقد نلاحظ أنه، عندما لا تملك أن تُشبع حاجة ما، مثل الحاجة إلى الطعام، فإنها سوف تبدأ تطلب اهتمامك attention أكثر وأكثر، إلى أن تصل إلى حد أنك لا تستطيع أن تفكر بأي شيء آخر غيرها. تلك هي الرغبة أو الدافع الموجود في الشعور. ومن حسن حظ الكائن الحي، أن هناك حصة صغيرة من العقل، هي الشعور، تتصل بالعالم من خلال الحواس senses. وحول هذا الجزء الضئيل من الشعور، وخلال السنة الأولى من عمر الطفل، فإن بعضاً من الـ "it" يصبح "I "، وبعضاً من الـ "id" يصبح "ego". وأن الـ "ego" – التي تترجم إلى العربية "أنا" أو الذات، وستسميها الباحثة كما هو شائع لها "أنا"- تربط الكائن الحي بالواقع بواسطة المعاني الخاصة بشعوره، وأنه يبحث عن موضوعات لإشباع الرغبات التي تخلقها الـهي لتمثل حاجات الكائن الحي. وقد سميت تلك الفعالية لحل المشكلة problem- solving بالعملية الثانوية secondary process. ولا يتشابه الأنا مع الـهي، فهو يعمل وفق مبدأ الواقع reality principle، وكأنه يقول "أجِّل اهتمامك بالحاجة لأقرب وقت تجد فيه الموضوع المناسب لها" "take care of a need as soon as an appropriate object is found". وإذن فهو يمثل الواقع وما هو منطقي بشكل كبير. ومع أن الأنا يكافح من أجل إبقاء الـهي (وبالتالي ، الكائن الحي) سعيدا، إلا أنه قد يقابل عقبات في العالم، وأحيانا يقابل موضوعات قد تعاون فعلا في بلوغ أهدافه. فيحتفظ بتسجيل لتلك العوائق obstacles وتلك المعاونات aides، ويترك أثرا بشكل خاص للمكافآت reward والعقوبات punishments التي يقدمها اثنان من أكثر المواضيع تأثيرا في الطفل؛ وهما الأم والأب. وهذا التسجيل للأشياء – رفض وخلق إستراتيجيات – هو لتكوين ما هو معروف باسم الأنا الأعلى "superego"، وهذا لا يكتمل قبل سن سبع سنين. وأنه لا يكتمل أبدا عند بعض الناس!. وهناك مظهران اثنان للأنا الأعلى: أحدهما هو الضمير conscience؛ الذي هو عبارة عن اندماج للعقوبات والمكافآت في النفس. والآخر هو الأنا المثالي ego ideal؛ الذي يُستمد من مكافآت ونماذج ايجابية positive models مقدمة من قبل إلى الطفل. وينقل كل من الضمير والأنا المثالي متطلباتهما إلى الأنا مع مشاعر معينة مثل الازدراء pride ، والشعور بالذنبguilt ، والشعور بالخجل shame. وإننا إذا اكتسبنا في طفولتنا، مجموعة حاجات جديدة مصاحبة لرغبات معينة، فإن هذه الفترة هي التي يظهر فيها دور المجتمع social أكثر من المصادر البيولوجية biological origins. فقد تتضارب Conflict تلك الرغبات بسهولة مع إحدى رغبات الهي، وتتدخل الأنا الأعلى التي تمثل المجتمع، والتي غالبا لا تريد شيئا أكثر من أنك لا تشبع أبدا حاجاتك بالشكل الذي تريده الـهي (Boeree, 2001, pp.3- 4 ).

غرائز الحياة وغريزة الموت Life instincts and the death instinct
رأى فرويد أن كل سلوك يسلكه الإنسان إنما هو مدفوع بدوافع أو غرائز، هي عبارة عن صور عصبية neurological representations لحاجات جسمية physical. وأشار فرويد إليها في البدء على أنها غرائز الحياة life instincts. وإن تلك الغرائز؛
أ. تديم perpetuate حياة الفرد، بدفعه للبحث عن الطعام والماء.
ب. تديم بقاء الأنواع species، بدفع الفرد للحصول على الجنس.

وإن الطاقة الدافعة لتلك الغرائز هي الحيوية "oomph" التي تزود نفوسنا بالقوى، وقد سماها فرويد "لبيدو" Libido وهي من كلمة لاتينية نحو "I desire". وإن الخبرة السريرية لفرويد قد قادته ليرى أن الجنس هو أكثر أهمية بكثير من الحاجات الأخرى في داينميات النفس dynamics of the psyche - القوى المحركة للنفس -. فنحن بعد كل ذلك مخلوقات اجتماعية، وأن الجنس هو أكثر الحاجات اجتماعيةً. فضلا عن أنه علينا أن نتذكر أن فرويد لم يحصر مصطلح الجنس في الاتصال intercourse بل تضمن المصطلح أكثر من ذلك بكثير، وعلى أية حال، فإن (Libido) قد تأتي لتعني الدافع الجنسي. (Boeree, 2001, pp. 4 -5 )

القلق Anxiety
قال فرويد؛ إن الحياة ليست سهلة "Life is not easy"
إن الأنا "ego"، والـ " I " تقع في مركز قوتين؛ الواقع reality والمجتمع society على أنهما قوة يعبر عنها بواسطة الأنا الأعلى superego؛ والقوة الثانية البيولوجية يعبر عنها عن طريق الـهي id. وعندما تُحدث هاتان القوتان تضاربا conflicting بمتطلباتهما على الأنا المسكينة، فإن ذلك سيكون واضحا إذا شعرت بأنك مهدد threatened ، وتشعر بأنك منسحق overwhelmed ، وتشعر كأن كل شيء آيل للانهيار بفعل كل شيء. إن هذا الشعور يدعى قلقا anxiety ، وأنه يؤدي خدمة في أنه يُعَد إشارة للأنا من أجل بقائها. وقد نوه فرويد إلى ثلاثة أنواع من
القلق:

الأول هو القلق الواقعي realistic anxiety، الذي يسميه كل منا الخوف fear. اختبر فرويد ذلك في ألمانيا. لكن بينت ترجماته "للخوف" على أنه دنيوي! مثلا، إذا أنا رميت عليك شيئا من سم الأفاعي، فإنك ستختبر القلق الواقعي.

والثاني هو القلق الأخلاقي Moral anxiety، وهذا ما نشعر به عندما يأتي التهديد ليس من الخارج outer – ليس من العالم المادي- ولكنه يأتي من عالم الأنا الأعلى. أنه، في الواقع، عبارة عن مشاعر بشكل خجل وشعور بذنب وخوف من عقاب.

والنوع الثالث والأخير هو القلق العصابي neurotic anxiety ؛ وهذا عبارة عن خوف من وجود ما يربك من نزوات من الـ id. وإن كلمة Neurotic هي كلمة لاتينية من nervous عصبي، ولذا فهذا النوع هو قلق عصبي nervous anxiety (Boeree, 2001, p.5 ).

آليات الدفاع Defense mechanisms
تتعامل الأنا مع متطلبات الواقع reality، ومع الهي، ومع الأنا الأعلىsuperego بأفضل ما تستطيع. ولكن عندما يصبح القلق غامرا overwhelming، فإن على الأنا أن تدافع عن نفسها. وهكذا تعمل لا شعوريا على المنعblocking أو التحريف distorting للأشياء التي تدعو إلى القلق لتجعلها في شكل أكثر قبولا، ليقلل من وطأة التهديد. وقد سميت التقنيات techniques المستخدمة في تلك العملية ميكانزمات الأنا الدفاعية the ego defense mechanisms .

وإن فرويد، وابنته Anna، وبقية تلامذته كانوا قد كشفوا عن بعضها إلى حد ما (Boeree, 2001, p.5 ). وإن أهم تلك الميكانزمات ما يأتي:

أ. الكبت Repression: الذي أطلقت عليه Anna F. اسم النسيان المدفوع "motivated forgetting"؛ وهو عدم التمكن لاستدعاء موقف مهدد
threatening situation ، أو شخص، أو حدث من الذاكرة. وإن هذا النوع من الدفاع يعد خطرا، ويشكل جزءا من معظم الدفاعات الأخرى
apart of most other defenses. وإن الخوف غير العقلاني الذي يسمى "الرهاب" phobias مثلا، مستمد من كبت المواقف شديدة الأذى النفسي التي حدثت في الطفولة. ومن المعروف أن الدفاع يكون في أفضل حالاته عندما يكون لاشعوريا. (Boeree, 2001, p.6 ).

ب. الزهد Asceticism أو التخلي عن الحاجات (نكران الذات) renunciation: وهي الآلية التي لم يسمع عنها معظم الناس، إلا أنها عادت اليوم مع نشوء اضطراب يدعى فقد الشهية للطعام anorexia لتصبح وثيقة الصلة بموضوعه. فعندما يشعر المراهقون خلال فترة مراهقتهم المبكرة بالتهديد من انبثاق رغباتهم الجنسية، قد يحاولون لا شعوريا أن يحموا أنفسهم، وذلك بإنكار كل رغباتهم، وليس فقط رغباتهم الجنسية. فإننا نراهم منغمسين في أنواع من الزهد (مثل الرهبنة) إذ أنهم يتنسكون أو ينكرون renounce اهتماماتهم بما يتمتع به الآخرون. وفي نظرية فرويد، يُعَد إباء البنات للطعام هو غطاء لإنكارهن النمو الجنسي لديهن (Boeree, 2001, p.6 ).

ج. الإحلال Displacement: وهو أن توجَّه وجهة جديدة لنزوة impulse معينة إلى هدف بديل target substitute. فإذا كانت النزوة أو الرغبة desireهي حسنة معك، لكن الشخص الذي توجهها نحوه هو مهدِّد جدا threatening يمكن عندها أن تزيحها displace لشخص ما أو شيء ما يستطيع أن يؤدي البديل الرمزي symbolic. فالشخص الذي يكره أمه مثلا، قد يكبح ذلك الكره، لكنه يوجهه بدلا منها إلى النساء بشكل عام. وإن بعض الأشخاص لم يصادف أن يحب شخصاً ما قد يجعل بديلا لذلك الحب حبه للكلاب أو القطط . أو قد لا يشعر البعض بإرضاء رغباتهم الجنسية مع شخص ما، فيعوضون عن ذلك بنوع من الانحراف يدعى "الأثرية" fetish وهو تركيز الرغبة الجنسية على أثر يخص الشخص المرغوب، كأن يكون حذاءه أو خصلة من شعره… الخ. وبعضهم من يُحبطه رؤساؤه في العمل، فما أن يعود إلى البيت حتى يرفس الكلب، أو يضرب أفراد العائلة (Boeree, 2001, p.7 ) .

