منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    العرب من الانبهار إلى"الانقهار"!! 1- 2


    الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله .. هذا اعتراف تأخر كثرا .. تأخر قرابة عقد من الزمان!ربما كانت تنقصني "الشجاعة"لأعترف بالعجزعن الرد على "تعليق مفحم"أتاني من إحدى الأخوات الكاتبات .. كأنت أسمع برنامجا من إعدادها قبل عقود ..ثم عثرت على "بريدها" .. فكنتُ أرسل لها – ولغيرها ذكورا وإناثا – بعض نزف قلمي.كتبت – ذات مقالة – عن المرأة السعودية.. فسألتني :لماذا تحتقر المرأة السعودية؟تعجبتُ بطبيعة الحال .. وقلت لها إن كل ما أكتب من أجله .. هو تبيان تجربة المرأة الغربية أولا .. ثم المرأة العربية التي سبقت المرأة عندنا للعمل خارج المنزل .. مثل مصر والشام .. والهدف هو أن تتجنب المرأة السعودية الأخطاء التي وقعت فيها المرأة هناك .. إلخ.السويسرية نيكول ديف عملت عشر سنوات وحين أنجبت تركت العمل وقالت – في لقاء مع صحيفة القبس الكويتية بتاريخ 22 / 3 / 1979م - : (أنا من أنصار تحرر المرأة ولكني أؤمن في نفس الوقت بأن رسالة المرأة الأساسية هي الأمومة. وتفرغ المرأة لزوجها وأبنائها لا يتعارض مع تحرر المرأة بل العكس هو الصحيح، وأضافت تقول إنني أرى أن كل مشاكل انحراف الشباب في عالمنا المعاصر ترجع إلى عدم تفرغ المرأة لبيتها وأبنائها فالاعتماد على المربيات ومؤسسات الحضانة أدى إلى كل مظاهر الضعف النفسي المتفشي في الجيل الحالي كما أدى إلى تفكك الأسرة وجرائم الأحداث ){ ص 94 ( المرأة العربية المعاصرة إلى أين؟))والفرنسية كريستان كولنج ألفت كتابا بعنوان"أريد العودة إلى المنزل"والبريطانية من أصل استرالي جرمين غرير ،صاحبة كتاب"الأنثى الخصي"تراجعت عن بعض أفكارها .. (مؤكدة أنها تعتقد بوجود فروق جوهرية بين الأنوثة والذكورة،وأن الحصول على حقوق المرأة ليس معناه التضحية بأنوثتها أو بالعلامات الفارقة التي تميزها عن الرجل.){ صحيفة الشرق الأوسط العدد 5562 وتاريخ 9 / 9 / 1414 = 19 / 2 / 1994م}.وصحيفة الشرق الأوسط تنشر مقالة جاء فيها :(من تجربة المرأة الأمريكية التي تحسدها عليها نساء العالم والدعوة لعودتها إلى البيت والأسرة،لا تنحصر الدعوات في تلك الصادرة عن الرجل، وإنما تصدر تلك الدعوات وهو الأمر المهم، من المرأة الأمريكية نفسها، إذ تفيد الإحصاءات والاستطلاعات أن حوالي 60 % من النساء الأمريكيات العاملات يتمنين ويرغبن في ترك العمل والعودة إلى البيت){ جريدة الشرق الأوسط العدد 5949 في 12 / 10 / 1415هـ. }.هذا ومثله كان تعليق تلك الأستاذة الكريمة عليه .. والذي أعترف أنه"أفحمني" .. هو قولها :(المرأة الأمريكية تختلف عن المرأة السعودية)الجمني هذا التعليق .. !!