*✍️ - للتراث ثقافة مخصوصة بعناصر تأثيثه العلمية والتاريخية والحضارية، ومصادر تثقيف شتى رافدة لهذه العناصر على نحو محفوظ مستمر، منها: المخطوطات التي لم تزدد منذ ظهور الطباعة إلا كثرة شبيهة بثورة التأبي على الزوال، كأن نساخها لا يزالون إلى الآن ينسخون، وكأن المؤلفين لها في ذلك الزمن البعيد لا يزالون يؤلفون. وهذا نموذج لما ينبغي اعتباره مظهرا حضاريا رائدا من مظاهر الشهود التراثي، ورافدا ثرا من روافد التثقيف المبصِّرة بأثر المخطوطات في ترسيخ ثقافة الترات، وإبراز خصائص هيمنتها. وهو عبارة عن قاموس صغير لطائفة من الحكم المؤلفة تأليفا معجميا لافتا، يتدفق جمالا وإبداعا. ولا يخفى على متأمل أن ما في قول الله تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) من معنى الشهادة لا يتعلق بمجال واحد من مجالات الشهود المراد، بل لا يغادر من مجالاته صغيرا ولا كبيرا إلا استغرقه استغراق شريعة الإسلام الخاتمة لكل مظاهر الحياة الإنسانية. ومن ثم فإن حديث هذه التدوينة حديث عن شهود تراثي محقق جار لأمة الإسلام، تعد المخطوطات ركن اعتداده، وروح امتداده.*