د. التحول ضد النفس turning against the self: وهو نوع خاص جدا من الإحلال displacement ، حيث يصبح الشخص نفسه هو الهدف البديل. ويستخدم اعتياديا؛ رجوعا إلى بغض hatred ، وغضب anger، وعدوان aggression أكثر مما يستخدم مع النزوات الموجبة أو الواقعية positive impulses. وهو التفسير الفرويدي لعدد من مشاعرنا بالدونية inferiority، وبالذنب guilt، وبالضعف depression. وإن فكرة أن يكون الضعف هو نتيجة الغضب فإننا نرفض أن نعترف أنه مقبول من عدد من الناس، سواء الفرويديون وغيرهم. مثال على ذلك؛ يقول Boeree منذ مدة من الزمن، وحيث لم أكن أشعر أنني على ما يرام، فإن ابنتي ذات خمس سنوات، قد سفكت كوب الحليب في غرفة الجلوس. فاندفعت فجأة عليها، قائلا بأنها خرقاء، وعليها أن تتعلم كيف تكون يقظة، وقلت لها ما لم أقله لها من قبل… فوقفت بمكانها متيبسة وكأن نارا تبدو في عينيها، وبسبب كل ذلك، ضربت نفسها على رأسها عدة مرات! بشكل واضح، كانت تفضل أن تسحق رأسي، لكن، يجدر بنا أن لا نفعل ذلك. وليس من الضروري أن أقول، بأنني أشعر بالذنب منذ ذلك الوقت (Boeree, 2001, p.7).

هـ. الإسقاط Projection الذي أسمته Anna F. بالتنحية نحو الخارج displacement outward: وهو معارض تقريبا للتحول ضد النفس turning against the self . ويتضمن الميل لرؤية رغباتك غير المقبولة في أناس آخرين. بكلام آخر، فإنه لا تزال هناك تلك الرغبات، غير أنها لا تُعَدّ رغباتك بعد الآن. وأعترف أنني كلما أسمع أحدا متذمرا، كأن يقول كيف يكون كل الناس عدوانيين! أو كيف يكون كل الناس منحرفين، أميل للعجب إذا كان هذا الشخص لا يملك عدوانا أو خطاً جنسياً في نفسه، هو على الأكثر غير معترِف به. ودعني أضرب لك مثلا على ذلك؛ زوج مخلص وأمين، يجد نفسه ينجذب بشكل فظيع إلى امرأة أخرى جذابة فيغازلها. إلا أنه بدلا من الاعتراف لنفسه بأنه انحرف بقوة، يصبح أكثر غيرة على زوجته، ومهتماً باستمرار بمسألة إخلاصها، وما إلى ذلك (Boeree, 2001, p.7).

و. غرس الفكرة Introjection: ويسمى أحيانا بالتماثل أو التطابق identification. وهو أن تُدخل مع صفات شخصيتك الخاصة صفات تخص شخصاً آخر… فمثلا، الطفل الذي يُترك وحيدا مرارا، قد يحاول بطريقة ما، أن يكون هو "ماما" لغرض إنقاص مخاوفه. وقد يقول بعض الأحيان لكلبه أو حيواناته لا تكونوا خوافين. ونجد من هو أكبر سنا أو المراهق teen-ager محاكيا في تصرفاته نجمه المفضل؛ كالموسيقي أو البطل الرياضي أو غيرهم في محاولة لترسيخ التطابق. وعلينا أن نضيف هنا أن عملية التطابق هي مهمة جدا لدى فرويد لكونها آلية نطور بواسطتها ذواتنا العليا our superegos (Boeree, 2001, p. 8 ).

ز. التطابق مع المعتدي Identification with the aggressor: وهو نوع من غرس الفكرة. إذ يتم التركيز على تبني؛ ليس للسمات العامة أو الموجبة حسب، بل وأيضا للسمات السلبية أو الهدامة negative أو المخيفة. فإذا أنت تخاف من شخص ما؛ بمقدورك أن تتغلب على ذلك الخوف إلى حد ما، بأن تصبح أكثر شبه به. ومن الأمثلة الطريفة على هذا، الشخص الذي سمي تزامن ستوكهولم
Stockholm syndrome، فبعد أن أختطف رهينة وتحول إلى ستوكهولم، كانت دهشة الاختصاصيين النفسانيين كبيرة جدا عندما وجدوا أن الرهينة لم يكن منزعجا أو غاضبا من خاطفه، وإنما كان يُظهِر له المَوَدّة بشكل مباشر. وحالة أخرى: امرأة من عائلة ثرية ذات سلطة، أُسّرتها مجموعة صغيرة. احتجزت في غرفة ضيقة، واغتصبت، وأساءوا معاملتها، إلا أنها مع ذلك، قررت بوضوح أن ترتبط بهم، حتى أنها أخذت تدور ببندقيتها هنا وهناك خلال عملية سرقة البنوك، وعندما تم القبض عليها، أكد المتخصصون في علم النفس أنها كانت ضحية وليست مجرمة (Boeree, 2001, p. 8 ).

