شهور مضت على نقلي قصيدة للشاعر البشير بن مباريكي – بكاف منعقدة وأصلها المبارك – / 1869 – 1935م.وآن لها أن تأخذ طريقها إلى الأحبة ..بين يدي الأسطر ...العنوان يشير إلى نص قصيدة لا أعرف منها إلا مطلعها - وبيت أنسيته –ومطلعها :
قف بربع لدى المعلق بالِ .. لعبت به لاعبات الشمال
جمعتني – حافلة – في طريق العودة من الحج .. قبل سنوات طوال .. صحبت شاب – وكنت كذلك – فحكى لي شعرا "حسانيا"ملحونا .. يدل على أن "مغنية"شدت بـ"قف بربع" .. فأطرب ذلك أحد الشعراء .. فكتب لها نصا عاميا .. علق بذاكرتي منه ..ولكن قبل ذلك .. لعلي سهوت أن أضيف إلى"عجائب الشناقطة"أن المطرب عندهم يعزف على آلة خاصة به تسمى : "التدنيت"أما المرأة فلها آلتها الخاصة وتُسمى : "آردين"!!نعم. مما علق بذاكرتي :"قف بربع"عندك ما تلتحقبـ"المعلا"ما ترق"لعبت به" – فارْدين-"لا عبات الشمال"وهذه الجملة المعترضة .. أعطت النص دفقة شعرية .. إلخ.على كل حال .. تذكرت : "لعبت به" – فارْدين-"لا عتبات الشمال"وأنا أقرأ نص الشاعر البشير بن مباريكي .. فهو لم يشطر قصيدة النابغة الذبياني :يا دار مية .. بل "لعب"أو"تفنن"في النص ..أترككم مع النص :
أشتاق مكة بين الغيل والسعد لا "درا مية بالعلياء فالسند"
وجدي حنيني إلى دهر بطيبة قد "أقوت وطال عليها سالف الأبد"
لما وقفت بها شوقا "أسائلها عيت جوابا وما بالربع من أحد "
البيت الأصلي :
وقفتُ بيها أُصَيلاناً أُسائِلُها * عيت جوابا وما الربع من أحد
يقول "البشير"
جرت أوان رأت عيني ربوعهم بالدمع "كالحوض بالمظلومة الجلد"
أناءُ شوقهمُ في القلب لبده "ضرب الوليد بالمسحاة في الثأد"
في بيت قلبي بنا الأحباب حبهم "ورفّعوه إلى السجفين فالنضد"
بكيت من بعد طه ملة درست "أخنى عليها الذي أخنى على لبد"
يا صاح فاغدو إلى تلك الربوع ورح "وانمِ القتود على عيرانة أُجد"
واصبر على نائبات الدهر إن أزمت لها "صريفٌ صريف القعو بالمسد"
وانهض بعزمك في نهج الرسول وسر نحو "الجليل على مستأنس وحد"
بيت النابغة :
كأنّ رَحْلي، وقد زالَ النّهارُ بنا* يوم الجليل على مستأنس وحد
يقول "البشير"
واترك ركونا إلى الدنيا ولذتها واطوي المصير كسير الصيقل الفرد"
بيت النابغة :
من وحشِ وجرة َ ، موشيٍّ أكارعهُ*طاوي المصير كسير الصيقل الفرد
يقول "البشير":
لا تغترر بمناها فهي أحقر من "سفود شرْبٍ نسوه عند مفتأد"
وداوي نفسك فالمكروه يصلحها "طعن المبيطر قد يشفي من العضد"
وجاهد إبليس واطعن في مكائده "طعن المعارك عند المجحر النجد"
واركب عتاقا من الطاعات معصلة "صمعُ الكوعب بريئات من الحرد"
واصبر ولازم قيام الليل مجتهدا "تزجي الشمال عليه جامد البرد"
واتلو الكتب لوجه الله مبتهلا "في حالك اللون صدقا غير ذي أود"
واذكر بلى موقف يخشى الهلاك به "ولا سبيل إلى عقل ولا قود"
واخلص لمولاك لا تشرك به أحدا فإن مولاك لم يولد ولم يلد
البيت الأصلي :
قالت له النفسُ : إني لا أرى طمعاً * وإن مولاك لم يسلمْ ولم يصد
يقول "البشير":
والتتصف بهدى الهادي فإن له "فضلا على الناس في الأدنى وفي البعد"
هو الرسول الذي ما مثله بشر "ولا أحاشي من الأقوام من أحد"
قد اصطفاه الإله حين قال له " قم في البرية واحددها عن الفند"
البيت الأصلي :
إلاّ سليمانَ ، إذ قالَ الإلهُ لهُ : * قم في البرية واحددها عن الفند
يقول "البشير":
وابنِ الشريعة بالتقوى مؤسسة "بناء تدمر بالصُفح والعمد"
البيت الأصلي :
وخيّسِ الجِنّ! إنّي قد أَذِنْتُ لهمْ * يبنون تدمر بالصفاح والعمد
يقول "البشير":
فمن أطاعك فانفعه بطاعته "كما أطاعك وادلُلْهُ على الرشد"
واصفح وسامح وصل و والاحتمل وأنل "وانهى الظلوم ولا تقعد على ضمد"
البيت الأصلي :
ومن عَصاكَ، فعاقِبْهُ مُعاقَبَة ً* تنهى الظلوم ولا تقعد على ضمد
يقول "البشير":
لقد حباه الإله كل سابغة تلك "المواهب لا تعطى على نكد"
البيت الأصلي :
أعطى لفارِهَة ٍ، حُلوٍ توابِعُها* من المواهب لا تُعطى على نكد
يقول "البشير":
تلك المواهب لا الأنعام زينها "سعدان توضح في أوبراها اللبد"
هو الختام لرسل الله سابقهم "سبق الجواد أذا استولى على الأمد"
وهو الشجاع ترى الأعدا بوجهته "كالطير تنجو من الشبب ذي البرد"
ما تنثني في مجال الحرب همته "وإن تأثفه الأعداء بالرفد "
بيت النابغة"تأثفك"والقصيدة طويلة ..أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني