يقول "بيسوا" :
(غرقتُ دون عاصفة في البحر الذي كنتُ أسطيع أن أقف فيه على قدميّ)
نعم. غرقتُ في بُحير من صفحات صورتها من بعض الكتب .. أثناء "تسكعي" بين دفاتها ..
أولا : "وصف أفريقيا" : ليون الإفريقي أو الحسن بن الوزان : طبعت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
ثانيا : "الرحلة الحجازية المسماة : الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف": أمير البيان : شكيب أرسلان : وفيه استطراد في قبائل الحجاز
ثالثا : "مقالات حسين سٍرحان" : نادي الرياض الأدبي 1400هـ
ومن مقالة"من ركن الزاوية" :
(إن أكثر الناس لا يقرأ؟
وأكثر من يقر لا يفهم.
وأكثر من يفهم لا يعمل.
فأما الذين قد يعملون في إيمان خالص فهم جهلة فانظر إلى العقدة التي تصدر عن العلم والجهل معا.
ولست أستثني نفسي،فأنا من هؤلاء الناس لسوء الحظ.){ ص 107}.
ومن مقالة"اللفتات الذهنية في شعر ابن لعبون"
(ضحكتي عندكم يومي رضيع* ما سوت بكوتي عند الوداع
وهي إشارة معكوسة لكلمة ابن الرومي المشهورة :
لِما تؤذن الدنيا من صروفها* يكون بكاء الطفل ساعة يولدُ(..)
في ديار كل ما فيها حسن* مع ربوع كل من فيها حزين
وهذا الوصف"الفوتوغرافي"لا تنقصه حتى الألوان.(..)
ومن غرائب وصفه :
يستبين بها الخبير لها رسوم* طافحات مثل خبزٍ في إدام ){ ص 212 - 213}.
رابعا : "عالِم الصحراء / محمد يحيى الولاتي) بمناسبة مرور قرن على وفاته.
خامسا : عثرتُ على كُليمة قديمة كتبتها – 2008تقريبا عن غلاءٍ عمَّ !!- وعنوانها : ( وبلغ السيل"الأندومي"! : حين يكون الغداء"جبن وحلاوة")!!
سادسا : 6 ورقات لا أدري إلى أيّ كتاب ينتمين وفي إحداهن توقيع : ( المخلص لكم : بير علي – قرب المدينة 10 سبتمبر 1819)
سابعا : مربط الفرس أي ما كنت أبحث عنه : صفحات كثيرات من كتاب "تاريخ مكة "للأستاذ أحمد السباعي / طبعة 1419هـ 1999م.
ومنه :
(ولم يزد الاكتظاظ في طول البلدة عن"المدعى"من الناحية الشمالية،وعن أوائل الهجلة وقبل الشبيكة من الناحية الجنوبية،أما شرقها إلى غربها فقد كان تكاثف السكان فيهما من أوائل مدخل أجيادين إلى القشاشية إلى النواحي القريبة من سوق الليل وشعب بني هاشم،وسويقة إلى قرارة المدحي إلى الجزء القريب من الشامية){ جـ 1 ص 98}
هذه الأسماء قد لا تعني شيئا للكثيرين .. لكنها تثير "القشعريرة"في جسدي .. متذكرا قول مضاض الجرهمي :
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا* أنيس ولم يسمر بمكة سامر
وأتذكر قول الشاعر الشعبي :
بين الشبيكة سوق الليل .. غزال يمشي على اهوينه
ياكل قرنفل ويقضم هيل * ويكايد الناس بعيونه
كل تلك الأسماء التي أوردها الأستاذ "السباعي" أصبحت أثرا بعد عين ..
عدنا :
في "مصورات تاريخ مكة"
(مر بنا ما نقله المسعودي من غضب خالد { بن عبد الله القسري: والي مكة في عهد الأمويين – محمود} عندما بلغه قول بعض الشعراء :
يا حبذا الموسم من موفد*وحبذا الكعبة من مشهد
وحبذا اللاتي يزاحمننا * عند استلام الحجر الأسود.
وإنه قال : أما إنهن لا يزاحمنك بعد هذا ثم أمر بالتفريق بين الرجال والنساء في الطواف وأجلس عند كل ركن حرسا معهم السياط){ جـ 1 ص 152 - 153}.
ومنه أيضا :
(.. سئل أحد شيوخ بني أمية عن سبب زوال الملك عنهم فقال : إنا شغلنا بلذاتنا عن تفقد ما كان تفقده يلزمنا .. إلخ.
وقال العباس لأخيه بشر بن الوليد : إني أظن أن الله قد أذن في هلاككم يا بني مروان ثم تمثل :
إني أعيذكم بالله من فتن*مثل الجبال تسامى ثم تندفع
إن البرية قد ملت سياستكم * فاستمسكوا بعمود الدين وارتدعوا
لا تلحمن ذئاب الناس أنفسكم * إن الذئاب إذا ما ألحمت رتعوا
لا تبقرن بأيديكم بطونكم *فثمة "لا"حسرة تغني ولا جزع ){ جـ 1 ص 155}.
قلتُ : أضفتُ"لا"قبل "حسرة" .. و ليست في الأصل.
هذا يكفي.

أبو أشرف الشنقيطي