صحيح أن المرأة السعودية تقع تحت سطوة حديث(.. والمرأة راعية على بيت بعلها وولدها،وهي مسؤولة عنهم ..) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.. بل توجد دراسة عن المرأة السعودية – أجراها الأستاذ الدكتور مبارك الجوير – وجد فيها أن نسبة كبيرة من النساء السعوديات العملات يعانين من ضغط العمل داخل المنزل وخارجه .. وإحساسهن بـ"الذنب"لتركهن الأطفال دون رعاية ..إلخ.وصحيح – بالتالي – أن المرأة الأمريكية لا تقع تحت ضغط الحديث الشريف المذكور .. كما أنها – أي الأمريكية – لا تعاني من"واجبات اجتماعية" : من عزائم في منزلها .. وتعازي .. وأعراس .. و"عقيقة" .. وزوج يرى "مساعدة الزوجة في المطبخ".. ينقص رجولته .. إلخنعم. هناك فرق بين المرأة الأمريكية .. والمرأة السعودية!في تصوري أو في تأملي .. لتعليق أختنا الكاتبة الكريمة .. أننا كأمة عربية انتقلنا من "الانبهار" أي بحضارة الغرب .. إلى"الانقهار" .. من توجيه أي نقد للحضارة الغربية .. ولو صدر عن شخص مثلي "متخلف" ينتمي إلى عالم ثالث متخلف .. لهان الأمر .. ولكن حين يصدر النقد من الغربيين أنفسهم فهذا الذي"يقهر" ويجعل الوجه يحمر "قهرا"!!سنأخذ مثالا أو اثنين ..أولا : هذا بعض ما كتبه الأستاذ مصطفى درويش،تحت عنوان "القرن الحادي والعشرين وهموم دولة كبرى"كتب :(يقول أستاذ أمريكي زودته سنوات عمره الطويلة بالخبرة والحكمة:"في الستينات كان السكان ينامون وبيوتهم غير مغلقة من الداخل،ويمشي المرء في الشارع عند منتصف الليل وهو آمن،واليوم أكبر تجارة هي تجارة تحصين البيوت وتأمينها واتصالها بالشرطة"ويضيف :"يسير المجتمع الأمريكي على حبل مشدود بين السماحة التي تولدها الحضارة والإباحية التي كانت دائما سبب سقوط الحضارات،وقد تجاوز المجتمع الأمريكي السماحة ووصل إلى حد الإباحة،عندما وصل بالحرية إلى أقصى مداها،فتحول الجنس إلى سلعة،وتخلى الكثيرون عن طهارتهم القديمة (..) وتزايد عدد الأبناء غير الشرعيين وقويت حركة الشذوذ (..) لم يكتفوا بأن يُقبلوا بل اخذوا يبشرون بشذوذهم وكأنهم أصحاب دعوة جديدة،وانقلبت حركة تحرير المرأة إلى مشاحنة بين الرجل والمرأة،حتى أوشك النسيج الاجتماعي على التمزق ،وهو ما تؤكده الإحصاءات الاجتماعية ففي 1993،زاد الطلاق خلال الثلاثين عاما الأخيرة بنسبة 200% وزاد الأبناء غير الشرعيين بنسبة 420% وارتفعت الجرائم العنيفة بنسبة 560%){ ص 14 (مجلة الهلال القاهرية عدد أغسطس 1994م. }إن اعتراف هذا"الأمريكي" - قبل أكثر من ربع قرن - بما وصلت وأوصلت إليه الحضارة المادية الغربية .. يثير "قهر"المنبهرين .. كما سنبين في المثال الثاني :الأستاذ مصطفى درويش نفسه كتب تحت عنوان :(" هوليود مراقبة : محنة صناعة الأفلام مع جماعة الاحتشام"، وكان يعلق على كتاب ( هوليود مراقبة : القواعد الأخلاقية الكاثوليك والأفلام) لمؤلفه جريجوري بلاك، يقول الأستاذ مصطفى :( وأعود إلى فاتحة الكتاب لأقول أنها استهلت بكلمات جاءت على لسان" روجر ماهوني" كاردينال لوس أنجلوس في بيان وجهه إلى اتحاد معاد للأفلام الجنسية مركزه هوليود .. ومتى؟ في فبراير 1992، أي في أيامنا هذه، والقرن العشرون على وشك الرحيل. وكان بين ما جاء في كلمات ذلك البيان أن صناعةالافلام تشكل عدوانا على القيم التي يؤمن بها أغلب الناس في المجتمع الأمريكي، وأن تلك الصناعة لم يعد في وسعها الاختباء وراء صرخة حرية التعبير، تطلق في غير محلها بين الحين والحين. ولم يكتف بيان الكاردينال بذلك الاتهام، وإنما طالب بإحياء قواعد الرقابة على الأفلام، التي كان معمولا بها من 1930 وحتى 1966 (..) وكانت حجته التي تذرع بها للمطالبة بالعودة إلى الماضي هي موجة الجنس المفرط والعنف المسرف التي اجتاحت الأفلام، وضرورة وضع حد لها حفاظا على القيم من الزوال. الأمر العجاب فيما تقدم أن الكاردينال في بيانه لم يضع في الاعتبار الأهوال التي مرت بها الإنسانية { تحدث الكاتب عن الحرب العالمية وإلقاء القنبلة الذرية، والاختراعات المذهلة التي أنجزتها الإنسانية، ومن بينها غزو الفضاء، وثورة المعلومات، والاتصالات، والقفزات التي حققتها الديموقراطية،وحرية التعبير، إثر اندحار الفاشية وقوى الظلام الشمولية .. يا ساتر ثم يكمل :} فالكاردينال والحق يقال إنما يريد بطلبه إحياء قواعد الرقابة، والعودة إلى نظام عفا عليه الزمن){ مجلة الهلال القاهرية سبتمبر 1996م.})نعم."كاردينال" أمريكي غربي .. من العالم المتقدم جدا .. يُطالب بعودة الرقابة على الأفلام .. فيحمر وجه عربي مسلم .. ويعتبر هذه "ردة"عن الحضارة والتقدم!!نختم بأسطر من أخينا"بيجوفيتش" ( حرب الثلاثين أخرت ألمانيا. ويتحدث المعاصرون للحرب عن التوحش والتأخر الروحي العام الذي يطبع النصف الأخير من القرن السابع عشر في هذا البلد. وبدأ الإصلاح بداية القرن الثامن عشر باستيقاظ الوعي الشعبي،وانتعاش التقاليد الألمانية ومناهضة التأثير الأجنبي.كل نهضة تبدأ بالشعور بالاحترام تجاه الذات نفسها. وإذا صلحت فإنه لا يُفهم وضع سياج إزاء بقية العالم،ورفض أي اتصال. إنه اختيار الطريق الذاتي والاتصال ذو المسربين مع بقية العالم. هذه هي النهضة الحقيقية.){ ص 165( هروبي إلى الحرية)}.وبعد .. إن قدر الله – سبحانه وتعالى – فسوف أكتب جزء ثانيا لهذه الكُليمة أو لهذا الاعتراف .. ولكن تحت عنوان مختلف.. هو"فيلم وهابي" .. والأصل أنه "فيلم سَلفي" ولكن لتشابه "سَلَفِي" مع"سِلْفِي : Selfie"اخترت "الوهابي"أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني

  2. #2




    فيلم غربي "وهابي" 2- 2
    هذا هو الجزء الثاني من كُليمتي "العرب من الابهار إلى"الانقهار"!!وقد سهوت أن أختم الكُليمة بخلاصتها .. ومفادها أن الذي يُغضب المنبهرين حين ننتقد الغرب من كلام الغربيين أنفسهم .. وهم يسعون لإصلاح عيوبهم .. إلخ.إن الذي يغضب المبهرين هو أن وجود خطئ في التجربة الغربية،في بعض تجلياتها القديمة .. يعني – بداهة – أن حاضرهم يحتمل الخطأ أيضا .. وهذا مالا يتحمله المنبهر!!أما الفيلم فكما قلت في الجزء الأول من الكليمة كان يُفترض أن يكون تحت عنوان"فيلم سلفي" لكنني خشيت من التباس "سَلَفِي" مع"سِلْفِي : Selfie"
    فيلم غربي "وهابي"
    الفيلم الذي أقصده كُتب عنه في "الموسوعة العالمية"ما يلي(الخائنة أو غير المخلصة هو فيلم دراما أمريكي أنتج عام 2002،الفيلم من إخراج ادريان لين،وتكييفها من قبل ألفين وسارجينت برويلس ويليام الابن من الأفلام الفرنسية عن المرأة ){ الموسوعة العالمية}.الفيلم عبارة عن قصة زوجين .. لعب دور الزوج "ريتشارد جير" .. ولعبت دور الزوجة" دايان لاين "..لم يترك الفيلم شيئا لم يوح به من السعادة التي يعيشها الزوجان .. وطفلهما .."جير" – ولد 31 أغسطس 1949م.- أما "دايان" فقد ولدت في 22 يناير 165م.. ولم تترك صناعة الفيلم فرصة لظهور فرق السن بين الزوجين .. خشيت أن يُظن أن "دايان" تزوجت من ابن عمها"ريتشارد" مجبرة!!عفوا .. صحيح أننا نتحدث عن الغرب ..لقد"مكيجو" البطلين حتى بدت الزوجة كأنها أكبر من الزوج .. وصغروه حتى بدا شابا .. مع أن "فتاة" – في فيلم "خريف في نيويورك" – في سن ابنته فُتنت به .. وبشيبه!!إضافة إلى الشكل .. توفرت كل الإيحاءات التي تؤكد سعادة الزوجين ... المزاح .. المعاكسة .. وهو يضحكها .. والفرنسيون يقولون :"إذا أضحكت المرأة .. فقد حصلت عليها".وحالة الزوجين المادية ممتازة .. ويوحي الفيلم بأن حياتهما الخاصة جدا .. ممتازة أيضا.باختصار .. زوجة لا ينقصها شيء .. حتى العمل تقوم به من منزلها ... عبر"مزادات" أو شيء من هذا القبيل... حتى إذا كان تتسوق مرة .. هبت عاصفة هوجاء .. ولم تجد سيارة أجرة تقف لها .. فدفعتها الريح العاتية لتصطدم بشاب يحمل كومة من الكتب .. أسقطته .. وسقطت فوقه .. تماما.. بعد الاعتذار حاول هو أيضا أن يوقف لها سيارة ..فلم يوفق .. فعاد إليها .. جمعت معه كتبه .. وقد جرحت ركبتها ..أخبرها أنه سيحضر لها ضمادة .. ثم طلب منها أن تتمسك بشيء لكي لا تطير بعيدا .. أو تصعد إلى شقته .. تلك التي عندها أصيص الأزهار .. ترددت فقال :"لست سفاحا .. أعدك"جعلها كلامه تبتسم ..خطت "الخطوة الأولى" لولا أنه فيلم غربي لقلت "من خطوات الشيطان"!!يعطيك الفيلم لقطة لتكاسي يسير ببطء.. كأنها كانت تستطيع أن توقفه .. لكنها تبعت الشاب،الذي يصغرها كثيرا.شقته كلها كتب .. فهو تاجر كتب.. صعدت معه عبر الدرج لتعطل المصعد ..كأن تعطل المصعد كان فرصة للتراجع .. لكنها لم تفعل ..