ح. التبرير Rationalization: وهو التشويه المعرفي distortion cognitive لواقعية الشيء، لجعل حدث ما أو نزوة ما أقل تهديداً. وقد نمارسه غالبا على مستوى شعوري جدا عندما نبرر لأنفسنا بتبريرات. ولكن بالنسبة لعدد من الناس، ولاسيما ذوي الذوات الحساسة egos sensitive، فإنهم يجعلون التبريرات بسيطة بحيث لا يشعرون بها. وبكلام آخر، فإن عدداً منا مستعد تماما لأن يصدق كذبه، وإن الطريقة النافعة لفهم الدفاعات defenses هي أن ترى تركيبة combination من الإنكار denial أو القمع repression مع أنواع مختلفة من التبريرات. وكل الدفاعات، طبعا، هي عبارة عن كذبات lies، حتى وإن لم نشعر بصنعها. لكن ذلك لا يجعلها تقلل الخطر.. بل أنها في الواقع تجعله أكثر. فالكذب يولد الكذب، ويأخذنا أبعد وأبعد من الحقيقة، ومن الواقع. وبعد مدة، قد لا تصمد الأنا طويلا في أخذها الحذر من متطلبات الهي أو أن تولي العناية بمتطلبات الأنا الأعلى. وسوف تنهال عليها أنواع القلق، ومن ثم ستنهار. ومع ذلك فإن فرويد يرى أن الدفاعات ضرورية. فمن الصعب أن تتوقع أن ترى شخصا، ولا سيما إذا كان طفلا، أن يؤخذ الألمpain والأسى sorrow في الحياة بالتمام! وقد اقترح بعض تلاميذ فرويد أن كل الدفاعات يمكن أن تستخدم بشكل موجب positively، في حين اقترح فرويد أن هناك دفاعية واحدة موجبة كان قد سماها التسامي sublimation (Boeree, 2001, p. 9 ).

ط. التسامي Sublimation: هو تحويل transforming للنزوات أو الرغبات، سواء أكانت جنساً ***، أو غضباً anger، أو خوفاً fear، أو غيرها إلى أشكال مقبولة اجتماعيا أو حتى أشكال إنتاجية productive. لذا فإن الشخص الذي يتعامل بعدوانية، قد يصبح قصابا ،أو صيادا ، أو لاعب كرة قدم أو ما شابه ذلك. أو قد يصبح الشخص الذي يعاني من مقدار عظيم من القلق في عالم فوضوي مسؤولا نقابياorganizer an، أو صاحب أعمال a businessperson، أو عالما a scientist. أو قد يصبح الشخص ذو الرغبات الجنسية القوية فنانا artist، أو مصورا photographer ، أو مؤلف روايات novelist وهكذا. ويرى فرويد أن كل النشاطات الإبداعية الايجابية كانت عبارة عن تساميات sublimations ، وهي نتيجة لغلبة الدافع الجنسي *** drive (Boeree, 2001, p. 8 ).



العلاج في منهج فرويدTherapy


يتبع

يبدوا ان سقط سهوا من اختصار البحث تكملة النقطة الخاصة بغرائز الحياة وغريزة الموت ، اذ عرضنا شيئا بسيطا عن غرائز الحياة وهنا سنتطرق لغريزة الموت:

بدأ فرويد يعتقد في أواخر حياته أن غرائز الحياة لا تقول الحقيقة كاملة. وإن Libido هي الشيء الحيوي؛ وأن مبدأ اللذة يجعلنا في حركة دائمة perpetual motion. وحتى أن الهدف من كل تلك الحركة هو لكي تبقى، ولتحقق الإشباع satisfied، ولتكون في أمن at peace. ورأى، أن هدف الحياة هو الموت death! إذ اعتقد أن تحت وبجانب غرائز الحياة هنالك غريزة الموت a death instinct. واعتقد أن كل شخص لديه رغبة لاشعورية للموت! وقد تبدو تلك الفكرة غريبة في البداية، حتى أنها رفضت من قِبل طلبته، إلا أن البعض يرى أن هناك بعض العناصر الرئيسة في الخبرة؛ فقد تكون الحياة عملية مؤلمة painful واستنزافية exhausting ، وشيء ما نرفض بشدة التسليم به!. ويرى أن الألم للغالبية العظمى من الناس في العالم أكثر من اللذة هدفا في الحياة… فيأتي الموت ليوعد promises بإعفاء الناس من النضال.

وأشار فرويد إلى مبدأ هو "nirvana principle" وأن nirvana هي فكرة بوذية Buddhist، وغالبا ما تترجم إلى نعيم Heaven، لكنها بالفعل تعني الانطفاء
" blowing out" كما في انطفاء الشمعة. إنها تشير إلى انتفاء الوجود Non-existence، وإلى العدم Nothingness ، وإلى الفناء void، والذي هو الهدف لكل الحياة في الفلسفة البوذية. وتظهر يوماً بعد يومٍ علامة غريزة الموت ومبدأها nirvana في رغبتنا للأمن، وبالهروب من محفِّزٍ ما stimulation، وانجذابنا إلى الكحول والمخدرات narcotics، وميلنا للتهرب escapist، مثل نسيان أنفسنا في كتب أو أفلام، وتوقنا الشديد للراحة والنوم. وأحيانا تعبر عن نفسها بشكل صريح بالانتحار أو في الميول الانتحارية. وقد قال فرويد في ذلك؛ قد نوجهها خارجاً عن أنفسنا، بشكل عدوان aggression، وقسوة cruelty، وجريمة murder، وتحطيم destructiveness (Boeree, 2001, pp.3 - 4 ).



واود أيضا ان اضيف بعض من اليات الدفاع الاخرى من بين اليات كثيرة تحدث عنها فرويد وهي :

-الإنكار Denial
ويتضمن إبعاد الأحداث الخارجية عن الوعي awareness. فإذا لم يتم السيطرة على زمام بعض المواقف، سيرفض الإنسان أن يختبرها. وقد يبدوا لك أن هذا دفاع خطر وبدائي، فلا يمكن لأحد أن يتجاهل الواقع ويهرب منه طوال الوقت! ويمكن أن يعمل هذا النوع لوحده، أو على نحو مشترك مع مجموعة من ميكانزمات أخرى أكثر دقة أو براعة تدعمه. ويبدو أن بعض الناس يجبن أمام تشريح الجثث، وناس ينكرون حقيقة الموت بالنسبة لمن يحبون، وبعض الطلاب يعجزون عن أخذ نتيجة الامتحان… فكل ذلك إنكار (Boeree, 2001, pp.5- 6).

