فاجأنا اليوم د/ طارق السويدان على صفحته

بدرسٍ حزين وعميق ومُعبر دوَّنه بعد أن كان طريحاً للفراش لحوالي شهر بعد عملية خاطئة في الأمعاء تسببت بتسرب جراثيم خطيرة إلى أرجاء بطنه ..

يقول السويدان تحت عنوان :

تعلمت من المرض

بحمدالله تعالى أخرج اليوم من المستشفى بعد مرور حوالي شهر ورغم عدم اكتمال الشفاء على أمل التحسن في البيت برحمة الله ﷻ ثم دعائكم
وكان لهذه الفترة الطويلة دروساً وفوائد عظيمة منها :
عندما صار الماء مراً والتنفس ألماً زاد انتباهي لنعمة كل شيء من حولي
( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )
فلا تنسوا ذلك أبداً
...
عندما يصبح الجلوس مستحيلاً والتقلب في الفراش معاناة عرفت نعمة الله تعالى بالزوجة والأولاد والأهل الذين ساندوني،
فلا تقسوا عليهم أبداً
...
عندما تتصل بي أمي وصوتها يرتجف علي ، حيث لا تستطيع زيارتي ، عندها أعرف تقصيري في حقها عند قدرتي على ذلك ، فارزقني برها يا رب
...
عندما يسهر د. محمد ابني الليالي معي ، ويناقش مع الأطباء كل نتيجة وتحليل وكل خطوة وقرار ، وعندما تقضي بناتي معي الليل والنهار يساعدنني ويدلكن رجلي التي كانت أعصابها تشتعل ناراً ،ويملأن الغرفة بالسعادة حتى لا تظل كئيبة ، عندها تعمق في نفسي قيمة الولد ، وقيمة العلم الذي وفرته لهم.
...
عند كل عملية تخدير ، وكل عملية صغيرة وكبيرة أقوم بالتوقيع برفع المسؤلية عن الطبيب والمستشفى ، عندها أعرف أن حياتي هشة ، وأن عمري قصيراً ، فلا تتأخروا بالتوبة أبداً ، واستثمروا كل جزء من وقتكم فهو لا يعوض
...
لأول مرة يمر علي شهر بلا قراءة ولا كتابة ، فالقراءة تحتاج تركيزاً ذهنياً افتقدته ، والكتابة تحتاج قدرة جسدية لم تكن لدي، وكنت أتحسر على ذلك ، وأستغرب ممن لا يقرأ رغم قدرته على ذلك
...
وأخيراً عندما تقضي أم محمد الليالي معي جالسة على الكنبة رافضة النوم رغم التعب الظاهر عليها ، وعندما أرى التغير في وجهها كلما مررتُ بانتكاسة صحية ، فعندها أعرف قيمة الحب ،الذي لا يمكن شراؤه أبداً،
فلك حبي وشكري يا غاليتي
ولا أستغني عن دعائكم الخالص
شفاك الله وعفاك نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي