جائحة كورونا .. هل هي عذاب من الله ؟؟
من يؤمن بالقرآن الكريم ويحاول فهمه يمكن أن يستنتج أن جائحة كورونا العالمية هي عقوبة سماوية بامتياز لبشرية عتت عن أمر ربها .. فهناك الكثير من الدلائل والآيات التي تدل على أنها بأمر وتدخل مباشر من الله تعالى كمرحلة أولية تسبق ضربة أشد وأقوى ما لم تعد البشرية إلى رشدها وتتوقف عما هي فيه من ظلم وفساد .. ومن يشكك بذلك فعليه (كما أعتقد) أن يراجع تفكيره .. فهذه سنة من سنن الله التي لا تتغير ولا تتبدل { سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا } . { وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ }. وهذه السنة هي عذاب أليم كاختبار أخير قبل انتقام الله .. فإذا أصر الناس على كفرهم وعنادهم وظلمهم وفجورهم وفسادهم تأتي الضربة الكبرى .. ولسنا كبشر معاصرين محصنين أن يصيبنا ما أصاب من سبقنا من الأمم { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ... ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } .. وقد بدأت عقوبة الله (الإنذار الأخير) لبني إسرائيل بالرجز .. فلم يرعووا .. فانتقم الله منهم { وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي سْرَائِيلَ .. فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ .. فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ } .. وهذا ما يبدو أنه سيحصل في المستقبل ويتكرر في أشكال متعددة { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ .. يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ .. رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ .... إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ....... يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ } .. الملفت في الأمر أن القرآن يؤكد أن الله ينجي في مثل هذه العذابات (كل المؤمنين) .. وأنا أقصد المؤمنين فعلاً .. فإذا كنا (مؤمنين صالحين فعلاً) .. وكانت هذه الجائحة (عذاب من الله تعالى للناس) .. فلن يسقط فيها مؤمن حقيقي واحد .. وهذا وعد من الله تعالى { فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ .. ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ}.