الفرق بين ( كلما ) و ( كل ما ) في القرآن الكريموردت اللفظة◀ ( كلما ) في القرآن الكريم 15 مرة ،◀ووردت برسم ( كل ما ) مرتين اثنتين ، ولا يمكن للأذن أن تفرق بينهمالأنهما تلفظان بصوت واحد ، ولكن اختلاف الرسم يؤكد لنا أن هناك اختلافاً طفيفاً في المعنى الذي يحمله كل رسم ، فنجد أن ( كلما )وردت في معرض الحديث عن قوم معينين تجمعهم رابطة واحدة ،أو عن مكان واحد يدور فيه الحدث ،وقد عبر رسم الكلمة ( كلما ) كوحدة واحدة عن هذا المعنى ، وذلك في مثل :- ( يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه .. ) البقرة : 20 . وهنا نجد أن الحديث عن مكان واحد يضيء فيه البرق على قوم يمشون ويقفون في نفس المكان .- ( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل .. ) البقرة : 25 . وهنا نجد أن الحديث يدور عن مكان واحد هو الجنة .- ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا .. ) آل عمران : 37 . والحديث هنا هو عن مكان واحد وهو المحراب الذي كانت مريم عليها السلام تقيم فيه . ( كلما دخلت أمة لعنت أختها .. ) الأعراف : 38 . والحديث هنا عن مكان واحد هو النار . ( وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم .. ) نوح : 7 . والحديث هنا عن قوم نوح حيث يعيشون جميعاً في بلدة واحدة .....................أما رسم◀( كل ما )فقد جاء منفصلاً ليعبر عن معنى الانفصال أيضاً أو عن أكثر من مكان وذلك في :- ( ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم ..) النساء : 91 .الآية نزلت فى فريق من المنافقين كانوا من قوم كافرين فأظهروا الاسلام للرسول ليأمنوهواظهروا الكفر لقومهم الكافرين ليأمنوهم ,- إذن نجد أن الحديث هنا يدور عن قوم حصل في نفوسهم* انفصال* بين أن يأمنوا المؤمنينوبين أن يأمنوا قومهم ،-ومن الواضح أن المؤمنين يعيشون في مكان بينما يعيش القوم في مكان آخر منفصل ، ومعنى الإنفصال هنا قد عبر عنه رسم ( كل ما ) .- ( ثم أرسلنا رسلنا تترا كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضاً وجعلناهم أحاديث فبعداً لقوم لا يؤمنون ) المؤمنون : 44 .💡ونجد هنا أن الآية تتحدث عن أماكن متفرقة منفصلة أرسل الله تعالى فيها رسلاً لأمم متفرقة في أماكن مختلفة ، وقد عبر رسم( كل ما ) المنفصل عن ذلك ..