منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ستزحف الخيول!

  1. #1

    ستزحف الخيول!

    ستزحف الخيول![1]

    د. ريمه عبد الإله الخاني

    من أصعب الأمور أن يكون للمثالية مقياس ولن يكون، فهي نسيج مطاط ينسجه كل على هواه، وكل يدعي الوصل بليلى، فلنكن عند حسن الظن وكفى.[2] :

    أتزعُم أن الطيورَ ضحايا؟
    وأن الخيولَ ركابُ الكبار؟
    وأن الغيوم ستمطر وداً
    وزهر الودادِ بلون اصطبار؟..
    وتزحف خيلي بليلٍ مطيرٍ
    تلاهث دربا لتسكنَ دار!
    فأوقنُ أن الخيالَ قصيرٌ
    فتصبح كلَّ الجبالِ حجار!
    وذاك لأني بحثتُ مثالي!
    فما كنت فيهاُ فهل ضاع دار!؟
    فلا كنتُ سهلاً ولا كنت صخراً
    ولكني زهرَ الحقولِ العِمار
    فأحطِم بيتا تمسّى برعبٍ
    ليُشعل حقلي بغيّ الشعار!
    ألا ياضميرَ القلوب انقذونا
    فقد كنتُ يوماً أسيرَ السوار!
    كسرتُ سواري، وعدتُ لداري
    فهل في نزاعي عتاب الجِوار؟
    فسامح أُفولي وأبعد خيولي
    وكحِّل عيوني بريحِ اقتدار!
    أشيحُ قصورا نمَتْ في خيالي
    فلا طلتُ قصرا، ومن طار طار!
    سأمضي حثيثا لأُجبِرَ كسري
    فقد كان وهما يحاكي الخُوار!
    أُباعدُ قصراً نما في غيابي

    فهل كنت سيفا بقلب الدمار!؟
    سأبني حصوني، وتنمو غصوني
    لئلا أسابقَ سيرَ الصِغار!
    حزينٌ لأني كسرتُ المرايا..
    وماكان مني غطاءَ النهار
    أسابق نوراً أسابق بحراً
    فلا تُغلق الباب عند المسار
    فماكنت يوما ألاحق خُلفاً
    وماكنت يوماً أحبُّ الدمار
    ولكن شعرتُ بطعمٍ غريبٍ
    ففضلت ألا أخوضَ الغمار
    فصنتُ حروفي وجئتُ جروفي
    وعدت ليومٍ مضيءِ الفنار..
    فهذي أيادي أتت كي تنادي ..
    وتمنعُ من فاتنات الحِوار
    ألا قلبُ مهلا تجر القوافي؟
    بخيل كسيحٍ وحرفٍ شَرار
    ألا ياقصورًا تطال الثريا
    فرفقا بنا قد كسرنا الشعار..
    سنلقى حريقاً بعمق جبالٍ
    نراها سنا في قلوبٍ كبار
    سأمضي حزيناً بوجهٍ سعيدٍ
    لأني أخاف ظلامَ النهار!
    شديدٌ لأني أريدُ مثالاً!
    وقد أرتضي من خيولي انتصار..
    غريبٌ لأني أعيش خيالاً
    فيزحف طيري يناظرُ داري
    يغني طويلا لأنسى الفرار
    نجوب الحياة بنهج سريعٍ
    فنترك نوراً بليل الضمار...
    ألاياصديقي تنحَ قليلاً
    سأبقى وحيداً لأوقدَ نار
    تطلُ بدفءٍ بعمق احتراقي!
    فقد أغرق البرد حُسنَ السوار
    سأبقى عنيدا وأغدو وحيدا
    بنور الثريا ولون الثمار
    فسامح لأني كسرت المرايا
    فقد كنت فيها سوادَ انهيار
    وكنت أحاولُ جهدا جهيدا
    فلما فشِلتُ تنادى الفرار
    غزالي شريدٌ بطعمٍ جديدٍ
    فلا لنت يوماً ولا كنت نار
    إذا رمت يوما بناء ديار
    فكن عند بدء الخطوط اعتبار
    تحاكي علوا وتجري زهوا
    لكي تبني دارا جميلا يُزار
    بحر المتقارب




    [1] كناية عن تربص الناس ببعضها بلا طائل.لذا فإن عزة ومروءة الخيول تخدش عندما تدخل مدخلا ليس لها.

    [2] المثالية خيال كالسراب علينا ألا نلاحقه، وإلا فقدنا ظلنا وخصوصيتنا.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    مرور وتحية وتقدير ودعاء

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •