رأيي المتواضع والبسيط الذي أقوله في أكثر من مكان من 10 سنوات هو الآتي :
أولا لنتفق أنني أتكلم عن النماذج الصحيحة والتي استوفت شروط الابداع
سواء كانت شعرا عموديا او تفعيلة او قصيدة نثر لأنني لا آبه بالنماذج الفاشلة في شعر العمود ولا التفعيلة ولا النثر ولا آبه أيضا بشاعر فاشل
أولا : الشعر العمودي
هو الشعر العربي الصحيح والذي يشكل هوية العربية من 1500 سنة تطورت اساليبه وطرائقه وهذا الصنف من الأدب لا غبار عليه بأنه شعر بل هو الشعر العربي
ثانيا : الشعر التفعيلي /
باختصار الشعر التفعيلي هو ولادة طبيعية من رحم الشعر العمودي
والذي يتابع جيدا سيجد أن فكرة التفعيلي جاءت من العمود من ناحية القوافي هي نفس فكرة الموشحات
أيضا سيرى أن فكرة التفعيلي هي عكس فكرة الشعر المجزوء
فالشعر المجزوء يعتمد على حذف تفعليتين من العمود
والتفعيلي يعتمد على الزيادة بما شاء أو النقصان كما شاء وأيضا
هو متحرر مثل الموشحات في القوافي وربما ايضا لاتكون هناك قافية في بعض المرات
ولأنه جذور التفعيلي جاءت من فنون العمودي سواء كانت موشحات او مجزوءات أو اراجيز والذين تبنوها هم اناس عرب مثل نازك الملائكة والسياب فهي ايضا شعر عربي صحيح
ثالثا :
قصيدة النثر /
هي القصيدة التي ليس لها جذور في العربية كصنف شعري بمعنى
هي ليست ممتدة من العمودية ولا من الأراجيز ولا من الموشحات ولا من شعر التفعيلة ولو أحسنت الظن فأصلها المفروض الذي لا بد أن يرجع إليه يكون النثر العربي القديم رغم أني أرى جليا أن لاعلاقة لها أيضا بالنثر العربي القديم فالنثر العربي القديم أيضا فيه سجع وقوافي وفنون بلاغية عربية لا أجدها موجودة بقصيدة النثر لكن على الأقل شكلا استطيع القول انها نثر وليست شعرا او قصيدة
لكن ولا بد من أن تنتبه لما يأتي بعد( لكن) حسب التصنيف والنهج النقدي الغربي غير العربي فهي شعر لذا نستطيع القول لكاتب القصيدة النثرية أنت شاعر حسب المفهوم الغربي للأدب وناثر حسب المفهوم الأدبي العربي


إضافة :


(مبرر أن يقال أن الفنون تتلاقح والحضارات تأخذ من بعضها بعضا ليس صحيحا
فمثلا الغرب لم يأخذ من العرب التعريف الشعري والشكل الشعري العمودي ولم يتأثر به لا في هذا العصر ولا في عصر تخلف الأوربيين
اللهم العرب الآن صاروا ياخذون من الغرب ومن اليابانيين نماذج جاهزة للشعر النثري وأيضا نماذج جاهزة من الأدب الغربي ويقولون أن هذا شعر
وكل هذا التأثر حدث بسبب انهزام الهوية العربية في هذا العصر
حاولوا أن تلاحظوا انه في تلك العصور المظلمة لأوربا لم يأخذ الأوربيون شيئا من العرب مع أن العرب كانوا وقتها ثقافة مؤثرة
وأيضا حجة أرباب قصيدة النثر أن الفاصل في الشعر هو الصورة ليس صحيحا
فالصورة البلاغية العظيمة موجودة في الشعر وغير الشعر موجودة هي في النثر
وموجودة في الرواية وموجودة في القرآن وموجودة في الفن التشكيلي وموجودة في المشاهد السينمائية وحتى ذلك الجمال موجود في الأهداف الكروية العبقرية وموجود في الرقص والموسيقى لذا هذا الجمال ليس مقصورا بالشعر إذا كان الفاصل هو الإبهار والإتقان في أي فن أنما هو جمال وهذا الجمال وان تعددت طرائقه واختلفت أساليبه فليس من الإنصاف ان ينسب كل جمال إلى صنف واحد من الجمال الذي هو الشعر ومن هنا جاءت إشكالية التسمية قصيدة النثر حينما أصبح للنثر جمالا أرادوا أن ينسبوه للشعر وأنا أراه ضعف شخصية من أرباب قصيدة النثر وأيضا حاجة ملحة للانتماء إلى شيء عظيم رغم أنه كان من الممكن أن يختاروا تسمية لصنفهم الأدبي النثري كما يختارون عناوين إبداعية لنصوصهم النثرية)
ما بين القوسين أعلاه هو رد لبعض المغالطات المنطقية فقط


التحذير الاخير /
إذا اقتنعنا بان النثر الجديد المسمى بقصيدة النثر هو شعر صريح يصنف تحت فئة الشعر
فانتظروا أعواما وسيخرج من الجامعات جيش من أصحاب اللا قدرة على التصنيف وسيقولون أن في العصر الفلاني الانحطاطي كان العرب لديهم نصوص نثرية تسمى شعرا وبالتالي فنظرية كفار قريش حول القرآن الكريم صحيحة
والقرآن هو شعر ومحمد صلى الله عليه وسلم كاذب
وكل هذا بسبب جهلكم وعدم قدرتكم على تسمية صنف أدبي جميل بمسماه الحقيقي وهو صنف قصيدة النثر
وتذكروا جيدا أن كفار مكة حينما قالوا ان القرآن شعر كانوا يروجون تلك الخدعة
بنظرية : اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الآخرون وحينما لم تعمل معهم جيدا أتوا بكذبة جديدة
أن محمد ساحر أو مجنون الخ
وحتى كفار مكة في مجالسهم كانوا يقولون أن هذا الكلام ليس من الشعر وليس من مبسوطه ولا هزجه ولا طويله
ويدعم كلامي هذا أن كفار مكة كانوا دقيقين حينما كانوا لا يسمون الأراجيز قصيدة بل كانوا يسمون من يكتبها راجز وليس شاعر فكيف القرآن يصبح شعرا
أو كيف قصيدة النثر تصبح شعرا ؟؟
الخلاصة :
أنا ظميان غدير أحب القصيدة النثرية بجوهرها وليس بمسماها ورغم أني شاعر عمودي وتفعيلي فقد كتبت تقريبا خمسة قصائد نثرية دون النظر للتصنيف
وما أحاول قوله هو انه ليس لدي اعتراض على القصيدة النثريه من حيث التصنيف الجمالي والإبداعي فقط المسمى ووهم التسمية الذي خلط الأوراق ببعضها هو اعتراضي وأظن أن الدعوة في هذا النقاش أساسه كان على التسمية والتصنيف كما هو حال كل النقاشات التي خضناها في الموضوع نفسه
ولكن أنا ارفض المغالطة الكبرى حينما يقول ناثر ما عن شاعر عمودي انه يكتب الشعر الكلاسيكي فليس هناك ما يسمى الشعر الكلاسيكي فكثير من نماذج الشعر في عصرنا هذا تعتبر نماذج عمودية حداثية وليس لها علاقة بالأسلوب القديم الكلاسيكي وحتى لو أراد شاعر عمود ما أن يكتب بالطريقة القديمة سيفشل لأن حتى من أتوا بعد العصر الجاهلي لم يقدروا أن يكتبوا بأسلوب الجاهليين وكان يتضح لنقاد ذلك العصر فشل التقليد وكان يفتضح الشاعر في محاولته البائسة لجلب ألفاظ غريبة او اتباع أساليب الجاهليين
ولهذا كان يظهر في كل عصر جديد شاعر محدث شاعر عمودي حداثي مثل ابي نواس وبشار وعمر بن ابي ربيعة والمتنبي وابي العلاء المعري كانت اساليبهم حداثية بوقتها ولا علاقة لها بالقديم
بل أن من عاشوا في الفترة الجاهلية من الشعراء كانت لديهم دعوة صريحة للحداثة
وذلك جلي في قول حسان بن ثابت رضي الله
لا أسرق الشعراء ما نطقوا =أو لا يوافق شعرهم شعري
وحتى المتأخرين كان لديهم نزعة تغييرية أبو نواس مثلا
فثورة ابي نواس لم تكن في الشكل فهو احتفظ بالشكل العمودي لكن لم تعجبه فكرة وصف الأطلال بل كان يصف الخمر بمقدمة نصوصه وهذا تحديث خطير يدل على قوة شخصية ابي نواس
وحتى من جاء بعده مثل ابي العلاء المعري كان يقول :
وإني وإن كنت الأخير زمانه =لآت بما لم تستطعه الأوائل
فالحداثة كانت مستمرة من عصر الرسول صلى الله عليه وسلم
وليس صحيحا الحكم على الشعر العمودي على أنه صنف ادبي جامد لم يتعرض للتغيير والتطوير على مر العصور
وهذا يفند نظرية أن العمودي لم يعد يستوعب العصر لان العمودي في كل عصر كان يتجدد لكن لا يلاحظ تجدد مضمونه رغم ثبات شكله إلا العارفون به والمتابعون لمعانيه والمجتهدون في روايته ونقده
نصيحة أخيرة :
من اراد الاستمتاع فلينظر للنصوص دون تصنيف سواء كان شعر عمودي او تفيعلي او نثري فنقاد هذا العصر حمقى !!
كتبه لكم من كيبورده العظيم اظميان غدير
شاعر ارتري