- العزلة Isolation (تدعى بعض الأحيان العقلانية intellectualization)
وتتضمن نزع الانفعال من الذاكرة الصعبة أو من تهديد النزوة. وقد يكون شيء ما على قدر كبير من الأهمية، ومع ذلك، يُعامل وكأنه ليس كذلك. وقد يجد الكثير من الناس أنفسهم في المواقف الطارئة، هادئا ورابط الجأش حتى ينتهي الظرف الطارئ، وفي نقطة ما يسقطون قِطَعاً pieces. وبعضهم يقول أنه خلال الطارئ لا تستطيع أن تحتمل السقوط جزءا واحدا apart ! ومن الشائع أن تجد البعض مستغرق تماما في الالتزامات الاجتماعية عند موت شخص محبوب. ومما يجب على الأطباء والممرضات أن يتعلموا أن يفرقوا بين استجاباتهم للدم، وللجروح، وللمشرط وللحقن، ويعاملون المريض، بقليل من الدفء، وعلى أنه إنسان محبوب موجود بين أصدقائه وعائلته. .. ولاشيء يبين العزلة بشكل واضح أكثر من مسرح حافل بالناس يضحكون بشكل هستيري بينما يقوم الممثل بعرض فقرة تقطع الأوصال (Boeree, 2001, pp. 6-7 ).

- التكوين الرجعي – العكسي- reaction formation
والذي سمته Anna F. "اعتقاد العكس" "believing the opposite" وهو تغيير النزوة impulse غير المرغوب فيها إلى العكس منها. لذا فإن الطفل الذي يغضب من أمه أو أمها، قد يصبح مهتما بها أكثر مما ينبغي فيظهر لها بشكل مفاجئ سيل من المودة . والطفل الذي أساءوا معاملته abused قد يركض لوالديه المسيئين. أو أن شخص ما، والذي لا يحتمل غريزته الجنسية المثلية homo***uals قد يطالب لنبذ الأشخاص الممارسين لهذا النوع من الانحراف. وربما يكون المثل الأكثر شيوعا ووضوحا على التكوين الرجعي هو ما موجود في الأطفال ما بين سن السبعة والأحد عشر عاما، أو هكذا؛ فمعظم الصبيان سوف يخبرونك بكلمات مشكوك فيها كيف أن البنات مثيرات للاشمئزاز، وكذلك البنات عندما يخبرنك بنفس القوة كيف أن الأولاد بدائيون. ومع ذلك، فالبالغون الذين يراقبون تفاعلاتهم، يستطيعون إخبارنا بسهولة ما هي مشاعرهم الحقيقية ! (Boeree, 2001, pp.7-8 )

- الاستسلام للغير (حب الغير) – ضد الأنانية Altruistic surrender: وهو شكل من الإسقاط مع أنه يبدوا في اللمحة الأولى وكأنه عكسه: فهنا، يحاول الشخص أن يحقق حاجاته الخاصة من خلال الآخرين بدلا عنه. والمثل الشائع لذلك الصديق (وكل منا لديه واحد) الذي لا يسعى لأي علاقة لنفسه، بل انه دائما، يدفع الآخرين بعضهم لبعض، وأنه فضولي بشكل واضح إلى درجة "ماذا حدث في الليلة الماضية" "وكيف تجري الأمور"؟ وأشد مثال على الشخص المستسلم للغير هو ذلك الذي يعيش حياته كاملة لأجل ومن خلال الآخرين.
- الإبطال Undoing : ويتضمن شعوذة "magical" أو إيماءات gestures أو طقوس ritual تستهدف مسح مشاعر أو أفكار غير سارة بعد أن حدثت مسبقا. ... ولدى الناس "الأسوياء" normal، فإن الإبطال هو، طبعا، أكثر شعوري. وقد نقوم بفعل ما، للتكفير عن سلوك ما، أو السؤال شكليا عن الصفح forgiveness. غير أن فعل التكفير عند بعض الناس، ليس شعوريا البتة. فالأب المدمن على الكحول، والذي يتظاهر بعد سنة من سوء المعاملة اللفظية، وربما الجسمية بأحسن وأكبر احتفال بعيد الميلاد وحتى لصغاره، وعندما ينتهي الموسم، ولم يعد الصغار مخدوعين تماما بإيماءته السحرية، يعود أدراجه إلى ساقي الخمر مع تذمره وشكواه من عائلته، وكيف أنهم يدفعونه دفعا لفعل ذلك
(Boeree, 2001, p. 8 ).

- النكوص أو الارتداد regression: وهو عودة أحد ما إلى الخلف في وقت نفسي حيث يجابه بضغط stress. فعندما نُزعَج troubled أو نُرعَب frightened فإن سلوكنا كثيرا ما يصبح أكثر صبيانيا childish أو بدائيا primitive. وقد يبدأ الطفل بمص إبهامه من جديد أو يبلل الفراش عندما يحتاج أن يقضي بعض الوقت في المستشفى. وقد يقهقه المراهقون بطريقة غير منضبطة عندما يدخلون في موقف اجتماعي يضم الجنس الآخر… وقد يخطر ببالنا سؤال هو؛ أين يمكننا الارتداد retreat عندما نواجَه بضغط أو شدة؟ وفقا لنظرية فرويد؛ يمكن أن نرتدّ إلى آخر مرة كنا نشعر فيها بالأمن والسلام (Boeree, 2001, pp. 8-9).


مراحل النمو الجنسي النفسي psycho***ual stage theory؛
• المرحلة الفمية the oral stage: وتدوم من الولادة إلى حوالي عمر(18) شهرا. وبؤرة المتعة في هذه المرحلة هو الفم. فالرضاعة والعض هي النشاطات المحببة.

• المرحلة الشرجية the anal stage : وتدوم من حوالي عمر (18) شهرا إلى الثلاث أو الأربع سنوات. وبؤرة المتعة هنا هو الشرج anus the. فمسك الفضلات ومن ثم إطلاقها يعد الاستمتاع الحقيقي في هذه المرحلة.

• المرحلة القضيبية the phallic stage: وتدوم من الثلاث أو الأربع سنوات إلى الخمس أو الست أو السبع سنوات من العمر. ومركز المتعة هو العضو التناسلي. فلمس العضو التناسلي شائع في هذه المرحلة.

• المرحلة الكامنة latent stage: وتمتد من السنة الخامسة أو السادسة أو السابعة إلى سن البلوغ puberty، الذي يقارب عمر (12) سنة . ويعتقد فرويد أن الرغبة الجنسية تكون قد قمعت suppressed خلال هذه المرحلة بفضل التعلم learning.
• المرحلة التناسلية :The genital stage وتبدأ منذ سن البلوغ، وتمثل الولادة الجديدة أو الانبعاث للدافع الجنسي لدى المراهق، وتركيز خاص للمتعة في الجماع الجنسي.

• كانت هذه حقيقة نظرية المراحل، ويعني أن المدرسة الفرويدية تعتقد أن جميعنا يمر عبر هذه المراحل. وبهذا الترتيب (Boeree, 2001, pp.9-10 ).

أزمة أوديب The Oedipal crisis
لكل مرحلة مهام محددة صعبة متزامنة معها، حيث أن المشكلات فيها تكون محتملة حسب المنشأ arise. فبالنسبة للمرحلة الفمية oral stage، هنالك الفطام weaning. وبالنسبة للمرحلة الشرجية anal stageهنالك التدريب على استعمال التواليت. وبالنسبة للمرحلة القضيبية phallic stage هنالك أزمة أوديب، وسميت كذلك حسب قصة الملك أوديب اليونانية القديمة، الذي قتل أباه بشكل غير متعمد inadvertently وتزوج أمه (Boeree, 2001, p.10) .
كيف تعمل هنا أزمة أوديب؟
إن موضوع الحب الأول first love-object لكل منا هو الأم. فنحن نريد عنايتها attention ، ونريد عاطفتها affection، ونريد ملاطفتها caresses، وإذن نحن نريدها، وبطريقة جنسية واضحة. ومع ذلك، فإن الولد الصغير لديه منافس a rival : وهو أبوه! غير أن هذا الأب هو الأكبرbigger، والأقوى stronger، والأكثر أناقة smarter، علاوة على أنه يفوز بأن ينام مع الأم، في حين يذوب الصغير اشتياقا مع وحدته في سريره الصغير. فإذن "البابا" هو العدو. ومع الزمن يبدأ الولد الصغير يميز هذه المواقف، ويصبح واعيا لبعض الفروق الأكثر دقة بين البنين والبنات، والتي هي عدا الشعر الطويل وأنماط الملابس. ومن وجهة نظره هو، أن الفروق هي أنه هو يمتلك قضيبا a penis ، والبنات لا تمتلكه. وعند هذه النقطة في الحياة، يبدوا للطفل أنْ يمتلك المرء شيئا ما أفضل بكثير من أن لا يمتلك شيئا، وهكذا فإنه يُسَر مع هذا النوع من الشؤون. إلا أن السؤال الذي يُطرح هنا: أين هو قضيب البنت؟ فربما أنها فقدته بطريقة ما. وربما أنه قد قطع. وربما قد يحدث ذلك له أيضا! وهذه هي بداية عقدة الخصاء castration anxiety ، وهي تسمية للخوف من فقدان الولد لقضيبه.
بالعودة إلى قصة، إدراك الولد لتفوق أبيه، وخوفه من فقدان قضيبه، سوف يشحذ بعض من دفاعات أناه his ego defenses: فيحول نزواته الجنسية نحو أمه إلى البنات، وفيما بعد، إلى امرأة ما؛ وأنه يتماثل مع العدو aggressor ، والذي هو الأب، ويحاول أن يصبح أكثر وأكثر شبها به، ذلك ليقول؛ أنا رجل! وبعد بضع سنوات من الكمون، يدخل في المراهقة adolescence حيث عالم الجنسية المغايرة الناضجة mature hetero***uality.

وتبدأ البنت أيضا حياتها بحب أمها، لذا نحن بصدد مشكلة أن تحول عواطفها إلى والدها قبل أن تستطيع العمليات الأوديبية أن تأخذ مكانها. ويتمم فرويد هذا بفكرة حسد القضيب penis envy: وهي أن البنت الصغيرة، تلاحظ أيضا، الفرق بين البنين والبنات وتشعر أنها بطريقة ما، لم تُأخَذ بالحسبان doesn’t measure up. وترغب في أن تمتلك واحدا أيضا، حيث أن كل القوة مرتبطة به. وعلى الأقل، أنها ترغب ببديل عن القضيب، وهو أن يكون لديها طفلا a baby. وكما يعرف كل الأطفال، أنك تحتاج لأب كما هي حاجتك للأم لكي يكون لك طفلا، ولذا فإن البنت الصغيرة يتجه نظرها إلى "البابا". وحيث أن الأب هو مستولى عليه أصلا، لذا تحول البنت الصغيرة نظرها منه إلى الأولاد والرجال، وتتماثل مع الأم، تلك المرأة التي أخذت الرجل الذي أرادته حقا، ونلاحظ أن شيئا مفقودا هنا: أن البنت لا تعاني من الدافعية القوية لعقدة الخصاء، حيث أنها سوف لن تفقد ما لا تملكه. ويرى فرويد أن ذلك الافتقار إلى الخوف، هو المسؤول عن حقيقة أن المرأة كانت أقل من الرجل مشاركة في العلاقة الجنسية، وإلى حد ما، أقل انحرافا في الأخلاق (Boeree, 2001, pp. 10-11 ).

الميزة أو الصفة character
إن خبراتك عندما تنمو تضاف إلى شخصيتكpersonality، أو إلى ميزتك character. ويرى فرويد أن الخبرات البالغة الشدة لها أثر قوي بشكل خاص. وبالطبع، كل أذىtrauma معين له وقعه الاستثنائي على الشخص، والتي قد تستكشف وتفهم على أسس فردية أو مستقلة individual basis . غير أن الشدائد مرتبطة مع مرحلة التطور development stage، حيث أننا جميعا نمر خلالها، وسوف يكون لها ثباتا أكثر. فإذا كانت لديك صعوبات في أي من المهمات المرتبطة مع المراحل … مثل الفطام weaning، أو التدريب على التواليت... سوف تميل إلى أن تحتفظ بعادات habits محددة طفليه infantile أو صبيانية childish، وهذا يسمى بالتثبيت fixation. وإن التثبيت يعطي لكل مشكلة في أية مرحلة أثر طويل الأمد فيؤثر في شخصية المرء أو في ميزته character. وإذا أنت أُحبطت frustrated في الأشهر الأولى من حياتك في حاجتك لان ترضع suckle ربما بسبب أن الأم غير مرتاحة أو حتى أنها خشنة معك، أو تحاول أن تفطمك بوقت مبكر، ومن ثم فإنك قد تكتسب تدريجيا صفة (المستسلم فمويا)oral-passive . والشخصية ذات الـ oral-passive تميل إلى أن تكون معتمدة على الآخرين. ويولون اهتماما بما يرضي الفم "oral gratifications" مثل الأكل، والشرب، والتدخين. وكأنهم ينشدون المتعة التي حرموا منها في الطفولة.
وعندما كنا ما بين عمر الخمسة أو الثمانية شهور، كنا قد بدأنا بالتسنين teething . ومن أمتع الأشياء لديك عندما تسنن هو أن تعض bite على شيء ما، مثل حلمة الثدي. فإذا كان ذلك يبعث على القلق وينهي إلى الفطام المبكر، فإنك قد تكتسب شخصية استفزازية oral-aggressive . ويبقى هؤلاء الناس على مدى الحياة يحتفظون برغبة في أن يعضّوا على الأشياء، مثل الأقلام، وعلى اللثة، وعلى الناس الآخرين. ولديهم الميل إلى أن يكونوا عدوانيين لفظيا verbally aggressive، وأن يخالفوا في القول (جدليين) argumentative ، وتهكميين sarcastic، وهكذا. وفي المرحلة الشرجية anal، نفتتن fascinated بوظائفنا الجسمية "bodily functions". وفي البدء نستطيع أن نذهب وقتما نريد وأينما نريد. ومن ثم وبلا سبب تستطيع أنت أن تفهمه، تريدك القوى أن تفعل ذلك فقط في وقت محدد وأماكن محددة. والآباء يقدرون فعلا الحصيلة النهائية لكل تلك الجهود! على أن بعض الآباء يضع نفسه تحت رحمة الطفل في عملية التدريب على التواليت. حيث أنهم يستجدون beg، ويتملقون cajole ، ويظهرون ابتهاجا joy عندما يقوم بذلك بشكل صحيح. ويتصرفون كما لو أن قلوبهم تتحطم عندما لا يقوم بذلك. وإذ هو الملك في البيت، ويعرف ذلك، فينمو ليكون ذو شخصية استفزازية، وتسمى شخصية طردية أو إخراجية an anal expulsive. ويميل هؤلاء الناس إلى أن يكونوا قذرين sloppy، مفسدي للنظام disorganized، وربما يكون قاس cruel، وهدام destructive، وموهوب في التخريب المتعمد vandalism والابتزاز graffiti.
وآباء آخرون صارمون strict… فقد يستخدمون العقوبة punishment أو الإذلال humiliation في عملية التدريب، ومن المحتمل أن يصبح هذا الطفل مصابا بالإمساك constipated وكأنه أو كأنها يحاول أن يحتفظ به كل الأوقات. وسوف ينموا ليكون ذو شخصية (احتفاظية أو احتباسية) anal retentive. وهو أو هي يميل إلى أن يكون نظيف بشكل خاص، ويتطلع إلى الكمال perfectionistic، واستبدادي dictatorial، وشديد العناد very stubborn، وبخيل stingy (Boeree, 2001, p.11).
وهنالك أيضا شخصيتان قضيبيتان، رغم أن لا أحد قد سماهما. فإذا نبذ الولد بخشونة من قبل أمه، وفوق هذا يكون مهددا من قبل أبيه ذو القوة، فمن المحتمل أن يكون ذو إحساس ضعيف بقيمة نفسه عندما يقبل على الحياة الجنسية فيما بعد. وقد يتعامل مع هذا الإحساس بأن يُبعد نفسه عن الاتصال بالجنس الآخر، أو قد يتظاهر بأفعال معينة وكأنه زير نساء. والبنت التي تُرفض من قبل أبيها، وتهدد من قبل أمها البالغة الأنوثة، فمن المحتمل أن تبخس أيضا بحق نفسها، وقد تصبح زهرة منسية أو مفرطة الأنوثة a hyper-feminine حسناء. وإذا لم يهمل الولد من قبل أمه، لكنه بالعكس يفضل رغم ضعفه، وله أب لطيف، فإنه قد ينمي فكرة عن نفسه (قد تجعله يعاني فعلا عندما يواجه عالم الواقع، حيث لا أحد يحبه كما فعلت أمه)، وقد يبدوا متخنثا effeminate. وبعد كل ذلك، فلا يوجد سبب يجعله يتوحد مع أبيه. وأيضا، بالنسبة للبنت، فإذا كانت أميرة أبيها الصغيرة ورفيقته المفضلة، وتتفانى الأم بتقديم مجموعة من الخدمات لها، فقد تصبح فيما بعد شديدة الغرور، ومتمركزة حول نفسها self-centered، ومن الممكن أن تغلب فيها الذكورة على الأنوثة.
والمبالغة تقود إلى المبالغة، فإذا أنت أُحبطْت بطريقة ما أو دُللت بإفراط بطريقة ما، فستكون لديك مشاكل. ورغم أن كل مشكلة تقود إلى خصائص معينة، فإن تلك الخصائص قد تنعكس كذلك بسهولة. ولذا فالشخص ذو الشخصية الاحتباسية anal retentive قد يصبح فجأة شهما generous إلى أبعد حد، أو قد يقضي جزء من حياته فوضوي بشكل رهيب (Boeree, 2001, p. 11 ).


