أكتب هذه المقالة بوصفي رئيس جمعية الصداقة السورية الصومالية ووفاء مع أروع الأمهات الصوماليات الرائدة الكبيرة حواء عبدي التي ودعناها اليوم..
والصومال في الأصل من أغنى البلاد العربية، ويرجح أصدقاؤنا في جمعية الصداقة بان أصل التسمية أنها بلاد ذو مال، ثم سميت صومال، ومساحتها 637 ألف كم مربع وهو أكبر من مساحة لبنان بثلاث وستين مرة، وهو أغنى دولة في العالم بثروة الإبل ولها أطول ساحل على البحر في كل دول أفريقيا بطول 3000 كم وتسيطر على واحد من أهم معابر التجارة العالمية في باب المندب
والصومال خامس بلادنا العربية الفاشلة والمنكوبة بالحرب.. وهي تعيش الحرب الأهلية وتداعياتها منذ انهيار الديكتاتورية فيها قبل أربعين سنة عام 1991 فقد عودنا الديكتاتوريون العرب على مبدأ أنا أو الطوفان وهكذا نكبت العراق وسوريا وليبيا واليمن والله يسلم لبنان.....
الدكتورة حواء عبدي.. المناضلة الصومالية الرائعة.. حصلت على منحة لدراسة الطب في أوكرانيا وحققت تفوقاً واضحاً وعادت إلى الصومال لتبدأ أشرف الرسالات الإنسانية في خدمة الإنسان وتشكيل فرق التطوع والإسعاف والخدمة في الصومال..
وقفت وحدها في وجه صور الفساد المرعبة واستمرت في تقديم خدماتها الصحية على أتم وجه وحولت بيتها إلى مستشفى كبير بدءاً من عام 1983 لمدة ثلاثين عاماً...وكانت أقسى معاناتها في عام 2011 إبان سيطرة التنظيمات المتطرفة ووقفت بشجاعة في وجه تيارات الظلام والتخلف التي تمنع المراة من حقها في العمل والعلم، وتفرض عليها وعلى فريقها الطبي من الفتيات العزلة والنقاب.. ولكن حواء أصرت على استمرار فريقها بالعمل رغم التحديات.

اعتبرت حواء عبدي أهم شخصية صومالية في عام 2007م بعدما آوت في منطقتها الآلاف من العائلات النازحة من جحيم الحرب بين القوات الصومالية والإثيوبية من جهة وبين الإسلاميين الصوماليين من جهة، وحصلت الطبيبة حواء عبدي على جائزة الشرف الدولية في جنيف بسويسرا في يوم المرأة 8 مارس عام 2008م أعدتها منظمات صومالية بالتعاون مع منظمات دولية.

رائدة العمل الطبي والإنساني الدكتورة حواء عبدي dr hawa abdi رحلت يوم أمس..
إنها امراة بمليون رجل فما قدمته للفقراء المرضى عندما انهارت جميع المؤسسات الطبية اثناء الحرب الاهلية وفتحت أبواب منزلها وجعلته مشفى لجميع الذين لا يستطيعون دفع تكاليف علاجهم، ما قدمته حوا عبدي لايقدر ابدا باي ثمن ...