بهرتها الكتب .. طلب منها أن تذهب إلى الحمام على اليسار ... ترددت .. قال :توجد ضمادات .. وفي طريقها للحمام قال لها :( أسمح لك بالاطلاع على أدويتي )!! فتبستمبهرتها الكتب والمنحوتات في الشقة .. أخبرها أن الشقة لصديق لهاتصلت من هاتفه . . لأنها تأخرت على مدرسة طفلها .. جفلت حين وضع يده على ركبتها .. كان يضع كمادة ثلجية!!أخبرته عن طفلها الذي كانت تتكلم معه .. في الثامنة .. وسيكمل التاسعة بعد أسبوع .. أخبرها باسمه ..سيكمل الثامنة والعشرين في يوليو!عرفته باسمها .. و .. أنها متأخرة ولابد أن ترحلأصر على إهدائها كتابا .. هدية .. ذهبت من نفس الطريق الذي ذهبت منه إلى الحمام .. أخذ يوجهها ..أكملي .. توقفي .. يمين .. لا .. إلخ(حسنا،الرف الثاني من فوق .. خذي الكتاب الرابع من اليمين ..(..) افتحي الصفحة 23 :شرب النبيذ هذه هي الحياة الأبديةهذا كل ما سيعطيه لك شبابكإنه موسم النبيذ،والورد ..والأصدقاء المخمورينكن سعيدا بهذه اللحظةفهذه اللحظة هي حياتك). ..قال معها في نفس الوقت " فهذه اللحظة هي حياتك "تبادلا النظرات .. خفضت بصرها .. قالت :(يجب أن أذهب شكرا لك.-هل يمكنك أن تجدي طريقك للخارج؟-أتمنى ذلك)انعطفت حطأ . . قال :(-هذه غرفة نومي )انفتلت خارجة .. أخبرها ناطقا اسمها أنه تشرف بمعرفتها :(عودي إن احتجت لمزيد من الكتبأو الرعاية الطبية)عادت لبيتها .. أخبرت زوجها – حين عاد – أن العاصفة طرحتها أرضا كأنها مسنة .. وأنه أمر"مخزي" .. وأخبرته عن شاب ساعدها .. ثم وضعها في تاكسي ..سألها :"وسيم؟" تبادلا نظرات الحب والمزاح !بعد حديثه مع طفلهما .. وأنه سيساعده على حل واجبه .. سالها :هل عرفت اسمه ذلك الشاب .. نهديه زجاجة نبيذ . . رخيصةتبادلا الابتساملم تخبره عن الكتاب .. بل خبأته بين الكتبفتحت الكتاب بعد ذهاب زوجها وطفلهما .. سقطت منه بطاقة ..***في محطة القطار .. اشترت كوبا من القهوة .. عند هواتف العملة .. أخرجت البطاقة .. وضعت العملة .. ثم استعادتها .. أعادتها مرة أخرى .. اتصلت :(مرحبا هذا "باول مارتيل"اترك رسالة بعد سماع الصفار’،وشكرا")وهي تمد يدها لتعيد السماعة إلى مكانها :(مرحبا .. مرحبا.-مرحبا-مرحبا-أنتَ موجود؟-أنا"وني سمنر"التي قابلتها في ذلك اليوم العاصف.- تلك المرأة .. كيف حال ركبتك؟ هل وضعت عليها ثلج؟- أجل وضعت عليها الثلج ورفعتها .. إنها أفضل كثيرا .. لقد أردت أن اتصل وأشكرك فقط .. لقد أردت أن أسال عن عنوانك لأني أردت أن ..- اين أنت؟- ماذا؟لقد قلت،أين أنت؟-أنا في سنترال عمومي .. ومن الصعب حقا أن أسمعك- تعالي لتريني- ماذا؟- أجل،خذي استراحة سأعد لك القهوة- قهو(وضعت كوب القهوة الذي كان في يدها على الهاتف .. وبعد تردد :- حسنا.- حسنا.- إلى اللقاء وداعا.- اللعنة)ثم .. وصلت إلى مسكنه .. وكالمرة الأولى كان المصعد معطلا .. صعدت الدرج ..وصلت تنهج .. وجدته عند الباب،قال :(- لا يوجد ضرر دائم كما أرى( قفزت لتثبت أنها بخير) قال :(- نحن نقبل الحالات الطبية بالصليب الأزرق ..- أنا لست مؤمن علي-لا،أخشى أننا لا نقبل الحالات الخيرية.(أغلق الباب .. ثم فتحه ،وقال )
    • لقد كانت مزحة )

      دخلت أراها كتابا لجاك لندن (النسخة الأولى من"الناب الأزرق" في جاكت أصلي مغبر.

      أخبرها أنه اشترى النسخة بـ"50"دولار .. سألته كم يساوي الآن؟

      (أكثر من 4000 مرة تقريبا)

      (قالها بالفرنسية ،وقال)

      ( - تلك بالفرنسية.

      - لقد أخذتها في المدرسة)

      قال كلمة بالفرنسية فردت :

      (- هل تريدني أن أخلع شيئا!

      - معطفك،هل تريدين أن أخلع لك معطفك؟

      أعادتها بالفرنسية :

      (-أجل،معطفي... شكرا لك.)

      لمس رقبتها وهو يخلع معطفها.

      قالت :

      (- لكن لا يمكنني أن أبقى طويلا ..لدي بعض المهام يجب أن أنجزها

      - سوف أحضر القهوة.

      - حسنا.)

      سكب القهوة .. وهو يعدها ..أحرقته مرتين .. وهي واقفة .. رأت كتابا ... قال لها .. وهو يقدم لها القهوة ..

      (- إنها بطريقة برايل

      - بريال

      - لا،لا،بل برايل .. لقد كان فرنسيا

      - أغمضي عينيك

      - ماذا!!

      - أغمضي عينيك )

      بعد تردد .. وابتسامة تعجب .. فعلت .. أخذ يدها ..ووضعها على الكتاب .. وبدأ يقرأ:

      (-أمي أعدت لي دجاجة .. دجاجتها جعلتني أسعل ..أتمنى لو أنها أزالت الريش من عليها عندما أعدتها) ضحكت ..وقالت :

      (- إنها لا تقول ذلك

      أغلق الكتاب .. وهو ممسك بيدها ..كان عنوانه عن "الطبخ".. ظل ممسكا بيدها .. وضعت كوب القهوة .. الذي لم تذقه :

      (- من الأفضل أن أذهب

      - حقا؟

      - من الأفضل أن أذهب)

      سحبت يدها من يده .. قال :

      ( - انتبهي لا تسقطي

      - شكرا على القهوة

      - أنت لم تحتسيها )

      نجت من هذه"الخطوة"!!

      ذهبت إلى زوجها في شركته .. وقد اشترت له هدية ..دون مناسبة وكان الجو كله حب ..ومرح .. عرضت عليها السكرتيرة القهوة .. لا شكرا

      طلب إيقاف المكالمات الهتافية .. رأت صورتها على مكتبه .. وصورة طفلهما ..

      ***

      عاد زوجها إلى المنزل .. ولا زال يرتدي"البلوفر" الذي أهدته له .. كانت شاردة الذهن .. امتلأ الحوض بالماء .. راقب ملامحها .. وهي سارحة .. وشبح ابتسامة على شفتيها .. خرج ولم يقل شيئا..لم تنتبه لوجوده .. وظلت في وضعها .. تبتسم ..

      " اللقطة التالية"

      فتح لها الشاب الباب

      (- مرحبا

      - مرحبا

      (دخلت )

      -هاأنذا مجددا .. لقد أحضرتُ معجنات

      أعاد الكلمة بالفرنسية .. خلع معطفها :

      (- ما هذه الموسيقى ؟

      - هل تعجبك؟

      - أجل

      - هل تردين الرقص؟

      - الآن

      - أجل

      - حسنا

      - يجب أن أحذرك،أنا أحب القيادة.

      - بالطبع،فأنت أمريكية

      (سالت )

      -هل فعلت ذلك مسبقا؟

      - ماذا؟

      - كم حبيبة كانت لك؟

      اثنتان

      -حقا!

      - وهل كنت لأكذب عليك

      - لا أعرف هل تكذب)

      أسقطَ المعجنات من يدها ... ؟؟؟؟ رقصا ثم قال :

      ( عيناك جميلتان،يجب ألا تغمضيهما أبدا .. حتى بالليل .. يجب أن تتعلمي أن تنامي وعيناك مفتوحتان

      - سوف أعمل على ذلك

      - هل ستفعلي؟)

      حاول أن يقبلها .. رفضت ..ابتعد

      -انتظري

      (قالت)

      -أعتقد أن هذا خطأ

      - لا يوجد شيء اسمه خطأ .. هناك شيء تفعلينه وشيء لا تفعلينه

      - لا يمكنني أن أفعل ذلك ..)

      أخذت حقيبتها وانصرفت ..ركل المعجنات .. عادت .. قالت :

      ( - نسيت معطفي )

      فكانت الخطوة التالية .. محمولة .. إلى غرفة نومه .. فظن شرا ولا تسال عن الخبر!!

      ***

      اللقطة التالية .. هي في القطار .. تتذكر ما حصل بينهما .. تبكي .. وتضحك في نفس الوقت ..

      ثم لقطة غير واضحة ..ذهبت إلى دورة المياه .. تقيأت .. أو كانت ستنتحر .. !!

      ***

      تكررت الزيارات ..

      دعاها زوجها إلى الغداء .. الساعة 12 تساءلت إن كانت ستكون جائعة الساعة 12!! ثم ادعت أنها لكي تجهز تحتاج إلى ساعة .. جلس ينتظر .. رأى ملابس جديدة .. على المقعد .. وحذاء جديدا .. ثم ادعت أنها نسيت أن عندها موعد للعناية بالبشرة ..ذكرت اسم الصالون .. قال أن عليها أن تظل جميلة أليس كذلك؟

      كرر اسم الصالون .. ثم تغزل بها .. ذكر أنها تضيع مالها!!

      ****

      اكتشف زوجها خيانتها ... بعد أن استأجر مخبرا يتبع زوجته .. فصورها مع الشاب.

      ذهب لزيارة الشاب .. عرفه بنفسه .. أحضر الشاب زجاجة خمر .. ثم قتل الزوج الشاب بالزواج .. وحمل جثته .. وألقى بها في مكب النفايات .. عثرت عليها الشرطة .. وعثرت الزوجة على صورها في معطف زوجها وهي تستلمه من المغسلة .. جلست تبكي .. وهي تحرق الصور .. وتأتي لقطة سينمائية بكل ما تعنيه الكلمة ..

      تخيلت أن سيارة الأجرة البطيئة توقفت لها .. وأنها ركبت فيها .. ولم يحصل شيء مما "قُدر"!!

      لم يتحدثا في الموضوع ..

      باعا منزلهما

      ركبا سيارتهما .. وطفلهما نائم في المقعد الخلفي ..

      توقفا عند الإشارة .. لا يوجد غيرهما ..ظلت الإشارة تنتقل من الأخضر .. إلى الأحمر .. ثم تعود إلى الأخضر .. دون أن يتحركا ..

      "النهــــــــــــــــــــــــــــــاية"

      بطبيعة الحال .. لو تحدثنا مع "اللبرالين" بلغة"خطوات الشيطان" .. أو قول الحبيب صلى الله عليه وسلم فيما معناه"ما خلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما" أو كما قال صلى الله عليه وسلم .. لنظر إلينا شزرا .. ولكن حين يأتي الأمر من الغرب .. الذي يتلقون عنه "نورهم" .. فالأمر مزعج بعض الشيء !!

      تلويحة الوداع :

      كتبت – قديما – كُليمة حول المرأة .. وأن بعض الرجال يتحدثون – اتكاء على دراسات علمية - عن"الجمال"بصفته يجذب الرجل دون إرادته .. كتبتُ أنهم يريدون تبرير التحرش .. ففهمت إحدى الكتابات – تعيش في السويد – كلامي على غير مقصده .. ونشرت حول الموضوع .. فعلقت إحدى السيدات .. أنها هي أيضا حيت تكون مع رجل بمفردهما .. ترغب فيه!!

      مع أن هذا لا علاقة له بموضوعي .. ولكنها أرادت أن تنفي .. فأثبتت – ربما لتثبت أنها "مثل الرجل"!!- وصدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.



      أبو شرف : محمود المختار الشنقيطي المدني





    ...




ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •