كلمة د. عمر عبدالكافي في تحليل الأحداث التي تجري حولنا

يقول:

أريد أن أخبركم بما أعتقده وأجده مسيطرا على أفكاري كلها تقريبا في العامين السابقين وهو أن الفتن في الأعوام المقبلة ستكون أشد فتكا وأكثر خفاء، والرياح العاتية الهائجة ستجوب الأرض كلها

إن شكل العالم سيتغير تماما، وخلال 10 سنوات أو 20 على الأكثر لن يبقى شيء على حاله، والفتن المتلاحقة سيرقق بعضها بعضا كما قال النبي فكل فتنة تأتي تجعل سابقتها رقيقة هينة.

والسؤال الأكثر إلحاحا على الذهن هو: وماذا نفعل؟

إذا كانت الفتن كقطع الليل المظلم فماذا نفعل؟

إذا أصبح الحليم العاقل حيرانا فماذا نفعل؟

إذا كان الإنسان سيصبح مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، فماذا نفعل؟

لقد رأينا والله بأعيننا من يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، بل لقد رأينا من يبيع دينه بالمجان وبدون أي مقابل!

إن الأمر الصادر إلينا من نبينا هو: (ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شُحاً مطاعاً، وهوىً متبعاً، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأيٍ برأيه، فعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة)

هل جاء هذا الوقت؟

يبدو أن الجواب نعم، ومنذ فترة، لكننا كنا في غفلة!

وإذا كان الحال كذلك فالنجاة النجاة، والهرب الهرب،
فكن عالما أو متعلما ولا تكن الثالثة فتهلك كما قال النبي
فالعالم واصل، والمتعلم على سبيل النجاة محاول، والمعرض عن العلم والعلماء ضال هالك سيكون لا محالة من الهمج الرعاع التابع لكل ناعق لم يستضئ بنور العلم ولم يلجأ إلى ركن وثيق وجبل راسخ يحميه خطر السيل الجارف

عليكم بكهف العلم يا طلاب العلم
فأووا إليه ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا

وأكثروا من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تلقوه عند الحوض فإن الموعد والله قريب

وتذكروا أننا لله تعالى راحلون، وإنها لجنة أبدا أو نار أبدا

إنا لله الرحيم الحليم اللطيف

وإنا إليه راجعون وعليه في كل ساعة مقبلون

د. عمر عبد الكافي