في بدايات الحرب في نجران وانا في الخندق وحدي والدنيا ظلام اخذتني الهواجس لتخلق هذه القصيدة

بأخدود الحراسةِ ذات ليلٍ
سمعتُ وخفْتُ من صوتِ السعالي

فأطفأتُ الجهازَ ورحتُ أصغي
واحسب ما سمعتُ منَ الخيالِ

سمعتُ القلب يضرب ضرب طبلٍ
وأسناني تصك كما اللئالي

وكدتُّ أبلّل السروال خوفا
وقاك الله من خوفِ الرجالِ

أصبّ البنّ في الفنجانِ ويلي
ملأتُ الأرضَ والفنجانُ خالي

قرأتُ الحمدَ واستأنستُ فيها
وأشغلتُ الهواجس بالدِّلالِ

وقمتُ مشجعا نفسي لعلّي
أرى شيئا على نورِ الهلالِ

لمحتُ ظلال شيئٍ في الزوايا
ايجتمعُ الظلامُ مع الظِّلالِ

وصوتٌ خافتٌ قد قالَ أقبل
بلا شرٍّ فأقبِلْ لاتُبالي

صُرِعْتُ بموقعي وسقطتُ ميتا
صريعُ الخوفِ وحدي في التلالِ

فأيقظني زميلي من منامي
شكوت ولم يكد يسمع مقالي

فعاتبني على خوفي وجبني
وذكرني ببأسي في القتالِ

تخافُ الجنّ يا مسكين إنّا
عبادٌ مثلكم ولذي الجلالِ

أنا مرجانُ جنيٌّ صغيرٌ
أنا من ساكني تلك الجبالِ

فقلتُ لهُ أيا محمود يكفي
مزاحا لست تدري ما جرالي

تلا القرآنَ في صوتٍ شجيٍّ
وبعد الختمِ من قلبٍ دعالي

متى عُلِّمتَ يامحمود هذا
وصوتك لم يكن كاليوم عالي

تحوّلَ والدي وأمام عيني
وقال اسمعْ ولاتجزع سؤالي

فقلت اسأل فلن أخشى بلالا
فقل واشجي المسامع يابلالي

انا طفلٌ ولي تسعين عاما
و أجهلُ في الحرامِ وفي الحلالِ

سألنا بعضنا حتى اكتفينا
سقيتُ الجنّ بنّا من دلالي

طلبتُ بأن أرى أمّي وجدي
فكنهم ولتكن أيضا عيالي

فحقّق لي أماني القلب حالا
سوى زوجي فقلت ارأف بحالي

فلي شهرين منها لا أراها
فكنها في الطهارة والجمالِ

فقال اخسأ أيا إنسي عني
ولا بوركت يا وغد الرجالِ

تريد نكاحنا في ثوب أنثى
ضحكتُ وقلت ماهذا سؤالي

فهيا اذهب بعيدا ثمّ كنها
سيأتي الآن غيري للجبالِ

فواعدني وودعني ليمضي
وحقق ما اريد على التلالِ

أتى محمودُ يحرسُ في مكاني
هنا ايقظْتُ قلبي من خيالي

اللي مو مصدقني يعطيني عنوانه وانا أرسله له لانا تخاوينا من ساعتها 😂😂😂😂

شهريار
منقول