يتبع


*




نوريه العبيدي
تعقيب:

شيخ التحليل النفسي ... وبعضٌ من مبادئه!


أولا ً
موضوع جدير بالتنقيب لكثرة ماوجدت فيه من متون علمية قد رفضتها ثقافتنا أو تغافلت عنها
لذا سأجعل تعليقي عليه منضبط حرفيا ً وفق التسلسل الذي قدمته مشكورة الباحثة الدكتورة نورية العبيدي راجيا ً من الجميع تعميم الفائدة من هذا الحوار

ثانيا ً
كان لشيخي الذي أدين اليه بكامل الفضل الدكتور وعد الله الحرباوي ( رحمة الله عليه ) مقولة كنت أتخوف من ترديدها ... حين ذكر
( إن فرويد أذكى من جميع المسلمين لانه وظف متون اسلامية في فلسفته ، الم يعد ثابتا ً في منهاجنا الاسلامي المهيمن أن أمام الانسان فتنتين هما
فتنة المال
فتنة النساء
فمابالنا أخذنا هذا التنبيه المقدس وكررناه في مواعظنا ولم نتنبه الى جعله قوانين تؤطر تحركنا الاجتماعي وفق فهمنا للطبيعة البشرية الغرائزية )
ثالثا ً
قول الدكتورة
والآخر هو الأنا المثالي ego ideal؛ الذي يُستمد من مكافآت ونماذج ايجابية positive models مقدمة من قبل إلى الطفل. وينقل كل من الضمير والأنا المثالي متطلباتهما إلى الأنا مع مشاعر معينة مثل الازدراء pride ، والشعور بالذنبguilt ، والشعور بالخجل shame. وإننا إذا اكتسبنا في طفولتنا، مجموعة حاجات جديدة مصاحبة لرغبات معينة، فإن هذه الفترة هي التي يظهر فيها دور المجتمع social أكثر من المصادر البيولوجية biological origins. فقد تتضارب Conflict تلك الرغبات بسهولة مع إحدى رغبات الهي، وتتدخل الأنا الأعلى التي تمثل المجتمع، والتي غالبا لا تريد شيئا أكثر من أنك لا تشبع أبدا حاجاتك بالشكل الذي تريده الـهي ..
أقول
ليت كل الامهات في وطننا يتنبهون الى أن الطفل يحتاج منا الى مراعاة لنفسيته في ايامه الاولى أكثر مما يحتاجها عندما يكبر
بل وإني استطيع أن أؤكد أن الحب الذي نمنحه لاولادنا وهم حتى في بطون الامهات
ومما يؤسف أني وجدت تقصيرا ً كبيرا ً في هذه النقطة بل ومن المحزن اني شاهدت اغلب البيوت تمنح للقسوة أن تنشأ في ضمير ووجدان الطفل من خلال جهل الام والاب بطاقة الحب التي لو منحوها لابناءنا لما شاهدنا الكثير من الامراض الاجتماعية الناتجة عن اضطراب الشخصية لانساننا

أني أدعو الجميع الى ملاحظة ان اصابة الطفل بأي مرض جسماني معين تعني أن هذا الطفل معرض الى ضغوط نفسية أوصلته بطريقة أو بأخرى الى هذه الانتكاسة الصحية

فبأسم المحبة التي علمنا اياها الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام أحبوا أبنائكم ولاتبخلوا عليهم بالحنان

\

مع بالغ تقديري وامتناني
خليل حلاوجي

منقول -مع الشكر