المقامة الكرونية
حدثنا ابو الكمامة الكوروني قال: اشتهيت الماقرونة وانا في زمن الكرونا ، وقد ساءت حالي وقل مالي، واشتدّ الوباء وعظم البلاء، وخروجنا كان قليلا، واخبار الموت والمصابين كثيرا، زادت حاجتي للخروج وشجعني جاري العجوز كي اعفيه من الخروج والولوج، فخرجت مسترزقا للحظر مخترقا، فإذا بفتية كالجلاميد يتدافعون على بائع السميد، لا خوف يعتريهم ولا الوعيد، فقلت في نفسي، لاحظ لي مع هؤلاء سوى الحيلة والدهاء، فعمدت الى كيس النفة واستنشقت ما فيه بخفة ، وماهي الا برهة حتى عطست عطسة بلغت عنان السماء فظنوا اني مصاب بالداء ، ففر الفتية فرار مدبر هالع، واقبلت على صاحب الدكان كالجائع، ملأت قفتي بما أشتهي أكله وأستطيع حمله، ولم انس جاري العجوز فاكرمته بكيس من السميد وبعض الجوز حتى تفرح زوجته وتحسن خدمته. ثم قلت منشدا
دُس على الكرونا ووفّيها التدنيسا
كادت الكرونا أن تكونا إبلييسا...

منقول